أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل عبد الزهرة شبيب - لنغرس ثقافة احترام القانون اذا اردنا هزيمة الفساد















المزيد.....

لنغرس ثقافة احترام القانون اذا اردنا هزيمة الفساد


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الفساد يلتهم ثروات الشعوب ويعيق الاستثمار الداخلي والأجنبي ويخفض من نوعية الخدمات الأساسية التي يتلقاها المواطنون ويعطل حكم القانون ويهدد استقرار المجتمع وأمنه .
تشير التقارير الى أن قيمة الرشى في العالم في كل عام تصل الى تريليون دولار فيما تصل قيمة المبالغ المسروقة بطريق الفساد عالميا الى ما يزيد عن (تريليونين ونصف) دولار, وان الدولة التي تعاني من زيادة معدلات الفساد تزداد فيها التكلفة الاستثمارية بنحو 20% , ولذلك فإن وجود الدول في مرتبة متدنية من مؤشر مكافحة الفساد تعاني ايضا من هروب الاستثمارات منها, وان زيادة معدل الفساد درجة واحدة يعني انخفاض معدل النمو بنحو1,1 %. يتضمن الفساد قيام المسؤول في استغلال منصبه للمنفعة الخاصة سواء له مباشرة او لأفراد عائلته او لمقربيه والحصول على امتيازات تخدم مصالح خاصة . ويعاني العراق من استفحال ظاهرة الفساد التي تفاقمت بشكل اكبر بعد 2003 بسبب ضعف القوانين الرادعة وهيمنة الأحزاب وتطبيق نظام المحاصصة المقيت, واحتل العراق حسب منظمة الشفافية الدولية الصدارة من بين الدول الأكثر فسادا في العالم على الرغم من وجود الكثير من الدوائر الرقابية كهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ومكاتب المفتشين العموميين ودوائر الرقابة الداخلية في الوزارات ومؤسساتها والتي يفترض ان تعمل جميعها على مراقبة الأداء الحكومي في المجالات المالية والادارية. ويبدو انها غير فاعلة .
لقد وصف رجل اعمال فرنسي الفساد في العراق بأنه (( ليس مجرد آفة بل نظام حكم , فالعراق يعد واحدا من اكثر الدول فسادا في العالم , وخلال السنوات الـ 13 ألتي اعقبت الاطاحة بالنظام السابق وبينما قدمت عائدات النفط العراقي اكثر من 800 مليار دولار من الايرادات , فإن الفساد كلف خزينة الدولة العراقية 312 مليار دولار بحسب مركز انجاح للتنمية الاقتصادية )) .
قادت الطبقة السياسية في العراق نهبا ماليا للمال العام منذ 2003 بحثا عن النفوذ , وها هو احد السياسيين يعترف بلسانه وفي احدى المقابلات التلفزيونية مشيرا الى ان : (( الجميع فاسدون من قمة الهرم الى قاعدته , نعم جميعهم بمن فيهم انا ,ولا يوجد حل ..)) , ((لقد عرض علي أحدهم خمسة ملايين دولار لوقف التحقيق معه , اخذت المبلغ وظللنا مستمرين في مقاضاته ..)) .
ان قادة الفساد في العراق هم الساسة والحكوميون الكبار وهذا الفساد كان في مقدمة الأسباب التي ادت الى سقوط ثلث العراق بيد داعش. وقد اختزل الساسة الشعب العراقي بالمكونات والمكونات بالأحزاب والأحزاب بالمقربين والمقربين بالبطانة . ويعتبر العراق من البلدان الفقيرة المتخلفة اقتصاديا على الرغم من ان موازناته المالية السنوية تفوق احجام موازنات الاردن وسوريا ولبنان ومصر وان عدد سكان العراق لا يتجاوز عدد سكان مصر لكن معدلات الفقر فيه يفوق معدلات الفقر في تلك الدول بسبب الفساد والمحاصصة واسباب اخرى.
الفساد في العراق يقاس بالمليارات وليس بالمفرد وهو من فعل كبار الساسة وسبب الفساد في العراق فساد الساسة. والفساد السياسي في العراق هو ابرز انواع الفساد جميعا تتميز به الطبقة المتنفذة .ويلاحظ عند احتدام الخصام بين السياسيين فانهم يهددون بالإعلان عن الملفات التي بحوزتهم عن الاخرين , لكنهم لا يفعلون ذلك ويجنحون للسلم لأن لكل منهم ملفاته . وبلغ الفساد حسب ما يتناقله بعض البرلمانيين في العراق الى برلمانيين يسحبون تواقيعهم عن استجواب وزير مقابل ابتزازه بمبالغ مادية. اضافة الى الجنود الوهميين الذين اعلن عنهم سابقا حيث ان ما بين 500 و 600 مليون دولار كانت تدفع كمرتبات شهرية لجنود وهميين لا وجود لهم , او قيام الجنود بدفع نصف مرتباتهم الشهرية مقابل عدم التزامهم بالحضور للخدمة . اضافة الى الفساد الذي يشوب كثير من مناقصات الاسلحة الضخمة. او صفقة اجهزة السونار المستوردة من بريطانية والتي قامت بمعاقبة مورد هذه الاجهزة وتغريمه مبالغ كبيرة في حين ان العراق لم يفعل شيئا لمستوردي هذه الاجهزة . وكان سقوط الموصل بيد داعش في 2014 يعزى جزئيا الى ان عدد الجنود بالمواقع العسكرية للدفاع عن المدينة اقل من الموجود على دفاتر الخدمة والحضور ولم تتم محاسبة احد حتى اليوم . اضافة الى الفساد في شراء المناصب الحكومية الكبيرة .
