أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد خيري - مسرحية الحرب الاهلية اداة لابادة العراقيين وترسيخ الاحتلال واهدافه














المزيد.....

مسرحية الحرب الاهلية اداة لابادة العراقيين وترسيخ الاحتلال واهدافه


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


طورت الادارة الامريكية سياسة فرق تسد الامبريالية التي استخدمتها الامبريالية البريطانية في العراق وغيره من البلدان التي رزحت تحت هيمنتها لاسيما وقد خبرت الشعوب هذه السياسة وتحصنت ضدها. فمنذ ثلاث سنوات ونيف تعمل قوات الاحتلال الامريكية بكل الوسائل لاثارة الحرب الاهلية عبر مختلف الوسائل والادوات. فقد جندت الالاف من محترفي الاجرام وبقايا قوات صدام لتقوم بقتل وتهديم المساجد والمراقد الدينية تارة الشيعية لتثيرهم ضد السنة وتردفها بهجمات وحشية على السكان والمساجد السنية حتى افتضح امرها لدى الكثير من ابناء شعبنا فلم ينجروا الى هذه المسرحية الدموية التي تتصاعد ضحاياها املا في ان تحقق اهدافها في اثارة الحرب الاهلية لتبرير بقاء احتلالها . فالكثير من هذه الاعمال تجري في وضح النهار وامام انظار قوات الامن وقوات الاحتلال بل وحتى تم بعضها بمشاركتهم ، ودون ان يلقى القبض على أي منهم. ثم صعدت الحملة باضافة اسلوب الفصل الطائفي في اماكن السكن . فالقيت المنشورات وتتالت المكالمات التلفونية والرسائل المهددة بالقتل اوالتهجير الى مناطق الفصل الطائفي . فاصبح مئات الالاف من العوائل العراقية لاجئين في وطنهم وتحولوا من اناس فعاليين اقتصاديا واجتماعيا الى اناس عاطلين ينتظرون المساعدات الدولية ومشروعات الرعاية الاجتماعية بهدف تحويل الشعب العراقي الى مجموعات منزوعة الكرامة والقدرة على الحياة . كما سخرت رؤساء الاحزاب الطائفية وراء شعارات مخادعة مثل الانتقام من المظلومية التي عاناها الشيعية على مر العصور لتستير طموحاتهم في الحكم والثروة . وقبولهم بصفقة ليس لها أي افق تاريخي. تتعهد بموجبها بتنفيذ جميع مخططات الاحتلال بما فيها تسعير الطائفية وتسخير مليشياتها لتحقيق ذلك لقاء تقسيم العراق واستحواذها على وسط وجنوب العراق بكل ثرواته الطبيعية والبشرية وما يتبعها من احلام طوباوية بالاحتماء بالامبراطورية الاسلامية الخمينية. كما استعانت قوات الاحتلال بايتام صدام واتباعهم من رجال دين بامل العودة الى حكم العراق مستفيدة من خبرتهم في الاجرام والارهاب والتلون السياسي والطائفي. ولكن وكما اثبت الكثير من رجال الدين في ثورة العشرين عن اصالتهم الثورية ووطنيتهم الصادقة اخذ بعضهم اليوم يتصدون لهذه المسرحية الدموية ويفضحون اساليبها واهدافها. واكد احدهم اليوم على شاشات النلفزيون: ان ما يعيشه الشعب العراقي اليوم ليس حرب اهلية وانما هي ابادة جماعية وبالتساوي.. ولايمكن الخروج منها الا بانهاء الاحتلال . وفند جميع مشاريع المصالحة الوطنية بالقول ليس هناك خلافات وطنية ولا صراعات بين المواطنين .. كما فضح مهندسيها ولاسيما رئيس الوزراء الذي دعى قوات الاحتلال للبقاء في العراق بدل تحديد موعد لانسحابها كما وعد وكما تطالب القوى الوطنية ، وذلك في الكونغريس الامريكي وامام شاشات تلفزيونات العالم..
وسخرت الامبريالية الامريكية جميع اجهزة الحكم من رئاسة الجمهورية ووزارات وبرلمان في مسرحيتها دون ان يجرؤ أي منهم عن رفض القيام بدوره من تمويه المخطط والمنفذ لها بل وتحويل قوات الاحتلال الى منقذ من الحرب الاهلية ، الى الهاء الشعب بمشاريع المصالحة وحماية الامن بالاشتراك مع قوات الاحتلال وتكثيف تواجدها وحملاتها الاجرامية بحق المدن والبيوت والاشخاص تحت شعار"معا الى الامام" وسط تأييد حار من قبل معظم اعضاء البرلمان فقد صرح رئيس احد الكتل البرلمانية امس : ان كتلته تسعى بكل امكانياتها لانجاح المسيرة السياسية للحكومة التي تخدم جميع العراقيين ومفتاح النجاح في المرحلة الراهنة دعم المصالحة الوطنية" . ترى أي مصلحة للوطن والشعب قدمتها هذه الحكومة ؟ هل في الطلب من مجلس الامن يتمديد الاحتلال ومن بوش ببقاء قوات الاحتلال؟ هل في استتباب الامن ؟ هل في توفير الكهرباء والوقود ؟ هل في ايجاد العمل للعاطلين ؟ هل وهل والف هل؟
كما سخرت الادارة الامريكية في مسرحيتها الانظمة الرجعية في المنطقة فحذر ملك الاردن من اقامة هلال شيعي في المنطقة وتصدى كبار رجال الدين في مصر والسعودية الى مقاومة النفوذ الشيعي باعتباره جزء من النفوذ الايراني كما دعمت ايران الصراع الطائفي بهدف اشغال الادارة الامريكية وتخفيف الضغط عليها.
ورغم كل ذلك يتعمق وعي الجماهير وتضعف ثقتهم بالاحزاب والكتل التي لم تفي باي من تعهداتها الوطنية والشعبية بما فيها الاحزاب والكتل السياسية والدينية. ويزداد ادراكها باهمية القيادة السياسية المخلصة للشعب والوطن . ورغم كل الالام وخيبات الامل فضلا عن المخاطر تنطلق بنشاطات جماهيرية كبعض الاضرابات العمالية والمظاهرات المطالبة بفرص العمل وتوفير شروط المعيشة من كهرباء ووقود. كما يمكن لدعوة بعض المثقفين الوطنيين لشعار "انا عراقي" ان تتحول الى حركة جماهيرية جبارة تكشف عن كل جوانب مسرحية الحرب الاهلية وجرائمهاومنفذيها ومنتجيها ومحركي ادواتها. ولاشك بان الحرب الامريكية الاسرائيلية على لبنان وصمود شعبه ومقاومته رغم كل التضحيات، واستمرار وحدة شعبه رغم كل وسائل تمزيقها من قبل وسائل الاعلام الامبريالية وادواتها وكل وسائل الصهيونية وجرائمها، تاثيرها البالغ على جماهير شعبنا وتزايد وعيه باهمية مقاومة الاحتلال وضرورة دعمها بكل الاشكال والوسائل. وتجسد ذلك بالمظاهرة الجبارة التي ضمت عشرات الالاف لدعم الشعب اللبناني ومقاومته والمطالبة بوقف العدوان فورا .
فهل ستختم الادارة الامريكية مسرحية الحرب الاهلية في العراق بحرب بين مجنديها من العراقيين لتثبت ان الشعب العراقي شعب متخلف لابد من قيادته من قبل جنودها البرابرة، ومهد الحضارات يجب ان يمزق لتحكم هيمنتها على خيراته؟؟



