أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسن خليل غريب - بغير إقفال البوابة العراقية في وجهه حصار النظام الإيراني حديث خرافة














المزيد.....

بغير إقفال البوابة العراقية في وجهه حصار النظام الإيراني حديث خرافة


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 14:44
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


إن السياسة الأميركية، في عهد كل الإدارات المتعاقبة، تنظر إلى العالم كله بعيون مصالحها، فهذا ثابت استراتيجي. وعلى العالم أن يختار طريقة ابتزازه، إما بوساطة الحزب الجمهوري أو بواسطة الحزب الديموقراطي. فهما لا يختلفان حول منهج النهب، بل يختلفان حول هوية من ينهب. هل يتم النهب بإدارة (جمهورية)، أم بإدارة (ديموقراطية)؟
وأصبح من المؤكد أن الإدارات الأميركية أيضاً تعمل على نسج سلاسل من الصداقات مع الجميع، على أن يجتمعوا على حب أميركا، حتى ولو تناقضوا بالمصالح والأهواء.
كانت سياسة أوباما، الرئيس الديموقراطي السابق لأميركا، تعتمد على الجمع بين دول الخليج العربي وإيران على الرغم من التناقضات الشديدة بين مشروعيهما الدينيين السياسيين. ولهذا استخدم وسيلة الضغط بالحوار السياسي بينهما تحت وصايته وضمانته. ولكنه لم يفلح. وجاء دونالد ترامب الرئيس الجمهوري الحالي، ليجمعهما ولكن عن طريق الضغط السياسي والاقتصادي والعسكري. فهل ينجح؟
تعمل الإدارة الأميركية، استناداً إلى تلك المعادلة، على تطويع وتركيع من تريد الجمع بينهم، ولكن على أساس أن تربح صداقتهم معاً. وبمثل هذه الطريقة تضمن مصالحها، ولا تأبه لهوية وأخلاقية هذا الصديق أو ذاك. فالصداقة بالمفهوم الأميركي تُقاس بمدى ضمان مصالح أميركا.
المهم في المرحلة الراهنة، تعمل إدارة ترامب على الجمع بين الطرفين المتناقضين على طاولة واحدة هي طاولة تنازل كل منهما للآخر عن مصالحهما لحساب مصالح أميركا.
ولأن إدارة ترامب جاءت لتصحح أخطاء أوباما الذي عجز عن الجمع بين الخصمين بلغة الحوار الساخن، ولتصحح أخطاءه بأنه ترك للنظام الإيراني حرية التصرف بـ(السلعة العراقية) على هواه ضارباً عرض المصالح الأميركية عرض الحائط، وهذا ما أزعج ترامب خاصة أن إدارة أميركا هي التي وكَّلته بصيانتها في مرحلة هزيمته العسكرية.
ويلاحظ المراقب، من خلال متابعة مرحلة الاشتباك بين ترامب والنظام الإيراني، أن ترامب استخدم وسيلة الضغط الاقتصادي على النظام الإيراني، وعمل على إقفال كل البوابات في وجهه. ولكن الغريب والمريب في الأمر هو أنه ترك له بوابات العراق مشرَّعة لينهب كما يشاء، وكيفما شاء، وبالمقدار الذي يشاء. وهذا يعني لدينا أن حصاره الاقتصادي للنظام الإيراني كان مجرد أكذوبة انطلت على ذقون دول الخليج العربي. ولكنها لن تنطلي على غيرهم. والأكذوبة تستند إلى العوامل التالية:
-يستورد النظام الإيراني ما يشاء عن طريق العراق.
-يشكل العراق سوقاً أساسية لإنتاجه في شتى الحقول.
-يُهرِّب النفط الإيراني عبر موانئ العراق.
-بسرق النفط العراقي ويستولي على عائداته مباشرة أو بواسطة ميليشياته الحاكمة.
-يماطل بإنزال العقوبة بالميليشيات العراقية المؤتمرة بإمرة النظام، ويعمل على تثبيت العملية السياسية من خلال كسب ود تلك الميليشيات، أو الحصول على حصة له فيها.
