أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - إنهم يخافون ولا يستحيون.














المزيد.....

إنهم يخافون ولا يستحيون.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 16:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المفروض في أي مسؤول عمومي أن يكون نموذجا في الالتزام بالقوانين الجاري بها العمل مهما كان موقفه منها. فهو يخضع للقوانين بصفته مواطنا ويسهر على تطبيقها بصفته مسؤولا وممثلا للدولة التي تجسد الإرادة العامة للشعب . وتكون المسؤولية أعظم حين يكون هذا المسؤول وزيرا أسندت إليه حقيبة العدل أو حقوق الإنسان أو الشغل. ففي هذه الحالات لا يمثل الوزير فقط الدولة باعتبارها التعبير عن الإرادة العامة للشعب، بل أيضا الإرادة الدولية التي صاغت منظومة حقوق الإنسان بكل أجيالها ، وعلى رأسها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة (ICESCR) باعتباره المصدر القانوني الدولي الرئيسي للحقوق الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، الذي يعترف ويحمي ويلزم الدول باحترام وحماية الحق في الضمان الاجتماعي في مادته التاسعة ( تقر الدول الأطراف في هذا العهد بحق كل شخص في الضمان الاجتماعي، بما في ذلك التأمينات الاجتماعية). لكن ما تفاجأ به الرأي العام المغربي هو كون وزير العدل والحريات السابق ووزير حقوق الإنسان الحالي لم يسجل كاتبته التي ظلت تشتغل بمكتبه الخاص بالمحاماة طيلة 24 سنة . وما أن تفجّرت فضيحته حتى توجهت الأنظار إلى زميله في الحزب وفي الحكومة وزير الشغل الذي تبيّن أنه بدوره لم يسجل كاتبته وكاتبه في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .الأمر الذي اضطره إلى استعمال نفوذه باعتباره رئيس المجلس الإداري للصندوق قصد تسجيلهما . طبعا حرمان الأجراء من التسجيل في صندوق الضمان الاجتماعي لا يقتصر على الوزيرين فقط ، بل يشمل كثيرا من أرباب العمل ؛ لكن التركيز على الوزيرين إياهما إنما لأسباب تتعلق ، من جهة بمسؤولياتهما الحكومية ، ومن أخرى، بانتمائهما إلى حزب لا يكف عن التظاهر بالورع والتقوى والطهرانية لدرجة أن أمينه العام ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني سبق وصرح أن "مرجعية الحزب .. الله من حددها". فالوزيران إياهما تطوق عنقهما المسؤولية الدستورية التي تلزمهما باحترام الدستور وتطبيق فصوله ذات الصلة بالقطاعات التي يشرفون عليها .ومن تلك الفصول ،الفصل 31 من الدستور المغربي الذي ينص على (تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتسيير أسباب استفادة المواطنين والمواطنات على قدم المساواة من الحق في ..الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية والتضامن ألتعاضدي أو المنظم من لدن الدولة) . فضلا عن هذا ، فإن الوزيرين يشتركان معا في خرق مدونة الشغل ، سواء من حيث الأجرة المخصصة للأجراء في مكاتبهما الخاصة بالمحاماة ، أو من حيث التصريح بهم لدى صندوق الضمان الاجتماعي ليستفيدوا من خدماته وكذا التأمين الصحي.
لا شك أن فضيحة الوزيرين تمس مباشرة سمعة الحكومة باعتبارها السلطة التنفيذية والجهة المسؤولة على ضمان تطبيق القانون وحماية الحقوق . وبناء عليه يكون وزير الشغل هو المسؤول عن القطاع والمطالب دستوريا بفرض احترام القانون وتطبيقه على أرباب العمل. إذ لطالما هدد محمد يتيم ،وزير الشغل السابق، وعضو الأمانة العامة للبيجيدي، أصحاب المقاولات وكل أرباب العمل الذين لم يصرحوا بمستخدميهم بالعقوبات المنصوص عليها في القانون "عدم التصريح بالعمال والعاملات سواء في القطاع الفلاحي أو الصناعي يعتبر إخلالا بالتزام وطني وأصحابه يضعون أنفسهم للمساءلة والمتابعة القانونية حسب مقتضيات القانون .. إن الإخلال بالتصريح أو التأخير يترتب عنه عقوبات طبقا للقانون".هذه التهديدات لم تطل زميليه في الحزب ولن تطالهما من باب "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما".
