أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - عن الحب أتحدث: أشجار المقابر-حبّ عربيّ 4-














المزيد.....

عن الحب أتحدث: أشجار المقابر-حبّ عربيّ 4-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 6233 - 2019 / 5 / 18 - 06:55
المحور: الادب والفن
    


أتخيلُ مكان كلّ قبر في هذه الحياة و فوق الرفات شجرة ما.. كم كانت المقابر ستبدو أجمل؟ كم ستصبح زيارة المقابر أشيع؟ وكم كنا سنحظى بحضن من أحببنا من جديد!

في مراحل السرطان الأخيرة، تبدأ خلايا الجسم بالاستسلام التدريجي للخلايا السرطانيّة..
تضعف المناعة حتى تتهاوى الحواجز ضد العوامل الممرضة أيضاً..
من الناس من لا يستسلم و يقاوم مستبسلاً، و نرى من حالات الشفاء ما يعجز الطب عن تفسيرها.. و في حالات أخرى.. يُستبَاح الجسم من قبل الأمراض، فتغادره الروح إلى مكان أفضل..
يؤمن كثيرون بكون المكان الآخر هو جسم حي آخر: إنسان، حيوان.. وردة.. أو شجرة!

تغيير ثقافة المقابر يخلق حيواتاً أفضل، تغيير التعامل البشري مع المقابر قد يدمغ ثقافة شعب بأكمله و يرفعنا من مصاف الشعوب المتخلفة بطرق عديدة…
المقابر ليست فقط خارج أجسادنا، بل قد نحملها فينا أيضاً...
***************

المقبرة في قلبك:
ما أبشع اغتيال الضحكات؟
ما أقسى أن ترى السهم اخترق روحك، فثقبها، ثم دفن قطعة منها في مقبرة قلبك…

الحب هو العنصر الأساس المفقود في المراحل الأخيرة للمرض النفسي.. مامن مرض نفسي ينتهي جنوناً إلا إن فقد الشخص تماماً تعاريف الحب و تمائمه…
مامن مريض يعنّد على العلاج و في يده تعويذة حب من أمّ.. أب.. قريب.. صديق.. أي قلب مزهر…

في قلب كل منا قبور لأحلام.. ذكريات حب.. آلام مشينا فوقها و أخرى اغتالت ضحكاتنا في لحظات كثيرة...

إن قررت أن تستسلم و تبني فوق القبور أحجاراً.. فتتجاهل حدوثها و تستمر في حياتك محاولاً حراسة مقبرتك، فلا يدخلها أحد و لا يضيء أيٌّ على ذكرياتها، فأنت تشتتُ إمكانيتك على الحلم من جديد.. وسيأكلك المرض النفسي.

أمّا إن أنت منحت الطب النفسي مفتاحاً إلى حياتك، فسيكبر الحب فوق قبور في قلبك.. شجرةً تضم الروح.. فتحلم من جديد..
مامن مرض نفسي يأكلك إلا إن قبلتَ أنتَ بدور حارس المقبرة…
***************

المقبرة في معدتك:
من منّا يعلم الحقيقة المطلقة؟ كيف لأي جاهل أن يعتقد بصحة دينه و ديدنه، فيما خلق الله مليارات البشر تحت تسميات/ألوان/ أديان و اعتقادات مختلفة…

يشترك البشر جميعاً، بكون استمراريتهم تفرض أساسياتٍ في هذه الحياة:
الماء.. الطعام.. الهواء و الجنس..
يحوّل الحب هذه الأساسيات إلى فعل يرتقي بغريزة البقاء و بالعقل إلى الأنسنة…

في حوار مع صديقة عزيزة من الهندوس- الهندوسية ثالث أكثر الديانات انتشاراً في العالم بعد المسيحية في المرتبة الأولى، ثم الإسلام ثانياً-
قالت لي أنها لا تأكل اللحوم لأن الحيوانات هي أرواح بشر في أجساد أخرى.. استندت إلى مبادئ علمي في عدم فناء الطاقة.. شرحت تفصيلاً، ثم أضافتْ:
- “أرواحنا تعود مجدداً ليس فقط كبشر.. أعتقد روحي ستتقمص في جسد كلب.. من نوع كلبك هذا..أحب الكلاب جداً”.

تخيلتُ نظرة البعض للحيوانات.. تخيلت أيضاً سخريتهم من النباتيين، و ابتسمت.

