أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - العولمة التشاركية :إلى أين؟















المزيد.....

العولمة التشاركية :إلى أين؟


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العولمة التشاركية :إلى أين؟
مظهر محمد صالح
في استدراك مهم تلقيته اليوم من الاستاذ هيثم الحسني الصديق المتخصص (وهو من الشخصيات العاملة في حقل الادارة المالية والاقتصاد في العراق )منوهًا بان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد هدد بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة التجارة العالميةWTO، مدعيا أنها تعامل بلاده بطريقة غير عادلة.
على غرار الانسحاب الامريكي من منظمة الصحة العالمية WHO . كما هدد الرئيس البرازيلي بانسحاب البرازيل من منظمة الصحة العالميه ويقابلها تذمر وعدم رضا من قبل الدول الاوربيه .!!!

وواصل الصديق المتخصص الحسني كذلك :اعتقد ان العالم متجه نحو سياسة جديده في مجال القطاعات الصحية والاقتصادية و التنمية الشاملة خارج هذه المنظمات .
ان استدراكاً كبيرا بهذه السعة واللمحات الشديدة هو بحاجة إلى رؤية تفسيرية تتحرى عن مصير الاقتصاد العالمي ومستقبل مؤسساته المعولمة .
قلت في سري متسائلاً ، ان العولمة ومؤسساتها التي تطورت منذ نهايات الحرب الباردة بلوغاً إلى تحقق القطبية الاحادية هي إلى أين تسير اليوم وماهي اتجاهات بوصلتها في تحديد مساراتها ؟ ولاسيما بعد ان طوقتها الحرب التجارية بين اميركا والصين ولحقها تفكك الاقتصاد العالمي وانعزاله في ظل جائحة كورونا ؟
فتشاركية العولمة وشيوع الحريات الاقتصادية كاديولوجية ليبرالية وبثقافة شبه واحدة هي ثقافة السوق ، امست تُحمل الدول الكبرى صانعة العولمة تكاليف ادارية عالية افقدت الراسمالية القديمة مواقع تاريخية مهمة كانت مصدر للتراكم الراسمالي التاريخي لها ولوحدها ،من دون شركاء منافسين في بناء معدلات النمو والتفرد الاقتصادي فيها .مقابل اتساع مناطق جغرافية واقتصادية دولية زاحفة امست اليوم شديدة التنوع (التكنولوجي والاقتصادي )وتفرض في الوقت نفسه إرادات عالية التوازن والتقاسم العادل لثروات الأمم .فلا مناص للأقوياء من الدول الرأسمالية المركزية الا العودة إلى السياسات المتروبولية metropolitan القومية القديمة وهي الأكثر قوة وسيطرة على محيط العالم اومراكزه الصناعية الناشئة .
وهي سياسة في العلاقات الاقتصادية الدولية بدأت قاسية التوجهات يرافقها نكوص اقتصادي يتمثل بالكساد العالمي الراهن وجائحة كورونا التي أصبحت العربة التفكيكية للاقتصاد العالمي .ازاء استمرار ايديولوجيا الشراكات العادلة او المستقرة التوازن والتي مازالت قائمة وتمارس فعلها العملي مؤسسات العولمة (مثل منظمة التجارة العالمية والكثير من الفعاليات الأممية الشديدة التأثير) .
وقد أصبحت هذه التنافسية المؤسسية موضع نزاع حاد بين الشركاء الدوليين من الأقوياء المشاركين في اللعبة التعاونية في ادارة الاقتصاد العالمي( كالصين وروسيا وغيرها من اقتصادات اسيا على وجه التحديد). فسياسة تفكيك المؤسسة التعاونية الاقتصادية الدولية (المعولمة) والعودة بها الى مراحل مماثلة لأزمنة الحرب الباردة ستكون الموديل الاقتصادي الجيو- اديولوجي للراسمالية اللاتشاركية الجديدة والممارسات الانعزالية التي اخذت تولد من رحم العولمة بكونها الموديل الأفضل في سرعة امتصاص الفائض الاقتصادي العالمي الكامن .ذلك لما ستوفره العزلة الحالية بين دول العالم من قوة في التفرد وسرعة ومتانة في السيطرة والهيمنة باشكالها وتطبيقاتها المختلفة ذات الإرث الاستعماري التاريخي (كالهيمنة العسكرية والتكنولوجية والمالية والتجارية والاستثمارية) ومن ثم تحقيق مكاسب احادية من دون السماح بشيوع تقاسم المنافع الدولية والتي توفرها الشراكات المعولمة لليبرالية الجديدة تلقائيا. فاللعبة التعاونية المعولمة التي مارستها الدول ومنظماتها ومؤسساتها الساندة والمؤازرة خلال العقود الاربعة الاخيرة كأيديولوجية (ترضية )للقطب الواحد قد انتهت بأعباء ظلت تكاليفها الادارية كبيرة وتحملتها الدول الكبرى اميركا بالذات وأوروبا وبقت منافعها النسبية تدر مكاسب على الشركاء الاخرين من دول العالم الصغار والكبار والراكبين الاقتصاديين المجانيين وعلى نطاق واسع ،ما جعل الصين على سبيل المثال تتفوق بالرقم واحد في الاقتصاد العالمي في عدد الشركات الكبرى الخمسمئة عالميًا وتحظى باكبر تمثيل دبلوماسي في العالم ،وأمست اكبر دولة تمتلك القدرة على تصنيع براءات الاختراع ،فضلا عن تقارب حصتها في التجارة العالمية من حصة الولايات المتحدة لتبلغ حافات الاقتصاد الأول في العالم .وان جميع
هذه التسارعات قد جاءت بفضل العولمة التشاركية .
ومن قبيل الصدفة أطلقت مؤسسة Brookings Institution الامريكية في إجازها اليومي في ٩ تموز ٢٠٢٠ تعقيباً اوروبيا خطيرا لاحد كبار زملاء المركز الأوروبي المعني بالمشاريع الاستراتيجية والعلاقات الدولية والسياسة العامة بين أوروبا والولايات المتحدة وهو (توماس رايت ) والذي جاء تحت عنوان : أوروبا تغير افكارها ونظرتها صوب الصين !!! اذ يرى الكاتب توماس رايت ان القوة التي تشجع أوروبا حاليا في تغيير سياستها صوب الصين هو رفض الأخيرة بانهاء ما اسماه بسرقة الصين لحقوق الملكية الفكرية فضلا عن تضييق فرص الاتحاد الأوروبي بالدخول إلى أسواق الصين.وقد استعمل توماس رايت عبارة: ان الصين استخدمت أدوات اقتصادية تصحيحية وعلى وفق رغباتها وتأثيراتها السياسية في أوروبا وممارسة تطبيقات ضيقة عديمة الليبرالية illiberal على المسرح العالمي .
ختاماً،فالاقتصاد العالمي واقويائه من الكبار لا يسمحون ان يتحول العالم الى ادارة مشتركة اشبه بمنظمة مجتمع مدني تحت ظلال اديولوجيا العولمة وذوبان الفروق التاريخية في تحصيل التراكم الرأسمالي global capital accumulation على الصعيد العالمي او التشارك به بين الامم وبعدالة طوعا او كرهاً !!!
وان العالم الرأسمالي الصناعي بارثه التاريخي قد أخذ يعيد ترتيب مراكز القوة فيه بعد الانعزال الإجباري العظيم great lockdown لجائحة كورونا لمصلحة بناء القوة الرأسمالية المتروبولية القديمة بلباس رقمي آخر يؤسس لاقتصاد القرن الحادي والعشرين وبلوغ قرنا اقتصاديا أمريكيا بقطبية احادية تؤازرها كتلة دولية انكلو سكسونية بالغالب معولمة مصغرة micro globalization لا محالة



