أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جورج منصور - المجتمع المدني ومبدأ الحوار















المزيد.....

المجتمع المدني ومبدأ الحوار


جورج منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2107 - 2007 / 11 / 22 - 12:14
المحور: المجتمع المدني
    


يزداد الجدل في كردستان حول موضوعة المجتمع المدني ودوره وتأثيره في حياة الناس والمجتمع, وتتسع يوما بعد يوم قاعدة المهتمين به حديثا وبحثا. وفي الوقت الذي تعتبر فيه هذه الظاهرة بحد ذاتها إيجابية في مجتمع عانى الكثير من اضطهاد النظم السياسية الاستبدادية والبعيدة عن طبيعة ومضمون المجتمع المدني, إلا اننا في كردستان بحاجة إلى المشاركة الفعالة في نشر وترويج مفهوم المجتمع المدني الصحيح بحيث لا يساهم الإنسان في الحديث عنه والتغني به فحسب, بل المساهمة العقلانية والوجدانية والمسؤولة في بناء هذا المجتمع وتطويره, وتحديدا في مجتمع مثل المجتمع الكردستاني الذي ما تزال تهزه جرائم النظام السابق, وبخاصة جرائم الأنفال وحلبجة واغتصاب الحقوق القومية وتجویع وترویع الشعب. فضلا عن الكثرة من الناس مازالت تعاني من كوابيس وفواجع وكوارث وممارسات النظام المقبور.
ولايكفي, لدى الحديث عن المجتمع المدني أن نتحدث عنه بشکل عام, بل یفترض آن نتحدث عنه من خلال ربطه عضوياً بالجانب الدیمقراطی, أي أن نتحدث عن جوهر المجتمع المدني الديمقراطي. وهذا يعني الحديث عن مسألتين, وهما :
أ- العلاقة بين الدولة بمؤسساتها المختلفة, بما فيها السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية من جهة, والمجتمع بمؤسساته ومنظماته المدنية غير الحكومية من جهة أخرى. وعن علاقة ودور منظمات المجتمع المدني في التفاعل مع شرائح المجتمع شريطة الحفاظ على استقلالية هذه المنظمات وحياديتها في التعبير عن قضايا المجتمع وحاجاته وتطلعاته من جهة أخرى.
ب- كما أن المجتمع المدني الديمقراطي يعني العمل وفق أسس معينة منها بشكل خاص: سيادة المؤسسات الدستورية ودولة القانون الديمقراطي, والفصل بين السلطات الثلاث المشار إليها سابقاً, والفصل بين الدين والدولة, وسيادة شرعة حقوق الإنسان, واعتماد المواطنة الحرة والمتساوية ورفض التمييز بمختلف أشكاله, بما في ذلك التمييز ضد المرأة ورفض تقنين حقوقها وتقريمها, وكذلك العمل بمبدأ التعددية الفكرية والسياسية والتداول الديمقراطي للسلطة وحرية التنظيم والصحافة والرأي والتعبير والتظاهر المرخص قانوناً واستقلال القضاء والتخلي الكامل عن العنف وممارسة القوة في حل معضلات المجتمع والدولة بالطرق السلمية والتمسك بالحوار وفق آليات ديمقراطية ينظمها القانون, فضلا عن أهمية ممارسة المجاهرة والشفافية في العلاقة بين الدولة والمجتمع وبين الدول ومنظمات المجتمع المدني.
إن المجتمع المدني الديمقراطي هو ثمرة نضال طويل للبشرية كلها, ومنها الشعب الكردي وبقية القوميات في إقليم كردستان. إلا أن تكريس المجتمع المدني يتطلب توفير مستلزمات بناء هذا المجتمع من خلال تغيير تركيبة اقتصاده المتخلف وهيكل المجتمع الراهن, بما يسهم في تطوير التنمية الصناعية والزراعية والخدمات المختلفة وتحسين نمو الدخل وحصة الفرد الواحد منه سنوياً وتحسين مستوى المعيشة ومكافحة البطالة.
وعلينا أن نؤكد أن الإنسان يفترض أن يشكل المحور الرئيسي والأساسي للنمو والتطور في كردستان باعتباره أثمن رأسمال يملكه الإقليم أولاً وباعتباره هدف وأداة التنمية الوطنية ثانياً, ولان الانسان الكردستاني ظل وقود الثورة على مدى عقود طويلة. اذن لا بد لنا من إيلاء اهتمام خاص بتغيير وتطوير وتنمية وعي الإنسان وقدراته وكفاءاته عبر التربية والتعليم ونشر الثقافة وتنشيط دور المثقفين في منظمات المجتمع المدني والإقليم والمؤسسات الثقافية والإبداعية المختلفه لتلعب دورها في هذا الصدد وفي تغيير موقف الإنسان من العمل والإنتاج والمال والحياة العائلية, وكذلك تغيير موقف أجهزة الإقليم من الإنسان والعمل والإنتاج وسبل التصرف بموارد الدولة ورقابة الناس على ما تمارسه مؤسسات الإقليم من سياسات.
وفي المجتمع المدني الديمقراطي, تلعب الصحافة وكافة أجهزة الإعلام الأخرى, وبخاصة المرئية منها والمسموعة, دورها الكبير في نشر فكر المجتمع المدني والتحفيز له وفي التشجيع على النقد البناء الذي يساهم في تكوين الإنسان وأجهزة الدولة وتنشيط الحوار الفكري والسياسي والاقتصادي والثقافي والبيئي.