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة العراقية اغناء لتجارب الشعوب والبشرية في نضالها المع ...
- الشعب اللبناني يقدم نقلة نوعية في العملية التاريخية لتحرير ا ...
- معركة واحدة من فلسطين الى العراق مرورا بلبنان
- الوطن الام يناديكم
- التجربة الاولى في مجابهة العنجهية الامريكية والاسرائيلية في ...
- قضية الجندي الاسرائيلي الاسير والاستقطاب الطبقي على الصعيد ا ...
- نشوء الدينية والعلمانية والصراع بينهما
- مصطلح اليسار السلمي اكثر قبولا من مصطلح الاشتراكية الديموقرا ...
- ابادة العناصر الحيوية للشعب العراقي
- مهرجان انسحاب قوات الاحتلال من السماوة بعد مهرجان الزرقاوي
- الامبريالية الامريكية ومكافحة الشيوعية - ضياع اخر فرصة لطلب ...
- تحية للمؤتمر الثالث لحركة الانصار العراقية
- سجن غوانتنامو وسجون الامبريالية البريطانية في العراق
- صرخ هدى يستصرخ ضمير البشرية ويدمي القلوب ويمزق الاكباد
- مهرجان مقتل الزرقاوي لاخماد الغضب العراقي والعالمي على جرائم ...
- رسالة حب وتقدير لكل امرأة عراقية
- تطور الحركة الثورية العالمية لمواكبة متطلبات عصرنا
- مليارا ن ونصف دولار مخصصات حماية فقط لبرلماني ووزراء العراق
- تحية كفاحية للمقاومة الوطنية العراقية
- الثورة العلمية التكنالوجية في مجال الطاقة البديلة والمساهمة ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد خيري - مسرحية الحرب الاهلية اداة لابادة العراقيين وترسيخ الاحتلال واهدافه