أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - المختصر المفيد فى أسباب التخلف العتيد















المزيد.....

المختصر المفيد فى أسباب التخلف العتيد


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6349 - 2019 / 9 / 12 - 18:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا نحن متخلفون (71) .

تناولت فى مقال سابق فكرة الإله كفكرة ضارة تنتهك وتغتصب وتحط من إنسانية الإنسان , فلا يخرج هذا المقال عن هذه الرؤية لأضيف هنا موضوع الإيمان أيضاً كسبب رئيسى وجوهرى فى تخلف الإنسان .
صاحب الإيمان بوجود إله آثار سلبية عديدة لأنها تصدر رؤى أصحاب تلك الفكرة وإنطباعاتهم عن الإله , فصار الإله حاكم إستبدادى مُتفرد لتجد هذه الفكرة حضوراً فى الواقع الإنسانى لتنتج مستبدين ذات حضور , ولم تكتفى الأمور عند هذا الحد بل مررت مفاهيم تدعم تلك الرؤية المهينة وتؤصل لحضورها .
هذه تأملات موجزة تلخص ضرر فكرة الإيمان بوجود إله وتنتقد ما آلت إليه العملية الإيمانية من تشويه وإنتهاك الإنسان لتضعه أسير التخلف والجمود والتبلد بما تمرره من مفاهيم ورؤى , ويرجع سبب كتابتى لها بإيجاز فكل جزئية سأطرحها كفيل أن تُطرح فى مقال لحاله ولكنى أردت الإيجاز بغية أن تتحرك آلية التفكير والتأمل والجدل لينتج القارئ مواقفه ورؤيته .

- قبول الإستبداد والتأقلم معه .
الحالة الإيمانية تمرر قبول الإستبداد والديكتاتورية لتصبح منهجية حياة , فالبداية بقبول فكرة الإله المُستبد المُتفرد المُتحكم القاهر الذى يَسأل ولا يُسأل ولا يراجعه أحد , ليأتى الخنوع لتلك الفكرة لتفتح المجال أمام كل صاحب قوة وسلطة ليمارس إستبداده وديكتاتوريته فهناك مثال للمستبد الأكبر , لذا تجد شيوع إستبداد الحكام فى المجتمعات الدينية فهناك قبول لفكرة المُستبد الأكبر فلما لا يمر المُستبد الأصغر صاحب القوة أيضاً .. إن ثقافة التماهى فى ظل المستبد سمحت بمناخ الخضوع لكل أصحاب القوة والسادية والسطوة لذا المستقبل للدواعش ومن على شاكلتهم , فهل تتوقع لمجتمع يمجد المستبد الأكبر أن ينعم بالحرية .

- ثقافة لا تعرف معنى الحرية وقيمة الإنسان .
ثقافة الإستبداد والقهر تمد ظلالها فلا تكتفى بقبول المستبد وكل صاحب قوة وهيمنة ليصير الإستبداد والقهر منهجية حياة ليتم ممارسة تلك الثقافة بقهر الآخر الذى لا ينتمى لثقافة القهر ولتسحق فى طريقها ألف باء حرية , فليس لك الحق الإرتداد عن ثقافة القهر وإلا طار رأسك , كذا من الفخار مقاتلة الذين لا يتبعون ثقافة القهر حتى يؤمنوا أو يقتلوا أو يدفعون الجزية صاغرين أذلاء .. لقد صارت ثقافة القهر وسحق حرية الإنسان نمط وأيدلوجية حياة .

- ثقافة إستعذاب الخنوع .
ألف باء إيمان هو الخضوع والإنسحاق التام للإله والتذلل له فهكذا تكون العبادة , لتتولد سلوكية مازوخية تستعذب الخنوع والتذلل لأى صاحب قوة وسطوة فتجد هذا حاضراً فى المجتمعات التى تُعلي من الإيمان بإله من خلال الخضوع الخنوع والتذلل لأى قوة مهيمنة كما هو حاضر فى مجتمعاتنا الدينية تجاه الحكام وأصحاب القوة .
المؤمنون يقولون أن الخضوع والتذلل للإله وحده فلا تذلل لعبد , ولكن هذا الكلام شعار فارغ فقد تولدت المازوخية وانتجت فيروس الخنوع والتذلل تجاه أى قوة مهيمنة كوسيلة لنيل الرضا والسلام .

