أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - ثروات الرؤساء والملوك في ميزان -Forbes-















المزيد.....

ثروات الرؤساء والملوك في ميزان -Forbes-


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تطفو على السطح بين الحين والأخر قضية ثروات الرؤساء والزعماء في بعض الدول العربية ودول العالم الثالث، حيث عادة ما تثور قضايا الشفافية والفساد. أعلنت مجلة “Forbes” المتخصصة في شئون المال والاقتصاد مؤخراً، كعادتها السنوية، عن أسماء القادة السياسيين الأكثر ثراءً في العالم. ذكرت المجلة أن الملوك والأمراء والرؤساء الأثرياء ينقسمون إلى قسمين أحدهما يقتني فيه القادة ثرواتهم بصفة شخصية وشرعية عبر الإرث أو مشاريع أعمال لا يستخدم فيها النفوذ السياسي للقادة، والأخر يقتني فيه القادة ثرواتهم بطرق غير شرعية عبر توظيف نفوذهم السياسي لتحقيق مكاسب مادية في بلدانهم الفقيرة والغير ديمقراطية التي يكاد يصعب فيها تمييز الخط الفاصل بين الممتلكات الشخصية للرؤساء والممتلكات العامة للدولة. حملت قائمة الرؤساء والملوك الأغنى مفاجأت قد يجدها البعض موضوعية وقد يجدها البعض الأخر غريبة، غير أنني أجد أن المفاجأة الكبرى لم تكن في ما جاء بالتقرير، ولكن في ما لم يحتوه التقرير، وتمثلت في عدم ورود أسماء بعض القادة الذين تملكوا زمام السلطة السياسية وسيطروا على المقدرات الاقتصادية في بلادهم فاغتنوا وأثروا زويهم في الوقت الذي أفقروا فيه شعوبهم. على الرغم من بعض أوجه القصور التي شابت التقرير مثل عدم ذكر المصادر التي اعتمد عليها، ورغم أن تساؤلات تدور حول دقة الأرقام التي نشرها التقرير، إلا أنه (التقرير) يبقى مؤشراً يلقي الضوء على الشفافية الكاملة التي يتسم بها بعض قادة الدول، بالإضافة إلى الفساد الذي يترعرع عليه بعض زعماء دول العالم الثالث.

إشتملت قائمة المجلة على عشرة رؤساء وقادة وملوك من بينهم أربعة اوروبيون، ثلاثة عرب، إفريقي، أسيوي، بالإضافة إلى مفاجأة التقرير الرئيس الكوبي فيديل كاسترو. لقد جاء العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز (82 عاماً) على رأس القائمة بثروة تقدر بـ 21 بليون دولار، تبعه بالترتيب كل من سلطان بروناي حاجي حسن البولقية (59 عاماً) بثروة تقدر بـ 20 بليون دولار، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد النهيان (58 عاماً) بثروة تقدر بـ 19 بليون دولار، حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم (56 عاماً) 14 بليون دولار، أمير ليختنشتاين هانز أدام الثاني (61 عاماً) بثروة تقدر بـ 4 بلايين دولار، أمير موناكو ألبرت الثاني (48 عاماً) بثروة تقدر ببليون واحد، مفاجأة القائمة رئيس كوبا فيديل كاسترو (79 عاماً) بثروة تقدر بـ 900 مليون دولار، رئيس جمهورية غينيا الإستوائية تيودورو أوبيانج نيوما مباسوجو (63 عاماً) بثروة تقدر بـ 600 مليون دولار، ملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية (80 عاماً) بثروة تقدر بـ 500 مليون دولار، وأخيراً ملكة هولندا بياتركس ويليلماينا أرمجارد (68 عاماً) بثروة تقدر بـ 270 مليون دولار.

لأسباب عديدة لم يفاجأ الكثيرون بوجود عدد من القادة الخليجيين بالقائمة. ربما كان من هذه الأسباب أن بعض الأسر المالكة بدول المنطقة الغنية بالنفط تعرف بأنها تضم عدداً من أثرى أثرياء العالم الذين يمتلكون العديد من آبار النفط ويشاركون بأسهم وبنسب كبيرة في شركات النفط ببلادهم كما أوضحت المجلة التي ذكرت أيضاً أن بعض الأموال التي يحصل عليها بعض القادة الخليجيين يكون مصدرها الاشتراك في أنشطة شركات حكومية أو الحصول على فوائد لأموال مودعة بالبنوك. على الرغم من أن البعض قد يختلف مع مجلة “Forbes” بشأن دقة الأرقام التي ذكرت أن القادة الخليجيين يمتلكونها، إلا أنني لم أقرأ حتى الأن ما ينفي أو يؤكد هذه الأرقام التي جعلت من الملك عبد الله بن عبد العزيز أثرى أثرياء القادة، ووضعت كلا من رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة دبي في المركزين الثالث والرابع من القائمة.

المفاجأة التي حملها التقرير تعلقت بما قالت انه تضاعف ثروة أحد الزعماء التاريخيين الذين عرفوا بدفاعهم المرير عن مبادئ الشيوعية وأسس الاشتراكية وهو الرئيس الكوبي فيديل كاسترو. فقد قالت المجلة أن السلطات الواسعة التي يمارسها الرئيس الكوبي على شبكة كبرى من الشركات المملوكة للدولة قد سمحت لكاسترو بزيادة ثروته من 550 مليون دولار في عام 2005 إلى نحو 900 مليون في عام 2006، وهو ما يجعل منه واحداً من أغنى القادة عالمياً. كاسترو نفى عنه امتلاك الثروة المالية التي قدرتها "Forbes"، وأكد ان رصيد ثروته لا يزيد عن صفر، وتحدى المجلة أن تثبت امتلاكه لهذا المبلغ، وألمح إلى أنه على استعداد للاستقالة إذا ما أثبتت المجلة حوزته أية مبالغ مالية. غير ان عدداً من المسئولين الكوبيين السابقين الذين انشقوا على نظام كاسترو أكدوا امتلاك كاسترو لثورة هائلة، ودللوا على تأكيدهم بأسطول السيارات المرسيدس الفخمة التي يرتادها كاسترو في تحركاته.

