أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد عبد الكاظم الخزاعي - المشرحة














المزيد.....

المشرحة


رائد عبد الكاظم الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6571 - 2020 / 5 / 22 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


كانت الفتاة الحالمة يملىء روحها الامل وتحلق في سماء من الامنيات الجميلة بما رحب الخيال من افق تستقي من العزم الهمة وتربو بنفسها لصعود القمة ولم تكن تتخيل نفسها يوما ان هناك شيء يحول بينها وبين ما تريد الا ان يشاء الله سبحانه المبدي المعيد وفعلا تم لها ذلك بعد جهد جهيد ومعاناة بلا تقييد مع ظروف الهجرة والتشريد وكل يوم حادث مروع جديد بعد استحالة حياتها الى لوعة ذبل الفرح على اعتابها وصهرت حرارة الشمس اللاهبة قطرة نداها فامست اقحوانة بلا لون وقرنفلة بلا عطر تستظل خيمة عنوانها التهجير مساعدة من منظمةانسانية جادت بها تكرما على الشعب الغني الفقير !!!!!!!!!!!!!! (هالة )بنت العشرين عاما كان يُرى الربيع على وجنتيها وجمال الطبيعة على خديها بل كانت بسمتها حياة الارض ونزهة الكون لها تتفتق الاحجار لتنبت شجرا وارف الظلال بادي الثمار كانت تسكن ارض الهجرة في بلادها طالبة في الصف السادس الاعدادي دؤوبة مثابرة تحترم الواجب وتقدس العلم رغم كل ظروفها تحرص ان تكون الاولى على فصلها رغم فراق الاهل والاحباب والاصدقاء وما يلحق ذلك من عناء من شدة الايذاء مع قلة ذات اليد حيث انها لا تملك مكانا خاصا للدراسة فكانت مع ابويها واختيها واخوها يستظلون تحت سقف رقيق قطعة من قماش دقيق يكاد يتفتت من شمس العراق الغريق وجاء الاختبار ونجحت هالة وحصلت على تقييم الاولى في محافظتها المنكوبة (الانبار) يؤهلها لتدخل كلية الطب وحققت رغبتها ونالت مناها وفرح والداها لكنها تنظرالى اهليها وتسابقها دمعة تتمنى ان يعود وان تسمع كلامه وهو يناديها ليلعبا سوية بين المروج الخضراء فتغالب دمعتها بضحكة مصطنعة كي لا تفسد الفرحة ولا تنكأ القرحة فهيج الما يصعب كبحه نعم تتمنى ان يجتمع الشمل من جديد باخيها الكبير الذي كان لها اب وصديق (لؤي) خرج من الدار ولم يرجع اليها وبقيت العيون ترقب دربه وتناجي لاجله ربه ان يعود يحمل الهدايا لاخته كما يفعل حينما ياتي من سفره حيث كان ضابط برتبة ملازم في الجيش العراقي وبقيت تمد عنق الانتظار لعله سمع بخبرها وسياتي !!!!! وتم انتخابها لتدرس الطب في تركيا على نفقة الدولة تكريما لها وفعلا حزمت امتعتها وسافرت الى هناك وابتدأت رحلتها الانسانية في المرحلة الاولى فكانت هي هي الجذوة المتقدة يحدوها حافز ان تكون الاولى هنا ايضا لترفع اسم بلادها الوئيدة عاليا وتلوح به طويلا وان يلمع اسمها بين نجوم العلم كنجمة الصباح .....وسارت المحاضرات بانتظام الى ان اتى اليوم الذي تدخل فيه المشرحة فسرت في جسدها رعدة وهزة وتكاد لا تمسك نفسها من الاضطراب قلبها صار يسرع الضربات كانه يريد ان يخبرها وبنفس الوقت يامرها لا تنظري اغمضي عينيك وكأن نداءا خفيا اخرجي من هذه القاعة اخرجي لكنها اصرت واثبتت قدماها فوجدت نفسها مباشرة امام سرير التشريح واحاط به الطلبة ليبدأ الاستاذ محاضرته وهنا مدت يدها لتسحب القماش عن الجثة لتنظر جسدا ملقى على ظهره وقد اخذت منه الشفرات والسكاكين ماخذها من جلد القدمين واليدين وقد استخرجت العضلات كمقاطع تشريحية وتبدوا عضلات مفتولة لشاب قوي الجسد عظيم الهيكل واسرعت الى وجه وكان لم تنل منه المباضع وفيه ملامح واضحة وفاجئها امر رهيب يا الله هذا لؤي انه جسد لؤي فصرخت صرخة وخرت على جسد اخيها قلبوها فاذا هي ميتة.......... كانت عصابات داعش قد اغتالت لؤي وباعت جسده الى احدى المستشفيات التركية
اغتيل لؤي وماتت هالة وعاش بقلبيهما العراق.



#رائد_عبد_الكاظم_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناتي
- قصة قصيرة
- قراءة اخرى في المعنى
- الترجمة قراءة اخرى
- عبد الواحد لؤلؤة قراءة اخرى
- قرآءة اخرى وتالية.


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد عبد الكاظم الخزاعي - المشرحة