هناك الكثير من اعضاء الحكومة من وزراء ووزراء سابقين ووكلاء وزارة ومدراء عامين ومحافظين وغيرهم تلاحقهم تهم الفساد وقد حظرت لجنة النزاهة سفر 400 شخص بينهم وزراء ونواب ووزراء سابقين ومديرون عامون ومحافظون والبعض منهم تمكن من الفرار بالمال العام يحتمون بالجنسية الثانية التي يحملونها .
ان تحقيق العدالة في المجتمع العراقي تتطلب التخلص من نظام المحاصصة وتشريع القوانين الرادعة وفرض العقوبات الصارمة ومحاسبة الفاسدين ليس فقط لاسترجاع المال العام المنهوب حسب تصريحات المسؤولين هذه الأيام وانما ايضا لتحقيق الردع العام والخاص بما يضمن الجانب الوقائي في هذا المجال, ويتوجب محاسبة الفاسدين اينما كانوا ومهما كانت صفتهم الوظيفية والحزبية بما يضمن تحقيق القضاء على ظاهرة الفساد دون ان يفلت اي فاسد من العقاب الذي يستحقه لا ان يتم استرجاع المال المنهوب والعفو عن الفاسد بدون عقاب.
ومن الضروري تسريع اجراءات محاسبة الفاسدين من خلال اجراء المحاكمات العادلة ومنع المماطلة في المدد الزمنية والاجراءات الشكلية او اصدار احكام مخففة مع وقف التنفيذ وعدم السماح بالإفلات من العقاب . فالفساد ظاهرة متفشية في العراق وهي تؤثر في كل جوانب الحياة, فالرعاية الصحية تتأثر عندما تسرق الأموال المخصصة لشراء المعدات الطبية وادوية الأمراض المزمنة , او يتم استيراد (النعل الطبية ) بدلا من ادوية الأمراض السرطانية والسكر والضغط والتي تخلو مستشفياتنا ومراكزنا الصحية منها. مما يضطر المواطن لشرائها من الصيدليات الخاصة حيث تباع بأسعار عالية لا يستطيع توفيرها اصحاب الدخل المحدود . كما تتضرر التنمية الاقتصادية والاجتماعية عندما يسود الفساد ويهرب المستثمرون, وتتضرر انظمتنا التعليمية عندما تستنزف الميزانيات المدرسية على نحو مخالف للقانون. وتتقوض مؤسساتنا السياسية عندما تدفع الرشاوي .
من الضروري مكافحة الفساد من جذوره والمبادرة ببرنامج التعليم من اجل العدالة للعمل في المدارس الابتدائية والثانوية ومؤسسات التعليم العالي لمنع الجريمة من خلال الأنشطة التعليمية والمناهج الدراسية التي ستساعد المربين على تعليم الاجيال المقبلة كيفية فهم ومعالجة المشاكل التي تقوض سيادة القانون وترسيخ ثقافة احترام القانون من اجل تحقيق التنمية المستدامة . وبهذا الصدد فان محاربة الفساد لا تقل اهمية عن محاربة الارهاب, وضرورة معالجة التردي المتزايد في احوال الناس المعيشية وتحسين الخدمات وتجنب اثار الازمة الاقتصادية – المالية وتحويل الدعوات لمكافحة الفساد الى عمل يومي متواصل والتصدي للفساد المستشري الذي تغول كثيرا والذي يحتاج الى جهود كثيفة جماعية وليس اجراءات فردية منفصلة,. والتأكيد على تجنب تسييسه وان يكون شاملا وتطبيق القانون على الجميع بغض النظر عن المواقع الوظيفية والمكانة السياسية والدينية والاجتماعية للفاسدين مع اجراء الاصلاحات الجدية في كافة مؤسسات الدولة والعمل على استعادة الاموال المنهوبة من ميزانية الدولة على ايدي الفاسدين ومعاقبة الفاسدين.
وبهذا الشأن يشير الحزب الشيوعي العراقي في وثائقه الى ان تنامي التحالف غير الشرعي والخطير بين السلطة والمال وشيوع الغنى الفاحش والمفاجئ للنخب المتنفذة والاستيلاء على الممتلكات العامة واراضي الدولة وغياب مبدأ تكافؤ الفرص في اشغال الوظائف والمناصب العامة وبيع هذه الوظائف وشيوع ظاهرة الرشى والتهب المنظم للمال العام وتزوير الشهادات الدراسية والوثائق الرسمية , كذلك الامتيازات المفرطة التي تتمتع بها الرئاسات الثلاث والنواب والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة , يشكل هذا كله ابرز مظاهر الفساد وتجلياته في بلادنا . وشخص الحزب الشيوعي العراقي ان من اسباب اتساع هذه الظاهرة الخطيرة وتفشيها في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية , اخفاق المنظومة الرقابية المعنية بمحاربة الفساد والحد منه ومعاقبة الفاسدين في انجاز مهمتها في حماية المال العام وصيانة حرمته وعجزها عن ردع المفسدين ومنعهم من التطاول عليه . وقد شكلت محاربة الفساد وفضح ومحاسبة رؤوسه ولا تزال مطلبا اساسيا ملحا من مطالب الحراك الجماهيري وعنصرا رئيسيا في الاصلاح والتغيير المطلوبين.. ويؤكد الحزب الشيوعي العراقي على ان المكافحة الجدية للفساد في العراق لا بد ان تبدأ من قمة السلطة وان تشمل جميع المسيئين والمتلاعبين بالمال العام بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية ومسؤولياتهم السياسية والاجتماعية والدينية . ولكن من يستطيع ان يقوم بهذه المهمة الوطنية في ظل نهج المحاصصة و ( شيلني واشيلك )؟؟؟!!!
دعونا نعمل معا على بناء قاعدة جديدة , قاعدة تقوم على احترام سيادة القانون واستئصال الفساد من جذوره وتحقيق العدالة الاجتماعية, ولا تتركوا الفساد يقتل التنمية .






#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ساخت) ايران وتركيا الأكثر شهرة في تجارة العراق
- السياسة الاقتصادية – الاجتماعية في ضوء برنامج الحزب الشيوعي ...
- الاصلاح في العراق يبدأ من الاقتصاد
- هل استفاد فقراء العراق من عائدات النفط عندما كانت اسعار النف ...
- هل باتت وزارة الصناعة العراقية عبئاً على الدولة؟!!
- بمناسبة الأول من ايار عيد العمال العالمي .. ياعمال العراق وي ...
- تعزيز البنية التحتية في العراق ضرورة لتحقيق النمو الاقتصادي
- دور البحث العلمي في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم
- ابرز التحديات التي تواجه القطاع الخاص العراقي
- التعليم في العراق الى أين وهل هو بحاجة الى اصلاح وتغيير ؟
- العنف الأسري في العراق وغياب القانون المناهض...كفى عنفا
- هل نجحت الحكومات المتعاقبة في العراق من تحقيق التنمية المكان ...
- انجازات الحكومات المتعاقبة في العراق
- هل ينبغي أن تكون الدولة المدنية ... ديمقراطية ؟
- هل يوجد تفاوت طبقي في العراق ام تحققت العدالة الاجتماعية على ...
- دور الاستثمار الأجنبي في عملية التنمية الاقتصادية وموقف الحز ...
- أزمات الرأسمالية وتداعياتها الفكرية والاقتصادية والسياسية
- كيف يمكن الاستفادة من تجربة سنغافورة التعليمية في النهوض باق ...
- حقوق الانسان في ضوء وثائق الحزب الشيوعي العراقي
- تفعيل الضرائب العادلة التصاعدية في الموازنة العامة الاتحادية ...


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل عبد الزهرة شبيب - لنغرس ثقافة احترام القانون اذا اردنا هزيمة الفساد