أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - غيمة وردية وقمر ازرق(قصة سوريالية)














المزيد.....

غيمة وردية وقمر ازرق(قصة سوريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


الحقيقة, هو حلم بدرجة عالية من الواقعية, حتى اني عندما استيقظت من حلمي هذا, ذهبت الى المغاسل لأنظف يدي مما تعلق بها من سائل دبق ,لونه مائل الى الابيض كمني ثور, يبدو ان الالهام عاد لي بعد ان استقرت علاقتي العاطفية مع غيمة وردية كنت اتفيأ بظلها من حين لحين. طيلة الفترة المنصرمة لم اكتب, بل رسمت قليلا, بعد عودة الالهام الى مخيلتي قررت ان استمر بالكتابة , خصوصا ان غيمتي الوردية صارحتني بكل عشقها وتركت علاقتها بالقمر الازرق, زارتني في حلمي هذا, كان يراودني بعض الشك بصراحتها, كونها متطلبة, طلبت مني ان ارسم لها خيطا ذهبيا من حبات المطر, كان الوضع صعبا, الحرب دائرة في ساحات الوغى وجائحة عالمية المت بي صدفة, ارضي مبتلة بماء اشجار السرو القميئة, اشجاري بدائية, تأكل ثمارها طفيليات, سراويلها متسخة من التخمة ,تعمل لخدمة كل ديدان الارض, انتابتني حالة من التنمر, قررت ان افتح قلب غيمتي الوردية, علي اكتشف لون خيوط الشك بمعرفتي الداخلية, وارتاح ذاتيا لفحوى علاقتي بالغيمة الوردية, اكتشف بقايا علاقتها بالقمر الازرق, كنت حاذقا بالشك ومحملا به حد اللعنة, هدفي البحث عن خيوط القلب ,ان كانت شفافة سأكون مرتاحا واستمر بالكتابة, وان كانت ذهبية اغادر النياط واخلو الى عزلتي, امارس اوهامي بصدق, فتحت قلبها رغم كونه مستعمل, لكنه كان محشوا بثلاث بطاريات جديدة تشبه التي تستعمل في ساعات اليد الالكترونية, معلقة بين نابضين, قررت اقفال قلبها على هذا الوضع, انتابني خوف مرعب, وضعتها بمدارها بين الغيوم, من مختلف الالوان كانت متميزة, لانها وردية, خلال مداهمتي لقلبها, كان يراقبني القمر الازرق, وتأشيرة قرنه الاعوج تشير الى خلفي, ادرت وجهي باتجاه قرنه الاعوج لاحظت, كلبا من نوع جيرمان شيفرد ظهره اسود يلاحقني بسرعة هائلة, عندما لمح وجهي استدار الى الخلف, كان كلبا شرسا انيابه تضيء العتمة, حرصت على متابعة غيمتي, يبدو انه يتابعني التقطت حجرا اسود من جانب الطريق رميته به اصاب وجهه انهارت اسنانه على اسفلت الطريق, في تلك اللحظة انتابني خوف شديد, تسلقت جدارا بجانبي ,جدار يشبه جدران جبال الفايكنك ,الناس يقفزون من الاعلى بمظلاتهم وانا أتسلق, دقات قلبي تتسارع ,بتسارع قفزات الاخرين ,تحسست جسدي واذا بي فوق صفيح ساخن, قرب مبنى يبدو مقدسا, بدى كمعبد قديم, مبني على دكة من رمل التراث, سرت بجوار جدرانه العالية التمس بابا مفتوحة, لم اعثر عليه طول مسيرتي الى الامام, لا جدوى, قررت ان انزل الى عمق الوادي, كان المعبد مربوطا الى الوادي بأنابيب تشبه تلك التي تنقل النفط, تمسكت بأحدها, دار بي بين المعبد والضفة الاخرى بحركة اهتزازية, اثارت رعبي, اندلقت على جدار المعبد , عزمت ان ادخل من الباب الخلفي ,التقطت حفنة تراب من تحت قدمي, وجدت الباب مواربا تحرسه كلاب سائبة من كل الالوان, من اللازورد المبقع الى كل الوان قوس قزح, رميت حفنة تراب قدماي عليها لم تحرك ساكنا, نامت مغناطيسيا, تصورت نفسي ساحرا فتحت الباب دلفت المعبد, كان مبنيا من ردهات طولية وعرضية بينها ممرات كأنها احجية ,الارضية مغطاة بماء مالح يميل لونه الى الاصفر, رائحته نتنة, اشخاص يرتدون لباسا طبيا, مغطين وجوههم بالكمامات, على رؤوسهم اغطية زرقاء غامقة يحملون بأيديهم ماسحات بلاستيكية, يخطون الماء جيئة وذهابا, لم يعر أي منهم لوجودي اي انتباه, هم يخطون, وانا اسير الى الأمام, علي اعثر على باب توصلني الى اسفلت الشارع, وصلت الى شباك يطل على نفس الوادي, تراجعت الى الخلف وجدت غيمتي تطير فوقي, اومأت الى كوة فيها بصيص ضوء, لاحقتها وجدت بابا مفتوحا, نزلت على درج خشبي الى اسفلت الشارع ,واذا بمدينة رائعة الجمال لكنها خالية, القمر الازرق يتابعني, يسير امامي كانه دليل ,فتشت حارات المدينة حارةً حارة, لم اجد اي اثرا لحياة, الا من ورود شوكية وعصافير محنطة, حتى الكلاب اختفت ,وقف القمر الازرق عند ركن منعزل من المدينة أومأ بقرنه الاعوج الى الاسفل, لاحظت مجموعة من السراخس, وظيفتهم تنظيف صحيات المعبد يحيطون بامرأة جميلة ترتدي فستانا ورديا, من ووجوههم ,عرفت انهم قرروا رجمها, احطت بهم اجلستها بين ركبتي كانت ممتلئة عجيزتها مدورة, ادرت وجهها على وجهي, وأشرت على كبيرهم ان يبدا بالرجم ,كان يرتدي بدلة زرقاء, حملوا حجارتهم, حاولوا الرجم ,تبخرت اجسادهم كعصف مأكول, لم اشعر بما دار في تلك اللحظة ,الا ويداي مبللتان بسائل لزج, صحوت من حلمي, ذهبت جريا الى الصحيات, لم اتبين يدي, كانت الساعة الثانية عشر والنصف على ضوء المحمول, غطيت وجهي بوسادتي ورجعت الى حلمي



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسى كليم الرب
- القصيدة يحركها الكاهن
- التحف ظهر المتعة
- اللوحة مثال اعلى للجمال
- ستار العفة
- جرحي وطني
- الفنان ماجد السنجري تعدد دالات النص سياقيا
- الذي يخاف و لا يستحي
- الغباء موهبة
- يوميات عراقي
- صباحُ حلو حوار بين عاشقين
- وكح
- أكرو ستك
- هايكو عراقي
- وضع الطيران
- يوم القيامة
- رسائل غير مشفرة
- أعتراف
- سماء مضمدة بالسواد
- الحب كالموت لا ياتي الا مرة واحدة


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - غيمة وردية وقمر ازرق(قصة سوريالية)