أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحيم العراقي - تاريخ الاشتراكية الفرنسية















المزيد.....

تاريخ الاشتراكية الفرنسية


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 06:20
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مؤلف كتاب تاريخ الاشتراكية الفرنسية هو البروفيسور بيير بيزباخ استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة باريس. وكان قد نشر سابقاً عدة كتب نذكر من بينها: قاموس الاقتصاد 2003، وتاريخ فرنسا 2003. وفي هذا الكتاب الجديد يتحدث المؤلف عن التاريخ الطويل العريض للحركة الاشتراكية الفرنسية، ولكي يلم بها جيداً نلاحظ انه يقسم كتابه الى ثلاثة أجزاء كبرى، وكل جزء يتفرع الى عدة فصول. في الجزء الأول يتحدث المؤلف عن بدايات الحركة الاشتراكية في فرنسا تحت عنوان: الاشتراكية الفوضوية ـ الثورية 1789 ـ 1889.
وهنا يتحدث المؤلف عن انبثاق فكرة المساواة لأول مرة في فرنسا التي كانت ارستقراطية اقطاعية تحتقر الشعب وتفصل بينه وبين الطبقات العليا في المجتمع. كما ويتحدث عن سقوط النظام الملكي وحلول النظام الجمهوري محله وصعود نجم نابليون بونابرت وتأسيس الامبراطورية الفرنسية.
ثم يتحدث بعدئذ عن اندلاع الثورة الصناعية التي أدت الى ظهور المعامل وبالتالي طبقة العمال بعد ان كانت فرنسا بلداً زراعياً بالكامل تقريباً. وظهور الطبقة العمالية وإستغلال البورجوازيين والرأسماليين لها هو الذي أدى الى انبثاق الفكرة الاشتراكية.
ويرى البروفيسور موريس اغولهون الذي كتب مقدمة الكتاب أن فكرة الاشتراكية في مفهومها الأولي كانت تعني القاء نظرة نقدية على المجتمع. وقد نتجت عنها الإرادة الأخلاقية في تغيير المجتمع نحو الأفضل.
فالاشتراكيون منذ البداية كانوا يعتقدون بأنه يوجد في المجتمع الفرنسي سعداء وتعساء، أغنياء وفقراء، مستغلون بكسر الغين ومستغلون بفتحها، وان ذلك كله ينبغي ان يتغير، وهذا يعني ان تغيير هذا الوضع شيء شرعي بل وواجب علينا اذا كنا نؤمن بالنزعة الانسانية ونحس بآلام الفقراء المدقعين أو الجائعين.
وبالتالي فإن الاشتراكية هي تلك العقيدة المضادة للوضع القائم على عكس المسيحية التي كانت توصي أتباعها بقبول الواقع كما هو لأن الله خلق الناس على هيئة أغنياء وفقراء ولا ينبغي بالتالي تحدي أمر الله أو إرادته. ولهذا السبب اندلعت المعارك بين الاشتراكية والسلطات الكنسية التي اتهموها بالرجعية بل وخيانة الإنجيل لأنها لم تعد تدافع عن الفقراء كما أوصى بذلك عيسى بن مريم عليه السلام.
وينتج عن ذلك ان الاشتراكية هي عقيدة حديثة وعلمانية لمجرد انها تدعو الى تغيير المجتمع ونقله من حال الى حال.كما انها ارتبطت فيما بعد بفكرة الديمقراطية.
ثم يردف المؤرخ الكبير قائلاً: يبدو ان الفلسفة الاشتراكية في بدايتها كانت تعني معارضة الإغراق في الأنانية والنزعة الفردية، بمعنى آخر فإنها كانت ضد الليبرالية المتطرفة التي تفتح الأبواب مشرعة على كل الحريات الفردية، ولكن أيضاً على كل المنافسات الوحشية التي لا ترحم والتي لا ينتصر فيها إلا القوي والغني.
وهي تؤدي بالطبع الى سحق الضعيف والفقير تحت الأقدام. وللدفاع عنهم ظهرت الفكرة الاشتراكية. وبالتالي فمضمونها انساني النزعة منذ البداية ولذلك جذبت اليها كل ذوي النيات الطيبة وقد وصل الأمر بالشاعر الكبير فيكتور هوغو الى حد الإعلان بأنه اشتراكي لانه مفعم بالنزعة الإنسانية والتعاطف مع الفقراء.ولولا ذلك لما كتب رواية «البؤساء» الشهيرة.
وبدءاً من عام 1830 راح الاشتراكيون الفرنسيون ينظمون انفسهم في مجموعات صغيرة سرية مطاردة من قبل النظام.
وكانت السلطة تخلط بينهم وبين الجمهوريين أحياناً. هؤلاء الجمهوريون الذين كانوا يصلون الى السلطة من حين لآخر ولوقت عابر قصير.
