أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فهد العراقي - الثقافة العراقية ... خارج نطاق التغطية















المزيد.....

الثقافة العراقية ... خارج نطاق التغطية


فهد العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 08:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يا أمة ضحكت من جهلها الأمم...
بهذه الكلمات أريد أن أبدأ مقالي هذا الذي أود تخصيصه لما يجري في العراق اليوم من أعمال بعيدة كل البعد عن تأريخ العراقيين وأخلاقهم وتقاليدهم وأعراف مجتمعهم .
فما نشاهده اليوم على الأرض في العراق إذا دل على شيء فإنه يدل على ضعف النخب المثقفة في إبداء أرائها أو إعطاء حلول للمشاكل اليومية الآخذة في التزايد وبشكل خطير , أو بمعنى آخر التهميش الجاري لهذه النخب من قبل زعماء العصابات الدينية من الطائفتين الدينيتين التي إبتلى الله العراقيين بها .
فالمثقف اليوم واقع اليوم تحت ضغط كبير من قبل أمراء الحرب هؤلاء وهم يجبرون وبشكل مخيف كل مثقف على تحويل قلمه الى مدفع موجه الى صدر أخيه العراقي من الطائفة الأخرى و تحويل منابر الثقافة التي غذت وعلى مر تاريخ العراق فكر الأجيال بكل ما هو تقدمي الى منابر دينية خاطئة الأفكار والمفاهيم ومشوهة للدين الإسلامي ومنادية بكل أنواع الطائفية والحقد بين أبناء الشعب العراقي .
وهؤلاء (الأمراء) الذين من كثرتهم الآن لا أستطيع حصر أسمائهم في هذا المقال يمتلكون كل شيء في العراق إبتداءاً بأتباعهم الهمج و إنتهاءاً بمحاكمهم غير الشرعية وأسلحتهم التي تم سرقتها من مشاجب أسلحة الجيش السابق .
وبيدهم الأمر في كل شيء يجري أو سوف يجري في العراق ولا يوجد في أدمغتهم الصغيرة شيء إسمه حقوق الإنسان أو أسس المواطنة أو المجتمع المدني بل وضعوا مكانها مقدار عدد التابعين لهم وليس لله بالإضافة الى كم يكون مدخولهم المادي إذا سيطروا على منطقة سكنية معينة في بغداد أوغيرها من محافظات العراق بالإضافة الى إنهماكهم المستمر بالتخطيط لإبادة الطائفة الأخرى ومجزرة حي الجهاد خير دليل على كلامي هذا .
ففي التاسع من تموز الجاري 2006 قامت القوات الأمريكية بمداهمة حسينية الصدرين الواقعة في حي الجهاد في منطقة الكرخ في بغداد وإعتقال إمامها وعشرون آخرون كانوا موجودين فيها مما أدى الى إستنفار رجال مليشيا جيش المهدي الموالية لمقتدى الصدر وهجومها على كل بيت سني في المنطقة المذكورة وإعدام رجالهم ونسائهم بل وحتى أطفالهم وإحراق بيوتهم بداعي إنهم تكفيريين , فالفكر الموجود لدى جيش المهدي هو إن كل إنسان ينتمي الى المذهب السني هو سلفي وهابي تكفيري , وهذا ما نلاحظه في شعاراتهم المكتوبة على جدران الجوامع السنية بعد تخريبها إنتقاماً لتفجير قبة الإمام علي الهادي ( عليه السلام ) في سامراء .
المشكلة ليست بالقتل فقط وإن كان هذا الأمر هو أشد ما يعاقب عليه الخالق عبده , ولكن المشكلة هي إن هؤلاء الهمج ولا أقصد بهم فقط جيش المهدي ولكن حتى القاعدة بتنظيماتها الهوجاء الدموية تترك المسبب لهذه الأفعال وهي القوات المحتلة وتتجه الى من لا يد له بالأمر أو بمعنى آخر لا حول له ولا قوة أمام هذا المد الإجرامي الكاسح , لأن هذه الجماعات الإرهابية والمليشيات المتسترة بالدين تعرف مدى ضآلة حجمها أمام الجيش الأمريكي وتخشى مواجهته عسكرياً إلا بإسلوب المباغتة والتي يروح ضحيتها ايضاً عدد كبير من العراقيين الأبرياء .