الأفريقي الوحيد الذي شمله التقرير هو رئيس دولة غينيا الاستوائية الغنية بالنفط الذي ذكرت المجلة أنه قام بتحويل مبلغ يصل إلى 700 مليون دولار إلى أحد البنوك الأمريكية قبل أن يقوم بسحبه وإيداعه بأحد البنوك الاخرى، ولكن السفارة الغينية بواشنطن ادعت أن المبلغ تمتلكه الحكومة الغينية. أما عن الأسيوي الوحيد الذي ذكره التقرير فهو سلطان بروناي، الغنية أيضاً بالنفط والغاز الطبيعي، والذي يقال أن قصره السلطاني يحتوي 1788 غرفةً. بالنسبة للأوروبيين الأربعة فلم يحمل التقرير جديداً بشأنهم، فثروات القادة في اوروبا مكشوفة وواضحة لأنه يتم الإبلاغ عنها في الإقرارات الضريبية السنوية التي يتقدمون بها في بلادهم. وهو بالطبع ما لا يحدث في معظم الدول العربية ودول العالم الثالث حيث تغيب الشفافية وتختلط الأوراق العامة بالخاصة، وتتحد شخصية الدولة بشخصية القائد، ويصبح القائد هو الدولة والدولة هي القائد، ويكون الضحية هو المواطن الفقير الذي يبحث بحافظته الخاوية عن ثمن رغيف خبز ليطعم عائلتةً أو بعض اللبن ليرضع رضيعاً.

لقد أصابني تقرير “Forbes” بالإحباط الشديد لأنه لم يتناول أحداً من الزعماء والقادة دكتاتورات بعض الدول العربية أو دول العالم الثالث الذين كنت أتمنى أن يتم كشف ثرواتهم الحقيقية ليعرف العالم مقدار فسادهم. كنت أتمنى أن يتناول التقرير بالتفصيل ثروات عدد من القادة العرب الذين كتمت أنظمتهم الفاسدة أنفاس شعوبهم لسنوات طوال، أو الذين نصبوا أنفسهم زعماء أبديين بعدما سيطروا على المقدرات الاقتصادية لدولهم مما تسبب في إفقار وتجويع شعوبهم. لقد كان عدم احتواء التقرير على هؤلاء الرؤساء الذين تشكك شعوبهم في ذممهم المالية بمثابة المفاجأة السيئة للشعوب التواقة إلى الشفافية والحرية والديمقراطية، فالشواهد تؤكد امتلاك أولئك القادة مشاريع ضخمة، ومشاركة كل منهم في أعداد من الشركات الكبرى، بالإضافة إلى حصولهم على عمولات ضخمة في عمليات شراء وبيع حكومية مثل عمليات الخصخصة وشراء السلاح وغيرها. لكن ماذا يعني عدم ذكر هؤلاء القادة؟ هل هي تبرئة لذممهم المالية؟ ربما أن المجلة لم تتمكن من متابعة اموالهم وممتلكاتهم كونهم يتهربون من تسجيل الأموال التي يحصدونها بأسمائهم حتى لا تتسبب في متاعب داخلية أو خارجية لهم. الامل يبقى معقوداً في أن الزمن كفيل بفضح أسرار خزائنهم كما فضح خزائن ديكتاتور العراق السابق صدام حسين الذي خبأ الملايين من ثرواته في أجولة بمخابئ سرية لم تخطر ببال أحد. ترى كم ستنتظر الشعوب المقهورة هنا وهناك حتى توقف الفساد ونزيف الأموال العامة التي ينعم بها دكتاتورات هذا الزمان؟ سؤال يجيب عنه فقط المناضلون من أجل الحرية في كل مكان.



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة المالكي ونزع فتيل الطائفية
- مصداقية نجاد أم تربص المجتمع الدولي؟ أين المشكلة؟
- الإخوان يستهدفون حرية العقيدة في مصر
- قانون الزي الموحد يفضح عنصرية نجاد
- دافينشي كود بين مبدأي حرية التعبير والتسامح
- التديين التجاري وهداية هيفاء الواوا!
- قراءة في حديث استباحة فوضى القتل
- الأخ العقيد يصدر التطرف إلى إفريقيا!
- في إستقطاب الفتيات وتغييب العدل والشفافية والحريات!
- معضلة الإرهاب الديني
- التحالف مع الإرهاب تحالف مع الشيطان!
- إعتداءات دهب وكشف عورة الإرهاب
- الهروب من المسئولية في أحداث الإسكندرية
- إيران من اللعبة النووية إلى المواجهة النووية
- إلى شهداء الحرية: شكراً؛ ليس حب أعظم من هذا
- أثر الوسواس الديني في الفكر التحريمي – فتوى التماثيل كنموذج
- مبارك، العراق وفضيحة الصحافة في مصر
- مملكة الحق
- العنف وحرب المناصب في مصر
- مثلث التطرف والأمن وحقوق الإنسان بعد 9/11


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - ثروات الرؤساء والملوك في ميزان -Forbes-