أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - وحدة قوى الحرية والتغيير ضمانة تحرير السودان















المزيد.....

وحدة قوى الحرية والتغيير ضمانة تحرير السودان


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6242 - 2019 / 5 / 27 - 06:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


وفرت الثورة أرضية خصبة جدا لإنبات زهور الحرية والسلام والديمقراطية والعبور إلي موطن المواطنة العادلة، وكان لا بد من المرور بمحطة مهمة في طريق الثورة تتمثل في عملية توحيد المعارضة السودانية رغم تباين الروئ والأراء وإختلاف الخطوط السياسية إلا أن وحدة المعارضة تمثل خطوة مهمة دونها تصعب عملية إحداث التغيير الذي ينقل السودان من ظلام الدكتاتورية السابقة إلي رحاب الديمقراطية التي ننشد الوصول إليها، وقد إجتمع بالفعل صف المعارضة الوطنية بكل مكوناتها المعروفة منذ اللحظات الأولى لإنطلاقة الثورة المجيدة تحت لواء إعلان الحرية والتغيير الذي تشكل لإدارة المرحلة التاريخية التي يمر بها الوطن، وقد تواثق الجميع علي العمل علي تحرير السودان من السلطة الفاسدة والمستبدة وتأسيس دولة السلام والحرية والعدل، وإستمر التنسيق السياسي والثوري بين الكتل المكونة لقوى الحرية والتغيير بشكل ممتاز لم يشهد خرق وإنشطار في المواقف طوال الفترة الماضية، وكنا نراقب الوضع الضاغط الذي يحيط بقوى الحرية والتغيير سواء علي صعيد الجلوس علي منضدة التفاوض مع المجلس العسكري الذي يريد تحقيق مكاسب للعسكريين ولعب أدوار في خضم المسرح السياسي الملبد بضباب كثيف إكتنفه بفعل التسابق السري والجهري علي الفترة الإنتقالية القادمة او الضغط من قبل قوى الثورة المضادة التي تسعى بسرعة البرق لإجهاض أهداف الثورة السودانية والتخطيط العلني للإنقضاض علي مطالب الجماهير بمحاولات شق الصف الوطني من جانب والترويج لوجود تنظيماتهم الهلامية في الساحة وإفتراض ضرورة إشراك تلك التنظيمات في الحكم الإنتقالي من جانب آخر رغم انها كانت جزء من النظام السابق ولها باع كبير في القهر والفساد الذي مورس تحت صمتها حتى سقط النظام، وهذه المعادلات تحتم علي قوى الحرية والتغيير إتخاذ خطوة متقدمة بمسؤلية وطنية في الإتجاه نحو تمتين وحدتها لمواجهة الأخطار المحدقة بهذا الوطن، وربما وضح للجميع ما يريده المجلس العسكري من خلال رسائله الإعلامية المنتشرة وتعليقه للمفاوضات عدت مرات بحجج غير منطقية علي الإطلاق، وأيضا زياراته الأخيرة لدول الخليج وشمال افريقيا وتصريحات قادته بعد كل زيارة وكلها تعطينا تلميحات مباشرة للسيناريو المتوقع في الفترة القادمة، ومن الأصلح أن يتم عقد إجتماع عاجل لقوى إعلان الحرية والتغيير يتم فيه الإتفاق علي هيكل ولوائح كاملة الصلاحيات ويدير الحراك الثوري التحرري وفقا لميثاق الحرية والتغيير ليخرج البلاد من المشكلات السياسية والإدارية القائمة ومنع الإنزلاق والإنحدار نحو مشكلات آخرى خارج الصندوق الثوري والوطني.

