أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مازالت أنماط التفكير لأجهزة الاستخبارات العالمية تتشابه بالأسلوب مع تفكير المافيا / ذي القرنين المعلم الأول لمهنة الحدادة















المزيد.....

مازالت أنماط التفكير لأجهزة الاستخبارات العالمية تتشابه بالأسلوب مع تفكير المافيا / ذي القرنين المعلم الأول لمهنة الحدادة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ تقف البشرية أمام مستقبل كالح ومخيف ومستباح ، ومن بين فيروس يهدف إلى عمليات إفنائية لا تُبقي أب على أبن ، نفتح بدورنا قوساً أكبر ، لعل يساعد في ترتيب الأولويات المؤسساتية ، وبالتالي من يظن بأن الأجهزة الاستخبارات للدول الكبرى لم تكن على علم بمسار فيروس كورونا ، فهو يطرح طرحاً قصيراً وقزمي التكوين ، بل جميع التقارير التى يَتكشف عنها تباعاً تشير عن رصد مساره وتدوين علامات كبرى تدلل مدى خطورته ، وخطره يكمن في انقضاضه على جهاز التنفس وايضاً سريع الانتشار وشديد العدوى ، بل ايضاً وعلى الأخص ، وكالة الاستخبارات الأمريكية ومجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية الذي يختص الأخير في إصدار كل أربعة أعوام تقريره العام حول المخاطر القومية والوطنية ، كانا تاريخياً يرصدون الحركة المعيشية للشعب الصيني وتحديداً المزارعون الذين ينتشرون بين المواشي والمواشي تعج بأعداد هائلة في الحياة القروية ، وبالتالي هؤلاء يفتقدون لأدنى شروط النظافة والتعقيم والرقابة ، إذن مع تكرار ظهور الفيروسات ، وبداية تشغيل النظام عولمة الاقتصادي وسهولة الوصول لأي مكان ، بدأ ناقوس الخطر يدق وينذر مؤسسات الاستخبارات بهجوم فيروسي قادم لا محالة .

لقد كثر الحديث حول الحرب البيولوجية ، هذا السجال صائب بالطبع ، لكن لا يصح أن يغيب عن حقيقة كبرى تشير أن الحروب البيولوجية تأتي في المراحل النهائية ، لأن باختصار انتقالها مع الحداثة أمر سهل وبالتالي لن يسلم منها أحد ، لكن الأيام اثبتت بأن الأجهزة الاستخباراتية مازالت حتى الآن في خصام عميق مع الدوائر الاستراتيجية ، لأن التنفيذيون يتحكمون بها ولهم الكلمة العليا بهذه المؤسسات ، وايضاً مازال دورهم مقتصر على أعمال تتشابه في مضامينها مع أعمال المافيا ، ففي واحدة من الأخطاء التى ارتكبتها على سبيل المثال ، وكالة الاستخبارات الامريكية ( السي أي آيه ) ، عندما أقدمت على اغتيل المغني الشعبي بوب مارلي ( الجامايكي الأصل / أمريكي الجنسية ، 1944– 1981م ، ملحن ومؤلف موسيقى وكاتب كلمات ويعتبر الأب الروحي لموسيقى الريجاي ، وبالتالي هذه الموسيقى لمن لا يعرفها ، حاكت هموم الشعبية عبر الغناء والموسيقى ، لكن ميول مارلي اليساري ووقوفه إلى جانب الشيوعيين في أمريكا واعتراضه لحرب فيتنام الشديد ، وضعه في دائرة المتابعة ومن ثم على قائمة الاغتيالات ، بل يبدو الرجل انخرط إلى حد استدعى جهاز المخابرات السي أي آيه بإتخاذ قرار بتصفيته ، لقد أعترف العميل والقاتل المحترف ، رجل السي أي آيه ( بيل اوكسلي ) وهو طريح فراش الموت بتنفيذه لعملية اغتيال بوب مارلي ، وقد جاءت العملية ، بعد سلسلة محاولات سابقة باءت بالفشل ، وبالتالي أسباب القتل كانت ايديولوجية بحتة ، لكن هذه المرة شهدت العملية سيناريو سينمائي ، بالفعل قدمَ العميل بيل نفسه للمغني مارلي على أنه صحفي يعمل لدى صحيفة نيويورك تايمز الذي سمح له بترتيب اللقاء وأثناء لقائهما قدم العميل اوكسلي حذاء ، كهدية تعارف ، وما يثير الانتباه والتفكير ، هو التكوين الصغري لبوب مارلي ، فالرجل لم يمهل نفسه وقت كافي لتبصر من وراء تقديم الهدية ، بل باشر على الفور بانتعال الحذاء ومن ثم بدأ بالصراخ عندما أصابته إبرة كانت قد وضعت داخله ، لقد كلفه قبول الحذاء بهذه السهولة ، بإصابته بسرطان الميلانوما الذي أنتشر بسرعة في جسمه لدرجة أن خصلات شعره الشهيرة تساقطت .

