أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج منصور - هل تجيز إيران بيع ألاعضاء ألبشرية؟














المزيد.....

هل تجيز إيران بيع ألاعضاء ألبشرية؟


جورج منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6335 - 2019 / 8 / 29 - 02:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشير الأبحاث الدولية في تاريخ زراعة الأعضاء البشرية، إلى أن كلى الإنسان كانت أول عضو بشري تم زراعته بنجاح في عام 1954. بعدها، في أواخر الستينات بدأت عمليات زراعة الكبد والقلب والبنكرياس. في حين استهلت، في الثمانينات، عمليات زراعة الرئة والأمعاء.


أنعش استعداد بعض الناس وحبهم للتضحية بأغلى ما يملكون لمساعدة الآخرين، حملات التبرع بالأعضاء البشرية سواء برغبة الشخص الحي قبل وفاته، أو أحيانا بإستحصال موافقة من ينوب عنه بعد وفاته ، ليستأصل عضو من جسمه ويزرع في جسم مريض في أمس الحاجة اليه. هناك مرضى ينتظرون سنوات طويلة من أجل الحصول على عضو يسعفهم في البقاء على قيد الحياة أو يزيد من أعمارهم سنوات أخرى.

ووفق الاحصائيات الدولية، تحتل اسبانيا موقع الصدارة في التبرع بالأعضاء البشرية، ففي عام 2016 وافق 2163 شخص على التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم، أي بنسبة 46.9 لكل مليون شخص من مجموع عدد السكان، وجاءت كرواتيا في المرتبة الثانية بنسبة 38.6 بينما يشكل معدل رفض الأسر للتبرع في انجلترا نسبة 37 في المئة مقابل 13 في المئة في اسبانيا.

كما قامت أستراليا وسنغافورة بتشريع قانون لتعويض المتبرعين بالأعضاء الحية بإجازة مدفوعة الأجر لمدة تسعة اسابيع، وفي وقت يحظر القانون الفيديرالي الاميركي بيع الاعضاء، بيد انه يخول حكومات الولايات بتعويض المتبرعين بنفقات السفر وتغطيات طبية واحيانا خصومات ضريبية. وكانت الصين الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت أعضاء السجناء الذين أُعدموا، لكنها قامت في عام 2015 بحظرها رسمياً.

وعلى رغم عدم وجود تشريع قانون للتبرع بالأعضاء البشرية في إقليم كردستان العراق، إلا أن "هناك نحو 1000 شخص، اكثرهم من النساء، قاموا بتسجيل اسمائهم للتبرع بأعضائهم البشرية بعد وفاتهم" وفق تصريح لرئيس منظمة المتبرعين بأعضائهم في الإقليم، نقلته شبكة روداو الإعلامية يوم 15 أيلول (سبتمبر) 2019.

بيد انه، ونقلاً عن موسوعة "ويكيبيديا" في موضوع تجارة الاعضاء أن "إيران هي الدولة الوحيدة التي تسمح بشراء الأعضاء وبيعها مقابل المال" وسنت قانونا يسمح للسجناء المحكومين بالإعدام بيع اعضائهم او التبرع بها. ووفق تقارير إخبارية، فإن رئيس السلطة القضائية الإيرانية الحالي ابراهيم رئيسي، الذي عينه "المرشد" علي خامنئي في السابع من آذار (مارس) 2019 خلفا لرئيس القضاء السابق صادق لاريجاني، صرح قائلا بأنه "إذا كان المدان يقدم عضوه طوعاً، قبل الإعدام أو بعده، ولم يكن هناك عائق طبي، يمكن للقاضي ان يوافق على الامر بالتنسيق مع وزارة العدل ومكتب الوفيات". في وقت أدانت رابطة الجراحين الإيرانية بشدة هذه العملية، واصفة اياها بأنها "مقلقة للغاية وتسيئ الى مهنتنا وتضر بهيبة ايران لدى العالم المتحضر".

وتشير تقارير طبية عالمية، إلى أن إيران هي البلد الوحيد في العالم الذي يجيز بيع الكلى والأعضاء البشرية بشكل قانوني، وقد أضحت البلاد سوقا رائجة لزراعة الأعضاء كالقلب والكبد والكلى، علماً أن أكثر من 25000 مريض مسجلين في قوائم الانتظار لعمليات زراعة أعضاء يجري توفير معظمها، من ضحايا حوادث السيارات والسجناء المحكومين بالإعدام.

