أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟














المزيد.....

هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 448 - 2003 / 4 / 7 - 01:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

يعيش العراقيون ومنذ أكثر من ثلاثة عقود عجفاء كذبة كبرى أسمها الحكم الوطني المستقر بصيغته البعثية والذي طبع كل مناحي السلوك السياسي والإجتماعي والفكري للمجتمع العراقي وصاغه وفق مفاهيم بعثية فاشية متحجرة وساذجة وعقيمة قادت المجتمع العراقي نحو الدمار والتشتت وبعثرة الطاقات وجعلت من العراق ذلك البلد العربي الغني القليل السكان نموذجا للدولة الطاردة لسكانها حتى أصبح اللحم العراقي مستساغا لأسماك الدنيا وفي فضيحة فشل سلطوية قل نظيرها في عالمنا المعاصر ؟ .

وحزب البعث الحاكم في العراق منذ أن تحول لمؤسسة أمنية وعشائرية فاشية يخضع للزعيم الفرد وللعشيرة الحاكمة يتحمل جزءا رئيسيا ومركزيا من مسؤولية التدهور العراقي الشامل وهي مسؤولية كبرى ستظل تطارده وترتبط بإسمه في ظل المحاسبات القانونية التي ستقوم بعد نهاية الحرب وإنهاء النظام الفاشي وتفكيك المؤسسة الفاشية / العشائرية الحاكمة وهي قضية أسابيع قليلة بطبيعة الحال والمآل ! فمهما تداخلت الأوضاع  العسكرية والسياسية إلا أن إنهيار النظام وتلاشيه قد أضحى من الحقائق الميدانية المعروفة خصوصا وأن العالم بأكمله يتهيأ لترتيبات تصفية التركة البعثية الثقيلة المزعجة والمآسي الإجتماعية والإنسانية المتفرعة عنها ، وهي مهمات صعبة وحساسة وتتطلب قدرا كبيرا من الصبر والمسؤولية والتضحيات ، فحجم الخراب العراقي أكبر من كل التصورات الإفتراضية لأنه يمتد أفقيا وعموديا ليتناسب مع الأحوال النفسية لأجيال كاملة من العراقيين لم تر سوى الخراب ، ولم تتعايش سوى مع القمع والموت والحروب الكارثية والضغوط الأمنية والسياسية والفكرية ، وحالات العسكرة والتعبئة العسكرية المستمرة ، ومعايشة كل أنواع الفقر والحرمان والموت .

