أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميثاق بيات الضيفي - استعباد.. استعباد.. استعباد !!!














المزيد.....

استعباد.. استعباد.. استعباد !!!


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6405 - 2019 / 11 / 11 - 12:49
المحور: حقوق الانسان
    


بقلم/ الدكتور ميثاق بيات ألضيفي

" الحكام العرب.. لديهم قضية حقيقية أحادية وأبدية... وهي الكيفية التي تضمن بقائهم.. لأطول مدة ممكنة.. في السلطة !!! "

نعم نحن جميعا مستعبدين !! نقولها وبملء الفم إننا ومنذ عصور قد ابتلينا كشعوب وأوطان بالاستبداد المطلق والذي هو أسوأ وأحقر أشكال السياسة وأكثرها فتكاً بالشعوب والمجتمعات العربية المحكومة بالظلم والطغيان مما أدى إلى تراجع هائل في كافة إشكال الحياة ووجوهها ومرافقها، وأدى إلى تعطيل الطاقات والكفاءات وهدرها، وإلى سيادة السرقات وطغيان الفساد المشرعن والنفاق والرياء، ومجتمعاتنا والتي بمجملها كانت ولازالت خانعة ودائم عليها الخضوع والركوع للاستبداد وللأستعباد، والذي أضحى واقعا مترسخا فيه شعار "أن العدالة هي طريق التخلف والتأخر! وإن الظلم والاستبداد والاستعباد هم طريق البناء والتقدم !!".
الاستبداد هو صفة للحكومة المطلقة العنان وللحكومات المزاجية التي لا يحكمها قانون، وحكوماتنا هي مثل ذلك وأسوء، ففيها ساد انحطاط بمجمل الحيوات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية والأخلاقية، مما جعلنا كمواطنين فاقدين لحب أوطاننا لأنها غير عادلة ومستبدة ولا حق ولا آمن فيها ولا نشعر بالاستقرار فيها مطلقا إذ تم من حكامنا اغتيال مستقبلنا واستعبدونا تماما جراء سطوتهم فأضحينا نود متمنين لو سنحت لنا أية فرصة للانتقال والهجرة منه إلى أي مكان في الدنيا !! وفي بلادنا ما من دكتاتوري أو متسلط أو مستعبد أو مستبد سياسي إلا وأتخذ له صفة القدسية، غير ان الشعوب بصمتها وبتجرع عبوديتها هي التي منحت العجرفة للظلم المستبد وقوته عليها، وليصول بأبناء الشعب على بعضهم، وبهم على غيرهم يطول، والحكومات المستبدة هي كالتي مرت بنا فعشنا ونعيش معها، ولتكون مستبدة في كل فروعها وشؤونها.
عانينا كعرب في أوطاننا العربية ولعقود طويلة من كل إشكال ومظاهر الاستعباد السياسي والروحي الاجتماعي، واليوم نحن نعاني ولا زلنا وقد نبقى فيها نعاني، ولكن شكل معاناتنا قد يختلف هنا ويتشابه هناك، فالاستبعاد عن المشاركة السياسية، والحرمان من الموارد الاقتصادية، وعدم العدالة واللامساواة في توزيع فرص العيش على جميع أبناء المجتمع، تعد مؤشرات أيضا لوجود استعباد اجتماعي، هذا علاوة على الفقر والحرمان المادي، وإن الفقر يختلف عن الاستعباد وأن تشابه معه في بعض الوجوه، فهو قد يحصل لفئات كثيرة في المجتمع, وإن الاستعباد والحرمان الاقتصادي المتراكم، قد يكون هو أحد أهم أسباب الاحتجاجات الحالية في كلا من العراق ولبنان.
من المؤسف إن نبين حقيقة مرة وهي أن أكثر شعوب الأرض المعانية من التسلط والظلم والقهر والاستعباد ما هي إلا نحن الشعوب العربية، وتختلف هذه المظاهر بيننا من دولة لأخرى، فقد تقل هنا وتزيد هناك وتتشابه في أحيان كثيرة، ولكن مظاهر الاستعباد من إقصاء وإزاحة واجتثاث وتهجير تتنوع وتختلف وتتميز من حيث الممارسة والتطبيق والتمييز بين إفراد المجتمع، وغالباً ما تم وكان يتم على أسس طائفية ودينية وحزبية ومناطقية وانتمائية، وحتى لو تطرقنا عن وجود بعض مظاهر الاحتواء الاجتماعي قبيل مرحلة الفوضى الانية فقد كانت آلياتها وانواعها وحتى طريقة تطبيقاتها وتنفيذ ممارساتها وبكافة إشكالها استعباد تام واستبعاد اجتماعي حقيقي وغالباً ما كانت تجرى وتتم بشكل استبدادي وقهري، ولذا فليس غريبا إن ذكرنا إن الثقافات التي كانت منتشرة ومطبقة كانت بحقيقة أصولها قائمة ومتسمة بأنظمة القمع والاستبداد وسياسات الفقر والتجويع وعسكرة الناس وتجهيل المجتمعات، ولذلك فما هي إلا مؤشرات كبرى لمظاهر استراتيجيات الاستعباد السياسي والاجتماعي والتي نمت واتسعت تلقائيا بعد اجتياحها بالفوضى والنزق والإرهاب فتطورت من حيث النوع والكم وتطورت وسائلها وأساليبها وطرقها والتي أخطرها كان العمل على تحقيق مفهوم الاستعباد الشامل للوجود الإنساني العربي.
إن مظاهر الاستعباد تعددت وتنوعت ومست كافة فئات المجتمع وطبقاته وثقافاته وحتى أديانه ومذاهبه، فالفرد داخل الجماعة يعاني، والجماعة داخل المجتمع تعاني بمرارة وتعيش في عزلة تامة، والمجتمع أصبح عبارة عن طوائف وأعراق وإثنيات متنافرة ومتنازعة ومتقاتلة من أجل الحصول على بعض البعض من المكاسب التافهة والبسيطة للمحاولة في تحقيق مصالحها الضيقة وعلى حساب الإطراف الأخرى، مما أدى لان يكون كله يعاني من كله !! ومع كل تكفيرنا للغرب ونقدنا المتواصل لدوله واتهاماتنا التي لا تنقطع بأنه يخط ويرسم ويصيغ ويصنع المؤامرات لحكوماتنا ودولنا غير إننا إن حاولنا رصد الحكومات الغربية واستراتيجياتها وآلياتها لمحاربة الاستعباد والتقليل من وطأة أعراضه، لوجدنا جهودها متمثلة وبارزة في نتاج _دولة الرفاه_ و _الطريق الثالث_ كنموذجين يجمعان بين آليتين أساسيتين في تنمية الموارد البشرية ومحق كل استعباد وتفعيل المجتمع المدني وترشيد رأس المال الاجتماعي, بيد أنه وفي دولنا ومجتمعاتنا العربية لم تقم أية استراتيجيات ولا حتى أية محاولات لاقتفاء أثر تلك النماذج أو غيرها من التجارب الكثيرة لمكافحة الاستعباد السياسي ولا حتى الإقلال منه اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا حتى روحيا!! فهل إن تساؤلنا ألان عن فشلنا بذلك سنعود به لشماعة الاختلافات البنيوية والتي سندعي أنها أنتجت وبرزت نتيجة للسياقات التاريخية والثقافية المفارقة للتجربة الاجتماعية الغربية وللمجال الحضاري الذي صدرت منه أصول وأخطاء والبنيان الأعوج لنا ولمجتمعاتنا العربية وبسببيته العوراء تم صنع حاضرنا الأغبر بطبيعته المتردية لتترجم عبره وبقرف حالتنا الاستعبادية السابقة والراهنة ولربما حتى المقبلة !!!