نلاحظ في الفترة ما بعد تعليق التفاوض المباشر بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري قد برز التباين السياسي علي السطح بشكل يوحي للأخر "المتربص بالثورة" وجود خلافات قد تعطيه فرصة التفكير في الدفع بأوراقه وفرض أجندته علي المشهد السياسي محتملا تمكنه من إحداث ربكة تهيئ الساحة لصعود الثورة المضادة، ورغم أن التباين والإختلاف سمات صحية للممارسة الديمقراطية الحرة إلا أن ذلك لا يفهم الآن علي النحو الصحيح وبل يجب تعجيل ذلك لمرحلة قادمة في أجواء أنقى وأفضل، ويجب التركيز علي تشكيل أوسع تحالف وطني وتاريخي يقود الوطن إلي مرحلة جديدة تحقق للشعب السوداني حريته وكرامته وسلامه وأمنه وإستقراره، فالقضايا المصيرية تحتاج لقوى تاريخية صلبة تتجانس وتنسجم مع روح الثورة وتضع حلول شاملة بقرارات وطنية حكيمة وشجاعة، فثمة قوى آخرى يعرفها كل متابع تعمل حاليا لفض مهرجان الإعتصام الثوري وتفتيت الوحدة الوطنية وفرض واقع جديد علي المشهد العام ويجب التحسب لها فهي تقود الثورة المضادة وبعض المعارضين يقودون الثورة المرتدة وكل هذا لا يصلح حال الدولة السودانية بل سيعقد الوضع أكثر فأكثر، وتابع الجميع إنعكاسات بيان الحزب الشيوعي الذي صدر عقب تعليق أخر جولة تفاوضية وبيان حزب الأمة القومي والتجمع الإتحادي المعارض، وكل هذه المواقف تعبر عن حالة تباين صحية ديمقراطيا بيد انها أتت في الوقت الخطأ ولكن يمكن الخروج من تلك الدائرة بالرجوع إلي وثيقة إعلان الحرية والتغيير التي وقع عليها الجميع وكانت لبنة لبناء التحالف الذي تمكن السودانيين من إنجازه بجدارة لم يكن يتوقعها النظام السابق الذي ظل يتلاعب بالوطن مستفيدا من خلافات المعارضة، ونحن نكتب هذا المقال لتوضيح رأي حول قضايا الراهن السياسي والثوري لكنا في ذات الوقت نثق تمام الثقة في المعارضة الوطنية التي خبرت دروب الثورة وتشبع قادتها بحب الوطن وهم جميعا يحلمون بوطن يسع الجميع ويعملون لا شك للوصول إلي حلول ناجعة للمشكلات السودانية ونتعبر وثيقة إعلان الحرية والتغيير إرث سيضاف لسجلات تاريخ هذا الشعب، فقط نحن نناشد الجميع أن يعمل بجهد عالي لتحقيق إتفاق يجنب الثورة من أيدي لصوص الثورات ويحقق الديمقراطية والسلام بشكل سريع لأننا نشتاق الوصول إلي السودان الجديد، وفهنالك ملايين السودانيين النازحين واللاجئين الذين شردهم النظام السابق ينتظرون السلام الشامل الذي يوفر لهم المأكل والمشرب والملبس والمسكن والدواء ضمن عملية فتح مسارات الغوث الإنساني ورفع الظلم التاريخي عن الهامش بتوفير التنمية المتوازنة في الريف واطراف المدينة، وهنالك أيضا قضايا الحريات والعدالة والديمقراطية وضرورة الوصول إلي مؤتمر دستوري قومي يضع أسس الحكم في دولة السودان الجديد فضلا عن الحوجة لعقد مؤتمرات للسلام والتعايش السلمي والإقتصاد والعلاقات الدولية، كل هذه الملفات وغيرها تنتظر حلول من القوى الوطنية الموقعة علي إعلان الحرية والتغيير، لذلك لا مجال لصراع من أي نوع في هذه المرحلة الحساسة التي لا تحتمل التراشق السياسي عبر وسائل الإعلام كما نشاهد خلال هذه الأيام بل المزيد من توحيد وضبط الخطاب السياسي والإعلامي وتوحيد الصف الوطني خلف قضايا الحرية والعدالة والسلام، فالمسؤلية الوطنية كبيرة جدا وتحتاج لعقول تضع الحلول وتعالج الأخطاء بمرونة وحكمة.