- ثقافة الخوف والإنبطاح أمام القوة المفرطة .
الإنسان عرف الخوف منذ بدايات وجوده , فالخوف شئ طبيعى فى الذات البشرية ليتطور الإنسان عندما يتغلب على الخوف خالقاً الفهم والوعى ليعالج ويبدد خوفه مُنتجاً من الخوف وسيلة تطوره وقوته .. الإيمان يقوم بدور سلبي مُحبط فهو يُصعد الخوف الدائم فى النفس البشرية دون أن يقدم وسيلة للخلاص والهروب فى حياته الآنية لينتج شعوب دائمة القلق والهَم مما يصرفها عن تطورها ومواجهة واقعها الحقيقي .. الخائفون المرتعشون لا يصنعون تطور وحضارة .

- الكسل المعرفى والبحثى .
العملية الإيمانية أنتجت بشر أصحاب كسل معرفي فلا بحث ولا أسئلة فى الحياة , ولا كيف نشأت الأمور فالإله صنع هذا وكفى .. الطريف أنهم يسألون الملحد كيف نشأت الحياة بدون صانع ولا يقدمون لنا كيف صنع الصانع هذا ؟!
هذا الكسل المعرفي يمد ظلاله فى الحياة فلا تتواجد الرغبة فى معرفة كيف تمت الامور على هذا النحو , وماهى إمكانية التغيير فالأمور تمت هكذا , ليصير أقصى درجة هو إدراك المعرفة والتقنية النهائية لذا لا تنتج مجتمعاتنا أى علم أو تقنية أو عالم ومُبدع كذا تتعاطى مع العلم بنظام الكتاتيب بعدما صار الكسل المعرفي منهجاً .

- ثقافة الفضول ودس الأنوف .
الحالة الإيمانية تنتج حالة إنسانية ليس لديها فضول للمعرفة والسؤال , وقد يرجع هذا إلى أن الثقافة الإيمانية تُنفر من السؤال ولكن الإنسان يُعوض قهر أسئلته ورغبته الفضولية فى التلصص على حريات الآخرين ودس أنفه فى حرية وسلوكيات الآخر فينطلق بفضوله لمعرفة أسرار الناس وماعلاقة هذا الرجل بتلك المرأة وهكذا , ليتطور الفضول التلصصى إلى من رأى منكر فليغيره بيده , ينما ينعدم هذا الفضول وحشر الأنوف عندما نتناول قضايا فكرية فتجد الجميع مُنصرف ومُستاء من مجرد عقل يفكر يخوض فى التابوهات والمقدسات بينما الفضول ودس الأنف فى علاقة هذا بتلك هى شغلنا ولهونا .

- الدهشة .
الحالة الإيمانية أفقدت الإنسان وبترت ومحت داخله الدهشة , فالمؤمن لا يندهش فالأمور تمت هكذا فيكفى القول "سبحان الله " ولا داعى لوجع الدماغ , بينما يُمارس المؤمن دهشته عندما يجد من يمتلك الدهشة ليسأله عن كيف تمت الأمور بعيداً عن "سبحان الله" ولا تكون دهشته من باب الرغبة فى المعرفة بل دفاعاً عن "سبحان الله " .

- ثقافة الزيف .
الحالة الإيمانية تقوم على الزيف والكذب عندما يتم تزييف العلم وتلفيقه ليتناسب مع إدعاء الإعجاز العلم , وعندما يتم التحايل وتزييف قواعد اللغة بل القفز عليها ومعاندتها لتمرير إدعاء الإعجاز البلاغى , وعندما يتم تزييف التاريخ لتجعل من المُغتصب والناهب والإرهابى مجاهد وغيرها من مشاهد , ليسرى هذا الزيف فى العقلية الجمعية للمؤمنين , فهنا لا أمل فى الإصلاح طالما صار الزيف هو الحقيقة والمصداقية هى القبح .

