أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد علم الدين - إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟















المزيد.....

إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 06:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بمناسبة ذكرى تحرير الجنوب اللبناني المشرقة التي صادفت الخامس والعشرين من مايو/أيار، إلا أنه وللأسف عكرها صراخا وشتائم سفيهة وسبابا، وشوهها خرابا وقطعا للطرقات وشغبا، ولوثها دخاناً وحرائق دواليب ولهبا، إلى أبعد الحدود وبشكل هستيري منظم مقصود، يصعب تصديقه لولا رؤيته بالعين المجردة واليد على القلب، بثا مباشرا على الشاشات، ما قامت به أنصار وجماعة حزب الله "الغيارى" كما سماهم في بيانه الصادر يوم الجمعة 06.6.02، من اعتداءات انفعالية غير متحضرة، واستفزازات طائفية، وهتافات عدوانية، وشعارات مذهبية خارج المألوف واللياقة والأدب والأخلاق على زعماء البلاد الكبار وعلى المواطنين الآمنين والممتلكات الخاصة والعامة، وبالأخص وهذا الأهم على الحرية الفكرية وحرية الرأي والتعبير والفن والعطاء والإبداع والتي هي ميزة لبنان الوحيدة وجوهرِ تألقه في هذا الشرق المنكوب بثقافة التحريم والتكميم والقمع الفكري والإرهاب والاستبداد. وذلك بعد عرض البرنامج السياسي الساخر " بس مات وطن" للأستاذ الموهوب شربل خليل. مشكلة المشاكل أنه قلد فيه وكما يفعل مع كل السياسيين اللبنانيين، الزعيم السياسي السيد حسن نصر الله مع أن المخرج خليل لم يقصد الإساءة لا للسيد نصر الله ولا لأي سياسي آخر، إنما هي مهنة الفنان المبدع في بلد ديمقراطي حقه في الانتقاد وفي أن يعبر بحرية عما يريد التعبير عنه بطريقته الخاصة لإسعاد الناس، لإضحاكهم، لتبديد همومهم، و"فش خلقهم" وهل هناك بلد أكثر من لبنان شعبه بحاجة ماسة إلى فنان كهذا يعيد له البسمة والضحكة خاصة وأنه ومنذ 30 سنة لم يعرف إلا الفتن والحروب والاجتياحات والمجازر والتفجيرات والاغتيالات وما زال!
إن أراد المخرج شربل خليل العمل في المحطات الأوروبية حيث حرية الإبداع بلا حدود، وحيث التمثيل الساخر وتقليد السياسيين وحتى البابا نفسه ليس له قيود، فإنها لن تبخل عليه بأضعاف أضعاف ما يتقاضاه في لبنان عبر تلفزيون «ال بي سي». إنهم في أوروبا يدفعون بسخاء لمخرجين موهوبين يضحكون الجمهور ويجلبون له المسرة وبأي طريقة فكاهية. الهدف من ذلك قبل أن يكون انتقاد السياسيين والتهريج عليهم هو إسعاد الجمهور من مشقات الحياة اليومية وتعبها الذي يلاحق الانسان ليل نهار.
نحن في لبنان! وفي لبنان حسب سياسة حزب الله ممنوع على الإنسان الضحك، وإنما أن يستعد ليل نهار للحرب والنزال وينتظر القصف الإسرائيلي من جهة والاغتيالات السورية من جهة أخرى. إرهاب من كل الجوانب ولهذا عليه أن يبكي حظه أن يكون لبنانيا.
على إثر ما حدث تعرض المخرج الموهوب شربل خليل لتهديدات عديدة يجب أن تؤخذ على محمل الجد من الحكومة اللبنانية للحفاظ على حياته . منها على سبيل المثال قول أحدهم له: "ضب اغراضك واختفي، عندك اولاد وعيلة خاف عليها ولا قيلك بلد يستقبلك، او رح نعملك كفتة يا كذا وكذا".