والنظام العراقي البعثي وهو يعيش اليوم مرحلة التلاشي والفناء لايريد أن يفهم حقيقة نهايته ، ولايريد أن يتقبل نهاية المطاف لسلطة فاشلة لم تؤسس سوى لعقود الموت والدم والدمار ؟ خصوصا وأن العزم الدولي الحر على إقتلاعه وتنظيف العراق من مخلفاته  قد بات من موجبات قيام عالم مابعد الحرب وأضحى الخلاف بين الأطراف الدولية حول هذه النقطة غير ذي قيمة بعد إنضمام فرنسا وألمانيا لجهود التخلص من النظام ! ، وأزاء التطورات الميدانية السريعة وسرعة تلاشي قدرات النظام الأمنية والعسكرية فإن الهلع والتوجس لم يعد هو سمة النظام العامة بل أضيفت إليه الهستيريا وجنون البقاء والرعب من قوادم الأيام ومن أجل خدع النفس والناس لاوسيلة لتحقيق ذلك أفضل من الكذب الصريح البواح وبمعناه البعثي المجرد والذي للعراقيين معه تجارب وعبر وتاريخ طويل منذ البيان الأول ( الكاذب ) لإنقلاب البعث الأميركي مرورا بأكاذيب المؤامرات المزعومة ووصولا لأكاذيب الإنتصارات في القادسية وأم المعارك وبقية ( الصولات الفاشية ) الأخرى في خداع الناس والجماهير العربية عبر شراء المرتزقة والأذناب والمحاسيب وتمويل أجهزة الإعلام التمويلية التي تلمع الأكاذيب وتبرزها بأبهى حللها وهو ماتقوم به بجدارة اليوم فضائيات الجزيرة وأخواتها وصحف ( القدس العربي ) وعماتها المتآخيات ، والقائمة تطول وتتشعب ؟ فالقدس العربي مثلا وهي تشحذ الهمم وتدعو للجهاد وقتال الكفار وتنشر ( فتاوي القهاوي النفطية ) لاتتردد عن زيارة ( الدوحة ) حيث مقر القيادة الأميركية لتتلقى التبريكات من هناك ؟ وتصدر التصريحات ضد الآخرين وخصوصا ضد الكويت التي تقف اليوم في معركة مصيرية حاسمة ستكون نتائجها وسام شرف للكويتيين الذين أخطأؤا كثيرا في مراحل سابقة بوقوفهم الصلب والفعال خلف النظام العراقي ولكنهم اليوم يدفعون أثمان غالية من أجل التكفير عن أخطاء الماضي ! ، والكويت وهي تقف اليوم وقفتها الشجاعة ستكون العلاقات العراقية مستقبليا معها بمثابة النموذج للتعاملات بين الدول العربية على أسس تكاملية ومصلحية لصالح الشعوب والتنمية والسلام ، وأكاذيب النظام العراقي عبر وزير إعلام النظام المتهالك قد وصلت اليوم حدودا خرافية في بشاعتها وفي إحتقارها للعقل والذوق والمنطق ولكل أسس التعامل الإعلامي ، فهو يكذب ويكذب بل أنه يتسول الكذب في الفضائيات ولايخجل من لحس أكاذيبه ومحاولة اللعب على ضعف الذاكرة وعلى خلط الأوراق بشكل فضائحي والمصيبة أنه لايكذب على العراقيين بل على العالم وبدون ذرة واحدة من الخجل أو الحياء أو الكرامة المهدورة التي لاوجود لها في عرف البعث الفاشي ؟ وإذا كان البعض يقارن أساليب الصحاف بأساليب وزير الدعاية الهتلري يوسف غوبلز فإن المقارنة غير واردة على الإطلاق لأن غوبلز في أكاذيبه كان يعبر عن إمكانيات أمة عظيمة وقوية هي الأمة الألمانية ؟ ولكن عن ماذا يعبر الصحاف ؟ إنه يعبر عن مجاميع من الإنكشارية وسقط المتاع والجنرالات المزيفين الذين يختبئون خلف الأطفال والنساء وبقية الدروع البشرية ويطلقون التصريحات الهوائية ثم يلوذون بالإحتماء بأقبية وسراديب الهروب والتخفي ؟.

لقد كانت أكاذيب يوم السبت الأسود الصحافية بمثابة النموذج الحي المعبر عن أسلوب السلطة البعثية في قيادة العراق ؟ ولكن دع الصحاف وزمرته يكذبون بكل الوسائل الممكنة ؟ فلا ضريبة على الكذب لأنها الساعات الأخيرة لنظام لم يكن سوى كذبة وخديعة كبرى في تاريخ العرب المعاصر ! .

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديقة ( البعث ) الجوراسية ؟
- الإنتحاريون العرب والموقف السوري ... إقتراح قومي ؟
- قناة الجزيرة .. تسويق الإرهاب عربيا ؟
- السوريون وصدام ... ودموع الأطفال ؟
- تنظيف العراق .. إضمحلال البعث .. ومعركة المصير الواحد ؟
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- أفعى ( الصحاف ) ... و( جيب المحمرة المهلك ) .. سوابق للأكاذي ...
- تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟
- صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟
- صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟
- باي ... باي ... عمرو موسى ؟ ... جامعة على الخازوق ؟
- بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب ا ...
- العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهم ...
- شيعة العراق آفاق المستقبل ... والدور الإيراني ؟
- النظام العراقي ... والحرب القادمة ... أفواه وشوارب ؟
- الإتجاه المعاكس - .. في قمة الدوحة الإسلامية ؟
- أحاديث المبادرة الإماراتية ... وتنظيرات أهل الإرتزاق العربي ...
- الباقي من الزمن ساعة .. النظام العربي ومبادرة الشيخ الرئيس ؟
- قمة النفاق العربي ... ونقطة الضوء الإماراتية ؟
- سوريا والملف العراقي ... الحاجة لحركة تصحيحية جديدة ؟


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