أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عصام شكري - ابقوا في البيت! Stay at Home















المزيد.....

ابقوا في البيت! Stay at Home


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 10:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


النيوليبرالية هي الاقتصاد الرأسمالي في زمن العولمة والذي ساد بعد انحسار وانهيار نموذج دولة الرفاه. وبالتعبير العلمي فان النيوليبرالية هي فلسفة النظام الرأسمالي في واقعها الاخير المعولمي: رفع الحدود، انتقال الرساميل وقوى الانتاج بحرية، الاستثمارات العابرة للقارات وتضييع حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة على صعيد عالمي والتقشف والاستحذاء لسياسات صندوق النقد الدولي وغيرها. انها الليبرالية في زمن العولمة.

وعلى صعيد السياسة الاقتصادية فان النيوليبرالية هي النموذج المحدث لنموذج آدم سميث الليبرالي القديم او موديل الرأسمالية اوائل الثورة الصناعية الاولى. في الجانب المقابل فان تدخل الدولة في الاقتصاد (لصالح الرأسمالية ومن اجل الحفاظ على مصالح الطبقة البرجوازية) كان الترويج الايديولوجي والاقتصادي ابان الازمة الاقتصادية الكبرى لعام 1929 (الركود الكبير) في امريكا ومثلت الجذر السياسي لما سمي في امريكا في الثلاثينات والاربعينات ب"الصفقة الجديدة" (New Deal) وهي حزمة من الاجراءات التي صبت في صالح العمال والتي تبناها الرئيس الامريكي حينها روزفلت (وما بيرني ساندرز الا خليفة له) وشملت برامج الرعاية الاجتماعية الواسعة والصحة والتعليم والنقل واجراءات تقدمية اخرى اقرتها الصفقة. ولنتذكر نظرية جون مانيارد كينز على هذه الصفقة الجديدة والتي نصت على تدخل الدولة في عمليات التوظيف وتوسيع نطاق فرص العمل لتقليل البطالة ومنح بعض المساعدات الاستشفائية والمعونات الاجتماعية وقروض الاسكان الميسر وغيرها من اجل ادامة زخم الرأسمالية وانقاذها من الانهيار اثناء الازمة او لتجنيبها الازمة اساسا. ومن بداهة القول ان الامر ليس متعلقا بالانسانية وكرامة البشر بل باخراج الرأسمالية من ازمتها العميقة التي ضربتها في العام 1929.

في واقع الامر نحن انفسنا قد تحدثنا مرارا ومنذ سنين طويلة عن هذين النموذجين وبوضوح اكثر من هذه التعابير التي اشتهر بها اليسار الانتي امبريالي. فللرأسمالية نموذجان اصليان كل منهما يرى ان الاخر على خطأ في الحفاظ على ديمومة الرأسمالية: الاول نموذج رأسمالية السوق الحرة (التي يروج لها النيوليبراليون) ونموذج رأسمالية الدولة (الاقتصاد المقيد او المختلط) والتي روجت في اسكندنافيا والمعسكر الشرقي والاتحاد السوفييتي وحاليا تتزعمه الصين وهو فخر الحزب الشيوعي الصيني. ويمكن النظر الى هذين الموديلين في التأريخ من خلال اعلان انتصار الرأسمالية الكامل على ما سمي ب"الاشتراكية" وهو في الواقع انتصار نموذج رأسمالي على نموذج رأسمالي آخر. السوق الحرة على رأسمالية الدولة. النيوليبرالية على الرأسمالية الموجهة او المخططة او المسيطر عليها من قبل الدولة.

ولكن هل ذلك يعني ان كل الرأسمالية فشلت؟ كلا لا يصرح نقاد "النيوليبرالية" بذلك. انهم يتحدثون عن نموذج محدد فشل. النموذج المعولم للاقتصاد الرأسمالي. وبالتالي، فانه بنظر هؤلاء فان الاقتصاد يمكن ان يكون اقتصاد رأسمالية دولة موجه كما في الصين مثلا او حتى في كوبا او غيرها من الدول التي ترسل الان اطباء الى ايطاليا واسبانيا وحتى امريكا لاسباب لا علاقة لها بالانسانية الشيوعية كما يروج بعض المتوهمين.

وبظل ازمة كوفيد 19 العالمية الكبرى فان هذين النموذجين يبرزان في نجاحهما النسبي في التصدي للازمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية. النموذج الصيني لرأسمالية الدولة والنموذج الامريكي لاقتصاد السوق الحرة. وعندما يعلن احدهم ان نموذج الاقتصاد النيوليبرالي قد فشل في حل الازمة او انه كان سبب للازمة فان ذلك لا يعني اوتوماتيكيا سوى شئ واحد. ان نموذج الرأسمالية النيوليبرالي هو الذي فشل. ان نصف الحقيقة ليس حقيقة.

