أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - مروان صباح - كورونا بين القرض الحسن والربوي ...














المزيد.....

كورونا بين القرض الحسن والربوي ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 13:49
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


/ سؤال يحمل بعض الرفعة من واقع يفتقد النزاهة ، ففي كل مرة ينجو الإنسان من الموت يعود مسرعاً من مربع معرفة الحياة إلى الجهل مجدداً ، وبالتالي رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون يعيد إلى الحياة بتعامله مع الأزمة القائمة مقولة الفيلسوف هيغل ، فيلسوف المنطق والتاريخ والجمال ( ألماني الولادة ) الذي مات بسبب وباء الكوليرا ، عندما قال الأخير ( كل ما يحصل في الواقع هو منطقي ، أنا أعرف الحياة معرفة جيدة لأنني كنت على وشك فقدانها ) ، إذن صاحبنا إياه أبو جلدة دماغ سميكة ، كما هي العبارة الدارجة أوساط الناس العاديين والتى تشير عن الاستيعاب البطيء ، لم يستشعر بخطر الفيروس وتهديده على الصحة العامة في المملكة البريطانية إلا عندما لطمه كوفيد 19 على حلقه ، فبدأ يكح حتى أستشعر بخطورة السعال ، الذي ترتب عليه ، اللجوء الفوري للمختبرات من أجل إجراء الفحص ، بل كما يبدو ، ولأنه قاد عملية خروج بلاده من الإتحاد الأوروبي ، أعتقد خاطئاً ، بأن ما يجري في إيطاليا وإسبانيا تحديداً ، بريطانيا بمنأى عنه.

كان إعتراف جونسون بإصابته بالفيروس المستجد من الأكثر الدلالات بين مئات الوقائع الإكرونية التى أتاحت لي تفسير كثير من المعلقات ، وبالفعل ، بفضل فيروس كورونا استطعنا الآن تفسير الآية القرانية في سورة فاطر تفسيراً دقيقاً ، ( إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور ) وطالما الله عز وجل جمع في الآية ، الخشية / والعباد / العزيز ، أي أنه يخشى على عباده من أفعل عباده العلماء ، الذين سيجعلون الناس تجارب في مختبراتهم ، وهذا قد نبه له ايضاً الكاتب الفرنسي المعروف ، ألبر كامو بمقولته التوصيفية للإنسان ، فقد وصفه توصيفاً دقيقاً عندما ايضاً قال ( الإنسان الوحيد الذي يرغب أن لا يكون ما هو عليه ) وبالتالي سعيه تاريخياً من أجل تغير حاله ، كلف دائماً البشرية الويلات ، فالانتاجات التى ينتجها الإنسان من زراعات وصناعات وغيرهما تتحول مع الوقت إلى تكتل فيروسي أو وبائي ، يجتمع كل ما خلفه الإنسان من تصورات شريرة في اجسام فيروسية متنوعة ، بالتأكيد قاتلة ، في المقابل يدفع بذلك ، بعلماء آخرين بالبحث عن لقاح لكي يجنبوا المصابين الموت وهذا البحث يحتاج إلى عمليات تفكيكية تماماً كما هو الحال بمن يخلط الحليب بلماء من أجل الكسب غير مشروع والتربح المتسارع والكبير ، بل ما هو أفظع من ذلك ، على سبيل المثال ، الصينيون الأكلة الشعبية الرائجة لديهم ( الخفافيش ) كما هو حال الفول عند العرب ، وبالتالي شهوتهم لأكل الوطاويط ، تشير في مضامينها عن رغبة صينية بالانتقام من الأمريكي عبر أحد رموزهم ، (BatMan ).