إن البيجيديين أناس تتناقض أقولهم مع أفعالهم . فجميعهم ساندوا قرار أمينهم العام السابق ورئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران الإجهاز على الحقوق الاجتماعية للموظفين والأجراء بحجة إصلاح نظام التقاعد وإنقاذه من الإفلاس ، إلا أنهم يساهمون في إفلاسه من حيث يدرون أو لا يدرون . ذلك أن حرمان الأجراء من حق الانخراط في صندوق الضمان الاجتماعي لا يخرق فقط حقوق أشخاص بعينهم ، بل يشمل حقوق كل الأجراء في التغطية الصحية وفي التقاعد ؛ كما يحرم ذوي حقوق الأجير من منحة الوفاة ومن التقاعد . إذن ، الأمر لا يقتصر على حقوق الأجير ، وإنما يتعداه إلى حقوق عموم الأجراء فضلا عن حرمان خزينة الدولة من عائدات الضريبة.
من هنا يكون عدم التصريح بالأجير في صندوق الضمان الاجتماعي جريمة قانونية وأخلاقية قد تكلّف الأجير أو أحد أفراد أسرته حياته بسبب العجز عن توفير تكاليف العلاج لحرمانه في التغطية الصحية التي يوفرها له صندوق الضمان الاجتماعي. فمن لا يستحضر الظروف الاجتماعية للأجير ويحرمه من حقوقه لا شك أنه شخص عديم الحياء والضمير والكرامة . فذو الكرامة يخشى الإساءة إلى نفسه وإلى غيره . ومن يفقد الحياء يفقد الوازع الداخلي الذي ينهاه عن إذاية الغير أو هضم حقوقهم.فـ "رأس مكارم الأخلاق الحياء". وصدق الصحابي الجيل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: (مَن قَلَّ حَيَاؤُه قَلَّ وَرَعُهُ، ومَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ) . حين يتعلق الأمر بالمكسب والمنصب يغيب الضمير ويشح الإيمان ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له) . وحقوق المأجورين أمانة في عنق مشغليهم ملزمون بأدائها قانونا ودينا (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا) النساء:58. فالبيجيديون إياهم أخلفوا وعودهم وخالفوا عهودهم وتخلوا عن مسؤولياتهم السياسية والدينية وحتى الدستورية وليس أقلها استهتار وزير الشغل بمؤسسة البرلمان برفضه الحضور للإجابة عن أسئلة ممثلي الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين حول موضوع ظاهرة عدم التصريح بالأجراء لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة العدل والإحسان والعنف المؤجًّل.
- وزير انتهاك حقوق الإنسان .
- نداء النفاق الوطني لحركة التوحيد والإصلاح.
- يساريون في خدمة أجندات الإسلاميين.
- أي تصور يقدمه البيجيدي لمواجهة آثار كورونا ؟
- رجاء لا تبتزّوا الدولة في ملفات الاغتصاب والاتجار بالبشر.
- هل سيجيز د.الريسوني اللواط كما شرْعَن من قبل الاغتصاب؟
- من يتخذ المودودي مرجعه يفقد ولاءه للشعب وللوطن.
- إنهم يطمسون الهوية الوطنية يا وزير الداخلية.
- ذكرى 16 ماي: أين المغرب من خطر الإرهاب؟
- إنجاح التعليم عن بُعد مسؤولية كل القطاعات الحكومية.
- الحاجة إلى نموذج حزبي جديد.
- رئيس الحكومة شاهد ما شافش حاجة.
- من يُنقذ الشعب من حكومة البيجيدي ؟؟
- حكومة النكوص والإفلاس .
- إستراتيجية البيجيدي الإجهاز على دولة الحق والقانون.
- كورونا تفضح مخططات الإسلام السياسي.
- الفايد شجرة تخفي خطورة مشروع الإسلاميين .
- على الفايد أن ينشغل بالبحث الزراعي بدل بول البعير.
- الفايد الذي يضر ولا يفيد.


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - إنهم يخافون ولا يستحيون.