أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - الزهرة الجميلة















المزيد.....

الزهرة الجميلة


محمد طالبي
(Mohamed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6328 - 2019 / 8 / 22 - 21:57
المحور: الادب والفن
    


القصيبة شتاء 1984 نحن في عطلة. أحد ما يطرق باب منزلنا ، امي تفتحه تتبادل التحايا و السلام ثم تناديني "السي محمد. تكلم". خرجت من غرفتي توجهت مباشرة نحو مصدر الصوت عند الباب. صديقتي "وردة" التي تكبرني بعامين، في كامل زينتها أمام الباب، جاءت تسأل عني. كانت أطول مني ببعض سنتميترات ، مكتنزة جسمها جمع الجموع وجمع المؤنت السالم بلحمه وشحمه ، منصة لاطلاق صواريخ الفتنة تقف بباب منزلنا..كنا مجرد اصدقاء.لكني كنت أعلم ان جسدها الاسطوري وعلى الخصوص خلفيتها وصدرها قادران على اسقاط جل حصون و قلاع ودفاعات الاخلاق و الورع التي يتحصن بها بعض اساتذة الاعدادية.. قد سبق و ان حدثتني عن بعض من مغامراتها، وكيف تتهاوى اقنعة بعض الشخوص التي تمثل دور الورع و الحشمة .كيف تسقطها بغمزة عين او تحريك خصر.. رجال بكامل وقارهم ركعوا عند قدميها المنتفختين و الشريفتين . اخبرتها ان الجنس سلاح فتاك.يهزم اعتى الرجال ويهدم جبال الصبر ويدك قلاع البصيرة ..وما قصة هابيل وقابيل الا خير دليل على صدق كلامي..تباوسنا على خدينا كعادتنا .هممت بالانصراف.نادتني امي " اجي اداك العفريت .فين غادي " اقتربت من حبيبتي الاولى حتي دنت شفتي من اذنها وحتلا لاتسمعني صديقتي .وهمست لا تخافي يا امي انها مجرد صديقة و تكبرني بعامين وانا وهي، فقط سنراجع بعض الدروس..ابتسمت ابتسامة ماكرة ثم ردت علي "بحالك بحال بوك غير سير". انسحبت ضاحكا ، مزهوا بنفسي..حكت لي امي غير ما مرة ان ابي كان زير نساء..له في كل مدينة زوجة..كان يتزوج عن طريق الفاتحة، ويظهر انني ساواصل مشواره الطويل. استمرار لمسلسل الغزوات وحفاظا على الارث العائلي من الاندثار. لكن بلا فاتحة.. في هده المرحلة بدات اقرأ روايات احسان عبد القدوس و ماركس ولينين وفيورباخ ..وشاركت في احدى الانتفاضات رفقة بعض الرفاق الدين اعتقلوا مثل "صبري" و"قدوري " كنت رفقة صديقي "باسو" من المبحوث عنهم على خلفية انتفاضة الخبز او انتفاضة الجوع و المشهورة وطنيا ب مقولة الجلاد ادريس "البصري" بانتفاضة "كوميرا"..
صديقتي الفاتنة ، اخبرتني انها تنوي السفر لزاوية الشيخ وتحتاجني امام امها لاخبرها انني ساكون بجانبها وحارسها في ترحالها، وانها ستكون برفقتي طوال يومين كاملين .كنت موضع ثقة الام و اسرة الصديقة.سألت صديقتي لاش كاتبلاني يا مجنونة ؟ قالت اريد تمضية البوناني مع استاد الرياضيات بزاوية الشيخ .". ضحت حتى ظهرت اسناني .وقلت " من ؟ القصير ؟"بعدها احسست بنوع من عدم الاحترام و الدونية والتقليل من شاني . احسسن بطعم فمي تغير نحو المرارة .انها الاهانة. فاردفت على الفور :" شنو زعما انا قواد ديالكم ؟"
" لا.لا. لا تسئ فهمي .ردت بسرعة قبل ان يرتفع صوتي و ضغطي و انهل من قاموس خاص " فاطمة صديقتي ستكون معنا وهي معجبة كثيرا بك وسنمضي السهرة نحن الاربعة ..قهقهت مرة اخرى لم اصدق..فاطمة ؟ انها تكبرني بست سنوات..قد استطيع ان احضن جزء صغيرا من جسمها.. لكن على استعارة سكان ليبيا وبعض مقاطعات تشاد لأكمل حضن باقي الجسد..هل انت جادة ؟" . قاطعنا اخي الكبير .حياني وطلبني على انفراد . ثم همس في ادني:" قرطاسة هاد صاحبتك فين غادين ؟" اجابته وانا اعض على شفتي حتى لا تسمعني صديقتي : " هاداك.. صاحبك مول الماط.. راها مزعوطة فيه هاد خوتنا في الله..وانا مضبرة لي على صاحبتها." .سخر مني هو الاخر وعلق " شكون فاطمة ؟" .انسحب وهو لا يتمالك نفسه من الضحك بعد ان دس في جيبي مبلغا من المال .ثم انسحب ساخرا.
