أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إيمان بوقردغة - حق الشعوب في الثورة مكفول إذا حصُل القصد منه و المأمول














المزيد.....

حق الشعوب في الثورة مكفول إذا حصُل القصد منه و المأمول


إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)


الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 29 - 08:55
المحور: حقوق الانسان
    


قد يثور الناس بصورة مشروعة ضد ما اعتادوا أن يطلقوا عليه اسم "الطغيان"، وكثيرا ما يطلق عليه الآن اسم القمع السياسي حيث ان طغيان
الأنظمة القائمة يثير حق الشعوب في الثورة .
و "حق" الثورة من أجل الحرية و الكرامة هو تكليف للناس بالدرجات العلية والمراتب السنية و صرف للهمة في كل أوان لجميع الأرواح التي تحمل داخلها
العالم الفكري فالفعل العقلاني الأسمى هو الذي يحتضن داخله الأفكار و"الحكمة المتعالية" التي تقود الأشرعة التائهة في الدأماء و "القافلة الضالة في البيداء "إلى موانئ دولة القانون.
حيث تنص المادة 2 من إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي يعدّ من وثائق الثورة الفرنسية الأساسية التي تُعرَّف فيها الحقوق الفردية والجماعية للأمة على أن :
"غرض كل اجتماع سياسي حفظ الحقوق الطبيعة التي للإنسان والتي لا يجوز مسها. وهذه الحقوق هي: حق الملك وحق الأمن وحق مقاومة الظلم والاستبداد"
فهو حق يتطأطأ عند عظمته تليع عنق الدهر قد سلكت مسلك تحصيله شعوب أجالت في حقائق الاِهْتِمَاط خواطرها وأحالت عن العوائق نواظرها و لاطت بالبلّة تربة الأرض حتى
لَزَبت فجبلت منها صورة المقاومة كاملة الرتوش لتستِوي على المهيع القويم والصراط المستقيم .
و الإهتداء إلى سواء السبيل يسلك نيسب تبرير الثورة ليس فقط بقمع الظلم بل بإتاحة العدالة.
و تسنّما لعلياء مقصد العدالة فإن الفعل الثوري قد وتّد بأوطان ميدان أرضها جبال الفضيلة الراسيات فإن التخلي عن حقوق الإنسان بدلاً من شن الحرب لإبقاء
أعلام الكرامة الإنسانية على مسالك الأوطان مرفوعة يفترض وجود وهن أخلاقي حيث إن الأسباب التي تُجبرنا على دخول المجتمع المدني تُلزمنا أيضًا بشن الحرب عندما تكون
الوسيلة الوحيدة للحصول على العدالة المنتصبة فلكا مزينة بالنيرات منجية من مهلكات العَسف.
فالعمل الثوري إذن هو عمل أخلاقي ، بل هو واجب ، يهدف إلى منع استمرار الظلم عندما يبدو أفق الحرية مشوبا بعرّاص الإستبداد في عهود قاتمة نُفخت فيها
جمرات الضيم فالأخلاق تدين أي دولة تنتهك حقوق الإنسان وترفض الاعتراف بها .
وعلى جُدّ آخر فإن العمل الثوري يمثل ذروة إرادة الشعب من حيث إنه وعي سياسي متحرك يحدد ويعلن في وجه العالم: "نحن الشعب! لإضفاء الشرعية على أفعاله
وترتيبا على ذلك فإن حق الشعب في الثورة هو حق غير قابل للتصرف باعتباره الملاذ الأخير للتعبير عن السيادة حين تقتفل كل الأبواب فلم تكتحل حدقة التاريخ له بمثيل
فمثلما تغرّد الطيور في الوكنات ترتفع الأصوات في الساحات رافعة للإشكالات من معضلات المسائل بواضحات الشواهد و محكمات الدلائل على سيادة الشعب.
ويميل الحق في ثورة الشعب إلى الوصول إلى أفق بروميثي مرتبط بفكرة معينة من تقدم البشرية قاطبة وهو حق مكفول لكل إنسان سقف السماء فوقه مرفوع
ومهاد الأرض تحته موضوع فهو ليس مقتصرا على من يطلق عليهم هيجل اسم "الرجال العظماء" بل إنه مقصد متاح تحصيله و مندوب تبجيله للجميع بمن فيهم الأناسيّ
الأكثر تواضعًا فقد ألقت الجماهير نظرة على "سحر الحرية" فراقها زبرجها السنيّ و صولجانها العليّ.
لكن يجب أن يكون العمل الثوري كعمل سياسي متناسباً مع الأهداف التي حددتها الشعوب منذ البداية فينبغي أن تكون على بيّنة بالمقاصد ووسائلها فتُجري في الأوطان ماء الحرية
و الكرامة متراكما زخّاره قد حملته على متن الزعزع القاصفة ورشّ الرصاص من فوقها دفيق قد عصف بها في الأزقّة يردّ أولها على آخرها و ساجيها على مائرها حتى إذا
عبّ المُهْرُقان عبابه, رمى بجثث الشهداء ركامه بغير عمد يعمدها ولا حامل أعلام عدل بدثار الحق يُدثِّرها فيجري فيها سراجا مستطيرا في "فلك دائر و رقيم مائر"
فإن لم ترفع الشعوب بَيَارِق الكرامة و الحرية فإنها لعمري تحتفر ولا تميه وتعرّج عن صراط الحق فتتيه وتضطرب "اضطراب الأرشية في الطويّ البعيدة" فيركب بها الزلل
و يزيَّن لها الخطل وينتكث عليها فتلها وتمسي غرضا للنصال وفريسة لصائد نذل في مياه النضال فتُشرب تُرْبات الأوطان ماء زُعاقا " كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة"



#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Boukordagha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الطفل: طود تشريعي مُنِيف وواقع شانته وصمة تقصير جفيف
- المنفى السياسي ورَقْش صورة الدولة الإستبدادية كاملة الرتوش
- حرية الفكر انفتاح على ثورة العقل على المألوفات
- تونس وطن كليم صَبٌّ إلى فضيلة العدالة
- في تونس: المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية توافق مع نظرية - ...
- الإنتخابات الرئاسية في تونس: تطلعات الشعب المكلوم إلى إرساء ...
- جمعية الإخوان المسلمين من مصر إلى تونس :هذيان الأراجيف وابتد ...
- -أمام أعيننا- حركة النهضة الخائنة جسم أجنبي بامتياز يغتصب جس ...
- الإسلام السياسي في تونس و بذل الجهد و الإجتهاد في جهاد الإره ...
- الشخصية الإسلاموية الإستبدادية المحرك النفسي الديناميكي للإس ...
- طائفة النهضة في تونس حتف استعماري أزرق يعبث براية وطنية حمرا ...
- الإرهاب الديني بين خيال الدين وواقع الإرهاب
- الدولة الإسلامية البهيمة و البهيمية و جريمة الاتجار بالبشر أ ...
- الإخوان المسلمون مشروع استعماري أَنْجلُوسَكْسُوني-صهيوني
- في تونس: رئيس الدولة المرتقب ووِزر الملفات الأمنية
- الشمولية -المقدّسة -و تصنيع الديكتاتور الإسلاموي
- في تونس: الكفاح ضد الإخوان من مقتضيات فضيلة الوطنية
- انتفاضة تونس و جاثوم الإرهاب المتديّن
- الإسلام السياسي و طموحات الدولة الإمبريالية
- تشريع الإسلام السياسي لإرهاب الدولة و شرعنته


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إيمان بوقردغة - حق الشعوب في الثورة مكفول إذا حصُل القصد منه و المأمول