أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - بين الواقع وتفسيره في الموقف التركي














المزيد.....

بين الواقع وتفسيره في الموقف التركي


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6296 - 2019 / 7 / 20 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت صحيفة التايمز تقريرا لهانا لوسيندا سميث وبرهان يوكوسكاس من اسطنبول بعنوان “كيف أبعد بوتين إردوغان عن الغرب”. مقالة لا توحي حتى بان كاتبيها مقتنعون بأن لبوتن مخططاته الجهنمية التي نجحت في دفع اوردوغان بعيدا عن الغرب.
فالاحداث التي استندت اليها المقالة تبدأ مع اسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلات التركية، مما يفقدها الموضوعية في التحليل، ويجعلها تختار من التاريخ ما يعزز فكرتها في أن بوتن ادار مخطط معقد لتغيير ولاء اوردوغان للغرب لاعبا ورقة المصالح التركية الاقتصادية التي يعتمد ازدهارها على تطوير العلاقات مع روسيا فنجح بالتالي في الوصول الى غايته.
ويتعمد كاتبي المقالة القفز على وقائع تاريخية سابقة ساهمت في تبلور موقف اوردوغان من الغرب والذي لم يتجاوب في علاقته بتركيا مع طموحاته الشخصية ورغبته العارمة في ان يكون لتركيا في ظل حكمه سطوة تذٌكر بايام الامبراطورية العثمانية. هذا هو محور القضية في تحولات اوردوغان التي كان قد افصح عنها قبل اسقاط الطائرة الروسية بكثير.
اظهر اوردوغان امتعاضه من سياسة الغرب تجاه بلاده منذ توليه للسلطة في تركيا فانتقد الاتحاد الاوربي بسبب تباطئه في النظر بطلب تركيا للانظمام للاتحاد في الوقت الذي سارع الاتحاد الى ضم دول اخرى حديثة اليه، كانت سابقا جزء من حلف وارشو والاتحاد السوفيتي السابق، عدا ذلك فان محاولة الانقلاب الفاشلة على نظام اوردوغان ولجوء بعض المشاركين في الانقلاب الى اليونان والتهمة التي وجهها اوردوغان لغريمه فتح الله غولن المقيم في امريكا بادارة الانقلاب ومطالبته بتسليمه الى تركيا دون جدوى كانت قد وسعت الفجوة بينه وبين الغرب وامريكا.
داء العظمة وحب الظهور والبقاء في مركز الحدث الاقليمي والعالمي هو الذي دفع اوردوغان للعب بالاوراق بين روسيا والعالم الغربي، علما بأن روسيا تدرك جيدا نزعة اوردوغان تلك وهي لا تغذيها بقدر انها تحذر من تبعاتها على مستقبل العلاقة بروسيا. واذا كانت روسيا مستعدة دوما لخطوة الى الوراء وتمسك اوراق اللعبة في يديها فكيف الامر بالنسبة لاوردوغان الذي بدأت شعبيته بالتدهور في تركيا وتنهار مخططاته على مستوى الاقليم وتتعقد علاقته بحلفائه الغربيين.
اذكر في شهر اوغسطس 1990 عندما كنت اقضي اجازتي الصيفية في موسكو، حيث كنت اعمل وقتها في ليبيا، زرت احد اصدقائي من الطلبة العراقيين وهو الصديق زيدون صبري الذي كان يقيم وقتها في قسم داخلي للطلبة، الذي هاجر فيما بعد مع اسرته الى السويد، وكان في زيارته وقتها الصحفي العراقي المعروف سلام مسافر، وسلام هو من اصدقاء طفولتي وزميل دراستي في المرحلة الابتدائية.
تبادلنا الحديث عن احتلال الكويت، الذي حصل في نفس الشهر، والتهديدات التي تواجه العراق نتيجة لذلك. وكان سلام مذهولا من الحدث وباديا عليه الخوف من تبعاته، فراح ينقل لنا الاخبار المتعلقة بالحدث ويتناول اسبابه التاريخية والاقتصادية وما الى ذلك، أما انا فلم الهي نفسي بهذا الترف الفكري السياسي، فالاسباب يمكن ايجادها في كل ركن من اركان العلاقات العربية- العربية والعراقية- الايرانية اضافة الى المصالح العليا للدولة المهيمنة على العالم انذاك وهي امريكا.
ادرك تماما ان لكل حدث عمقه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ولكن كل هذا وغيره قد يتمحور حول الشخصية التي تصنع الحدث وملابساتها النفسية والاخلاقية. الحقيقة قد تكون بسيطة يدركها ابسط متابع للاحداث، وهي هنا داء العظمة الذي اصيب به الكثير ممن صنعوا تاريخ البشرية مثل نابليون بونابرت وادولف هتلر وصدام حسين واوردوغان.
بالمناسبة، صديقي زيدون صبري، الذي كنا في ضيافته، هو طبيب اسنان، وهذا يذكرني بأن احد فراعنة مصر كان مصاب بمرض في اسنانه وكان هذا المرض ودرجة استفحال اعراضه وراء الكثير من قرارات الفرعون المصيرية لمصر الفرعونية في عهده.
اعود اخيرا لصديقي سلام مسافر، فبعد ان اتعبه متابعة خيوط العنكبوت في قضية احتلال الكويت، استرخى قليلا وقال "يحلها ابو عداي" اي صدام حسين، وكان على ما بدى لي واثقا من ان صدام حسين يمتلك قدرا من الحكمة او المكر الكافي للخروج من ازمته. على ان صدام حسين لم يحلها كما ان اوردوغان سوف يفشل في حلها، اي انه سوف يفشل في الموازنة بين داء العظمة المهيمن على تصرفاته وبين مصالح تركيا والمواطنين الاتراك. فاما البقاء في حضيرة الناتو او اختيار المصلحة الوطنية كمعيار للسياسة التركية.
يقول مثل انكليزي، كان المفكر الاشتراكي الكبير انجلز يردده "ان الدليل على الحلوى هو ان نتذوقها" والحقيقة كذلك قد تكون بسيطة وفي متناول المتابع البسيط ولا تحتاج للكثير من التفكير والتفسير.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدية الملغومة
- بين معطفين......
- حول التحالفات
- الاذلال والمقاومة في ثلاث محطات....
- في ذكرى العدوان النازي على الاتحاد السوفيتي
- الحياة السعيدة
- الوعي الثوري والحس الثوري
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثالثة)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الثانية)...
- بين ثلاث معتقلات (الحلقة الاولى)...
- عثرة في الدبلوماسية الايرانية ام رؤيا منقوصة في السياسة الخا ...
- تغريدات امريكية في غابة التويتر
- الثورة السودانية وخياراتها الصعبة
- قلف المراكب لا يثنيها عن الابحار
- حوارات فكرية من اجل اشتراكية بضفاف واقعية
- المدنيون وسياسة التحالفات
- مفارقات العدوان الثلاثي على سوريا
- العلاقات الصينية السورية
- الحدث الايراني بين الافتعال والواقع
- ترامب ولعبة خلط الاوراق


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - بين الواقع وتفسيره في الموقف التركي