أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - العقل والنص















المزيد.....

العقل والنص


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيهما يمثل أزمة في المفهموم والمقرؤ والمنطوق والمسكوت عنه ؟ وأيهما سبب الأزمة الفكرية والعلمية والثقافية بل والدينية ؟ هل العقل أم النص أم هما معاٌ ؟ الكثير من التساؤلات تثار وبحدة شديدة في معالجة مفهوم العقل والنص في كافة المجالات الدينية والحياتية المعاصرة , وفي العديد من المسائل يقف العقل والنص عاجزين عن إيجاد حلول مناسبة , فمن المسؤل عن العجز والتردي الفقهي والعلمي والثقافي والديني في المفهموم والمقرؤ والمكتوب والمسموع بل والمسكوت عنه خوفاٌ وترهيباٌ وإرهاباٌ, فهناك العديد من القضايا التي يخاف المفكرين والأدباء والفقهاء والمثقفين الولوج في تفسيرها والفتيا فيها من رفع راية التكفير عالية خفاقة في وجه من تجرأ وإجتهد وفسر أو أفتي , فالنص مقدس له القداسة العليا عند البعض , ولايمكن للعقل أن تكون له تلك المرتبة من القداسة, والعقل عند آخرين مقدس وله مرتبة عليا من القداسة وفي المفهوم لديهم أنه لولا العقل ماكان للنص وجود فهو يخاطب العقل ويتطلبه في إيجاد علاقة جدلية بينه وبين النص . فمن أين تأتي الأزمة وماهو مصدرها ؟ الأزمة تتولد وتكبر حينما يتعامل العقل مع النص الديني بالتحديد وتصبح المسألة مصيبة وليست مشكلة فقط , وهذا ناتج من أمور لايمكن حصرها ولكن نوجز البعض منها :
1_ النص الديني سماوي مقدس والعقل البشري أرضي مدنس
, ومن هنا نشأت أزمة الديني والدنيوي, وكأن العقل البشري لم تخلقه وتبدعه إرادة القدرة السماوية , وكأنه مخلوق شيطاني لم يخلقه الله ويبدعه أيما إبداع , وهذا في فكر ومنطق أهل الوصاية والرقابة علي من يتعاملون مع النص الديني وكأنهم هم أصحاب وملاك ملكية مطلقة للنص لايجوز لأي إنسان التعامل معه أو فهمه أو تفسيره وتأويله إلا من خلالهم فقط مع أن ملكية النص ملكية شائعة لكل إنسان نصيب وحظ في التعامل معه كل حسب قدراته وإمكاناته العقلية وإبداعاته الفكرية والإجتماعية ومن هنا نشأت الأزمة علي أساس زعم البعض أنهم ملاك للحقيقة المطلقة الممثلة في النص الديني ومن يخالف هؤلاء المتزعمين لسيادة النص يصبح ويمسي كافراٌ ملعوناٌ ومخروجاٌ من الرحمة الإلهية
2_التفرقة بين نصوص العبادات والمعاملات لايحسنها جماعات وفرق وطوائف إدعت التدين والإلتزام بالنص فهماٌ وفقهاٌ وإنزال نصوص العبادات منزلة نصوص المعاملات مع أن الفرق بينهما كما الفرق بين السماء والأرض , وهذا الخلط المعمول به جعل القداسة ملازمة لكل فعل أو عمل أوتقرير سواء من ناحية الشكل أو الموضوع , فموضوع العبادات ليس عليه ثمة خلاف كون النص حاكم لهذه العبادات ومع ذلك تمت العديد من الخلافات في المسائل المتعلقة بالعبادات سواء من ناحية الشكل أو من ناحية الموضوع وتعددت الأراء والخلافات حول جزئية من جزيئيات العبادة وتم تكفير البعض للبعض بسبب من يعتقد أنه علي صواب والآخر علي خطأ مع أن الطرفين ينتميان إلي عقيدة واحدة, وهذا حادث مع من يقدسون النص ,فمابالنا بموضوع المعاملات الوارد بها نص