كما أن المجتمع المدني الديمقراطي قادر على تقديم فرص مهمة لمكافحة الفساد المالي والإداري من خلال ممارسة النقد واكتشاف مواطن الخلل, وهنا يمكن أن يلعب الإعلام دوره المميز وبشكل موثق, وليس عبر توجيه الاتهامات العشوائية من دون توفرادلة دامغة وموثوقة وغير المشكوك بها.
ويشكل مبدأ الحوار في المجتمع المدني الديمقراطي قاعدة أساسية لمعالجة المشكلات التي تواجه المجتمع أو الحكومة أو أجهزة الإقليم المختلفة أو الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة. فأين تكمن أهمية الحوار ياترى؟
تكمن أهمية الحوار في أربع نقاط جوهرية, وهي:
1. أن القبول بالحوار يعني قبول الأطراف المختلفة على حل الخلافات والاختلافات القائمة في ما بينها وعلى أي مستوى من المستويات السابقة بالطرق التفاوضية ونبذ العنف أو القوة أو التهديد أو اتخاذ موقف سلبي من بعضها الآخر أو من الوضع العام.
2. ويعني أيضاً أن كل طرف من أطراف الخلاف قادر على تبيان وجهة نظره ورأيه بشأن القضايا المختلف عليها إلى الطرف الآخر وبحرية كاملة, وأن يمتلك كل منهم إلاذان الصاغية لسماع الرأي الآخر والتفكير به. وحين تتوضح الآراء والمواقف, ستظهر للأطراف المختلفة مسألتين, وهما: أين هي نقاط الالتقاء والتوافق, وأين هي نقاط الاختلاف والتقاطع. ويفترض أن يسود هنا احترام الرأي والرأي الأخر بغض النظر عن القبول به أو رفضه.
3. إن الجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات وتوضيح المواقف ستنشأ معه مسألة أخرى لا تتوضح حين لا تلتقي الأطراف المتباينة في مواقفها, وهي مسألة الاستعداد للمساومة الذي لا يمكن في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية, إلا أن تكون الوجه الثاني للحوار. فهما وجهان لعملة واحدة أو قضيتان متلازمتان, أي الاستعداد للمساومة والتنازل بهذا القدر أو ذاك من هذا الطرف أو ذاك لكي يتسنى الوصول إلى حلول مقبولة من قبل الجميع. إذ إن عملية التخندق والقطيعة لاتغني ولاتسمن ولا تعالج أية مشكلة.
4. إن رفض الحوار والتفاوض يعني بروز جدار مرتفع وسميك بين الأطراف المختلفة التي ترفض أحداهما سماع رأي وموقف الآخر وبالتالي تتراكم المشكلات وتقود إلى عواقب وخيمة تؤذي الجميع.
ولا شك في أن المجتمع المدني الديمقراطي قادر على وضع آليات عملية مجربة ومنطقية في العالم الديمقراطي لمعالجة الخلافات, ولكن الشرطين الضروريين لمعالجة أي خلاف هما الاستعداد للحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات أولاً, والاستعداد للمساومة من كل الأطراف المتحاورة والمتفاوضة ثانياً.
وفي حالة نشوء مصاعب جدية في الحوار وعدم التوصل إلى معالجات جادة يمكن إشراك أطراف أو هيئات محلية أو إقليمية أو دولية, حسب طبيعة المشكلة التي يراد معالجتها على المستويات والمجالات المختلفة.
من هنا يشكل الحوار جزءاً أساسياً وعضوياً من أسس وقواعد عمل وآليات المجتمع المدني الديمقراطي الذي نلتزم به ونسعى إلى ممارسته في إقليم كردستان.
ولا شك في أن حكومة إقليم كردستان تسعى إلى تطوير منظمات المجتمع المدني وتكريس مبادئ هذا المجتمع في الحياة اليومية, بما في ذلك مبدأ الحوار, إذ أن ذلك يصب في صالح المجتمع والحكومة والإقليم في آن واحد.



#جورج_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألمرأة الكردستانية.. نضال متفان من اجل التحرر..
- القتل -غسلا للعار- هو العار نفسه!
- ألمجتمع المدني وحقوق القوميات في العراق
- أهمية استحداث وزارة للمجتمع المدني في حكومة الاقليم؟
- وحدتنا ضمانة للمشاركة الفعالة في تعزيز فيدرالية كردستان العر ...
- تهنئة الى الرئيس العراقي الاستاذ الفاضل جلال الطالباني
- صدام حسين و موسوعة ألعذاب
- كندا ألعاصية على ألعراقيين
- من هو الشخص المدعو هيثم توفيق فياض النجار الملقب ب -الحسني!- ...
- تعزية بأستشهاد المناضل وضاح حسن عبدالامير
- هل للدبلوماسية والاعلام أم للاشاعة دورا في الحد من ألتوترات ...
- ألمذيعة الراحلة لقاء عبد الرزاق: صوت تألق ثم اطفئ مبكرا
- ألاعلام وحقوق الانسان – ألعراق نموذجا


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جورج منصور - المجتمع المدني ومبدأ الحوار