جذور الروح

كاظم الخليلي
(Kadhem Alkhalili)

الحوار المتمدن-العدد: 6307 - 2019 / 8 / 1 - 15:03
المحور: الادب والفن
    

جذور الروح

هل صُلِبَ العشق على الخيبات والحب تقهقر
أم دثر الجرح شجون القلب يا حيدر
هل جف حبر الود بين سطور دفاتر الذكرى
أم ورق الشوق القديم بأضواء الشرود تعفر
هل مر حنين الفجر للقداح مأسوراً مع الغيمات
والنسمات تعبق غادية ً من دون أن تـُشعر
هل نست الأحداق دمعات لقاءات المنى
ولم يعد طيفٌ الى سهل الغروب والزهرات لم تـُذكر
هل باعد الموجُ حطام أشرعة الرحيل
أم غرقنا في ثنايا التيه وعناقنا أبحر
هل تركنا مواضيع العيون بصحراء الغياب
أم صعد النهر الى جرف الدمار أم تعثر
هل حرق الهجر خيام الصبر في الواحات
وتفتت الطين ولم يبقى في بستاننا أخضر
هل غفى النجم قبل إعداد تفاصيل المسير
أم طار منا الحلم والليلُ في أول الدرب تبخر
هل تمنينا خلاف قبلتنا قبل ضياع الصبح
أم أن فراقنا هو الحظ وما الغيب لنا قدر
هل غطى كؤوس سهرتنا غبار الجفاء
وتحت أقدام الرزايا لوح قصتنا تفطر
هل بقيت أغانينا معلقة ً بأغصان المساء
وتركنا طراوة الشعر بوجه ريح الفراق تتحجر
هل أعمى بصيص النور في ليلتنا عين الكلام
أم أخذ العتم البريق وصار النجم لايـُبصر
هل أشتبك الحديث بما لم نبتغي فهما ً
والادراك على إشارات رموز القلب تعذر
وقفت كآبة الجرح الحزين بوجه النار
وأختفى لون اليدين وصار الأفق أغبر
وتكوم الغضب الوليد من الألم السجين على الثريا
كأن سور بيننا قلاع الأرض والجيش والعسكر
وإذا بنا فوق ظلم الدهر والحاجات
من دون أن ندري صرنا بعضنا نقهر
شابت بنا الأعوام وترجل الشباب في عجل ٍ
ذبلت زهور العمر وبات ربيعنا أصفر
أسلم الياسمين ذراعهُ صلابة الثلج العنيد
والصبح بعين الشمس على المرآة تكسر
ذابت الأفكار على أوتار قيثارتنا حرقا ً
فلا دعاء يقوم ولا صلاة لعودة قاربنا تـُنذر
والتفتنا خلفنا وعاد الوعي للماضي وللشجرات
وصلنا ضفة الأيام ونهر العمر ِ لا يـُعبر
وأنتظرنا لحظة ً تتفتح الأمواج فيها رغبة ً
وتقـّبل الشمس الحنون بها وجه المطر
أو يهتدي الشوق الى باب نذور الوجد
فيحرر الحسرات الشهيقُ والقلب لا يـُعصر
ما تعلمنا ركوب الوقت في بحر الشدائد
ولا جعلتنا الصروف من قادم الأيام نحذر
ماكنا نلين أمام قساوة النار الحديد
لكننا في البـُعد صرنا بدمع العين نـُصهر
فهل سقط السهر على أسوار الزمان الذي
يمسك زمام الأمر أم كلانا الوقت قد غير
فمهما طال البعد عن درب رفيق العمر
لاتـُنسى جذور صديق الروح في النفس ولا تُهجر


16/4/17

#كاظم_الخليلي (هاشتاغ)       Kadhem_Alkhalili#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل