أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر حسين سويري - نشأة الكون بين التسليمِ والإلحاد 3














المزيد.....

نشأة الكون بين التسليمِ والإلحاد 3


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 01:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أرسلت لي إحدى دور النشر، في دولة تونس، طلباً بأن أُتم بحثي في موضوع (نشأة الكون بين التسليم والإلحاد)، لكني إعتذرت منهم لكثرة مشاغلي، كذلك وعدتهم والقراء الكرام بأني سأستمر بين الفينة والأخرى، بكتابة مقالات حول الموضوع، كلما سنحت لي الفرصة، لذا فأنا أعود اليوم بمقال ثالث حول نفس الموضوع، فلعل الله يُحدثُ بعد ذلك أمراً، وأتفرغ لإتمام البحث، لتعم الفائدة أكثر...
الإلحاد في اللغة هو الميل والإنكار، ويأتي الفعل (ألحد) وبعده أحد حروف الجر مثل (عن، بـ، في، إلى) ولا يختلف معناه كثيراً، مثلاً: ألحد السهمُ عن الهدف؛ ولمن شاء الرجوع إلى قواميس اللغة، للتعمق في الموضوع.
وجدتُ أن القرآن أورد كلمة (يلحدون) ثلاث مرات:
1- (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأعراف: 180])
2- (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل: 103])
3- (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [فصلت: 40])
نرى أن الآيات الثلاثة قصدت الميل والإنحراف في إتجاه آخر، غير الأتجاه المعين، وهذا يدلُ على أن معنى الإلحاد هو الإنكار، ولكن مَنْ يُنكرُ شيئاً عليهِ الأتيان بآخر، فالذين يُنكرون الله لم يأتوا بشئ وهؤلاء لا شأن لنا بهم، لأنهم عبارة عن مرضى نفسيين، وأما مَنْ جائوا ببديل فسنناقشهم فيهِ في نقاط:
1- الطبيعة: وقد ثبت فيزياوياً أن الطبيعة تتحرك نحو الزوال، وكيمياوياً أنها متحولة ومتحللة ولا تتسم في الثبات الجزيئي، ووفق هذه النظريات تعامل الإنسان مع الطبيعة على أنها ندٌّ وخصم، وعمل على تسخيرها، وتقدم في ذلك شوطاً طويلاً، فأصبحت عبداً لهُ وهو سيدها، فعن أية طبيعة تتكلمون؟!
2- العلم: العلم متطور بل أصبح سريع التطور، ومن صفاتهِ التناقض والإختلاف، فبدأ بالفلسفة وكانت أقساماً شتى، ثُمَّ ظهرت الرياضيات وهي بدورها تحولت إلى عدة أقسام، وكذلك الطب وغيره من العلوم، لقد تعامل معهُ الإنسان كما تعامل مع الطبيعة، بل أصلاً العلم هو نتاج عقل وفكر الإنسان، فإذا جاز لكم عبادة أحدٍ غير الله فأعبدوا أنفسكم، فإن كنتم جاهلون فأعبدوا العلماء كما عبد بعض البشر عزيراً وعيسى وعلياً!
3- الأخلاق: هذه من الأمور المختلف فيها كثيراً، فالفيلسوف الأمريكي (وليم جيمس) يقيمها بما تدرهُ عليهِ من أرباح وفوائد، وهكذا تعامل مَنْ آمن بنظريتهِ، كذلك للمنافقين نظرية في الأخلاق (للاطلاع على رأينا في الأخلاق الرجوع إلى كتابنا "ماهو الدين؟!")
4- الضمير: ويكفي في هذا ما قالهُ عنهُ ماركس: الضمير أكذوبةٌ ضحك بها الأغنياء على الفقراء. وأقول: ويصح العكس أيضاً، فكثير من الفقراء يستجدون عطف الأغنياء تحت هذا العنوان. ووفق العلم المادي، لنا أن نسأل: ما ماهيتهُ؟ وأي عضوٍ يُشرف عليهِ؟ وهل هو واحدٌ عند جميع البشر؟ وهل هو مع الخيرين أم مع الأشرار؟ مع الأغنياء أم مع الفقراء؟ ... وغيرها من الأسئلة، يتضح لنا أن الضمير شئ لا وجود لهُ بل هو مفهوم عام ضحك بهِ الأغنياء على الفقراء كما قال ماركس.
5- الإنسان وعقلهُ: إنَّ مَنْ سار في طريق النقاط الأربعة الأولى، وأكتشف حقيقتها لا بُدَّ أن يصل للخامسة، ولكن هذه الأخرى تتعدد بتتعدد البشر منذ أولهم إلى آخرهم، وهذا التعدد يجبرنا أن نتخذ أحد طريقين لا ثالث لهما:
أ‌) أن تختار شخصاً كاملاً فتعبدهُ (بمعنى إتباعه في كل شيء)، كما فعل بعضهم بعبادة الأنبياء أو الحكماء أو الفراعنة والملوك وغيرهم، والسؤال: هذا الشخص سيموت يوماً ما، فماذا ستفعل في الحوادث التي تأتي بعده؟!
ب‌) أن تؤمن بنفسك وعقلك، ولكن ألا ترى أنك محتاج مفتقر، لا تستطيع دفع الأذى عن نفسك وعمن حولك؟! وإنَّ جادلت وقلت: أفعل. فأدفع الموت عن نفسك.
نصل الآن الى القول وبكل صراحة:
لابُدَّ من التسليم بوجود قوة عاقلة خالقة تدير هذا الكون.
سأعود في مقال اخر ان شاء الله



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ
- كورونا والشعب الزنكَلاديشي (دبابيس من حبر40)
- لا هلا ولا مرحبا من عطلينا
- إِحْدَى الْأُمَمِ
- فساد برلمان وشعب غمان
- قصة قصيرة
- شَهِدَ بِالْحَقِّ!
- كان يتبعُ هدفهُ فقط!
- أحلام متظاهر زنكَلاديشي
- قصيدة - مضطهد-
- تخبطات الإدارة الزنكَلاديشية (دبابيس من حبر36)
- قصيدة ورطة ... شعر شعبي
- مأوى الثُعبان والزمن الجميل
- أحزاب إسلامية زنكَلاديشية!
- العَلم الزنكَلاديشي
- لا تربية ولا تعليم راح نعيش عَ التنجيم
- صحافة(كلك)!
- إغتل وزيراً ولا تدفع ضابطاً! (دبابيس من حبر32)
- المعارضة الزنكَلاديشية
- الأجرب لا يُجرب


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر حسين سويري - نشأة الكون بين التسليمِ والإلحاد 3