وكان رده وبوطنية نطأطئ لها الرأس: ما حدا يفكر اني رح فل، رح ضل، هيدا بلدي وهيدي ارضي، وهودي ناسي، وما حدا بيقدر يقلعني لانو شروشي غماق كتير، قراري من زمان ضل هون".
نشد على يديك يا سيد شربل وبأمثالك سنبني لبنان الحر الديمقراطي المستقل المزدهر بالطاقات الخلاقة، والمواهب المبدعة، والصدر الواسع المنشرح. اللهم اشرح لهم صدرهم، أصحاب الصدور الضيقة!
إلا أن ما حدث يدعو للأسف الشديد وإلى وضع علامة سؤال كبيرة على هذا السؤال المحق لكل مواطن لبناني:
إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟
هل للدفاع عنه أمام اعتداءات العدو الإسرائيلي والذي نقدم له دائما الأعذار لضربنا - الصواريخ الأخيرة التي لم يعلن أحد المسؤولية عنها أكبر دليل- وتأتي ضرباته دائما ردا على ضرباتنا، وذلك منذ عام 1968 عام بدأ العمل الفدائي الفلسطيني انطلاقا من جنوب لبنان مشرَّعا باتفاقية القاهرة السيئة الذكر عام 69 وحتى اليوم ، أم لتحويله إلى جمهورية استبدادية قمعية مخابراتية على النسق السوري الإيراني؟
هل لتحقيق طموحات اللبنانيين في دولة سيدة مستقلة قادرة ديمقراطية مزدهرة يعيشون فيها بأمان وكرامة أم لإغراقه في حرب جديدة مدمرة الخاسر الكبير فيها سيكون الشعب والوطن؟
لكنها لن تكون هذه المرة كما في السابق بين الطوائف المتناحرة بل فقط بين لبنان الحرية والديمقراطية والسيادة والاستقلال والشرعية والقانون والنور والتقدم والانفتاح والحياة والبسمة وأزهار الربيع من جهة، وبين قوى الاستبداد والكبت والفوضى وجماعات المذهبية والحقد والتخلف والظلام والرجعية والانغلاق والموت والانتحار وأوراق الخريف الذابلة من جهة أخرى.
الشعب اللبناني لم يعد غبيا كما يعتقد البعض ولن يجره أحد إلى الحرب ضد أهله كما حدث عام 75، إلا أنها إذا فرضت علينا فنحن لها، وسيدفع الثمن غاليا من سيشعلها وستدور الدوائر على الباغي.
بمناسبة ذكرى التحرير التي حجبت اشراقتها غيوم الأحداث المستنكرة الأخيرة لا بد بكل محبة وصدق من توجيه تحية الإجلال إلى الشعب اللبناني الطيب بجنوبه الصامد وجيشه الصابر وإلى كل شهداء لبنان ومن كل الطوائف وبالأخص الذين حرروا أرضه من العدو الإسرائيلي بمقاومتهم الباسلة وقدموا الأرواح الغالية على محراب الوطن العالي ورووا ترابه المقدس بدمائهم الزكية.
القدسية هنا فقط لأرض الآباء والأجداد .. ومن قدم الروح لها حتى الاستشهاد .. وليس للسلاح والعتاد !
فالسلاح وسيلة من وسائل القوة لتحقيق هدف ما وليس هدفا بحد ذاته.