ووفقاً لوكالات أنباء ومواقع إخبارية، يوجد مزاد خاص لبيع الأعضاء البشرية في شارع الشهيد فرهنك حسيني، وهو أحد الشوارع الفرعية المؤدية الى شارع "ولي العصر" في قلب العاصمة طهران، المعروف بطوله وعرضه وكثرة مرتاديه، حيث تنتشر ملصقات دعائية وإعلانات على الجدران، تحمل مواصفات الأعضاء التي تعرض للبيع وتفاصيل عن عمر البائع وفصيلة دمه. وتتنوع أعضاء البشر المعروضة للبيع، فمنها الكلى والنخاع الشوكي والعيون وغيرها.

ويبدو أن عملية بيع الاعضاء البشرية لم تعد غريبة على المجتمع الايراني، ولا تجري خلف الكواليس أو السراديب المظلمة، وليس هناك محاولات للتستر عليها لتبقى طي الكتمان، فالحديث عنها مستمر بين الناس وفي المحافل الشعبية. وكان عضو البرلمان الايراني، عن مدينة زاهدان ونائب رئيس لجنة الصحة حسين علي شهرياري صرح قائلاً "إن بيع الفقراء في ايران اعضاؤهم الحيوية ليس قضية خطيرة، إذ انهم يحصلون في المقابل على عائد مالي جيد من دون مخاطر كثيرة، فالانسان قادر على العيش بكلية واحدة من دون مضاعفات صحية".

وكان رئيس الجمعية الايرانية لزراعة الأعضاء الدكتور علي أكبر ولايتي، قال في كلمة ألقاها في الملتقى الثامن لزراعة الأعضاء في إيران إن "الجمهورية الاسلامية الايرانية تحتل المرتبة الأولى في المنطقة في مجال زراعة الرئة والرابعة عالميا في مجال زرع الكلى". وأشار إلى أن "نسبة 70 في المئة من الكلى المزروعة تأتي من مواطنين أحياء، في حين لا تتجاوز تأتي نسبة 15 في المئة منها من موتى سريريين. وهذا في حد ذاته يعتبر رقماً قياسياً بالمعدلات العالمية".

إن الوضع المادي المتردي وعدم توفر فرص عمل في إيران، خصوصاً بعد الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة الاميركية عليها، إضافة إلى الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، من الأسباب الأساسية التي تدفع المواطن الإيراني إلى بيع جزء مهم من جسمه، غير مكترث بالعواقب السلبية على صحته وسلامته أو ديمومة حياته، ما دامت عملية البيع تدرعليه مالاً، ربما يكفيه لتغطية بعض نفقات حياته اليومية، او يساعده في تسديد بعض ديونه المتراكمة، خصوصاً الشباب من ذوي الفئة العمرية التي تتراوح بين 20 و30 عاماً بعد ان بلغت نسبة البطالة بينها 30 في المئة.

يذكر ان البنك المركزي الايراني أكد في تقرير أخيراً أن عدد الفقراء في إيران ارتفع الى 14 مليون شخص من مجموع عدد السكان البالغ 82 مليون نسمة. وتنشر بعض الصحف شبه الرسمية إعلانات خاصة عن بيع الناس اعضائهم مقرونة بتفاصيل عن عمر الشخص وفصيلة دمه. فهل حقاً تجيز إيران عمليات بيع الاعضاء البشرية وشراءها؟



#جورج_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تضمد زيارة البابا جراح مسيحيي العراق؟
- العراق... ويسألونني عن هيبتك؟
- هل تصلح العلمانية نظاما لإدارة الحكم؟
- العراق: دولة الظل العميقة؟
- العراق: هل نرفع الرايات البيضاء؟
- صفارة إنذار اياد علاوي
- هل علاء مشذوب المغتال الاخير؟
- ايران.. رسالة السيستاني هل وصلت؟
- العراق: رئيس الوزراء والنفخ في قربة مثقوبة
- العراق: هل ضاعت الهوية الوطنية؟
- العراق: 70 جعجعة بلا طحن
- تفاؤل عراقي رغم التركة الثقيلة
- ألعراق... الفرهود الاكبر!
- ألحكومة العراقية: شكرا، الشروط غير متوافرة!
- ألعراق: صراع الديكة!!
- ألعراق: أما لليل ان ينجلي؟
- العراق: سلمتك بيد الله!!
- العراق: هل من بصيص أمل؟
- هل دم النساء العراقيات مباح وقتلهن مستباح؟
- ما الجدوى من الانتخابات البرلمانية في العراق؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج منصور - هل تجيز إيران بيع ألاعضاء ألبشرية؟