أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد اللطيف بن سالم - المصافحة بين الجنسين














المزيد.....

المصافحة بين الجنسين


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6489 - 2020 / 2 / 11 - 08:57
المحور: المجتمع المدني
    


حول المصافحة بين الجنسين

المرأة في المجتمع الغربي – ولسنا مضطرٌين دائما إلى مقارنة أنفسنا بما يجري في الغرب – ولكن لأننا مدعوون في العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التقارب بعضنا من بعض في ثقافتنا وأخلاقنا وسلوكنا الحضاري تشعرُ (المرأة الغربية ) بكثير من المهانة إذا صافحت غيرها وهي حاضرة ولم تصافحها وقد تشعر بالنقص والحقارة إذا لم تقم بذلك نحوها بل وقد تنتظر منك أكثر من ذلك تقبيل يدها إذا لم تستطع لسبب من الأسباب تقبيلها وربما يتحول هذا السلوك في بعض الأحيان وفي بعض الوضعيات إلى ضرورة تقبيلها فلا ذلك يزعجها أو يزعج أحدا من أهلها إذا كانوا مصاحبين لها بل العكس هو الصحيح أي الإحساس بالفرح والانشراح والاحترام والتقدير وارتفاع المعنويات والالتقاء السعيد بالآخر على مستوى الإنسانية ( ودونما اعتبار لما قد يسميه البعض بسوء نية ) ... فإلى متى إخوتي إخواني سيبقى الجنس يحاصرنا في حياتنا وهو المتحكم الأكبر في سلوكنا وأخلاقنا ؟ أليست " الإنسانية " هذه هي المعنى الأكبر والأوسع له في حياتنا ؟ لأننا إذا وقفنا في حدود هذه الجنسية في معناها البيولوجي الضيق فحسب فإننا إذن قد وقفنا في حدود حيوانيتنا .

لماذا حرام علينا أن نرى المرأة أو نُعجب بها أو نُبوٌئها المنزلة التي تستحقها من أنفسنا ؟ أليس هذا ما هو طبيعي فينا ؟ لماذا نحن دائما ضد طبيعتنا ؟ إنما الثقافة ليست ضد الطبيعة وإنما هي تهذيب لها . ألم يكن الرسول يرى خديجة قبل أن يتزوجها ؟أولم يكن قد رأى عائشة أيضا ؟ هذا والله افتراء . يقول بعض الفقهاء في مركز الفتاوى المسجل ب "الانترنات" أن من حرُم النظر إليه حرُم لمسه وبالتالي لا تجوز مصافحته ،إذن فإن كل ما نفعله اليوم في حياتنا حرام وجزاؤنا غدا جهنم و بئس المأوى ؟ أليس كذلك ؟
ربما كان ذلك معقولا في زمن مضى لم تكن المرأة فيه مشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بأي شكل من الأشكال إلا في حدود ضيقة جدا ولم تكن فيه مسؤولة على أمر غير الجنس والإنجاب وإدارة المنزل وربما تقوم أيضا ببعض الأعمال الفلاحية عند الضرورة ...فإذا لم تكن هذه المرأة الآن قابلة بالسلوك الحضاري المتعارف عليه اليوم والمعمول به بين البشر فلا عليها أن تنخرط في هذه الحياة الجديدة وتعود من حيث أتت في السابق ولا لوم عليها من أحد إذا كانت بوضعها ذاك مقتنعة أما أن تشارك الرجل في كل النشاطات وتختلط به في جميع المجالات وترفض في نفس الوقت التعامل معه بنفس الأخلاقيات فهذا لعمري تناقض بغيض لا يرضى به أحد . (وها قد لامسنا وجوده أيضا – وأخيرا - وبكل أسف – حتى في ردهات المجلس الوطني التأسيسي التونسي ) .

أشباح في المدينة :

أعتقد أن الجنس عند العرب لا يزال بالفعل هو العقبة الكأداء في طريقهم إلى التقدم ولعلها لا تزال تكبر وتتضخم هذه العقبة اليوم بدلا من أن تصغر أو تتضاءل وذلك كرد فعل لما استفحل من تفسخ وانحلال في المجتمعات الحديثة والمعاصرة الأمر الذي أدى - مع الأسف - إلى بروز هذه الظواهر الغريبة وغير المألوفة لأنه " عند الأزمات تظهر عادة الكثير من خوارق العادات " فمن الامتناع عن المصافحة هذه إلى العلاج بالعرافة والشعوذة إلى ظهور هذه الأشباح الآن تمشي في المدينة وتختلف على الجامعات طلبا للعلم والمعرفة ولا أحد يستطيع أن يعرف إن كانت من الإنس أو من الجن ما دامت هكذا هي ملفوفة بالأسود الكامل وإننا لا نقدر على معرفتها في وضح النهار فكيف لنا بمعرفتها في الليل الدامس إذا ما التقى الأسود بالأسود وصارا إثنين في واحد ؟ قد نرتطم بهذه الأشباح ليلا أو ترتطم هي بنا دونما ندري، فهل هذا مما جاء في القرآن أم مما ظهر في السنة أم هو من البدع الجديدة الناتجة عن الجهل والتعصب ؟أم لعلها من الدسائس والمؤامرات ضد العرب ؟ فهل من إمكانية إذن للتحرر من عقدة الجنس هذه وتركها تنحل وحدها على الطبيعة ؟أما موقف الأيمة الأربعة في اتفاقهم حول تحريم المصافحة ( كما يقال ) فلابد لكي يُفهم الآن جيدا من تنزيله في مكانه وزمانه ومراعاة فارق الزمن وفارق الأماكن وتغيٌر الظروف بتغيرها وتغير الملابسات والمقتضيات المنتجة للفكر المناسب لكل واقع فلو كان هؤلاء الأيمة حاضرين اليوم معنا مثل الشيخ يوسف القرضاوي في هذا المعترك الحضاري بكل أبعاده وملابساته لغيروا الكثير من مواقفهم إزاء المرأة وربما إزاء الكثير من الظواهر الاجتماعية والأخلاقية ولكانت لهم آراء أخرى غير التي كانت لهم في السابق .



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في تونس
- القضية الفلسطينية
- الشعب يريد
- خواطر مزعجة ومفجعة .
- الشيخوخة والزمن :
- هل باستطاعتنا صنع الفرح ؟
- منامة ديناصور
- الدين والعلم
- من الذاكرة الفايسبوكية القريبة .
- بمناسبة عيد الشغل في تونس
- هل سنصير كلنا إرهابيين ؟
- تهويمة في الوجود والموجود.
- الحج والعمرة (؟ )
- شمس جديدة
- تاريخ البشرية
- في تونس حوار من نار
- في تونس : مدينة سوسة العتيقة
- الرد على الجزيرة
- التوجه نحو السويد .
- الإرهاب من أين يأتي وإلى أين يمضي ؟


المزيد.....




- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد اللطيف بن سالم - المصافحة بين الجنسين