أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - كولمبيا - بطاقات الموت المجان لثوار السودان














المزيد.....

كولمبيا - بطاقات الموت المجان لثوار السودان


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6261 - 2019 / 6 / 15 - 02:10
المحور: حقوق الانسان
    


شهد تاريخ السودان الماضي والمعاصر أسوء الجرائم ضد الإنسانية، والمجازر البشرية في السودان ترتكب دون حساب، الأمر الذي شجع المجرمين علي إعادة الكرة مرات عديدة وباستمرار، وما حدث في ساحة كولمبيا السودانية واحدة من أبشع حلقات الإبادة الجماعية وهي جريمة مدبرة من قبل جيوش المجلس العسكري، وجاء الإعتراف بجريمة كولمبيا والقيادة العامة علي لسان الكباشي الناطق باسم المجلس العسكري.


إتخذ الكباشي مبررات ساذجة لتضليل الرأي العام وصرفه عن لب الحقيقة وقوننة هجوم قواتهم علي كولمبيا وفض إعتصام الثوار في القيادة العامة، ومن ضمن مبررات الكباشي ملاحقة المجرمين المتهمين ببيع المخدرات وما إلي ذلك، ولكن رغم لا يمكن أبدا أن نصدق هذه الفرضية للعلم بخطط وأهداف المجلس العسكري الذي لا يريد إستقرار السودان بتسليم السلطة لنظام مدني ديمقراطي، تخطي العسكر خارطة كولمبيا المعروفة وذهبوا لفض الإعتصام بالقوة، وعليه وجب السؤال عن المنطق الذي يبرر فتح فوه البنادق علي المواطنيين دون فرز فقط بمجرد الإشتباه او التنبؤ بمحاذير تمارس في الخفاء من بعض المتفلتين العزل؟ ألا يمكن القبض علي المشتبه فيهم وتقديمهم للعدالة بالشكل القانوني المعمول به؟ وهل هناك قانون في العالم يسمح بقتل الناس هكذا وبمبررات لا يمكن أن يتم القبول بها مهما فعل الكباشي الناطق باسم المجلس العسكري؟ هل هؤلا لا يعلمون أن القتل خارج القانون جريمة يجب أن يحاسب كل من يقدم علي إرتكابها.


نستطيع أن نقول المجلس العسكري باقدامه علي فض إعتصام القيادة العامة بزرائع الإشتباه في ممارسات غير قانونية للمواطنيين داخل كولمبيا شوه صورته أكثر مما كانت مشوهة في العقل الجمعي للمجتمع السوداني، وثمن قتل الثوار هو رحيل المجلس العسكري وتقديم كل من شارك في تلك المجازر لمحاكمة عادلة، وشعب السودان ظل يردد شعاره الحقوقي المعروف "الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية"، ولتحقيق ما يطلبه الشعب السوداني لا بد من تكوين لجنة تحقيق دولية تنزل علي الأرض وتعمل بجدية وحياد لتكشف ما حدث بالظبط وتقدم الجناة إلي العدالة.


ستظل حادثة فض الإعتصام الجماهيري وسمة عار علي جباه العساكر الذين وزعوا بطاقات الموت المجان علي المعتصمين السلميين سواء في كولمبيا او ساحة القيادة العامة او مناطق سودانية آخرى، وسيكتب التاريخ أن شعب السودان الثائر قد أبيد بسلاح الجيش الذي إحتمى به.


الحقيقة أن الثورة السودانية كشفت عدم مهنية وحياد المؤسسة العسكرية رغم وجود ضباط وضباط صف شرفاء وصادقين في إنحيازهم لشعبهم، فالعيب ليس في شرفاء الجيش إنما في بعض القادة العسكريين الذين يستغلون مواقعهم لضرب السودانيين وقتلهم حفاظا علي تلك المواقع، ولا يمكن تجنيب البلاد من التحكم العسكري علي الساحة السياسية إلا ببناء مؤسسة عسكرية مهنية ومحايدة تقوم بمهام حماية الشعب والدفاع عن السودان، فدولة المستقبل لا تقبل خلط الأوراق وهيمنة العسكر علي القرار السياسي، وتجربة السودانيين مع الحكم العسكري تجعلهم يتمسكون بضرورة تشكيل نظام مدني وديمقراطي إنتقالي يتولى مهام ترتيب دواليب العمل في السودان الجديد.


الرحمة لشهداء كولمبيا والقيادة العامة، وعاجل الشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين، والثورة مستمرة ومنتصرة.


سعد محمد عبدالله
14 يونيو - 2019م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أراهن علي الحوار بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري
- المجلس العسكري الدكتاتوري ينفي قيادة الحركة الشعبية إلي جنوب ...
- الحركة الشعبية بولاية سنار تدين إعتقال قيادتها السياسية
- إعتقال قيادات الحركة الشعبية
- الرفيق ياسر عرمان قائد السجن والميدان
- الأستاذ/ مصطفى منيغ - الخرطوم ستهزم المجلس العسكري وتخلع حجا ...
- الحركة الشعبية: مجموعة البيانات الرسمية الأولى حول إعتقال ال ...
- إعتقال الرفيق القائد ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية
- الخرطوم - عودة وفد الحركة الشعبية ورسائل المجلس العسكري للأس ...
- وحدة قوى الحرية والتغيير ضمانة تحرير السودان
- نعي الأستاذ القانوني والمناضل الوطني علي محمود حسنين
- الإسلاميين وصفوف العساكر
- خطر تسيس الدين
- سدود الثورة المضادة لن تمنع نهر الحرية والتغيير من التدفق عل ...
- لماذا الهجوم علي الحركة الشعبية
- دلالات العودة التاريخية للحركة الشعبية ومآلات الوضع السياسي ...
- ماذا بعد رحلة العودة إلي السودان
- مايو علامة الثورة وميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان
- بيان الحركة الشعبية - ولاية سنار
- تعليق بشأن قرارات القيادة التنفيذية للحركة الشعبية لتحرير ال ...


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - كولمبيا - بطاقات الموت المجان لثوار السودان