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرات العرب... بين الوجع والجوع والمهانة !!!
- رقميا... الرئيسين الفلسطيني والفرنسي... متساويين !!!
- فئات افرادها... لا يدركون ما يفعلون !!!
- في اليوم العالمي للسلام 21 سبتمبر... حتى حواراتنا بلا سلام ! ...
- جامعات رقمية !!!
- الحقيقة الخفية... للأزمات البيئية !!!
- دروس الحروب الراهنة !!!
- اسيا الغائمة... والضحكة الصينية الناعمة !!!
- اصرخ... يا ضمير !!!
- مواطنة الروح !!!
- سيكولوجية الامن القومي !!!
- الخندقة البشرية... وتكتيكاتها الاستراتيجية !!!
- عصور المعلوماتية... حروب عميقة !!!
- المواطنة اليوم... حكايات حقيقية !!!
- سيكولوجيات التحطيم !!!
- بشرية بلا هوية !!!
- نون النسوة - بين نمق الانوثة... ونزق الارهاب -!!!
- صدمات المستقبل !!!
- الحرب العالمية الاولى... ماذا جلبت للبشرية ؟؟؟
- اوكسجين الفساد !!!


المزيد.....




- الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على مقر وكالة -الأونروا- في ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من شلل جهود الإغاثة في لبنان
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: السلام يبدأ بعضوي ...
- رسالة تهديد من مشرعين أمريكيين للمدعي العام بالمحكمة الجنائي ...
- الأمم المتحدة: لم تدخل أي بضائع إلى غزة اليوم عن طريق المعاب ...
- رئيس استخبارات إسرائيلي سابق: صفقة واحدة توقف الحرب وتحرر ال ...
- إيران تسعى لتشديد حملتها على اللاجئين الأفغان
- المغرب يهاجم منظمة العفو الدولية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميثاق بيات الضيفي - استعباد.. استعباد.. استعباد !!!