- ثقافة عدم المصداقية .
الحالة الإيمانية والطقوس الدينية أنتجت إنسان فاقد للمصداقية مع نفسه , فهو يصلى شارداً فلايهم لأن الصلاة فرض يجب الإلتزام به بغض النظر أنه لا يعيش حالة وجدانية فى الصلاة , فهو يؤدى حركات جسدية وتمتمات من فمه بدون تركيز وبذهن منصرف عن الصلاة ليتعلم منهجية الأداء بغض النظر عن مصداقيته وتركيزه , فهل تطلب منه بعد ذلك إبداع وإخلاص فى عمله أم ممارسة أعمال روتينية فحسب .

- ثقافة التوكل .
ثقافة "إن شاء الله" و"توكلنا عليك يارب" تشل قدرات الإنسان عن الفعل والتحكم فى أسبابه فهناك من يشاء ويريد ويرتب رغماً عنه , ولكن مهما إدعى المؤمنين أن عليهم العمل والإجتهاد ليبقى بعدها التوكل على الله وإنتظار مشيئته فيصير هذا القول تحايل على المشيئة والتوكل ليسود مفاهيم الإتكال على الإله والخلود للراحة .. لن يجدى النجاح بدون مقولة طارق بن زياد : "العدو أمامكم والبحر من خلفكم " أى مواجهة الواقع وأسبابه بدون الإتكال على أى قوة متوهمة .

- ثقافة الجهل وعدم إنساب الأمور لأسبابها .
الحالة الإيمانية تمنح المؤمنين بدرجة أو أخرى منهج فكرى خاطئ بعدم إنساب الأمور لأسبابها , فالمصائب والبلايا والمرض والفشل ألخ لا ترجع لأسباب موضوعية بل لترتيب الإله أو الشيطان أو تأثير عين حسودة أو هكذا هو قدرنا .. عندما ينصرف الإنسان عن البحث ودراسة الأسباب التى تؤدى للفشل والمصائب ليعزيها لإرادة قوى خارجية لا حيلة له أمامها فهذا يعنى الجهل والعجز والإستسلام وبقاء الوضع كما هو عليه .. إن الهروب من الواقع وإشكالياته لحلول وهمية لن يفيد فستتكرر المأساة دوماً .

- ثقافة الثوابت .
آفة الثقافة الإيمانية الدينية سريان فكرة الثوابت لتصبح تابو وصنم يمنع الإقتراب منها .. مَعنى الثوابت هو إنكار تام لديمومة الحركة والتغيير والتطور الإنسانى ليبقى نهج وفكر وقيم مجتمع قديم سارية المفعول مهيمنة تحكم الحاضر بمنظور الماضى .

- ثقافة العربة امام الحصان .
الوضع الطبيعى أن الحصان أمام العربة بينما ثقافتنا البائسة تضع العربة أمام الحصان .. الحصان هنا هو العقل والعربة هى الأفكار , فالطبيعى والمُفترض أن يكون العقل هو مُنتج الأفكار , ولكن العقل الإيماني هو عقل يبرر للأفكار القائمة الموروثة ليحلق فى إطار تبرير وتشريع الفكرة لجعلها حية قائمة .

- ثقافة جبانه لا تمتلك أى قدرة على مراجعة نفسها ونقد ذاتها .
ثقافتنا تخشى مواجهة الخلل فى تفكيرها وأيدلوجيتها ونهجها فى الحياة لذا فهى لا تتعلم لتقع فى الأخطاء دوما مُكررة إياها بإستمرار , فثقافة النقد الذاتى مفقودة غائبة , ولتزداد الأمور مأساويةً وتدهوراً عندما تصير هزائمنا وانكسارتنا إنتصارات , وخزينا مجد , وتخلفنا اصالة , وجمودنا حفاظ على الثوابت . أذكر عدة أمثلة .

- ثقافة لا تعرف الإعتذار .
أجمل ما فى الإنسان هى قدرته على الإعتذار أى الإعتراف بخطأه وقصوره لينم هذا عن نبله ونضوجه النفسي .. لن تجد مفهوم وثقافة الإعتذار قائمة لدى المؤمن فهو من الكِبر أن لا يعترف بخطأ تفكيره فأفكاره صنمية لا تقبل الخطأ ليسرى منهجية التعجرف هذه فى أوصال المجتمع لنفقد رقي ثقافة الإعتذار .

