أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - حرامي لاتصير من -ربيع الجياع - لاتخاف !















المزيد.....

حرامي لاتصير من -ربيع الجياع - لاتخاف !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش الشارع العربي هذه الايام حالة من الاحتقان والغليان عموما وفي لبنان على وجه الخصوص بسبب البطالة الخانقة والفقر المدقع والجوع الكافر وبروز الفوارق الاجتماعية الخطيرة بين مكونات الشعب الواحد على خلفية فقدان الملايين وظائفهم ومدخراتهم بسبب الفساد المالي والسياسي والاداري وبسبب الحجر الصحي وحظر التجوال وإنهيار العملة والتضخم والركود الاقتصادي المتزامن مع إنهيار أسعار النفط وتوقف حركة السياحة والسفر والتجارة والصناعة والزراعة على خلفية انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد - 19 ) وعلى السياسيين العرب ان يتعظوا ويعيدوا حساباتهم قبل فوات الاوان وعلى المسؤولين في العراق أن يأخذوا ما يجري في الشارع العربي مأخذ الجد ، فالحكمة تقول اذا هشمت نافذة ما في عمارة ما، ثم تّركت دون اصلاح فان ما تبقى من نوافذ العمارة سيلقى ذات المصير في القريب العاجل، فبهذه العبارات الموجزة لخص العالم الأمريكي جيمس ولسن ، بكتابه - تأملات في الجريمة - العلاقة غير المنضبطة بين الجيران المتقاطعين الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف الى سلسلة طويلة من الاثام ويضرب مثلا بعلاقات الجيرة المتوترة في امريكا في ستينات القرن الماضي وكيف انها كانت السبب الرئيس في انتفاضة الزنوج ضد البيض هناك ولعمرك أي سوء جوار اقبح من ذاك الذي يعيشه العراقيون هذه الأيام، الساسة المتجاورون خلف اسوار المنطقة - الخضراء - يشكك بعضهم بنوايا بعضهم الآخر سرا وعلانية، النواب المتجاورون تحت قبة البرلمان يسفه بعضهم بعضا ولا يكاد احدهم ينبس ببنت شفة الا وعاجله نظيره من الكتل الأخرى بنقطة نظام في بلد يفتقر الى ابسط أشكال النظام، وهذه الأحزاب السياسية المتجاورة يكره بعضها بعضا ذاك أن كل حزب بما لديهم فرحون ، ولا يختلف الحال كثيرا مع الأقاليم والمحافظات المتجاورة التي اضحت تتصارع على الحدود الإدارية والموازنات المليارية صراعا محموما ينذر بأسوأ العواقب، وهاهي دول الجوار التي تتربص بالعراقيين الدوائر تتحين الفرص تلو الاخرى للانقضاض عليه بكل ما اوتيت من بأس وقوة، الامر الذي ادى بمجمله الى ان يصبح الغدر سمة بارزة بين الفرقاء السياسيين وكثير منهم تبع لدول خارجية يحملون جنسياتها ويقدمون فروض الطاعة والولاء لها وينفذون مصالحها ، واصبح سوء الظن من حسن الفطن ،وها قد عاد الحديث ثانية عن تشكيل التكتلات والتحالفات على اسس المحاصصة الطائفية والعرقية بدلا من الحديث عن لم الشمل والمصالحة بين ابناء الشعب العراقي الواحد ولله در القائل:
فاذا عدلت عن الطريق تعمدا ..فاعلم بانك ما اردت وصولا
نعم لقد أجلس كورونا 4.4 مليار إنسان في منازلهم وهو يهدد اليوم 500مليون انسان بالجوع حول العالم ناهيك عن عشرات الملايين ممن سيفقدون او فقدوا واقعا وظائفهم ، خسائر شركات الطيران لوحدها تتجاوز 345 مليار يورو ، اجمالي خسائر العالم المتوقعة بسبب (كوفيد - 19 ) تسعة ترليونات دولار وسط مخاوف من ركود وانكماش اقتصادي عالمي خطير وحقا إن آثار الوباء الاقتصادية والاجتماعية والثقافية اكبر بكثير من آثاره الصحية ، وأظن أن ثورات شعبية طبقية عارمة ستجتاح العالم كله من اقصاه الى اقصاه ولن تستثنى منها لا اميركا ولا اوربا ..ثورات ستقلب عالي الرأسمالية واطيها ولن يكون للاشتراكية المفلسة ولا لصنوها من الافكار والادبيات والاحزاب المندرسة دور فيها هذه المرة ، بل هي ثورات شعبوية حاشدة ستطالب بإعادة التوازن وتوزيع الثروات بشكل اكثر عدلا بعيدا عن شعارات الاحزاب !
ويبدو ان ما يسمى بـ"ربيع الجياع " قد بدأ بالفعل في لبنان ولربما يرى بعضهم ما أقوله وهما أو تشاؤما ، ويراه آخرون تفاؤلا واقول بل هو تشخيص وقراءة للواقع واستشراف له وتوقع لمجرياته، فسمه وصفه جنابك بما شئت ، أما عني فلن أسميه سوى بـ "ربيع الجياع " المتخطي للحزبيات ، للبيروقراطيات ،للدكتاتوريات ، للديمقراطيات ، للارستقراطيات ، ولبعض التيوقراطيات فضلا عن الراديكاليات ،علاوة على الجمهوريات والملكيات الدستورية، وبإختصار أن العالم يتحلل ، المنظومات تنحل ،النظم تتبخر، الافكار تتداعى، المثل تصعد هنا وتهبط هناك ، القيم تقفزهنا وتنهار هناك ، لاضابط لإيقاعها حتى الان ،بعد كورونا واثنائه ،والنجاح ولاشك سيكون حليف من سيحسنون ادارة الازمات على النحو الامثل ، فيما الاخفاق سيكون من نصيب كل من يفشل في ادارتها ايا كان إنتماؤه ومهما كانت قوته وفي اي زمان ومكان كان !