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‎النخبة العراقية وصعود الطبقة الوسطى:وجهة نظر
- النفط الخام ومشكلات انتقال القيمة-مقاربة ماركسية
- ثلاثة رجال في مرايا الراي والسياسة والحياة في العراق.
- الراسمالية المركزية :من الصراع الطبقي الى التحول الاجتماعي - ...
- نصف الدخان
- السندات السيادية المقومة بالنفط الخام: جدل التمويل في اقتصاد ...
- تدهور اسواق النفط: آليات الحاضر واستشراف المستقبل .
- الصراع الطبقي المميت : كورونا والقضية الاجتماعية .
- اسواق النفط :نحو اعادة ترتيب قواعد اللعبةوالنفوذ العالمية.
- المالثوسية والفائض الاقتصادي العالمي :من حرب العملات إلى الح ...
- توازن لعبة الحرب التجارية القائمة : الرابحون والخاسرون في ال ...
- ملامح الموازنة العامة الاتحادية للعراق ٢٠٢ ...
- رؤية في الإنقلاب الديمقراطي:
- سيناريو انتاج النفط الأمريكي :بداية امتصاص اقتصاديات الفائض ...
- من صراع المكونات إلى صراع الطبقات
- السوق الحمراء وتفكيك الصدمة الاقتصادية: الصين انموذجاً
- الصين و العراق : مرارات العقود الضائعة في التنمية.
- التهديد المالي والنفطي للعراق :هواجس واحاسيس
- البجعة السوداء :حقيقة في الجدل الاقتصادي
- ريعية المصارف الاهلية في العراق: السلوك والاداء!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - العولمة التشاركية :إلى أين؟