- ثقافة التقية .
الحالة الإيمانية تؤسس للنفاق والإنتهازية فهناك مفهوم دينى يسمح للمؤمن أن يدارى إيمانه بل يعلن عن رفضه وإستئاءه من إيمانه طالما هناك قوى باطشة تهدده وليضيع مبدأ التشبث بالإيمان وعدم التنازل عنه عند أى قارعة طريق , ليتعلم المؤمن النفاق والإنتهازية وكيف تؤكل الكتف , وليسرى هذا النهج الإنتهازي فى كافة نواحى الحياة بنفاق القوى المهيمنة فإذا كانت الرخصة تسمح بالتنازل عن الإيمان بالإله والدين فهل من الصعب التنازل عن أمر أو مبدأ أمام مرؤوس أو طاغية .

- ثقافة إكذب كثيراً يصبح كذبك حقيقة .
هى ثقافة اصبحت ميديا تقوم على ترويج الكذب وإستيطانه وإعتياده ليصبح الكذب هو الحقيقة والوجود ولتنحو الأمور نحو الفنتازيا عندما يصبح الصدق مذموما .. عندما تبحث فى الأصول والجذور والتاريخ ستجد حجم الكذب المتداول ولكنه تحول لحقيقة بواسطة ميديا الإيمان .. لن يكون لنا وجود وحياة بدون أن نفضح الكذب على مذبح الحقيقة .

- ثقافة التبرير .. ثقافة البحث عن صك البراءة .
المؤمنون لا يبحثون فى أخطائهم بل يبحثون عن تبرير أخطائهم والتنصل منها , وياليت التبرير يأتى من دراسة موضوعية لأسباب الإخفاق بل تعليق الاخطاء على أسباب قاهرة لا يد لنا فيها .. التبرير يكون صحيحاً عندما يحاول تفسير الأسباب الموضوعية التى أنتجت هذه الأسباب , ولكن التبرير يكون ثقافة خاطئة عندما يبغى التبرأ من الإشكاليات والهروب منها , فهى ليست من إنتاجنا وذلك بترويج أفكار غير موضوعية أنتجتها كوجود مؤامرة أو هكذا هو القدر والمشيئة الإلهية أو هكذا فعل ومكائد الشيطان , فهنا لا خروج من الإشكاليات طالما تعالجها بأسباب واهية غير موضوعية ليتم الإنزلاق فى الخطأ دوماً .

- ثقافة البحث عن شماعة .
نحن شعوب لا تعرف معنى للنقد الذاتى ولا التحليل الموضوعى الذى يدين سلوكنا لنلجأ بتعليق أخطائنا وسوءاتنا على شماعة ظناً منا أننا هكذا تبررنا فالعيب فى الآخر وليس فينا ..هناك فرق كبير بين البحث فى ظروف موضوعية لإدراك أبعاد مشكلة وبين البحث للتبرير والتنصل من المسئولية .. إن ثقافة اصحاب الجلود السميكة و دافنى الرؤوس لن تُجدى .

- ثقافة المؤامرة .
الفكر الإيمانى قائم على نظرية المؤامرة فبدون إشاعة مناخ وثقافة المؤامرة فلن يكون للإيمان والدين أى وجود وقائمة ,فالشيطان يتآمر على الإنسان ليحرفه عن مساره فى كافة المعتقدات خاصة المسيحية لتمتد دوائر المؤامرة فى الإسلام لتشمل الكفار والمشركين واليهود والملاحدة والصليبين ليكون التحفز الدائم والمزيد من الإلتصاق بالدين كوسيلة للتصدى للمؤامرة .. نعم هناك مصالح متضاربة ولكن تلك المصالح لا تبغى حرفك عن إيمانك فهذا شئ بلا معنى .. إن ثقافة المؤامرة تولدت من ثقافة الريبة من التجديد والتحديث وليبقى الأعداء كما هم .

- ثقافة تقبيح الآخرين .
ثقافة التقبيح ثقافة شائعة تنم عن نزعة عدائية هجومية تبغى التبرير , فنحن شعوب لا تعترف ولا تعتذر عن أخطائها بل تبرر قبحها بقبح الآخرين فى نظرية "كلنا فى الهوا سوا" التى تهدف أننا لسنا الوحيدون السيئون فيمكن أن نعيش بقبحنا .. أصف ثقافة التقبيح بثقافة الردح كقيام عاهرتين بسرد عهر كل منهما على الملأ فهل فضح عهر الآخر يكفى لتبرير عهرنا .