هنا يأتي دور المثقف لكي يقف على الجرح النازف في بلده ويحاول توعية الناس بضرورة التلاحم والتآزر فيما بينهم بالرغم من تعدد أعراقهم وأديانهم ولكن يجب أن يجتمعوا على مبدأ جنسيتهم وإنتمائهم الوطني , ولكن هذا الأمر نستطيع إيجاده في البلدان المتقدمة إجتماعياً وفكرياً والتي تدرك وبشكل جيد معنى ومفهوم المقاومة الوطنية وليست المقاومة الدموية الموجودة في العراق اليوم .
وهنالك أمثلة كثيرة عليها في العالم العربي وغير العربي فكل مواطن شريف يجب أن يقاوم من مكانه سواء بالقلم أو بالفكرة المفيدة لبلده ولشعبه مثلما كان الشاعر لوركا أو الكاتب برهان غليون وسيار الجميل والعفيف الأخضر وغيرهم كثيرون ممن جعلوا من أقلامهم وصفحات كتبهم سلاحاً أشد وقعاً على أعداء بلدانهم من الأسلحة بكل أنواعها .
ولكن يبقى هنا السؤال متى يستطيع المثقف العراقي في الداخل وليس في الخارج أن يكون مثل هذه الأمثلة الرائعة , الجواب بسيط هو عندما يكون الشعب واعياً وحاضناً لهذه الأفكار وبعيداً كل البعد عن الإنقسام مهما كان نوعه ومتوحداً مع نفسه أولاً قبل أن يتوحد فيما بينه .
فلهذه الأفكار يجب أن تكون مساحة ... ولتطبيقها يجب أن تتوافر الظروف الشعبية اللازمة لجعلها حقيقة ملموسة .
وللوضع الراهن في العراق فإني أقدم العذر لمثقفي الداخل العراقي لأنهم بالفعل واقعون تحت ضغط وتهديد شديدين ومن كل الأطراف والدينية منها بالذات الموجودة على الساحة العراقية .
أملي بأن تنزاح هذه الرؤوس المعممة المقيتة من طريق التقدم في العراق وترك المجال للفكر التقدمي المتحضر والبعيد عن التطرف بالإنتشار بين العقول العراقية كما ينتشر نور الشمس في السماء .
وبالرغم من إعتمادي الكامل في مقالاتي على المنطق والواقع الفعلي للأمور إلا إنني لوهلة أحسست وأنا أكتب هذا المقال برغبتي في ظهور ( الأمام المهدي المنتظر (ع) ) لأنني في إحدى المرات قرأت كتاباً يقول فيه مؤلفه والعهدة على القائل إن الإمام المهدي عند ظهوره فإن أول ما سيفعله هو جز رؤوس ألف من أصحاب العمائم .
ورغم إني أتعارض وبشكل كامل مع عملية جز الرؤوس الحاصلة في العراق حالياً وبشكل يومي تقريباً إلا إن جز رؤوس هؤلاء غير الوطنيين والمأججين لنار الفتنة الداخلية والمبشرين بالحرب الأهلية يعتبر إنجازاً للعراقيين .
عذراً إذا كنت ذكرت هذا المقطع في مقالي ولكن ليسمعني كل مثقفي العالم بأننا في العراق بدأنا نرى الجثث في شوارعنا يومياً من جراء الأفكار العفنة لهؤلاء المعممين ونحن بعيدون كل البعد عن الحياة الإنسانية كما هي موجودة في باقي بقاع الأرض ... لذا بدأ الفكر يأخذنا بعيداً عن الواقع الإنساني وأنا أخشى بأن يتحول العراقيين في قادم الأيام الى وحوش بشرية همها البقاء على قيد الحياة أي إستهلاك الآخر بشكل بشع لإرضاء ( السيد ) أو ( الأمير ) .
فمتى يشعرمن يتبع هؤلاء بأنه يتبعهم الى الهاوية ومتى يعرف بأنه أولاً وأخيراً عراقي وبأن إبن الطائفة الأخرى عراقي أيضاً .
وإذا إستمر الوضع في العراق على هذه الشاكلة وإستمرت سيطرة المتخلفين على مقاليد الأمور فلا كلمات تستطيع أن تصف ما يحدث سوى :-
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ....



#فهد_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبر العراقية العشر
- جريدة الحياة ... تعلن إنتهاء الحياة
- رجا .... رجل قال كلمة بلد بأكمله
- أربعاء الحرب الأهلية العراقية
- هجرة العقول العراقية
- سطوة الإرهاب وأنواعه
- قمع ديمقراطي
- اللهم إحفظ العراق من العراقيين


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فهد العراقي - الثقافة العراقية ... خارج نطاق التغطية