أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - !عرض تلفزيوني إسرائيلي














المزيد.....

!عرض تلفزيوني إسرائيلي


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


«الغولاني»، فريق النخبة في الجيش الإسرائيلي، تحول بعد تعيين ضابطة إسرائيلية، مسؤولة عن إعلام الحرب، وعما يُسمح ببثه، عبر محطات التلفزة الإسرائيلية، إلى ما يشبه بطل مسلسل، أكثرت هذه المحطات من التركيز عليه، خصوصاً قبل عملية الكوماندوس التي نفذها في مدينة بعلبك. وكان لا بد لهذا الاستعراض التلفزيوني، من استكمال مشهد التسلسل الدرامي الذي بدأ كحلقة أولى عبر استعراض الكتيبة الرقم 15 في بداية الحرب.

وهذا المسلسل لم يتوقف، إذ لم تكد عملية الإنزال في بعلبك تنتهي، حتى سارعت التلفزة الإسرائيلية إلى متابعة عرضها القتالي. والحقيقة أنها لم تأتِ بجديد، لأن صورة «الغولاني» التي تكررت على شاشات الاسرائيليين في مبالغة واضحة، ليست مختلفة عن صور الأفلام السينمائية الأميركية، التي صنعتها حرب فيتنام. فـ «الغولاني» النسخة الأحدث للجندي الأميركي، كان موفقاً في إحداث الجلبة المفترضة لعرض صاخب. ولا بد أن المشاهد شعر لوهلة أنه أمام رؤية مختلفة، لوهلة فقط، ليس أكثر! فباستثناء الرقصات الهستيرية، لبعض المتطرفين اليهود، ذوي الجدائل الطويلة المضفرة الذين باركوا «الغولاني»، وكانوا تعويذات للقتل، بدا المشهد عادياً، والعرض مألوفاً، شبيهاً بما حاولت الصناعة السينمائية الأميركية تصديره الى العالم، عندما قتلت الشعب الفيتنامي، وأحرقت أرضه، باسم العدالة التي لم تستطع إقناع العالم بها، على رغم مرور زمن طويل، وعلى رغم حشد طاقات إعلامية هائلة، وصرف بلايين الدولارات لتغيير الصورة.

خرجت من ذلك كله بصورة مختلفة، لجنودها المحطمين في أدغال فيتنام، ولم يكن هذا غريباً، لأن الصورة التلفزيونية الحية لم تعد في حاجة إلى تلفيق درامي. صار ما يحدث على أرض الواقع هو بطل الحدث، لذا لم يعد أمام محطات التلفزيون الإسرائيلي خيار، وسط الحرب الإعلامية، إلا أن تمارس رقابة ذاتية. لكنها رقابة من النوع الرديء، لأن الصور ذاتها التي بُثت بوصفها صورة انتصار لإنزال بعلبك، كانت مشهداً باهتاً، مقتبساً عن فيلم أميركي «أكشن». هذا طبعاً، عدا عن المشاهد التي عرضتها تلك المحطات عن عملية القنص الجوي، والتي تبدو فيها إشارة القتل «+» وهي تبحث عن هدف للموت.

هذه المشاهد أثلجت صدر المسؤولة الإعلامية العسكرية التي بثتها على مدار الساعة في التلفزيون الإسرائيلي كدليل انتصار، والتي أكدتها بعد ذلك مشاهد النصر التي بثتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، للعديد من قادة الجيش وجنوده، وبعض الوزراء، وهم يقبلون بعضهم، ويتعانقون مع أصحاب الضفائر، والقلنسوات.

ربما كان المشهد بالنسبة إليهم، تلخيصاً للفلسفة التي قام عليها وجودهم البربري. فإشارة الموت «+» كانت تدور حول النقاط السود المتحركة، المذعورة، الباحثة عن ملجأ أمان. النقاط السود التي تختفي حالما يضغط الإسرائيلي على زر القتل... النقاط التي كانت قبل ضغط زر الكتروني، في طائرة تعلو سماء لبنان، كائناً إنسانياً يؤجل موته، بالركض تحت عينيّ القناص، ليتحول إلى مشهد تلفزيوني يهدئ روع الإسرائيليين!



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات كاميرا الحرب
- صورة عتيقة
- أين نزار قباني العاشق
- تحت سماء دمشق: اللعب الحافي
- نجوم أمطار الصيف
- كاميرا نوال السعداوي
- غابة اميرتو ايكو
- كاميرا حالمة
- مستعمرة العقاب
- الكاميرا والموت
- عودة المثقف الحر
- وثيقة بصرية عن الاعتقال السياسي
- عقول خلف القضبان
- المرأة في المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل
- إنهم يقتلون النساء
- قانون الأحوال الشخصية في سوريا: بين التعسف والمصادرة
- المثقفون وحراس الكراهية
- حكي النساء
- هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟
- من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - !عرض تلفزيوني إسرائيلي