وفي العراق فان اليسار من اعداء النيوليبرالية في الواقع يحاول ان يقول ما هو اكثر. يحاول ان يقول بهجومه المستمر على النيوليبرالية بان العراق ليس فيه رأسمالية بل هو جزء من المشروع "النيوليبرالي" وهذه هي اطروحة "انتي امبريالية" تناصر رأسماليات الدولة المعادية للغرب وامريكا وتناهض الرأسماليات الموالية للغرب وحينها تلص بها كلمة (جزء من المشروع النيوليبرالي). بمعنى من المعاني هذا اليسار الراديكالي يعادي القوى الميليشياتية الاسلامية البربرية لمجرد انها جزء من المشروع النيوليبرالي. ولو كانت السلطة في العراق كفنزويلا او كوبا لبطلت هذه النظرية. حينها لن يمكن مطلقا الادعاء بانه جزء من النيوليبرالية مما سيستدعي السؤال: "هل نتعاون مع السلطة" الوطنية؟ ان موقف هذا اليسار ليس فقط خطئا في التحليل بل موقف رجعي يرى الوضع بمنظار الامبريالية ونموذجها النيوليبرالي وليس بمنظور العامل المستلب من جراء النيوليبرالية او العامل البخس الاجرة المحشور في معامل مظلمة في جنوب الصين او مختنقا بمصافي نفط كاراكاس او حقول عبادان.

ان مساعدة دول نماذج رأسمالية الدولة لدول اعضاء في الاتحاد الاوربي او حتى زعيمة العالم الحر كما يروج ترامب وبوش وغيرهم لا تعني مطلقا النصر او النجاح للنموذج الاشتراكي. ان ذلك وهم. ما يتم الحديث عنه هو ليس شيوعية بل ولا حتى اشتراكية. ان هذه الدول ليست اشتراكية ولا شيوعية. انها رأسماليات تسيرها الدولة وهي في حالة من الصراع مع اقتصاد السوق الحرة التي شقت له فسحات ضيقة داخل مجتمعاتها لينمو ويستقطب الرساميل ولكنها تقطع رأسه كلما حاول ان يبرز اعلى من اللازم كما الحال بوضوح مع القصة الكلاسيكية الممجوجة ل"حقوق الانسان" . ان قيم الانسانية والتنمية الصحية والتركيز على التعليم وغيرها ليست الا ركائز اساسية للنموذج الكينزي لادارة الاقتصاد الرأسمالي وليس نموذج اشتراكي او شيوعي (اعتذر لتخييب ظنكم). ان الهدف هو انقاذ الرأسمالية من الانهيار والفوضى لا البشرية من هذا الانهيار.

اي شيوعي او انساني او محب للبشرية ولكل قيم الانسانية يريد ان يدافع عن هذه القيم النبيلة ولكنه في نفس الوقت متوهم بان ما يحدث هو نتيجة للنيوليبرالية (اي يغض الطرف عن رأسمالية الدولة او الاقتصاد المختلط او جذر الازمة الرأسمالية المتمثل في هذا البرادايم الثنائي نفسه) لهو في وهم كبير وبرأيي كالمصاب بفايروس كورونا دون ان يدري: يساهم في نقل اوهامه الى الاصحاء بالعطاس او السعال او عدم الالتزام بقواعد العزل الاجتماعي.

وان سمحت لنفسي برفاه التنبؤ في هذه الايام القلقة فاني اقول ان ما سيشهده هذه العقد الذي افتتحته الرأسمالية باكبر فشل وكارثة وربما اكبر كساد اقتصادي وبطالة لحد اللحظة هو الانخراط في نضال شامل واممي للبشرية (برمتها) ضد الرأسمالية بكل موديلاتها. وهنا لا اعني مطلقا حركة الاشتراكية الاممية وهراءها New Socialists ولا فلسفة تروتسكي حول الثورة الدائمة..الخ. ما اعنيه هو ان حركة معاداة الرأسمالية خرجت من قمقمها الان ومن نظريات الشلل اليسارية المؤجلة والامر سيكون بيد العمال في كل مكان.

لاصدقائي من اعداء الامبريالية والنيوليبرالية اقول: ارجوكم ابقوا في البيت!



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية لغسان الفاضل !حول اعتقال صاحب مقهى من قبل بلطجية السل ...
- حول العلمانية والانتفاضة الثورية في العراق
- مقابلة مع عصام شكري حول مهزلة الأنتخابات البرلمانية في العرا ...
- التعاون الامريكي الايراني في العراق
- لا اسلام معتدل! يجب تحريم كل الاحزاب الدينية كما حرمت اوربا ...
- عصام شكري - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الي ...
- نداء لتشكيل جبهة مناهضة البربرية في العراق
- فرنسيس، ماذا تفعل في فلسطين ؟
- الى جميع القوى السياسية والجماهير المتمدنة
- سخام الديمقراطية ومأزق الدولة
- بمناسبة الذكرى 11 لحرب امريكا في العراق - رسالة سعيد نعمه ال ...
- رسالة تضامن الى هيئة التنسيق النقابية في لبنان
- هل الدين أخلاقي ؟
- علمانية السيد علاوي!
- انقذوا خالد خليفة محمود
- حول اسقاط تمثال لينين وتحطيمه في كييف
- أضرار جانبية* Collateral Damage
- ايران 5+1 ، جنيف 2، وتفكيك جبهة الاسلام السياسي”الممانع“
- زياد الرحباني واليسارية الاعتذارية
- خطاب يوم العمال العالمي *


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عصام شكري - ابقوا في البيت! Stay at Home