لهذا فإن من السفاهة الضارة أو حتى الفاتكة ، الافتراض بأن الفيروس كوفيد 19 المستجد غير قاتل أو هناك من أعتقد للوهلة الأولى ، لا يُنتظر منه شراً مستطيراً ، بل هذا الفيروس كان من المفترض التعامل معه كالربا والمرابي ، ربما هو التعامل الأنسب ، لأن كلما تأخرت عمليات الوقائية والاحترازية والتطهرية والتعقيمية في تطويقه ومعالجته في أرضه ومن ثم البحث عن لقاح يقتله ، تتحول مديونيته أكبر ، ومع كل يوم تزداد فوائده الضارة ، وبالتالي يتطلب من المدين الاستعانة بالأقارب والأصدقاء والمرافق الأخرى للحكومات العامة ، بالتالي الحلقات ستتوسع وتتشابك ويصبح تفكيكها شبه مستحيل دون أن تصيب الأغلبية بإصابات بالغة ، ومن أهم مُخالفات هذا الفيروس الربوي ، التغير الذي سيطرأ على ثقافة المتورطين بالقروض والفوائد التراكمية والمهددين بالسجن هنا والموت هناك ، يعني باختصار ، أقصد بالتغير الثقافي ، سيصبح المديون يلجأ إلى عناصر بالأصل كانت قبل قليل مصنفين لديه بالفاشلين أو الفاسدين وبالتالي ما غاب عن شخصية مثل جونسون تتولى شؤون بلد بالكامل ، أهمية العمليات الوقائية في مثل هذه الأزمات ، ربما ، لا توقف الإصابات لكنها تحد من انتشارها ، بل عدم الافتاء بقضايا تخص بالأصل اختصاصيين ، أمر يرتقي إلى المسؤولية .

يبقى إطار آخر ، يساهم الربا في حفر الأفخاخ لمتعاطيه ، في البداية يتعامل معه بأعلى درجات الوعي لكن عندما يتعثر بالتسديد يتحول فجأة إلى طفل ، أي أن الدين بصفة عامة وكل ما ترتب على الدائن من فوائد ، يجرد المتعثر هيبته ، وهكذا تماماً مشافى الحكومات ، اليوم نسمع ونشاهد المصابون بالفيروس ملقون على أرض المشافي أو هؤلاء الذين تتردد حكاياتهم حول التضحيات الكبرى التى تسجل في سجل التنازلات عن الأجهزة التنفس وحيرة الأطباء ، فالأكبر سناً يتنازل للأصغر عمراً ، تماماً كالأب الذي يطالب القاضي بزجه بالسجن مقابل اخراج ابنه المحكوم .

إذن ، زبدة فيروس كورونا وخاتمة مقالي هذا ، نستمدها من النصحية التوراتية التى تقول ( كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمائم ) ، أي أن النصيحة التوراتية تحرض قارئها على الحذر من الناس ، لأن من يُسلم ذقنه إلى معامل الفئران ، بالتأكيد سيتم إرساله إلى المطاحن . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تمطر السماء والأرض ترفض الإستجابة ...
- الغزالي بين من الإختزال والإسهاب ...
- الغزالي بين الإختزال والإسهاب ...
- الخطوات الاحترازية عامل أساسي في تقليل الإصابات ...
- الذكرى التاسعة لانتفاضة الشعب السوري ..
- لا خطر يعادل خطره ...
- التعرف شيء والإدراك شيء آخر ...
- الفيروس عموماً يعشق الجبلة الطينية ...
- التجربة وحدها كفيلة بإنقاذ البشرية عندما تعجز من إيجاد الدوا ...
- الحب الفاسد / هل هو مستجد في روسيا أم ناتج عن سلطات تعاقبت ع ...
- الخضوع والخنوع يمهدان لحدوث الكوارث ...
- دراسة المسبب طريق لكشف العلاج
- الثقة وحدها تبّني الإنسان والدولة ...
- فيروس كورونا الأهم حتى إشعارٍ آخر ...
- مؤتمر الخامسة لحركة فتح علامة افتراق بين الماضي والمستقبل ..
- مصر الناهضة / أمام تحدي التكامل بين الجغرافيا والاقتصاد والت ...
- الأرض لم تعد قادرة على بلع عبث الإنسان ...
- العقيدة الإغتيالية في رسم بياني / من الواقع إلى الخيال ومن ث ...
- حالة الترهل التى تعيشها حركة فتح ...
- نتائج الانتخابات الإيرانية ، الإقصاء أكثر مع ارتفاع إيقاع ال ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - مروان صباح - كورونا بين القرض الحسن والربوي ...