أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الخليلي - بيان سكان البر الآمن














المزيد.....

بيان سكان البر الآمن


كاظم الخليلي
(Kadhem Alkhalili)


الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 16:53
المحور: الادب والفن
    


تفرقت النوارس مع اقتراب الأميرة السائحة من ذات الساحل الذي رست عليه سفينة القبطان كوك عام 1770


سفنٌ ...
من دون أشرعةٍ
سفن تستحضرُ الحطام في سفن ٍ
أساطيلٌ من السفن ِ
سفنٌ ...
غطت مدى الأجواء ظلال دخانها
رحل السلامُ من حلم التكوين
مسافراً يبحثُ عن وطن
سفنٌ ...
هزت سكون الأمن ضجتها
أيقظت ذكرى إغتصاب الأرض
مجسدة ً صور الماضي اللعين في الذهن ،

عفوك سيدي القبطان
وباءٌ ينزلُ به الركاب
أوبئة ٌ برائحة البارود
تنتشر كالنار ، تـحرق وتـُفني
فأحذر أيها القرصان
على برنا الآمن الأشجارُ ترمي جلدها أمام لهيب الصيف
فالشمسُ حازمة ٌ هنا لكنها ترفق بالضيف
وتعاقب الباغي وإن كان من الجن ،

على برنا الآمن الليلُ رؤوفٌ بالنيام
الانسان والحيوان يحترم السلام
والنارُ عزيمة الحشرات في حفظ النظام لا تــُثني
أنا سيدي أُجلُ العمق في البحر
وأقدسُ الحياة في الحيوان والنبات والحجر
روحي توأمٌ والنجم
دمي بالأرض يربطني
أنت تربطك الأملاك بالدنيا
عقاراتٌ وأرصدةٌ وأستثمارات
وهذهِ الحياة أطوار
قد تـُبعدُ الأيام عنك صعابها والويلات
وبغفلةٍ قاتلةٍ لك الأرزاء قد تـُدني
وها أنت أتيت اليوم بالعدوى
فساوت بيننا الأمراض والأعراض
يوحدنا صدى الآهات
تجمعنا ألما ً دموع العين
كلانا اليوم مقذوفٌ بمعركة ٍ
يضحي بما يملك لإجتناب الحرب
منك أموالٌ وما أوتيت من بطر ٍ
ألمي ودمي والجلد والعظم مني
أنت وإن تلسعك الأمراض مثلي
تبقى أنت الظلم والنار
وكأنني حطبٌ في الحالتين بها كأني
ساومت مزهوا ً بنفسك كل إغراء
وتوهمت بحلم ٍ أنت محروس بما وفرت
وبما إغتصبت ، ما تكسب وما تجني
تفاخرت بأنك سيد الاعراق والألوان
وبأن دينك هو خيرة الأديان
وصنفتني بجداول النبات والحيوان
وفي أفضل الحالات متخلفٌ وثني
تعاليت على الأعراف والأخلاق
جشعا ً تحكم عقلك الأطماع
وأحلامك كابوسٌ يؤرقني
حلمك يغريك بأمتصاص دم الأحياء
بالأستئثار
وبأنك خارقٌ تمتلك القدرات
أنا حلمي مع الكون يوحدني
أنا لاأعرف كتابة الأسرار
أو قراءة الأخبار والأسعار
لكن ذاكرتي تسع البحار
ولا يغمض لي جفن وجاري جائع
أو ينقصه شئ من الأمن
أنت فصلت القوانين على كرشك
والحكم بمقياس قفاك
فقانونك لا يـُنصف المظلوم
ولا فقير الحال من فقره يـُغني
مشاريعٌ وبرامجٌ وحسابات
تخطيط ٌ وفوائدٌ واحتكارات
عجلتُ إقتصادك هذا سيدي
ترفع السارق والمحتال .. تسحقني
أتشارك العيش وباقي الكائنات
لا أملك ولا يملكني ملك ولا سندات
سعادتي حريتي وبالمشاع أنا غني
وهل في تقسيمك الأرزاق إنصاف ؟
والبعض يدفع الأموال للتنحيف بعد إلتهام الأكل تبذيرا ً
أنا الجوع البغيض يقتلني
غضبي أنا يصل السماء
وأنت الخوف من داء ٍ يسحرمك الهواء
لك الحتف بهذا الحال يـُدني
فتكت برخو حياتك الأقدار
وها أنت تراقصُ عاصف التيار
ورقة ٌ صفراء عالقة من الغصن
فلا الأموال تدفعُ عنك الحتف
ولا صلاتك والتبرع بالفتات
تحميك من داء الهلاك وتهلكني
لن تنفع حالك الآمال والحسرات
أو أنك ندمان على مافات
من الأفعال تنفعني
وأعلم سيدي
فمازالت لإنتاج السلاح مصانعٌ تعمل
وإنسانٌ بجهل ٍ يـُكثر الأبناء في الأرض والفقرُ يستفحل
خرابٌ كل ما تبني ... ،

تنفس الفضاء صعداءً
بعد إختباءك سيدي
وأستلقت البطحاء هادئة ً
ظهرت رفوف الطير شادية ً الى العلن
فأترك سيدي الأشجار واقفة ً
والأجواء والأنهار صافية ً
خـُذ مناديل الطهارة كلها
وخذ ما تشتهي من معقمات ٍ ومن حقن
أوقف التدمير
توقف عن إستغلال الضعاف
كف عن الكذب والإستهتار بالناس والتبرير
طامعا ً بأن النار للتواب تستثني
أموتُ في شرف الأباء عزيزةٌ نفسي
لك في موتي خزيٌ على الطغيان
على إنتهاك حقي في الحياة وغبني
فمت أنت متمتما ً أسفا ً على الأملاك
وأنا أموت مجاهرا ً لحلم تحرر الانسان أغني .



#كاظم_الخليلي (هاشتاغ)       Kadhem_Alkhalili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الوطن
- فلسطين تقاوم
- أيقونة العطاء والمروءة
- خيلاء زهرة البراري
- نشرة أخبار البقر
- كفى يا أيها الخارجون
- شهداء الثورة
- الحكومة والبرلمان
- البدر الغائب
- شلع قلع
- ثورة الحق
- نهضة الكرامة
- غدر الزمان
- الحظ والأقدار
- جذور الروح
- تعب الأشواق
- ذكرى أستشهاد عبد الكريم قاسم
- هادي العلوي، ذكرى الرحيل


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الخليلي - بيان سكان البر الآمن