عالج مسألة من مسائل القديم في زمن ما وعصر ما وظرف جغرافي وتاريخي معين فالعديد ممن أعطوا أنفسهم حق حماية النص ينزلون تلك الوقائع منزلة المقدس ويتعاملون مع الأمر المستحدث علي إنه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار, ويكفرون من يجتهد في المسائل المستحثة في الواقع المعاصر بزعم أن النصوص المقدسة لم تترك أمر من الأمور إلا وتحدثت عنه وأوجت له الحل المناسب , ومن هنا يحرم إنشاء أي علاقة جدلية أو حوارية مع النص ومن يحاول إستنطاق النص كافر في مفهوم وعقيدة حماة النص المزعومين , وبات التخلف والرجعية لها أسس في فقه التخلف الدين والعلمي والثقافي والفكري والفني أيضاٌ إذ أن مصالح المجتمعات وقف البعض بينها وبين فقه النص حائل ومانع من الفقه والفهم
3_الخلط بين النص وبين فقهاء النص وهذه مشكلة من أخطر المشاكل لأنها تربط بين النص وبين المتعامل معه وتسميهم برجال الدين مع أن النص أي نص يرفض ذلك وبشدة حتي لايعطي أحد قداسة مع قداسة النص , وم هنا نشأت فكرة رجال الدين أصحاب المذاهب والمدارس الفقهية في كل دين من الأديان , وأصبح الإستبداد يمارس بمنطوق النص لا بمفهومه , وتم تطويع النصوص لخدمة أمور سياسية معينه ونشأت الفرق وتعددت المذاهب مع أن أصل الدين واحد , ونشأ فقه التكفير وترعرع ونما في تلك الأرض السبخة التي أعطت القداسة لغير المقدس بإسم المقدس
4_ السياسي والديني أصبحا بسبب النص أزمة ممثلة في فقه وفهم الواقع منذ محاولة تيارات دينية الخلط بينهما وجعلهما في ثوب واحد جاعلين القداسة للديني المتعامل مع السياسة فالمنسوب لتيار ديني حال ممارسته للسياسة يصبح مقدس لأنه يتعامل بالمقدس ومن يخالفه فقد خالف النص ومن يخالف النص فقد تجرأ علي الله وأصبح وأمسي كافراٌ تتوجب لعنته في دور العبادة والدعاء عليه بالهلاك , وهذا فريق كبير موجود وكائن في الواقع المعاش وظهر في مواقع كثيرة , وكانت أزمته متمثلة في عدم قدرته علي إنشاء علاقة جدلية بين السياسي والديني وهذا ناتج من أن السياسي يبحث عن جنة الدنيا الجنة الحالة الآنية والديني يفكر ويعمل للجنة المؤجلة في الآخرة وفرق بين من يقول ويعمل لأن تكون الجنة الآن ومن يقول أن الجنة مؤجلة , وكانت أزمة العقل والنص قائمة مادام السياسي والديني يتصارعان في حلبة مصالح المجتمعات والأوطان
ومن هنا تنشأ الأزمات بين العقل والنقل وتلك الأزمات مفتعلة بسبب من بعض تيارات الوصاية والقوامة علي النص ومن يتعاملون مع النص مع أن النص يقدس العقل ويجعله من لزوميات الإيمان به وفرائض الإيمان تقرر بأن الإيمان نصفه عقل ونصفه الآخر نص فمتي يمكن أن تحدث العلاقة الجدلية وعلاقة الحوار مع النص لحل المشاكل الدينية والحضارية والحياتية المعاصرة بمنأي عن التكفيروالإتهام بالخيانة للدين والنظر إلي قضايا الأوطان وقضايا الحريات والعدالة والديمقراطية وقبول الآخر وتوزيع الثروة القومية من خلال دولة مدنية لسيادة القانون الدور الهام فيها والبحث عن دولة المواطنة . أعتقد أن الطريق طويل ويبدأ بتحرير العقل قبل تحرير النص

محمود الزهيري



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - العقل والنص