أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - فاتن حمامة ..العفريته التى خرجت من القمقم..!!















المزيد.....

فاتن حمامة ..العفريته التى خرجت من القمقم..!!


غادة عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 04:25
المحور: الادب والفن
    


من الطفلة اللهلوبة حتى سيدة الشاشة

فاتن حمامة ..العفريته التى خرجت من القمقم..!!

غادة عبد المنعم

أنجبت مصر مواهب كثيرة فى مجال التمثيل، لكن القليل منها من كان فى ذكاء فاتن حمامة، فهذه السيدة استطاعت أن تغير من صورة الممثلة ومن تصور الجماهير عن مهنة التمثيل وعالم الممثلات ..قبلها كانت الممثلة فتاة جميلة تجيد الرقص أو الغناء ولابد أن تكون أما من أصل أجنبى أو يهودى، أو ابنة لكار العوالم والراقصات وذلك حتى تسمح لها أسرتها بامتهان مهنة تحصل فيها السيدة على المال فى مقابل أن يتفرج عليها الرجال.. وبعدها صار هناك نوعية من الممثلات المحترمات السيدات اللاتى يتهادين على الشاشة وفى المحافل العامة كالأميرات يتابع الجميع أناقتهن لا فضائحهن..!!

لقد استطاعت فاتن حمامة أن تفرض احتراما خاصا للممثلة من خلال النموذج الخاص الذى حققته كإنسانة وممثلة فقد كانت منذ بداياتها ذكية، متعلمة، مثقفة، أبعدت نفسها عن عالم الفضائح وركزت على مهنتها محاولة بكل الطرق الإرتقاء فيها بما تبذله من جهد،ولاشك أن فاتن التى كانت فى بداية الخمسينات تمثل طليعة جيل الممثلات المصريات الأصل والثقافة قد استفادت كثيرا من ثورة يوليو حيث وجدت فى التغير الإجتماعى الجديد فى مصر متنفسا لها للنمو الفنى فهجرت أدوار الفتاة البائسة المسكينة الفقيرة لتتألق فى أدوار تقدم فيها شخصيات أكثر نضوجا وتطلعا، فاتن التى بدأت فى عام 40 كطفلة كانت فى عام 52 قد صارت شابة وبدأت فى إظهار أفضل مميزاتها كفنانة وامرأة ذكية وجميلة .

بدأت فاتن كطفلة معجزة ، طفلة لهلوبة استطاعت أن تسرق الكاميرا من نجوم كبار فى فيلم يوم سعيد ( 1940) ولم تكتف فاتن بسمعتها التى اكتسبتها من العمل مع المخرج محمد كريم لكنها رغبت فى أكثر من ذلك رغبت فى التخصص والثقافة لذا التحقت بمعهد التمثيل الذى انهت دراستها فيه فى عام 1947 كانت فاتن ابنة لأول دفعة لمعهد التمثيل وبذلك اكتملت الملامح الأولى لفاتن حمامة الممثلة فتاة جميلة رقيقة الملامح موهوبة ،ذكية ومثقفة ، زات ملامح تخلط بين المصرى والأوربى وجسد نحيل رشيق وصاحبة تجربة سابقة، كان كل شىء فى هذا الوقت النجمة المطلقة القادمة فى عالم التمثيل.

فى أواخر أربعينات وبداية خمسينات القرن الماضى نظر المخرجين لفاتن على اعتبارها طاقة من التعبير ووجه يختزل كم هائل من البرائة لذا استغلوها فى أفلام لعبت على هذه البرائة حيث كانت تؤدى فى معظم أفلامها أدوار الفتاة المسكينة المظلومة المنكسرة ،استغلها المخرجون لكى يستجلبوا دموع المشاهدين ويحققوا النجاح فى شباك التذاكر من خلال ميلودراما كانت تضم الرقص والغناء أحيانا وتدور حول فتاة مسكينة تعانى فى هذه الفترة قدمت فاتن حمامة أفلام مثل "اليتيمتان" و"ظلمونى الناس" و "أنا بنت ناس" مع المخرج حسن الإمام والذى يعتبر من أكثر المخرجين الذين استثمروا برائة فاتن حمامة.. و فى هذه الفترة كان أداء فاتن حمامة يتسم ببعض المبالغة الميلودرامية وكانت هذه النوعية من الأداء التمثيلى هى الغالبة فى هذا العصر المتأثر بخطابية المسرح حيث أعتبرت المبالغة من سمات جودة التمثيل عموما فإن من يشاهد هذه الأفلام اليوم دون أن يعلم أى تطور فنى ونجاح حققته فاتن حمامة فيما بعد لن يتصور أبدا أن هذه الفتاة النحيلة سوف تتألق فيما بعد كممثلة لا مثيل لها .