لقد اضحى العراق العريق وشعبه الأبي الغريق لا بواكي لهما، فهذه دول الجوار تحول مصبات الانهار تجاه اراضيها بعد بناء السدود وفرض القيود على العراق ، واستخدام المياه والكهرباء وسيلة ضغط للمساومة على قضايا سياسية واقتصادية واقليمية كبرى وهاهم العراقيون يجوبون مشارق الارض ومغاربها بحثا عن ما يسد رمقهم ، بعد ان حاولوا عبثا البحث عن لقمة العيش الحلال في بلاد الرافدين وهاهم يُمنعون من دخول معظم دول العالم، إلا بشروط معقدة لا يقوى عليها سوى اصحاب القروش والكروش، ولم يعد الجسد العراقي المسجى على آلة الحدباء يستفز قرائح الشعراء، لينظموا في رثائه شعرا ولو نبطيا ، ولو شعبيا، وآن لهذا الجسد أن يعي ما يحاك له من دسائس ومكائد تعدد صانعوها تحت مسميات وشعارات رنانة وإن كانت مختلفة في مظهرها لكنها متفقة في مخبرها، وليس بعد الادراك سوى الاستدراك ومحاولة النجاة من هؤلاء المتباكين كذبا على مأساتنا التي صنعوها بأيديهم وايدينا على حين غفلة.
نعم ان أسعار النفط تنهار إنهيارا مرعبا وغير مسبوق منذ اكتشاف النفط ولكن لاداعي للقلق فهنالك بعض الخطوات الفاعلة التي يجب ان تتخذ محليا واولها إيقاف كل مخصصات الاحزاب ، إيقاف مخصصات النواب وكل مخصصات الوزراء ، تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث الى الثلث ، ايقاف تسديد الديون الخارجية والتعويضات كلها - علما ان التعويضات جلها اكاذيب - اطلاق اموال العراق المحجورة في الخزينة الاميركية فورا ، ايقاف الاستيراد بإستثناء الضروريات ، إيقاف الرواتب التقاعدية لكل الوزراء والنواب والرئاسات الثلاث السابقين ، تقليص رواتب ما يسمى بضحايا رفحا ، ايقاف رواتب الفضائيين ، إستعادة الاموال المسروقة والمهربة اذ لابد من التحرك سريعا والا فإن الموقف في منتهى الضبابية ولايفوتنا هنا وهو الاهم الدعوة الى " إلغاء جولة التراخيص التي بيع من جرائها النفط بفتات الموائد الى الشركات الاحتكارية العالمية الكبرى ، بل ولابد من تأميم النفط مجددا علما ان انخفاض اسعار الخام الاميركي حتى وان كان خام برنت ثابتا سيؤثر بالعموم على أسواق النفط العالمية ولرب ضارة نافعة تدفع تجاه إستبدال النفط بمصادر اقتصادية أخرى لأن اعتمادنا على النفط وحده بوجود -جولة فشافيش وثلة خفافيش - لن يكون اجراءا صحيحا في المستقبل المنظور فضلا عن البعيد بالمرة وحقا وصدقا " محتال لاتصير..من الشعب الواعي لا تخاف" ، وحرامي لاتصير من - ربيع الجياع - لاتخاف !اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -دراما رمضان -العربية كانت للتمييع والتخليع فصارت للتطبيع وا ...
- نساء أحببن محمدا ﷺفنطقنَّ الشهادتين رغما عن أنف المشك ...
- عراقية لها في رثاء زوجها نمط خاص !
- قلوب تهفو الى مكة والمدينة بينها لمشاهير أجانب أسلموا فحجوا ...
- ألق يتجدد طيفا من بغداد الى كتارا
- قبل أن ينقرض الرجال ..الرجال!!
- رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!
- أنقذوهنَّ قبل نضج التين والعنب ..ملاك ليست الأولى ولن تكون ا ...
- مبادرات إنسانية لتجاوز الحقبة الكورونية !
- هااااااي -جيسيكا مير-معك أطفال العراق ...ووولكن ؟!
- النظارة الزرقاء+ المُخبرين والمُخبرات = إنهيار الحضارات !
- ركلات -الإقصاء والإخصاء - الترجيحية!
- الامبريالية الالكترونية -وإستحمار- العقول !
- سنريهم آياتنا في الآفاق ...
- كورونا والنظام الدولي البيلدبيرغي اللاإنساني الجديد !
- كل شيء عن الدراما..الإذاعة..التلفزيون..المسرح..السينما العرا ...
- اذا كنت حريصا على صوم رمضان في عصر الكورون فأقرأ هذا المقال
- اللقاح الذي بدأ بحكاية جدة لينتهى بإسدال الستارعلى أخطر وباء ...
- اﻷ---فواه عاشقة اﻷ---رانب ﻻ---تقيم أمة ...
- من ألاعيب رعاة البقر في ذكرى إحتلال العراق - صرف أنظار القطي ...


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - حرامي لاتصير من -ربيع الجياع - لاتخاف !