أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - شوربة عدس+ جدران وأسلاك وحزن !















المزيد.....

شوربة عدس+ جدران وأسلاك وحزن !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6554 - 2020 / 5 / 4 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لمحتها تفترش الرصيف العام على غير عادتها "أم فاضل"، وجه شاحب وعينان ذابلتان مغرورقتان بدموع ليست جديدة وﻻ--------غريبة على نساء العراق اللائي قضين الـ 41 عاما اﻷ--------خيرة من أعمارهن بكاء x بكاء ، كنت قد فرغت للتو من تناول الفطور وكان عبارة عن " لبن ايراني+ تمر إماراتي ! أين الصناعة الوطنية العراقية التي كانت تنافس نظيراتها الاجنبية ، الحقيقة وعلى طريقة علاوي ..والله ما ادري ؟ " لنثني بشوربة مصنوعة من العدس والزيت التركي بالملح الباكستاني "ملح الهملايا " بالبهارالهندي في طبق - مشكل يالوز- كل مفرداته أجنبية مستوردة قُدم لنا بصحن فرفوري صيني بأيد عاملة آسيوية مع البصل الايراني والفجل السوري على أنه طبق عراقي خالص 100% ، الكارسون الاسيوي الجديد كان لايجيد التحدث بالعربية ما اضطرني لمحادثته بلغة الاشارة وأخالني لو طلبت منه طبق حمص بطحينة لكان ابتسم هازا رأسه يمينا ويسارا على طريقة شاشي كابور - من يصيرعصبي - ولردد كالروبوت - تمام ..نحول وزينة - طبعا العبارة الاخيرة كلها مجرد مزحة من باب شر البلية ما يضحك ولتلطيف الاجواء قبل تجرع الجرعات التالية !
صدقا أنها "شوربة عدس" خلف جدران عازلة وأسلاك شائكة وبانوراما حضيض وحزن ، وحقا ان أرض الخيرات والحضارات والطاقات الطبيعية والبشرية ، صارت هب بياض وإستحالت حجرا بلا أرقام في لعبة الدومينو العربية والاقليمية والقارية ، وغدا الشعب بيدقا لاقيمة له بإمكان أصغر اللاعبين التضحية به وبحقوقه المشروعة على رقعة الشطرنج الدولي ، وبات قرار الشعب وساسته أسوة بطعامهم وشرابهم ولباسهم ، كله أجنبيا مستوردا ،هناك في مطعم "التبليط الحر" حيث يتناول الفقراء فطورهم وسط شارع فرعي مغلق بالحواجز الكونكريتية من الجانبين أمام المارة حفاظا على أرواح السابلة وربما عزلهم وحجرهم ومناطقهم خلف الجدران لحين الانتهاء من الاعلان والتصويت على حكومة تصريف الاعمال بذريعة توفير الأمان من كورونا ..واظن ان وباء كورونا سيمضي ويزول في القريب العاجل ، فيما بقية الاوبئة السياسية والمحاصصاتية والايدولوجية والطائفية المقيتة باقية وجاثمة على صدورنا حتى حين !
سألتها "خيرك أم فاضل، ما الذي جرى هذه المرة؟ الذي أعرفه أن زوجك رحمه الله قضى قبل عامين بحادث مروري في إحدى طرق الموت الخارجية بين المحافظات ، ابنك فاضل قتل برصاص طائش قبل عام، أخوك قضى نحبه بنزاع عشائري ، جدك لأبيك فقد في حرب الخليج الاولى (الحرب العراقية الايرانية 1980- 1988) ولم يعد الى اليوم ، جدك لأمك فقد بحرب الخليج الثانية (غزو الكويت 1990- 1991) ولم يعد حتى الآن ، والدك مات بنوبة قلبية مفاجئة بعيد أيام من حرب الخليج الثالثة (احتلال العراق 2003 ) ، أعمامك تم - علسهم - تباعا أيام العلاسة الطائفية والحرب الاهلية 2006- 2008 ، أخوالك هاجروا بقوارب اللجوء المطاطية تباعا الى تركيا حتى تمكن من لم يغرق منهم وسط بحر ايجة ولم يعتقل في جزراليونان ، ولم يرحل قسرا أو يبتز في بلغاريا ، ولم يختطف من قبل عصابات الجريمة المنظمة في صربيا ولم يفقد حياته او جوازسفره على يد المهربين طيلة مدة الرحلة ، وتمكن من الوصول أخيرا الى كامبات النمسا قد بدأ حياته أسيرا من جديد + بكاء على اغنية اللي مضيع وطن وين الوطن يلكاه ! اولاد عماتك وخالاتك كلهم من لم يمت - بالقهر والحيف - مات بغيره ، تعددت الاسباب والموت العراقي المشؤوم واحد ، قالت ابني الاوسط يعاني من مرض سرطان الكبد ولا علاج له في العراق، وكل الاطباء قد اجمعوا على ان علاجه في الهند بكذا وكذا الف ----$----، وانا لا أملك غير 500 الف دينار- تقاعد المرحوم - تذهب 350 ملطوش منها بدل ايجار الشقة البائسة التي اقطنها في الطابق الرابع من أوسخ عمارة في المنطقة + 50 الفا ثمن كهرباء المولدة السحب + 100 الف دينار - مصرف جيب - حتى نهاية الشهر"!