ما أن تعدت فاتن حمامة سن العشرين حتى وجدت نفسها ترغب فى أكثر من دور الفتاة البريئة المسكينة الفقيرة ومع ما أحدثته ثورة يوليو من تغييير فى المجتمع والفن والثقافة تفتحت أمام الفتاة الصغيرة عوالم يمكنها أن تحقق طموحها من خلالها
فى هذه المرحلة بدأ أدائها التمثيلى يثقل وبدأت بالتدريخ فى التخلص من بعض شوائب المبالغة التى كانت تعلق بها فى أفلام النكد ( الميلودراما) السابقة وظهرت فاتن بالشخصية الفنية التى أنطبعت بها صورتها فى أذهان المشاهدين حيث قدمت أداءا بسيطا ممتعا وأنيقا مع رقة تحلت بها فى كل أدوارها، ولم تكتف بالتنويع داخل إطار بنت الطبقة الثرية والمتوسطة أو الفيديت الجميلة الطيبة، لكنها رغبت فى أن تظهر فى شخصية شريرة أتحيانا كدورها فى فيلم " لا أنام" وفى دور يتحدى ثوابت المجتمع كشخصية الزوجة الخائنة فى فيلم " سيدة القصر" أوالصعيدية المنتقمة فى فيلم "دعاء الكروان" الفلاحة فى فيلم " الحرام" والمرأة التى نسيت من تكون فى فيلم "الليلة الأخيرة" استمرت فاتن حمامة فى ابداعها طوال هذه الفترة الطويلة وحتى فيلم "الخيط الرفيع" عام 1971 كانت كأنها طاقة لا تنضب أو كأنها جنى خرج من القمم، طاقة مبدعة مهولة لا تكف عن دراسة كل ما يحيط بالشخصيات التى تؤديها ولا تقتصد أبدا أو تبخل فى بذل كل ما يلزم من مجهود لتنجح فى أداء أى دور تختاره ، تختار بروية ولكن تختار الأ صعب والذى يحتاج لجهد أكثر لا تكف عن التغيير والتنويع فى أدوارها تحاول جاهدة الاستفادة من كل ما تشاهده من السينما العالمية أو تقرأه من روايات ونقد .. مستخدمة أداء تمثيلى رائق بعيد كل البعد أى أى مبالغة أو تزييف ، تؤدى بصدق كبير وبرقة محسوبة، تمتلك مرونة لطيفة فى حركتها وملامحها، ترسم على وجهها تعبير وتأخذ فى تغييره وتطويره فى تصاعدات حتى تصل لنهاية المشهد أو اللقطة فتجبر المشاهد على متابعة كل لحظة من لحظات ظهورها على الشاشة بشغف وتفرغ. ومع فيلم "امبراطورية ميم" عام 72 كانت فاتن حمامة قد بدأت تسعى لأن يعبر كل عمل فنى تمثله عن مضمون يتعلق بقضية اجتماعية، وربما لهذا السبب بدأت رقتها المعتادة تختفى تحت سمة خطابية كانت قد بدأت تتسلل لأدائها التمثيلى فكانت مع تعبيرها الهادى كثيرا ما تخلط بنبرة من الصوت العالى والتعبير المبالغ فيه باليد ، ففى افلام مثل "أريد حلا" و"أفواه وأرانب" و"لاعزاء للسيدات" شاهدناها كما شاهدناها فيما بعد فى المسلسلات التليفزيونية "ضمير أبلة حكمت " و" وجه القمر " وشاهدنا معها فى كل دور المصلحة الاجتماعية زات الصوت العالى ورغم ذلك فعندما توفر لفاتن حمامة النص والمخرج الجيدين كما حدث معها فى فيلم "أرض الاحلام" اخراج داوود عبد السيد شاهدنا الجنى يخرج من القمقم من جديد واستمتعنا بكل سكنة وكل تعبير صغير علا وجهها أو لمع فى عينيها.








#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحنا فين ..؟! وإيران فين..؟! بلا سينما بلا ظواهر..
- هل يفجر مزيدا من المشاعر العدائية ضد العرب..؟
- ..?هل كان بن لادن من أحرق دهب
- أمريكا ووصفة الديمقراطية فى الشرق الأوسط
- لا يلزمك أكثر من شائعة أو عود كبريت..إزاي تعمل فتنة..!!
- أقباط المهجر والمناخ المفتوح..الصراع يبدأ في مصر وينتعش في ا ...
- -موراى- ساحر وهو لا يفعل شيئا!!
- لحظات ما قبل الموت ..عن الإنتحار، المخدرات والوهم !!
- بولانسكي يقلب رواية ديكنز إلى ملحمة يهودية
- الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان
- فى مصر..الصحف الخاصة تلعن الحكومة وتغازل كفاية والإخوان.
- بريطانيا قتلت جده وبلير عينه مستشاراً.. طارق رمضان المثير لل ...
- ما رأى فضيلته فى مأساة فلسطين ومحنة العراق..؟!
- أمم تعشق السادية وتستمتع بالكهنوت..!
- سيد قطب ورامسفيلد تخرجا من مدرسة -يهودية- واحدة..


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة عبد المنعم - فاتن حمامة ..العفريته التى خرجت من القمقم..!!