مقولة "السلاح زينة الرجال" هي مقولة تراثية خاطئة، هدامة اجتماعيا، رجعية المحتوى من عصور السيف والترس والقوس والنشاب والخنجر والفأس، غير حضارية وتخالف روح العصر الحديث، حيث أصبح العلم زينة الإنسان وليس السلاح. فالمدارس والجامعات والمختبرات والاختراعات هي زينة المجتمعات وليس الثكنات والمعسكرات والمخابرات وعرض العضلات. الطلاب تذهب إلى مدارسها بالدفاتر والأقلام وليس بالخناجر والمسدسات. المجتمعات التي تعشق السلاح تقديسا كالمجتمع الأمريكي هي أكثر المجتمعات عرضة للجرائم المروعة، التي نسمع عنها بين الحين والآخر، حيث رجال الشرطة والقانون في صراع مستمر مع الجريمة وآفات اقتناء السلاح. ولكن لكل مجتمع طريقته ولا نستطيع أن نفرض طريقتنا على المجتمع الأمريكي، الذي نتمنى أن يبلعه الحوت ما دام يدعم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
المقصود بالسلاح هنا هو سلاح حزب الله فقط، لأن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات غير شرعي لا يخدم قضية ومرفوض من كل اللبنانيين بإجماع الحوار الوطني. السلاح يفرض علينا التطرق إلى مشكلة مزارع شبعا خاصة بعد أن اتفق أهل الحوار والجامعة العربية على لبنانيتها فالمطلوب من سوريا التجاوب والتعاون مع الحكومة اللبنانية بأخوة حقيقية وليست شفهية على تنفيذ المطلوب ترسيم/ تحديد الحدود بمساعدة الأمم المتحدة وإرسال مذكرة إليها حسب الأصول ليتم إتباع مزارع شبعا لأراضي الدولة اللبنانية. بعد تحرير مزارع شبعا حربا أو انسحاب إسرائيل منها سلما ينتفي عندها دور السلاح، الذي يجب أن يخضع بعد ذلك لسلطة الدولة القانونية الشرعية، وإلا فإن حزب الله يريد إعلان دولته المذهبية على باقي الطوائف، وإلا فلماذا الاحتفاظ بالسلاح، ما دامت الدولة دولة الجميع والجيش جيشهم والقرار قرارهم؟ وهل الاندماج بالجيش سيقويه أم يضعفه؟ لا نعتقد أن اندماج المقاومة بالجيش سيكون ضعفا للبنان، بل العكس هو الصحيح.
تحية الإجلال في ذكرى تحرير الجنوب لروح الشهيد الرئيس رفيق الحريري، زعيما معتدلا قادرا قل نظيره في تاريخ الشرق الحديث، حيث كان الداعم الأكبر سياسيا وعمليا لحق لبنان الشرعي بتحرير أرضه من العدو الإسرائيلي. مسخرا لذلك علاقته وصداقاته الدولية الممتازة لخدمة شعبه وتعمير وطنه ولكل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
المقاومة انطلقت من بيروت ضد الاحتلال الإسرائيلي وعلى يد المقاوم الأول الشهيد جورج حاوي والمناضل ومحسن ابراهيم ونجحت بدحر إسرائيل عن الجنوب اللبناني على يد استبسال مقاتلي "حزب الله" وباقي الأحزاب اللبنانية. تحية الإكبار أيضا إلى أسرى ومناضلي المقاومة اللبنانية وكل الأسرى والمناضلين العرب في السجون الإسرائيلية. ولا يمكن أن ننسى أبدا المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.
تحية هنا لكل الأمهات اللبنانيات المعتصمات منذ شهور دون كلل أمام مركز الأمم المتحدة في بيروت الصابرات الباكيات النائحات الباكيات على مصير أبنائهن وأزواجهن في معتقلات دولة ليست فقط جارة بل وشقيقة أيضا. وتكاد أن تشقنا نصفين بعشق من جانب واحد ليس له طعم في عالم العشاق
كاتب لبناني. برلين 06.06.03



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح الانتفاضة، انتفاضة على من ؟
- ثورةُ الأَشجارُ
- الإرهاب أصبح ماركة عربية إسلامية مسجلة
- عندما حاولَ الدَّجاجُ الْطيران
- الأمير الكبير وكسرى الصغير
- ولقد شبع اللبنانيون من لحود حتى التخمة القاتلة
- الواقعُ العربي الواقفُ كعامود الخيمةِ فوق الرؤوس
- - يا سامعين الصوت-
- ولا شيءٌ على الجبينِ مكتوب!
- هل سنتعرف قريبا على كوبونات بشار ؟


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد علم الدين - إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