- ثقافة الإختزال .
ثقافة الإختزال تعنى إختزال المجتمعات والتكوينات فى حُكم واحد مَبنى على تجربة فردية , فمثلا اليهود الأخبث والأكثر عداوة للذين آمنوا ليتم تعميم هذا الحكم على اليهود على مر الزمان والمكان , ومن هنا تنشأ مواقف حادة مستقطبة تبدد أى فكرة للتعايش السلمى بين البشر من مجرد رؤية تعميمية إختزالية .. إختزلت المجموع من مشهد خاص .

- ثقافة المراوغة والتلفيق وخداع الذات .
نحن شعوب تمارس خداع ذاتها ولا مانع من المرواغة والتلفيق المفضوح , فمثلا تجد تبرير التناقض البشع فى النصوص المقدسة يتم بطريقة تتخلى عن أى منطق وعقل فكلمة "ثم " والتى تعنى التعاقب تصبح واو التى لا تعتنى بالتسلسل والتعاقب , وكلمة "لا " النافية تصبح زائدة فلا تعنى النفى بل الإيجاب , ليجد هذا التلفيق الفج مكان فى العقل الدينى ولك ان تنهل العجب العجاب فيما يقال عنه فقه التأويل !.

- ثقافة الشرنقة المفلسة تقوم على إحياء وإجترار الإرث والتاريخ.
ثقافتنا هى ثقافة مُفلسة لا تقدم أى شئ للإنسانية بحكم عجزها ومنهجها وسلوكها الذى سبق ذكره والذى يحول عن أى تطور وإبداع , فبدلا من أن تحاول معرفة سَبب لماذا نحن متخلفون وإستجدائنا العلم والتقنية والخبز من الغرب , تجدها تهرب إلى الأمام لتدارى قبحها وعجزها بما هو داء لتستدعى أمجاد الإرث والتاريخ كحلم يعوض هوانها أو قل للدقة الهروب من هوانها , والغريب والمخزى أنها تستدعى ماهو داء لمعالجة حاضرها .. إنها ثقافة مفلسة تعيش على اجترار ماضى الأب والجد والزعيم والنبى فليس هناك ما تقدمه لذا تتشبث بالماضى .. إن ثقافة التشرنق فى إرث الأب والجد والقبيلة والعشيرة لن تجدى ..هناك فرق هائل بين دراسة التاريخ كتجارب إنسانية وبين عبادة التاريخ .

- ثقافة الوصاية .
ثقافة غريبة تؤصل لنهج الوصاية ليقبل تابعوها القيام بدور الوَصى لمن تطوله أيديهم , وفى نفس الوقت يقبل أن يكون مُوصى عليه وفق علاقات القوة والهيمنة .. عندما يعيش الإنسان فاقداً للحرية واقعاً تحت منهجية الوصاية والتسلط فسيفقد إنسانيته ولا أمل فى تطور وكرامة .

- ثقافة النقل قبل العقل .
ثقافة النقل قبل العقل ثقافة قائمة ولها أصحابها من مروجى الفكر الدينى لتصبح نهج تفكير , فكل ما يتعارض مع النقل هو مَرفوض ليصبح عقل القديم هو المُسيطر المُهيمن صاحب الكلمة الأولى والأخيرة , ولا تكتفى نظرية النقل قبل العقل على السرد الدينى بل صار نهج حياة لتهيمن العادات والتقاليد والمعارف القديمة على العصر وليصير قول القدماء والولاة والحكام قبل العقل منهجية حياة .

- ثقافة الإزدواجية .
نحن أصحاب ثقافة إزدواجية فنكيل الأمور بمائة مكيال ومعيار ليصبح المشهد الواحد مَنبوذاً هنا ومُستحسناً هناك بالرغم أنه ذات المشهد بخطوطه وأبعاده , فنحن مثلا نلفظ الإستعمار الإنجليزى والامريكى والفرنسى لبلادنا ونستقبحه بينما نرى الغزو العربى الإسلامي لبلادنا فتحاً مبيناً نُشيد به دائماً بل نطلق أسماء الغزاة على شوارعنا ومدارسنا ونلقب به أولادنا إعتزاز وإفتخارا بالغزاة الأوائل !.

