أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - علاء هادي الحطاب - كورونا .. وصم اجتماعي














المزيد.....

كورونا .. وصم اجتماعي


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6516 - 2020 / 3 / 17 - 10:34
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


يعرف الوصم الاجتماعي - بشكل عام - " بأنه اطلاق او الصاق مسميات غير مرغوب فيها بالفرد من جانب الاخرين، على نحو يحرمه التقبل الاجتماعي او تأييد المجتمع له، لانه شخص مختلف عن بقية الأشخاص في المجتمع، ويكمن هذا الاختلاف في خاصية من خصائصه الجسمية او العقلية او النفسية او الاجتماعية، التي تجعله مغتربا عن المجتمع الذي يعيش فيه ومرفوضا منه، مما يجعله يشعر بنقص التوازن النفسي والاجتماعي"، ففي ظل الانتشار الكبير لفايروس كوفيد-19 او ما يعرف بكورونا في العالم وما يؤديه من حجر صحي اجباري، وعزلة عن الناس، وسرعة بعض وفيات حالاته المتقدمة، وعدم وجود لقاح او علاج له حتى الان بات هذا الفايروس يهدد أي انسان على الوجود مهما كان.. اميرا ام فقيرا .. ملكا ام مملوكا.. تاجرا ام عاملا، فهو يطرق الأبواب دون استئذان، لذا اصبح مجرد ذكر اسمه مبعث قلق كبير، مع ان الحديث عن نسبة الشفاء منه كبيرة مقارنة مع فايروسات أخرى بحسب ما يتحدث ويكتب بذلك مختصون.
في العراق - مع الأسف - اصبح هذا الفايروس وصما اجتماعيا يخشاه الجميع لا لكونه فايروس خطير وغير متوفر علاجه - لا -، بل لانه فقط " وصم اجتماعي" لا غير، لذا شاهدنا حالات كثيرة اخفى بعض المصابين بهذا الفايروس اعلان اصابتهم، مع علمهم ان عدم الإعلان ربما يؤدي الى موتهم بتقادم الأيام والساعات القليلة، فضلا عن إصابة أهلهم وذويهم واحبتهم، بل اكثر من ذلك ففي حالات كثيرة بات الفرد العراقي مرعوب من ردة فعل الناس المتوقعة إزاء اصابته بهذا الفايروس " شتگول عني الناس .. بيه كورونا ؟ " اول ما يفكر به من يفكر بأحتمالية اصابته اكثر من خشيته للنتائج الصحية والنفسية جراء اصابته بهذا الفايروس، وفي حالات كثيرة تخفي عائلة المصاب عن اقرب مقربيها خبر الاصابة، بل في اغلب حالات الاشتباه بالاصابة وفي حال تأكدت نتيجة الفحص المختبري سالبة " أي عدم الإصابة" يسعى المصاب وذويه الى " الاشهار" والمبالغة في إذاعة خبر عدم الإصابة بعد الاشتباه بها، لا لشيء الا رغبة من ذلك الفرد في عودته الى المجتمع واندماجه في الفعاليات والأنشطة المجتمعية دون حرج ووجل الاخرين منه.
وهذا مؤشر " صحي واخلاقي وتوعوي " خطير لما يمر به مجتمعنا، اذ ان القاعدة الصحية والأخلاقية والتوعوية تقتضي الوقوف مع المريض معنويا - لا مخالطته - ومؤازرته ودعمه وبالمقابل توعية المحيطين به والملامسين له الاشهار بذلك والملامسين لهم الاشهار أيضا وهكذا يبلغ احدنا الاخر لتجنب استمرار الملامسة ونقل العدوى واتباع الإجراءات الصحية من حجر طوعي او منزلي دون خجل، لان المصاب بهذا الفايروس غير مختار له بل مجبر ومبتلى به، وفي الغرب نسمع عن شخصيات مهمة ومعروفة من وزراء وفنانين وغيرهم يعلنون اصابتهم حال تأكدت اصابتهم ويذهبون الحجر الصحي وتلقي العلاج، ويعلن الملامسين لهم من اقربائهم واصدقائهم الحجر الطوعي منزلي كان ام غيره، وهذا ان دل على شيء فأنما يدل على وعي صحي ونفسي واجتماعي واخلاقي متقدم في هذه البلدان نحن بأمس الحاجة اليه اليوم، فأذا اردنا ان نتغلب على هذا الفايروس ونمنع من انتشاره ليتوقع كل فرد منا مصير الإصابة ويتعامل مع الامر على انه وباء عالمي لا دخل للفرد بأنتاجه بل له دور في منع انتشاره واصابة الاخرين به من خلال الإعلان عن الإصابة ودعوة ملامسيه الى الفحص السريع والذهاب طوعا الى الحجر الصحي منزلي او غيره، فلو فعل كل منا ذلك لاستطعنا الى حد ما السيطرة على انتشار الوباء ورفعنا سقف الوعي الصحي لدى المجتمع... حفظ الله الجميع.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات الازمة
- لجنة – خلية أزمة
- الثقة المفقودة
- كورونا الاشاعة
- أهملنا مجتمعنا
- إعادة تأهيل المجتمع
- سياسة مكافحة المخدرات في العراق
- ماهي الجرائم التي يتعرض لها المال العام؟
- طروحات القوى المعاصرة من القوى الخشنة والناعمة والذكية
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ...
- اطروحة الدبلوماسية الموازية -البارادبلوماسي- Paradiplomacy
- لماذا يكذب القادة والزعماء ؟
- كان يوم في بلادي
- مفخخات خارج نطاق الخدمة!!! ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - علاء هادي الحطاب - كورونا .. وصم اجتماعي