يقرض الكبت الجنسي وقت الشباب قرضاً و يؤطر أحلامهم و أفعالهم..
تتسخ مياهنا بالنفط و الطفيليات..
يملأ غاز المنتفعين الهواء.. تقطع الأشجار يومياً لمصالح شخصيّة..
تصب نفايات العالم في بحورنا و تدفن في صحرائنا..
كل ما سبق يجعل من اختيار الطعام الحريّة الوحيدة المتاحة لسكان المنطقة العربية…


يجنّ جنون العرب إن تدخل أحد في حميتهم الغذائية.. طبعاً، فنحن لا نختار ملكنا و لا حكوماتنا.. لا نستطيع التعبير عن رأينا في أي شيء في هذه الحياة إلا في الطعام.. ثم يأتي البعض و ينصح بحمية نباتية؟
كيف ستقبل العادات و التقاليد هذا؟ و الأهم.. اعتراضنا على ذلك سيسمح لنا بممارسة الحرية الوحيدة المتاحة: حرية اختيار الطعام- إلى حد ما-…

أعلم كطبيبة نفسيّة:
أنّ كثيراً من الأمراض النفسيّة تتحسن مع الحميّة النباتيّة، هذا نراه يومياً في عيادات الطب النفسيّ…
فيما تتغنى بعض الدراسات بكثرة الاكتئاب و القلق عند النباتيين.. تقترح الممارسة العمليّة للطب النفسي أن السبب في هذا هو الفقر ليس الحميّة النباتية بحد ذاتها.. كلنا نعلم أن الفقر في دول الشرق يخلق ناساً نباتيين بالإكراه.. لغلاء أسعار اللحوم، البيض و مشتقات الحليب.
من ينصحون بحمية نباتية، و يوّدون لو تتعمق الدراسات حول الطعام كسبب للسرطان و سبب لكثير من الأمراض الجسدية و النفسية.. يعلمون أن ثقافة نبذ العنف قد تكون البداية و أن ثقافة تقبّل الآخر تفتح أبواب الحريّات كما تصنع عقولاً تدرس التفاصيل، لكن أقصر الطرق إلى الوعي الذاتي و الغذائي هي الطرق الطبيّة.. خاصة طرق الطب النفسي و تعميق الوعي الذاتي.
*****************

أشجار المقابر:
زرعت فوق قلبي (عريشة) ياسمين، كلما كثرت خيباتي.. تُزهر، فاستمر...
ازرعوا فوق قبري شجرة كرز.. الأطفال يحبون الكرز، و أنا أحب الأطفال.

الحب لا ينتهي أبداً.. يستمر بعد الجسد.. هو معنى من معاني الروح التي ندركها كبشر، و يحق لنا التوصية بها بعد الموت…
عندما نوّدع حبيباً ما و ندفنه.. مجحف حقاً أن نبني فوقه حجراً.. مؤسف أن نجعل من المقابر مكاناً مخيفاً موحشاً…

المفجع أكثر: أن تجعل من معدتك مقبرة.. و من قلبك مقبرة..
الجأ إلى طب التغذية لتوازن غذائك.. اقرأ عن الحمية النباتية و فوائدها…
الجأ إلى الطب النفسي، لتتحول من حارس قبور إلى صائغ أحلام…

تخيلْ مكان كلّ قبر في هذه الحياة و فوق الرفات شجرة ما.. المقابر تبدو أجمل ولا وداع بعد اليوم...


يتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العنصريّة أتحدث: ثلاث صفعات على القلب- حب عربي 3-
- ملح و لحم - حب عربيّ 2-
- الله الذي أحب -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 19-
- عن العناكب و الحب - حبّ عربيّ 1-
- (المسلمون): أول الجناة و آخر الضحايا…
- الرسالة التي لم تُرْسَلْ بعد -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي18 ...
- ثلاث حكايات من الزُهرة- -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي17-
- أفضل الحلال الطلاق..بالثلاثة...
- سندريلات- -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي16-
- دوبامين أم أنسولين- -الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي15-
- من المكان الذي تنتظر فيه الشياطين -عليّ السوريّ- الجزء الثان ...
- عناوين القمر والشمس-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي14-
- كيف يتنزّل القرآن على شعوب لا تفهم في الكنايّة؟-عليّ السوريّ ...
- من المكان الذي ينظر منه الله- عليّ السوريّ: الجزء الثاني 9-
- جَلْدُ الذات-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 13-
- مُسَلَّمَات: الطرف الثالث-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي12
- -اقرأنّ- الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 11
- سفاح المحارم النفسي -الاينمشمنت- : الطبّ النفسي الاجتماعي- ح ...
- اسرائيل و القضايا العالقة-عليّ السوريّ: الجزء الثاني 8-
- جنون العَظَمَة- الطبّ النفسي الاجتماعي- حكايتي 9


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - عن الحب أتحدث: أشجار المقابر-حبّ عربيّ 4-