-لأنه لا أموال لديه يغدقها على من يزعم أنه يدعمهم، ممن يسوِّقهم أقطاباً في محور الممانعة والمقاومة، فقد حوَّلهم إلى مقاولين في العراق. لهم شركاتهم الخاصة التي يمتصون بواسطتها آخر نقطة من دم الشعب العراقي. هذا ناهيك عن أنهم ينشطون في تبييض أموال الميليشيات بمساعدتهم على تهريبها إلى الخارج.
قبل كل شيء نحن نرفض كل السياسات الأميركية، ونقف بالضد منها ونقاومها. ولكن أن تنطلي مسرحيات الإدارة الأميركية على عقول من يعتبرون إدارة ترامب صديقة لهم، وهم مغيَّبون عما يجري في العراق، كونه المثال الأبرز، فهذا ما لا يجوز أن نسكت عنه.
باختصار، على من يريد أن يرد غائلة مخاطر النظام الإيراني عن العرب، أن يعي أن صداقة أميركا لن تفيده، ولن تحميه من تلك الخطورة، لأن أقصى ما يريد ترامب أن يصل إليه في هذه المرحلة أن يمارس ضغوطاً على النظام الإيراني من أجل إعادته إلى الحاضنة الأميركية وبالشروط الأميركية. وهو غير جادٍ لإخراجها من العراق. فهو يريد أن يقنص عصفورين بحجر واحد:
-الأول: إبقاء النظام الإيراني في العراق، وهو الضمانة الأهم للبقاء الأميركي فيه، وإعادة تقسيم الحصص بينهما على قاعدة أن أميركا، التي دفعت الثمن بالأرواح والمال، يجب أن تحصل على النسبة الأكبر من الأرباح.
-الثاني: كما اعتبرت دول الخليج العربي أن الوجود الأميركي في العراق يشكل لها عامل الحماية الأهم من كل كل القوى الأخرى. وبهذا يضمن ترامب حمايتها كما تتوهم، من المشروع الإيراني.
أما أن نراهن على أنه سوف يتصدى للتهديدات الإيرانية، فعبثاً سينتظرون النتائج لأنها ستكون مخيِّبة لآمالهم. وإن تجفيف موارد تمويل النظام الإيراني وأنصاره، عن غير طريق إقفال البوابة العراقية، لهو حديث خرافة.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستقلال السلطة القضائية بداية أساسية لطرد شياطين الفساد من ا ...
- صوت الفقراء صوت الله على الأرض
- النظام الإيراني يكشف المستور بإعلان تفريس بعض العرب
- فقراء أحزاب السلطة ينتظرون القطار على مفارق الثورة
- من بيروت إلى بغداد: عقارب ساعة الثورة لا تعود إلى الوراء
- مفاعل تصدير الثورة الإيراني أكثر تدميراً من المفاعل النووي
- إلى الدائرين في الفلك الإيراني عودوا إلى مداراتكم القومية ال ...
- حصة الفقراء من الجنة خذوها واعطوهم رغيفاً من الخبز
- إضبطوا ساعاتكم على توقيت الثورة في العراق
- أخطاء في المساواة بين الدورين الروسي والأميركي في الصراع الد ...
- للخروج من متاهة اللاءات المتناقضة يبقى المشروع السياسي الاقت ...
- القادسية الثالثة بوسائل سلمية
- لكي لا يصبح أمراء الطوائف مشايخ للنفط أيضاً
- المنهج الفقهي لنظام ولاية الفقيه في قمع الانتفاضات الشعبية
- كلمة (ولكن..) منهج شيطاني بالالتفاف على حقوق الشعب
- ثورة تحَّدت طاحونة الموت هي ثورة تعيد الحياة للعراق
- دعوة أحزاب السلطة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية دعوة زائفة
- لقد طفح كيل غضبنا، إرحلوا واتركونا نعيش
- البنى المعرفية الشعبية تنهار أمام ثورة الشباب
- وصايا السكوت الذهبية كي تكون مواطناً غير متآمر


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسن خليل غريب - بغير إقفال البوابة العراقية في وجهه حصار النظام الإيراني حديث خرافة