السودان مقبل علي مرحلة تاريخية من الحكم المدني الديمقراطي الذي يمثل أساس إعلان الحرية والتغيير وهو القاسم المشترك الجامع لجميع ألوان الطيف السياسي والمدني والمهني وعهدا عظيم مع جماهير الشعب السوداني، وهذه المرحلة مهرها الذي يجب أن يدفع هو تمكين وتمتين وحدة المعارضة السودانية وإستمرار الثورة في المدن والقرى، وجدول المعارضة حافل بالبرامج الثورية أعلاها الإضراب السياسي الذي أعلنه تجمع المهنيين السودانيين والذي يجب وضعه قيد التنفيذ في كافة المؤسسات، فالمجلس العسكري ليس من صالحه التماطل في تسليم السلطة للمدنيين لأنه إلي الآن ينظر إليه كشريك لا كخصم مثل النظام السابق، والمجلس العسكري يتعرض لضغوط داخل وخارج السودان رغم محاولته كسب بعض المحاور الخارجية ببعض الزيارات إلا أن ذلك لا يفيده كثيرا مع تصاعد الثورة في الداخل، فالشعب الذي أسقط البشير وإبن عوف قادر علي الإستمرار وإسقاط كل من يحاول إستنساخ التجربة الفائتة، والعصيان المدني والإضراب السياسي والإعتصامات أسلحة مجربة ولها مفعول عالي، ورسالة الثورة السودانية المجيدة يجب أن تصل إلي كل العالم عبر تحقيق أهدافها وأولها تماسك مكونات الثورة وإيقاف حملات التشويه والتشكيك في المواقف بين مكونات المعارضة والتمسك بالحرية الكاملة والديمقراطية الشاملة والسلام العادل والتنمية المتوازنة، هذه المطالب لا يمكن التنازل عنها مهما حدث لأنها بمثابة بلسم للسودان، فالمستقبل سيكون لهذا الشعب العظيم الذي تدفق كالسيل في الطرقات وهتف بقوة وصمود مرددا حرية سلام وعدالة مدنية قرار الشعب.

المجد للوطن والتحية للشعب والحرية للمعتقلين والشفاء للجرحى والسلام لأرواح الشهداء في عالم الخلود.


سعد محمد عبدالله
26 مايو - 2019م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعي الأستاذ القانوني والمناضل الوطني علي محمود حسنين
- الإسلاميين وصفوف العساكر
- خطر تسيس الدين
- سدود الثورة المضادة لن تمنع نهر الحرية والتغيير من التدفق عل ...
- لماذا الهجوم علي الحركة الشعبية
- دلالات العودة التاريخية للحركة الشعبية ومآلات الوضع السياسي ...
- ماذا بعد رحلة العودة إلي السودان
- مايو علامة الثورة وميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان
- بيان الحركة الشعبية - ولاية سنار
- تعليق بشأن قرارات القيادة التنفيذية للحركة الشعبية لتحرير ال ...
- الديمقراطية الجديدة ونجاح الثورة السودانية
- رسالة إلي شباب مايرنو والسلطان علي محمد طاهر
- بيان - شباب الحركة الشعبية بمايرنو
- مشهد من السودان الجديد
- الديمقراطية في قواميس الأنظمة الدكتاتورية والإنتهازية وخيار ...
- ذكرى أبريل بين ميلادي وحلم الوطن
- أوقفوا العنف ضد الفولان ولندعم معا حملات السلام في بلاد مالي
- رسالة إلي السيد/ فضل السيد شعيب رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي
- السودان: بيان الحركة الشعبية بولاية سنار
- ملخص مبسط لبيان قوى نداء السودان


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - وحدة قوى الحرية والتغيير ضمانة تحرير السودان