أخدتها من يدها اليسرى وصعدنا من حداء حمام "همون اوحسيسو" نحو الاعدادية ومن ثم نحو الشرشورة طول المسافة وانا صامت و غضبي يزداد ،بينما هي متمالكة الاعصاب وتتماسك كي لا تضحك في وجهي ومن حنقي .جلسنا تحت شجرة الارز نظرت اليها بامعان ثم سالتها :" هل تحبينه حقا ؟" أجابت "لا طبعا .بغيت نعس معاه عجبني و صافي .". لا يمكنها الكذب، لاني اعرف قصة حبها . -اعرف من هو بطلها و حبيبها الحقيقي . ذاك الذي لا تستطيع العيش بدونه..أخبرتها ان الاستاذ القصير زير نساء ومهووس، يتلاعب بعقول القاصرات وهو راشد بينما حبيبها انسان مثقف و مخلص لها. كما اخبرتها انها ستكون مجرد رقم ،ينضاف لباقي الارقام التي رفعت او فتحت او اغلقت سيقانها على سريره.اجابتني بلا تردد وليكن .اريد ان ان اجرب كباقي الاخريات فقط. نظرت اليها وعلامات الغضب بادية على وجهي " هل انت قحبة ؟" ضحكت ضحكة هستيرية ثم اردفت:" هل تغار علي ؟ نظرت اليها و انفجرنا ضاحكين.. حبيبك يعرف انني صديقك المفضل وعلبتك السوداء.هو يكن لي احتراما كبيرا و أبادله نفس الشعور. ولست ممن يخون الثقة.جسدك فاتن ،مغري لكني لست على استعداد لركوب المغامرة.. سخرت مني ثم قالت اعرف انك مغرم ب"سوسو " التي درست معك في "طروازيام" انت مفتون بحبها.وهي انسانة نبيلة واظنها تبادلك نفس الشعور.لكنك يا عزيزي لا تقوى على مصارحتها.عزة نفسك وكبريائك يمنعانك..ستفقد حبك الكبير و ستعيش ماساة و ستسال عنها موج البحر وفيروز الشطان كما يقول المغني..قلت نعم و في الطريق الى الماساة و الشواطئ . اعدك ان امتطي ما سيتيسر لي من الافرسة المختلفة الانواع ، الاشكال و الالوان.
قالت لا أشك في ذلك.لديك مقومات الفارس المطلوب و المرغوب .والدليل على دلك ان الفرس امامك على اتم الاستعداد للانطلاق باقصى سرعة وانت تكتفي بملامسة اصابعها وتنظر اليها وعقلك مشدود الى "سوسو". طعم المرارة يعاود الرجوع لفمي .نظرت اليها نظرة الغاضب.اعتدرت ثم قالت اريدك ان تعرف يا عزيزي اني معجبة بك و مطاري مستعد في أي وقت وحين لاستقبال طارئك الغبي، متى شئت ومتى شاء هو .لقد نجحت بدأ" شيئي" يزعجني و ينتفض ضد قناعاتي.
.كانت هي في عمر السابعة عشر ربيعا وبضعة شهور، لكن جسمها كان يعطي الانطباع بانها سيدة في كامل نضجها. مغرية بشكل لا يصدق..تمالكت نفسي غير ما مرة ونحن في خلوة ، وهي تسخر مني.وتقول" برافو عليك رجال كبار وما قدروش يصبرو ملي يشوفو هاد الخير".
كانت نائمة بالقرب مني نحن في منزل صديقتها فاطمة بزاوية الشيخ..وجهينا متقابلين ابتسمت ثم قالت :" غدا ساذهب لازور منزل" سوسو" ب"تاسلافت " لاخبرها انك متيم بحبها". ابتسمت واجبت : ممنوع عليك مناقشتها في موضوع يهمني..".. قالت احضني ...
صباحا بعد وجبة الافطار، بالقرب من تامدة حيث كنا نتجول أسرت لي قائلة لا اظن أنه في العالم يوجد لك مثيل. تنام بالقرب مني عيناك تتنزه في بستاني ، نتقاسم الابتسامات والضحك ولا تلمسني. من اية طينة أنت؟ قلت ايتها المجنونة لقد وعدت والدتك ان احافظ عليك ما دمت معي.. انا من طينة رجال يحفظون الوعود و العهود..



#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معلمتي الجميلة
- الاستقلال المنقوص ومشكل الصحراء المغربية (1/3)
- حافي القدمين
- القصيبة و السوق الاسبوعي
- ذكرى رحيل نجمة حمراء
- السودور
- الكوري
- رسالة مفتوحة
- بيتي الاول
- في الكتاب
- فضل -العضان - في محاربة المدافعين عن حقوق الانسان


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طالبي - الزهرة الجميلة