أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - إحتكارالنص:حصار العقل














المزيد.....

إحتكارالنص:حصار العقل


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لايوجد في الكون أجمل من عقل يعي ويفهم ويتدبر الأمور , ويميز بين القبح والجمال , والخير والشر , والظلم والعدل, فما أروع العقل البشري منحة الخالق للإنسان التي بها ميزه عن سائر المخلوقات جميعها بما فيهم الملائكة المقربين , فالعقل مناط التكليف في الأديان فلا إلتزام لفاقد العقل أو ناقصه أو من هو تحت تأثير مايغيب العقل , فالعقل هو النور المبين لكل صاحب عقل, ومن يفقده في الضلالة يتيه
وما كانت الأديان إلا لهداية الإنسان وخروجه من الظلام إلا إلي النور.فما الذي يحجب العقل ويغيبه في مواطن كثيرة حيث يفتقد حين يكون مطلوب , ويغيب وقت ضرورة حضوره؟!!
من هنا نبدأ التساؤل ,هل العلم يغيب العقل؟ سؤال لامحل له, فالجهل في حقيقة الأمر هو المغيب للعقل والمعطل له ولوظيفته, ومن أين يأتي الجهل ؟ الجهل يتأتي من الوصاية علي العقل , تلك الوصاية التي تختزل الإمكانات العقلية في شخص تكون له الهيمنة والسيطرة تحت أي مسمي سواء أكان ديني أو سياسي أو فكري , والأزمة ليست في السياسي والفكري , لأن الفكري والسياسي يجوز تعديله وتغييره بعد المراجعات العقلية والفكرية لأنهما من المتغيرات التي يطرأ عليها التغيير والتبديل حسب الظروف التي تجعل المصلحة أساساً لتقدم الشعوب والمجتمعات وعمارة الدنيا والبحث عن أسباب القوة والتقد م والحضارة , والخلاف في الرؤي والأفكار أمر حتمي ولازم .
أما الديني فإنه يمثل منظومة من الثوابت التي لايجوز الخروج عليها أو مناقشتها أو التفكير فيها , ومن ثم فالنقاش والجدال حولها فهو في الديني محرم , والذي يجوز له تفسير وفهم الديني هو المختص بفهم الدين وتفسيره أي ما أسميناهم بعلماء الدين , ومن هنا تبدأ أزمة إحتكار النص في الفهم والتفسير والتأويل , ويمتنع علي أي شخص محاولة الإقتراب من النص وإجراء أي حوار جدلي للتواصل مع النص في فهم مقصوده ومايرمي إليه لأن قداسة النص تتأتي من المنطقة أو الأرض الحرام التي وجد فيها النص وكأن النص موجود داخل حقل ألغام من يقترب منه فحياته معرضة للدمار , ولكن من الذي وضع النص الديني داخل حقل الألغام؟!! إنها الوصاية علي الدين , والوصاية علي المنتسبين للدين , وكأنهم مازالوا قصر أو يستحقون الولاية والقوامة بمعني أنهم ناقصي الأهلية , فالنص الديني مقدس ومنتهي مايبتغيه هو إيصال مفهومه ألي المنتسبين له لتحقيق غاية الإلتزام به وذلك حسب مرام ومراد النص الديني أياَ من كان الذي يلتزم بحدود النص الذي يتعامل مع الجميع دون تفرقة بين العالم والأمي والجاهل والمثقف بل والفقير والغني والمريض والمعافي , وأمور الحلال والحرام معروفه بالفطرة دون مرشد أو واعظ لتعريف الناس بها , والنص لم يأتي بمن أعطاه الحق في الوصاية والقوامة علي الملتزمين بحدود النص فالجميع أمام النص الديني سواء , ولايوجد أمام النص من تم فطامه ولايستوجب أعطاؤه الدين في جرعة غذائية في زجاجة الطاعة والإلتزام كرضعة صناعية مادام لم يولد علي الإستقامة والطاعة ,فمن هو الذي أعطي لنفسه الحق في تجهيز الرضعة أو الرضعات المتتالية , وعبأها في زجاجات الطاعة والإستقامة , ومن الذي أعطاه الحق في تقييم الناس وجعله له الحق في التمييز بين المفطوم ومن مازال مستحقاَ للرضاع .
والمصيبة أن الأزمة والمشكلة تتولد من أدعياء الوصاية وذلك بتطويع بعض النصوص الدينية التي مع تفسيرها المغلوط والمنقوص تعطي الأوصياء الحق في الرقابة علي أعمال الناس وتقييم أعمالهم ومدي مخالفتها وموافقتها للنص الديني ومن هو منهم يكون مستحق للرحمة ومن مستحق للعذاب , وذلك لتطهيره في الدنيا قبل طهارة الآخرة . ومن ثم تصبح الجنة والنار, وكأنهما قطاع خاص للأوصياء الحق في تنعيم من يشاؤا وتعذيب من أرادوا, والمصيبة أن يتم ذلك حسب منطوق النص الديني لابمفهومه وحتي بالمفهوم , فالمنطوق والمفهوم حكر لأصحاب قداسة النص الذين أصبحت قداستهم هم مستمدة من قداسة النص ,ومن ثم أصبحوا كأنهم آلهة بيدهم الأمر والنهي والرحمة والعذاب.
فما دام الأوصياء قائمين علي أمر النص وإحتكار مفهومه وتفسيره , فلا أمل يرجي ولا خير يذكر!!!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !! أريد أن أنتمي لتنظيم الإخوان المسلمين : ماهي الشروط ؟
- الواقع وسجن المألوف
- رجال الدين :قطيعتكم الإجتماعية فريضة وطنية وضرورة دينية
- إلي كمال خليل : المناضل الثوري
- فخامة الرئيس جمال مبارك : ماذا لديك ستقدمه لمصر؟
- الزرقاوي: هل هو شهيد ؟
- هل الحجاب هو الحل ؟
- مصر: سيناريو مابعد مبارك
- حذاء طلعت ومليلرات عز
- العلمانية : الدولة والدين والمجتمع : من الحق الإلهي المطلق إ ...
- سلطة هتك الأعراض والقضاء الدولي
- مبارك الإبن: دلالات الزيارة السرية
- العلمانية .. وما الحل؟!!
- ماذا بعد براءة مكي ولوم بسطويسي ؟
- هل للمفتي وشيخ الأزهر من رأي؟
- العقل والنص


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - إحتكارالنص:حصار العقل