سعت الأنظمة الكبرى في عولمة العالم من أجل تسويق إنتاجاتها في العالم والسيطرة على الشعوب ، لكن لم يخطر ببال أجهزة الاستخبارات ، بأن الفيروسات أيضاً تعولمت هي الآخر ، بل الإنتاج المعولم ، يصاحبه ايضاً أوبئة ناتجة عن عدم النزاهة والرقابة الإنتاجية ، وبالتالي هنا يأتي دور الأجهزة الاستخبارات وقدرتها على التحرك والتعامل مع هذه الأمراض الجارفة للأرواح والمجهولة ، بغض النظر عن أسباب ظهورها ، ربما ناتجة عن جهل أو قصد ، وبالتالي تغيب دور مراكز الدراسات الإستراتيجية التى تزود بالأفكار بصفة عامة يؤدي إلى الأهتمام بأمثال بوب مارلي وقتله والإخفاق في تعقب الفيروسات التى تهدد البشرية بالإبادة وانهيار الاقتصاد العالمي واستباحة الدول .

المدهش حقاً ، كان العالم على الدوام يشتكي من تدخلات الولايات المتحدة الأمريكية في شؤون الداخلية للدول ، واعتادت هذه الدول أو حلفائها بمطالبة واشنطن بالكف عن شيطنة الديكتاتورين أو الاصلاحيين وغيرهما ، وبالتالي أُطلق مسميات متعددة توصف الأمريكي بصفات خاصة ، أحياناً بالشرطي العالمي أو القوة الكونية واطواراً بالقوة العظمى ، لكن أثناء هذه الكارثة الأخيرة والكونية التى تجتاح كوكب الأرض من مشرقه لمغربه ، بدأت الأصوات ترتفع وتحمل واشنطن تقاعسها في إدارة أزمة الفيروس كوفيد 19 ، بل هناك من عاتبها لتأخرها في قيادة التضامن العالمي في مكافحة الفيروس وضرورة انقاذ البشرية من خلال ايجاد اللقاح أو مساعدتها بالمواد الطبية ، لأنها باختصار القوة العظمى وهذا يعتبر من مسؤوليتها الأخلاقية اولاً ولأنها تهيمن على سياسات العالم ثانياً ، بل كاد البعض يقول ، ( يا عمي ) كل ما كان يُقال بحق التدخل الامريكي سابقاً في شؤون البلدان ، لا بد أن يوضع في دوائر التفريغ الشعبي لا أكثر ، فقط أسعفونا قبل أن تفقدونا وبالتالي ، ستفقدوا مجموعات تتحكمون بها .

كان الأولى لابن آدم أن يقرأ خلاصات التاريخ ، هناك دروس كبرى لقنتها الأرض وما عليها من كائنات مختلفة للإنسان عبر العصور ، لكن ، لا الفئران والبراغيث عبر الطواعين أو الحروب وحدهم خواتيم أحزان البشرية ، بل كل ما يجري من سجال حول مستقبل الدول والأضرار المترتبة على ما سيخلفه الوباء ، يعتبر حتى الآن مجرد تحليلات زكزاكية ، وطالما جميع الدول التى تصنف أنها في الخطوط الأمامية ، جميعها أخفقت حتى الآن في أبتكار لقاح للفيروس ، إذن الجميع في ذات المركب والتهديد يشمل الجميع ولا يقتصر على فئة معينة ، وبالتالي ، تأتي الخلاصة على هذا النحو الثقيل ، فمن وضع نظام لعولمة اقتصاد العالم ، كان يترتب أن يضع أيضاً نظام يمنع انعكاساته السلبية ، وقد تكون هذه اللطمة الفيروسية هي الأقوى في مفاعيل التعلم من التاريخ ، إذن التاريخ البشري حافل بالعبر ومن بينها حادثة الردم من أجل كف الأذى ، الذي تولى أمرها أول من أمتهن منهة الحدادة ، الحداد الأول ذي القرنين ، الذي بنى ردما يدفع أذى يأجوج ومأجوج ، فهل من يبني نظاماً يدفع أذى الفيروسات المتكررة . والسلام 



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من على الرف إلى الحياة الكاملة ...
- جندرة الحيوان كانت مقدمة لجندرة البشرية ...
- وزير قلق ووزير مرتاح والفرف بين بكين وواشنطن
- كورونا بين القرض الحسن والربوي ...
- عندما تمطر السماء والأرض ترفض الإستجابة ...
- الغزالي بين من الإختزال والإسهاب ...
- الغزالي بين الإختزال والإسهاب ...
- الخطوات الاحترازية عامل أساسي في تقليل الإصابات ...
- الذكرى التاسعة لانتفاضة الشعب السوري ..
- لا خطر يعادل خطره ...
- التعرف شيء والإدراك شيء آخر ...
- الفيروس عموماً يعشق الجبلة الطينية ...
- التجربة وحدها كفيلة بإنقاذ البشرية عندما تعجز من إيجاد الدوا ...
- الحب الفاسد / هل هو مستجد في روسيا أم ناتج عن سلطات تعاقبت ع ...
- الخضوع والخنوع يمهدان لحدوث الكوارث ...
- دراسة المسبب طريق لكشف العلاج
- الثقة وحدها تبّني الإنسان والدولة ...
- فيروس كورونا الأهم حتى إشعارٍ آخر ...
- مؤتمر الخامسة لحركة فتح علامة افتراق بين الماضي والمستقبل ..
- مصر الناهضة / أمام تحدي التكامل بين الجغرافيا والاقتصاد والت ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مازالت أنماط التفكير لأجهزة الاستخبارات العالمية تتشابه بالأسلوب مع تفكير المافيا / ذي القرنين المعلم الأول لمهنة الحدادة