أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جورج منصور - هل دم النساء العراقيات مباح وقتلهن مستباح؟















المزيد.....

هل دم النساء العراقيات مباح وقتلهن مستباح؟


جورج منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6020 - 2018 / 10 / 11 - 23:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



جاء منح جائزة نوبل للسلام العالمي للناشطة الإيزيدية العراقية نادية مراد، في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) 2018 تتويجاً لاحترام النساء الإيزيديات اللواتي وقعن في قبضة «داعش» وتعرضن لأبشع حالات الاغتصاب والتعذيب الجسدي والنفسي، وللنساء اللواتي يتم اغتيالهن في مدن العراق في وضح النهار وبدم بارد، بعد أن أصبحت عمليات اغتيال الناشطات المدنيات والوجوه الفنية والاجتماعية تحديداً، في بغداد العاصمة وفي بقية المدن، ظاهرة تؤرق النساء والمواطنين في شكل عام وتستحق الإدانة من لدن منظمات حقوق الإنسان والمرأة في العراق والأمم المتحدة ودول العالم، باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، وهي ظاهرة منظمة، وتائرها في ازدياد وفاعلها مجهول.


في 16 آب (أغسطس)، توفيت في بغداد، لأسباب مجهولة، خبيرة التجميل رفيف الياسري، ثم بعد أسبوع رشا الحسن (إعلامية وصاحبة مركز للتجميل في بغداد) واغتيلت الناشطة العراقية سعاد العلي في أحد أبرز المناطق التجارية بالبصرة. ثم اغتيلت ملكة جمال بغداد ووصيفة ملكة جمال العراق لعام 2015 تارة فارس، من دون أن تعلن وزارة الداخلية أو الجهات الأمنية المسؤولة الأسباب الحقيقية وراء ذلك.

ونشرت عارضة الأزياء والإعلامية شيماء قاسم على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، تقول فيه «أنها تلقت تهديدات بالقتل». كما تحدثت الإعلامية الكويتية مي العيدان عن تعرض الفنانة العراقية دموع حسين لتهديد بالقتل.


لقد أدى مقتل أربع نساء عراقيات خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الشهرين، إلى ازدياد الخوف وانتشار الهلع والرعب في نفوس النساء وعوائلهن، وأصبحت ظاهرة القتل تؤرق الشارع العراقي وتتصدر واجهات الصحف والقنوات الإعلامية، وسط ضعف أداء المؤسسات الحكومية والأمنية.

وبعد هذه الأحداث الدراماتيكية التي انتهت بالقتل والاغتيال والتهديد والوعيد، أمر رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في عمليات الاغتيال التي يشهدها العراق واصفاً إياها بعمليات «منظمة ومخطط لها».

إن التداعيات الاجتماعية وتدهور الاقتصاد واجتياح «داعش» مدناً عراقية والنزاعات المسلحة التي سادت في بعض المناطق ومقتل الكثير من أرباب الأسر والمعيلين، أجبرت النساء على الاعتماد على أنفسهن في تحمل أعباء المنزل و تكاليف المأوى والتعليم والرعاية الطبية في محاولة منهن للانخراط في الحياة المهنية والمجتمعية ضمن تحديات تيواجهنها، بما في ذلك عدم وجود صناديق للرعاية والضمان الاجتماعي التي يجب أن توفرها الدولة وعدم وجود فرص عمل. وتقدر الإحصاءات الدولية أن هنالك ما يقرب من المليون إلى مليوني أسرة عراقية ترأسها نساء.

تم قتل طبيبات ومحاميات وصحافيات وناشطات في منظمات المجتمع المدني. كما تم تسجيل 28 حادثة اغتيال للصحافيات بين أعوام 2003 - 2013. واغتيلت الدكتورة غادة شفيق والمحامية نجلاء العمري والحقوقية سميرة النعيمي ونائب المدعي العام ابتهال الحيالي والناشطة إيمان السلمان والدكتورة ماجدة الصبحان والدكتورة لمياء إسماعيل وابتسام علي وميران غازي... والقائمة تطول.

جاء في تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية في تاريخ 3 تموز (يوليو) 2014، أنه «في عام 2007 قُتلت 133 امرأة في البصرة. وفي عام 2008 كتب على جدران المدينة شعار يقول: قرارك بالتبرج وتخليك عن غطاء الرأس سيأتيك بالهلاك. وفي العام ذاته، قتلت 150 - 200 امرأة في محافظة ديالى».