كانت بيدي قنينة مياه معدنية يقال انها معقمة بالاوزون - وأكص إيدي اذا صدك - فرميتها لا إراديا على صورة سياسي عراقي لئيم ماتزال صورته معلقة على الصبات الكونكريتية منذ الانتخابات الاخيرة التي لم تأت كسابقاتها بجديد بإستثناء تدوير المخلفات والطائفيات والنفايات وإعادة - نفس الاحزاب والشكولات - ووقع بصري ايضا على صورة منافس آخر للاول يمتهن خداع القطيع منذ الاحتلال الاميركي الغاشم عام 2003 والى يومنا ، كلتا الصورتين الانتخابيتين الحالكتين كانتا معلقتين فوق أكوام أزبال تسبقها بقايا أسلاك شائكة تغص بأكياس النايلون الملونة المتطايرة من هنا وهناك ، فوق بركة مياه آسنة، ملصقان يعودان ﻷ--------نتخابات 2018 لم يتقدم أحد لتمزيقهما لا خشية وانما لأن لا أحد يريد الغوص بالبرك والنفايات والازبال بغية الوصول اليهما ، علما بأنني لا استبعد ترشحهما مجددا في الانتخابات المقبلة وبذات الاكاذيب التي يرددونها ورددوها مع أحزابهم وكتلهم وتحالفاتهم وتياراتهم على مسامع الناخبين 17عاما ، يقابلها صباح مساء، ترديد عبارة: "أكاذيبكم صارت مفضوحة ولن تنطلي على أحد بعد اليوم.. الناخب واع ويعرف طريقه" واقول ان الذين يعيدون انتخاب وتدوير ذات (الوجوه الكالحة ) لايتمتعون بأدنى وعي انتخابي ولاسياسي البتة لأن التدوير الدائم للفاسدين والمفسدين في الارض يشي إما بغياب الوعي الانتخابي كليا ، أو بحدة الاصطفافات القومية والطائفية النتنة والتي باتت تتحكم اضافة الى دول الجوار وما وراء البحار بإنتخاب غيرالمؤهلين وإعادة تنصيب الفاشلين في كل دورة لأن قسم كبير من جمهورهم يفضلهم على سواهم برغم معرفته بماضيهم مادامهم - يدغدغونه طائفيا ، يدلكونه قوميا ، يغازلونه سياسيا ، يثيرونه عشائريا - بمفارقات عجيبة بطبيعة الشخصية المركبة التي تشكو وبعد انتخابها للفاسدين من ظلمهم ، حتى باتت عصية على الفهم بالنسبة الي على أقل تقدير!
ذهبت الى كشك الجرائد القريب حيث تختلط صحف الاحزاب المتناحرة علنا، المتفقة فيما بينها سرا، القابضة من دول وحكومات تسبها نهارا أمام الجمهور فقط وتقبض منها ليلا وبالعملة الصعبة بكل ود وسرور والعكس بالعكس، صحيفة تحط من قدر ضبع وأخرى ترفع من شأنه.. صحف تلعن ديكا وأخرى تمجده.. تصطف جنبا الى جنب، بلا حياء ولا خجل.
وهكذا مرت الذكريات الكئيبة كشريط سينمائي أمام ناظري وأنا - أخوط - السكر المستورد داخل الاستكان المستورد بالملعقة المستوردة ﻷ--------تناول الشاي السيلاني بالصحن الصيني المستورد، صور محزنة بالاسود واﻷ--------بيض لمئات الاف النساء الارامل واليتيمات والمعاقات والنازحات والمهجرات والمهجورات والعوانس والمطلقات والمختطفات والمنتحرات والمريضات والمعنفات واللاجئات وقلت في نفسي وانا مطأطئ الرأس أتصبب عرقا وأنظر بخجل تام الى "أم فاضل" وقد طبق صوت نحيبها اﻵ--------فاق "منظمات حقووووق المرأة والجمعيات النسوية والاتحادات النسائية ومخشلاتهن الذهبية وسياراتهن الرباعية ومهرجاناتهن ومؤتمراتهن وندواتهن المليونية وصالوناتهن البديكيرية والمنيكيرية ومجالسهن المخملية، وووين ، ولكأني بلسان حال السياسيين والسياسيات يقول " هزي يانواعم - خصرك - الحرير وخلي العقل النائم مع صور المرشحين واصوات الناخبين وحقوق المواطنين مع الريح كما ذهب وطار الوطن وآثاره وثرواته بأجمعه...يطير؟ اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن يكون ماضيك - اسود - لايعني ان حاضرك - بمبي - !
- حرامي لاتصير من -ربيع الجياع - لاتخاف !
- -دراما رمضان -العربية كانت للتمييع والتخليع فصارت للتطبيع وا ...
- نساء أحببن محمدا ﷺفنطقنَّ الشهادتين رغما عن أنف المشك ...
- عراقية لها في رثاء زوجها نمط خاص !
- قلوب تهفو الى مكة والمدينة بينها لمشاهير أجانب أسلموا فحجوا ...
- ألق يتجدد طيفا من بغداد الى كتارا
- قبل أن ينقرض الرجال ..الرجال!!
- رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!
- أنقذوهنَّ قبل نضج التين والعنب ..ملاك ليست الأولى ولن تكون ا ...
- مبادرات إنسانية لتجاوز الحقبة الكورونية !
- هااااااي -جيسيكا مير-معك أطفال العراق ...ووولكن ؟!
- النظارة الزرقاء+ المُخبرين والمُخبرات = إنهيار الحضارات !
- ركلات -الإقصاء والإخصاء - الترجيحية!
- الامبريالية الالكترونية -وإستحمار- العقول !
- سنريهم آياتنا في الآفاق ...
- كورونا والنظام الدولي البيلدبيرغي اللاإنساني الجديد !
- كل شيء عن الدراما..الإذاعة..التلفزيون..المسرح..السينما العرا ...
- اذا كنت حريصا على صوم رمضان في عصر الكورون فأقرأ هذا المقال
- اللقاح الذي بدأ بحكاية جدة لينتهى بإسدال الستارعلى أخطر وباء ...


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - شوربة عدس+ جدران وأسلاك وحزن !