أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - رضي السماك - - الشيخ الرئيس - ومشايخ الجهل














المزيد.....

- الشيخ الرئيس - ومشايخ الجهل


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6565 - 2020 / 5 / 16 - 01:02
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
    


مع بدايات تفشي وباء كورونا في منطقتنا العربية أواخر شباط / فبراير الماضي ، أخذ يتفشى بالتوازي معه - عبر العديد من الفضائيات العربية ووسائل التواصل الاجتماعي - وباء من نوع آخر يتمثل في الجهل والعلاج بالشعوذة بإسم الدين الإسلامي لمكافحة الجائحة ؛ وذلك عبر ما تقوم به شريحة كبيرة من مشايخ الدين من تفسيرات سببية غير علمية في تفسير " كوفيد - 19 " وما تقدمه من روشتات قائمة على العلاج بالخزعبلات والخرافات بإسم الدين ، ناهيك عن عدم توانيهم عن حض مريديهم البسطاء على عصيان سٌبل الوقاية الطبية العلمية من الوباء ، كالحجر المنزلي ، والتباعد الاجتماعي ، وتأدية العبادات في البيوت . وهذا ما يذكرنا بممارسات من هذا القبيل كانت تمارس في العصور الإسلامية الغابرة ؛ ومنها على سبيل المثال ماورد في تغريدة لصحيفة " اليوم السابع " المصرية : ففي سنة13 اجتاح الطاعون مصر ليحصد أعداداً هائلة من أرواح المصريين ، لكن باءت بالفشل كل المحاولات العلاجية والحيل للسيطرة على الوباء ، أمر السلفيون أن ينكب الناس على قراءة " صحيح البخاري " ، لكن الوباء واصل حصاده بمعدلات رهيبة أكبر ، وازاء ذلك تفتقت عبقريتهم بحل آخر يتمثل في جمع 40 شخصاً من الأشراف يحملون إسم " محمد " في الجامع الأزهر ليقرأوا القرآن من بعد صلاة الجمعة حتى صلاة العصر ثم بعد ذلك أن يطلعوا فوق سطح الجامع ليأذنوا معاً ، ففعلوا ، ومع ذلك أخذ الوباء العنيد يستشرش بشكل جنوني وبمعدلات مرتفعة أعظم . وفي رواية اخرى تحكي المذيعة ، التي ظهرت في فيديو التغريدة الآنفة الذكر ، عن المؤرخ " إبن كثير " ، بأنه في سنة 749 هـ وأثناء تغول الطاعون طلب أحد السلفيين من الناس للتخلص منه أن يقرأوا سورة نوح 3363 مرة ، ففعلوا بنصيحته أيضاً ، لكن النتيجة المرجوة جاءت عكسية ، حيث حصد الوباء هذه المرة 200 ألف شخص في القاهرة وحدها !
ومنذ بضعة أسابيع ينتشر في وسائل التواصل الإجتماعي على أوسع نطاق مقطع من فيلم سوفييتي قديم اُنتج عام 1956 بعنوان " إبن سينا " ، وهو كما نعلم أحد أبرز أعلام حضارتنا العربية - الإسلامية ، وبدا هذا المقطع قد جاء في توقيته المناسب ليذكّرنا ليس بصفحة مشرقة من صفحات تراثنا العلمي والفلسفي فحسب يجسدها هذا العالم الحاذق الذي اُطلق عليه لبراعته " الشيخ الرئيس " ، بل وليفند شعوذات " مشايخ الجهل " الذين ما برحوا يعيدون وصفات السلف الصالح نفسها لمواجهة الجائحة الحالية ، فكأنما عقارب الساعة لم تتغير منذ تلك العصور الغابرة . "وليس بعيداً عن الدلالات أيضاً إغلاق كل المقدسات الإسلامية في منطقتنا ، وبضمنها التي في إيران والعراق الذي رأينا مشاهد لبعض محافظاته الجنوبية تبرز تحديهم لسُبل الوقاية ، رغم قيام السلطات بتنظيف وتعقيم تلك الأماكن المقدسة التي لطالما نسجت حولها أساطير دينية ما أنزل الله بها من سلطان حول قوتها الروحية الخارقة في الاستجابة لدعوات مريديها لحل كل مشاكلهم المستعصية بما فيها المرضية !
وأنت تتابع وقائع المقطع المترجم تتملكك دهشة شديدة ممزوجة بالإعجاب لما كان يتمتع به ذلك الطبيب والفيلسوف قبل ألف عام ونيف من علم ومعرفة عميقة بشؤون الطب ، هو الذي كان موسوعة زمانه في علوم شتى ، منها الفلسفة والموسيقى والطب . وفي هذا المقطع إذ يوصف لك بدقة خواص وباء " الطاعون " ، وسُبل محاصرته والتخلص منه ، تشعر وكأن الرجل يعايش عصرنا في ظل جائحة كورونا ، حيث وصف الوباء بأنه ينتقل عبر الهواء وبملامسة الأيدي ويلتصق بالشعر . ومن إرشاداته لتفادي الوباء : ضرورة التباعد الاجتماعي ، غسل الأيدي بمحلول من الخل ، التزام الحجر المنزلي ، إغلاق الأسواق ، وفتح مراكز البيع في بعض البيوت .
ومع أن معارف ابن سينا عن خواص الاوبئة وسُبل علاجها معروفة لكل قارئ لكتبه أو ، مطلع على سيرته ، إلا أن ما حققه مقطع الفيلم السوفييتي من انتشار وشهرة عظيمين لدى ملايين الروس والعرب ليٌرينا الدور الكبير الذي تلعبه السينما في توعية مختلف فئات مستويات الناس بمثل هذه الأمور في الوقت الذي مازالت السينما العربية والأعمال الدرامية مقصرة للأسف عن لعب هذا الدور .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 3- 3 )
- المهام الآنية النضالية لليسار في عصر كورونا ( 2 )
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 1 )
- واقتربت الساعة
- صراع عالمي في مواجهة خطر مشترك
- لماذا أنتصرت الصين على - كورونا - ؟
- كوبري قصر النيل في زمن كورونا
- مستقبل - الناتو - بعد جائحة كورونا
- - ووهان - تنهض وتفضح أنانية الرأسمالية
- كورونا بين الصين والرأسمالية الأميركية
- - كورونا - وأمريكا والأنظمة الاستبدادية
- 112 شركة تنمي الإستيطان .. فماذا أنتم فاعلون يا عرب ؟
- الناصريون والمراجعة الغائبة
- في ذكرى ميلاد عبد الناصر
- في تطور الملحمة النضالية لعرب 48
- هل بدأ العد العكسي لنهاية الإسلام السياسي ؟
- العالم بعد ثلاثين عاماً من انهيار الجدار ( 2-2 )
- العالم بعد ثلاثين عاماً من انهيار الجدار ( 1-2 )
- تركيا بين مجازر الأرمن واضطهاد الأكراد
- جيفارا .. القدوة والأيقونة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - رضي السماك - - الشيخ الرئيس - ومشايخ الجهل