إن ما تقوم به النساء، في نظر العقليات المحافظة وأصحاب الفتاوى والاستدلالات الفقهية، يعتبر خروجاً عن المألوف والتقاليد الاجتماعية المتخلفة. وقد أصبحت الحرية الشخصية في ممارسة الحياة الطبيعية في مهب الريح، وتشكل خطورة كبيرة على نساء العراق. وأضحت التقاليد القاسية للمجتمع العراقي التقليدي لا تتصالح مع النساء المتحررات المعروفات في الوسطين الفني والاجتماعي. وكلما ازدادت أعمال العنف تجاههن، بما في ذلك العنف الجنسي، زاد أصحاب العقول الجامدة في إلقاء اللوم عليهن وتحميلهن المسؤولية في ما يجري من أعمال العنف.

ويعتبر الملتزمون بأعراف القبائل والعادات العشائرية التي ترجع إلى قرون خلت من زمن البداوة، أن قتل النساء المتحررات انتصار لقيم الردع الاجتماعي، سواء في بغداد أو البصرة أو الناصرية أو كركوك، بخاصة في وقت لا توجد تشريعات قانونية للحد من العنف الأسري وحماية الأسرة والطفل، ولا قوانين تحد من ظاهرة التسلح. جاء في تقرير مشترك أعدته منظمة «ماينوريتي رايت كروب أنترناشيونال» و «مركز سيسفاير فور سيفيليان رايتس» لعام 2015: «زاد إدراك المجتمع الدولي أن العنف القائم على التمييز الجنسي بات سمة مصاحبة للصراعات. ففي المواجهات العسكرية، كثيراً ما تصبح أجساد النساء امتداداً لأرض المعركة. كما أن أعمال العنف الجسدي والمعنوي والجنسي التي ترتكب ضد النساء والأطفال تم استخدامها لتنفيذ أجندات سياسية ولإذلال الخصوم ولتدمير مجتمعات بأكملها. ومن ثم، فإن العنف ضد النساء لا يعد مجرد جانب من جوانب الموضوع، وإنما هو جزء منه. ولعل الوضع الذي تواجهه النساء في العراق اليوم يعد مثلاً واضحاً يجسد هذه الظاهرة».

على رغم كل ذلك، لم تكشف الحكومة العراقية إلى الآن حقيقة الجرائم التي تطاول النساء والفتيات في أنحاء العراق. في وقت يلعب انتشار السلاح السائب بيد المواطنين دوراً مساعداً في حدوث مثل هذه الجرائم، إضافة إلى عدم وجود قوانين وعقوبات صارمة ورادعة تحد من الفوضى والانفلات الأمني وتحافظ على حياة المواطنين وتحمي السلم الأهلي والمجتمعي، حيث يعاني المجتمع العراقي من انتشار خطابات الكراهية والدعوات إلى العنف والتطرف.

إن هذا الوضع المخيف والمقلق يفاقم خوف النساء ويمنعهن من حرية الخروج من منازلهن وممارسة أعمالهن في شكل طبيعي. ترى متى سيتوقف مسلسل قتل النساء العراقيات؟ وهل ستقوم الحكومة الجديدة بإجراءات تحد من ظاهرة قتل النساء، هذه الظاهرة التي تؤثر في شكل كبير في استقرار البلد ومكانته في المحافل الإقليمية والدولية، أم سيبقى دم النساء العراقيات مباحاً وقتلهن مستباحاً؟



#جورج_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الجدوى من الانتخابات البرلمانية في العراق؟
- في وداع دانا جلال: العاشق والحالم ابدا
- المرأة الكردستانية.. ضحية المجتمع الذكوري والتقاليد البالية
- الحقوق الاجتماعية والدينية لأتباع الديانات والمذاهب في العرا ...
- جهد أكاديمي وبحثي كبير للدكتور كاظم حبيب
- تحية الى الدكتور كاظم حبيب في عيد ميلاده الخامس والسبعين
- لمحات من عراق القرن العشرين
- دور منظمات المجتمع المدني في العملية الانتخابية
- مستلزمات النهوض بحركة منظمات المجتمع المدني
- منظمات المجتمع المدني وأهمية التمويل الحكومي والدولي لنشاطات ...
- العلمانية واحدة من أهم خصائص المجتمع المدني الديمقراطي الحدي ...
- المبادئ الأساسية لأي مصالحة وطنية في العراق
- أهمية منح -جائزة التمدن- لمنظمات وشخصيات في إقليم كردستان؟
- تعددية المنظمات والمجتمع المدني
- المجتمع المدني ومبدأ الحوار
- ألمرأة الكردستانية.. نضال متفان من اجل التحرر..
- القتل -غسلا للعار- هو العار نفسه!
- ألمجتمع المدني وحقوق القوميات في العراق
- أهمية استحداث وزارة للمجتمع المدني في حكومة الاقليم؟
- وحدتنا ضمانة للمشاركة الفعالة في تعزيز فيدرالية كردستان العر ...


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جورج منصور - هل دم النساء العراقيات مباح وقتلهن مستباح؟