ثم نال الاشتراكيون المشروعية السياسية في أواخر القرن التاسع عشر وفي ظل الجمهورية الثالثة. وأصبح لهم الحق في تنظيم أنفسهم داخل حزب محدد. ولكن العدالة الاجتماعية لم تكن حكراً عليهم أو على فلسفتهم. فعلى يمينهم كان الجمهوريون البورجوازيون يعتقدون بإمكانية حل مشكلة الفقر عن طريق إصدار قوانين عادلة وبدون قلب النظام القائم على الملكية الفردية والمبادرة الرأسمالية. وأما على يسارهم فكان يوجد الفوضويون، أي اليساريون المتطرفون الذين لا يؤمنون بإمكانية تغيير الأمور وتحسين أوضاع العمال والفلاحين والطبقات
الشعبية عن طريق النظام القائم حتى ولو كان جمهورياً بورجوازياً ولذلك كانت الثورة الانقلابية هي هدفهم. ثم يردف المؤرخ الكبير قائلاً: في عام 1920 عقد مؤتمر كبير في مدينة «تور» لكل الاشتراكيين الفرنسيين من معتدلين ومتطرفين. وحصل عندئذ الانشقاق الشهير بين هذين التيارين.
وهذا ما أدى إلى تشكل حزبين لا حزب واحد: حزب المعتدلين الاشتراكي، وحزب المتطرفين الشيوعي. ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم نلاحظ أن الحركة الاشتراكية الفرنسية مقسومة إلى قسمين: اشتراكي وشيوعي.
والقسم الأول كان يدعو إلى تغيير النظام البورجوازي عن طريق الإصلاح المتدرج. وأما القسم الثاني فكان يدعو إلى تغييره عن طريق العنف: أي الثورة. وقد شجعهم على ذلك اندلاع ثورة أكتوبر في روسيا عام 1917 وتشكل الاتحاد السوفييتي لاحقاً
وقد كان الاتجاه الشيوعي هو الأقوى داخل الحركة الاشتراكية الفرنسية منذ الأربعينات وحتى الثمانينات تقريباً.
وقد وصل الأمر بأحدهم إلى حد القول: بين الديغوليين والشيوعيين لا يوجد أحد! بمعنى أن كل الأحزاب الأخرى كانت صغيرة ما عدا هذين الحزبين اللذين خرجا منتصرين بعد الحرب العالمية الثانية.
ولكن التيار الشيوعي في فرنسا فقد الكثير من هيبته ومصداقيته بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وفشل الأنظمة الشرقية في تحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية الذي كانت تحلم به. ولهذا السبب فإن التيار الاشتراكي تغلب على التيار الشيوعي في فرنسا بدءاً من عام 1981 تاريخ وصول أول رئيس اشتراكي إلى سدة السلطة: فرانسوا ميتران.
فبعد أن كانت نسبة الأصوات التي يحصل عليها الحزب الشيوعي في الخمسينات والستينات تصل إلى 25% من أصوات الشعب الفرنسي أصبحت في أواخر الثمانينات 8% أو حتى 5%. وهكذا فقد الحزب الشيوعي قواعده الشعبية تدريجياً لكي يحل محله الحزب الاشتراكي الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال واتباع الخط الإصلاحي، لا الثوري، في التغيير السياسي والديمقراطي. وارتفعت نسبة التصويت له من 5% في بداية القرن العشرين إلى 30 أو 35% في نهاياته..
وهذا هو أكبر تحول طرأ على السياسة الفرنسية طيلة الربع قرن المنصرم. ولكن يبقى صحيحاً القول بأن انتصار الاشتراكيين على الشيوعيين كان انتصاراً حزبياً لانه لم يؤد الى حل المشاكل العالقة وفي طليعتها مشكلة الفقر وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية. وأكبر دليل على ذلك ما حصل في فرنسا مؤخراً من انتفاضات ومظاهرات شعبية عارمة. وبالتالي فلا يزال للتيار اليساري المتطرف مستقبل أمامه.



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبن رشد والإرث الأندلسي
- الكلدوآشوريين السريان والأطباق الطائرة
- المسلمون في إسبانيا، بين عامي 1500-1614
- المسيحية الحديثة والعلمانية
- غوغان
- هيجو .. حياته..أعمالة
- وحدة الفلسفة السياسية
- تجربة مع الشعوب السوفياتية
- . كتاب : التوحش
- رامبو في مهب الريح
- ديكارت
- شاتوبريان
- كونفوشيوس
- بيت في الوزيرية
- كيف تحولت الأرض الى كوكب...؟
- اليوتوبيا الملموسة لأرنست بلوخ
- الفضائيات العربية
- ما بعد الرعب
- كافكا والفتيات
- قبل أن أنسى ..قحطان العطار ..الجزء الثاني والأخير


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحيم العراقي - تاريخ الاشتراكية الفرنسية