- ثقافة تتحسس رأسها ومؤخرتها دوما .
نحن اصحاب ثقافة هشة تدرك هشاشتها فتنتابها حساسية خاصة من أى كلمة نقد أو إشارة لتتحسس رأسها ومؤخرتها .. ثقافة تحس بأنها موضع إتهام وادانة دوما .. ثقافة تضعك فى موضع الإدانة حتى تثبت براءتك .

- ثقافة تداعب الغريزة ونزعة القوة والهيمنة والتمايز والاستبداد .
سر هيمنة ثقافتنا أنها تداعب الغريزة ونزعات القوة المفرطة وتخلق لذة متوهمة من التمايز , فعندما تنظر إلى أغوار الإيمان الدينى تجد حلم نكاح الحوريات مُحلق , ولتدرك أن سر إنجذاب الشباب للتيارات الإرهابية أنها تحقق لهم متعة فى تنفيس العنف واستخدام القوة المفرطة التى تعطى إحساس باللذة من الهيمنة والسطوة والتمايز .

- ثقافة تبدأ بالقضيب وتنتهى بالمؤخرة والرحم .
ثقافتنا أنتجت حالة هوس وشبق جنسى ليصبح محور كل تفكير وإهتمام وإعتناء , فهل تتصور عندما يغزو العقل كل الخيالات والرغبات الجنسية فلا يوجد هم إلا الجنس والشهوة واللهفة على إيفاءها فهل سيتبقى شئ للعمل والإبداع ؟!.
التراث الدينى ساهم بشكل كبير فى هذه الحالة الفكرية لدى المؤمنين مابين التشدد وإنتاج الكبت إلى مداعبة الخيالات بحرية جنسية منفلتة لتنتج عقلية كل همها أن يُحشر القضيب فى رحم .
لم تفلح ثقافة الأديان فى خلق توازن نفسى وسلوكيات عفيفة فى موضوع الجنس لذا تجد إنفلات لدى الدينيين عند زيارتهم لأى بلد فيه قدر من الحرية الجنسية كذا إدمان المواقع الأباحية , فقد أنتج الدين حالة هوس وشبق جنسى هائل لاسبيل لمعالجته سوى مراجعة تلك الثقافة .

دمتم بخير والمقال يتحمل المزيد من إضافاتكم وعنادكم .
- أجمل ما فى الإنسان هى قدرته على مشاكسة الحياة فهو لم يرتقى ويتطور إلا من قدرته على المشاكسة ومعاندة كل المسلمات والصنميات والقوالب والنماذج , وأروع ما فيه هو قدرته على السخرية من أفكاره فهذا يعنى أنه لم يخضع لصنمية الأفكار فكل الأمور قابلة للنقد والتطور .. عندما نفقد القدرة على المشاكسة سنفقد الحياة .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألف باء نقد .. تأملات وأسئلة شكوكية
- ثقافة قالوا وقاللولي - لماذا نحن متخلفون
- الإله والإباحية
- تأملات فى أوهام الإنسان العتيدة
- -الهول- وثقافة القهر والكراهية .. مفيش فايدة
- تأملات فى أنا فهمت الآن
- أنا فهمت الآن الخلل الذى أنتج الخرافة والميتافزيقا
- أنا فهمت الآن ماهية العشوائية والجمال والنظام
- أنا فهمت الآن سر الحياة والوجود والأوهام
- سيكولوجية وذهنية وسلوك الشعب المصري
- تأملات ومشاغبات وخربشات ساخرة
- تأملات فى أسئلة-400 حجة تُفند وجود إله
- دعوة للحوار قبل الإحتفالات حول حتمية المراجعة
- خربشة ومشاغبة عقل .. تسالى رمضانية.
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 61 إلى 83
- فى المنطق -400 حجة تُفند وجود إله
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 41 إلى 60
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 21 إلى 40
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 1 إلى 20
- الحاجة والضرورة والصدفة والوعى


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - المختصر المفيد فى أسباب التخلف العتيد