أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - عبد الحسين ابو شبع راية حسينية حمراء في سماء النجف















المزيد.....

عبد الحسين ابو شبع راية حسينية حمراء في سماء النجف


حسين سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 6221 - 2019 / 5 / 5 - 03:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبد الحسين ابوشبع راية حسينية حمراء في سماء النجف

هاهي النجف تزيح ستارة النسيان عن النصب التذكاري للشاعر عبد الحسين ابو شبع بعد عقود اربعة من وفاته ، لينتصب في وسط مدينته شاهدا على عصره ، معلنا دخول مدينة النجف حقبة جديدة من تاريخها اعادت فيها الاعتبار لبعض رموزها الوطنية التي بذرت في ارضها روح مقاومة الظلم والانتصار للحق والعدالة الاجتماعية ، وترتفع راية هذا الشاعر في النجف حرة خافقة في سمائها معلنة بدء هذه الحقبة الجديدة ...، نعم هذه هي دورة الزمن ، فقد يذهب الزبد جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الارض .
ان امكانية تلمس مظاهر التغير الثقافي في هذه المدينة ليس عسيرا ، فقد اشيد فيها نصب الشاعر المناضل دعبل الخزاعي واصبح مركزا للشارع الثقافي وللثقافة النجفية الحديثة ، حيث يجتمع المثقفون يوم الجمعة لبيع كتب الحداثة او حضور محاضرة كان الممنوع يحاصرها في فترة قريبة سابقة .
كما اطلق على احد شوارعها اسم الشهيد حسين محمد الرضي الموسوي (سلام عادل ) . وهو شارع لايبعد عن مكاتب العلماء والمراجع الكبار ، ويمتلك ذلك رمزية خاصة في هذه المدينة ذات الطابع الخاص والتي تخرج منها اكبر المراجع واكبر السياسيين الوطنيين .
نعم هذه هي دورة الزمن ... لقد اعادت المدينة مرة اخرى ماضيها المنسي متجاوزة الممنوعات السياسية والممنوعات الاخرى لتعيد الاعتبار لاهم شعرائها وشخصياتها الوطنية الذين اعطوا لهذا الوطن قرائحهم وحياتهم وتجاوز ابداعهم ليعم اجيال عديدة ويتجاوز حدود الوطن . فكم من السنين تم تناسي قصيدة الجواهري ( امنت بالحسين ) ؟ ليس لعاهة ما في القصيدة ولازلة اصابتها ، فهي من عيون الشعر العربي ، وافضل ماقيل عن الملحمة الحسينية ، وحاول تقليدها من اتى بعده فلم يصلوا الى قمتها ، تناساها البعض فقط لان قائلها الجواهري الذي رفض التقليد ونزع عمته وحطم اسوار الاحتفاظ التي لم تتمكن من حبسه فيها ، فهو شاعر اكبر من اجوائه المتزمته ، واوسع من الحدود المفروضة ، فلم يطق المحرمات والخطوط الحمراء والمقدسات الزائفة ، فحلق بشعره الى اجواء حرة فابدع فيها وقال ماقاله في تلك القصيدة . لقد قاطعوا تلك القصيدة لان خلفها الجواهري الذي لم يستطيعوا سجنه في التقليد الممل ، فتمرد ، فقاطعوا هذا المتمرد لكن القصيدة ظلت ابقى واقوى وامضى منهم ، فقرأها متمرد آخر ( الخطيب السيد حسن الكشميري ) على المنبر في مدينة قم الايرانية في العقد التاسع من القرن الماضي ، فانهارت بذلك اسوار التحفظ والممنوعات الواهية مرة واحدة وكأنها كانت على موعد مع تلك اللحظة ، فتبناها من كان يدين قائلها ويعيبه عليه افكاره وحياته .وهاهي موشاة في الاضرحة ويستشهد بابياتها اكبر المراجع . ويطلق اسم هذا الشاعر على اهم شوارع النجف ومازال الحديث عن نصبه الاستذكاري مورد تردد من سلطة المدينة .
عندما نتكلم عن عبد الحسين ابو شبع فاننا نتكلم عن المنبر المقاوم لظلم السلطة والمحرمات الشكلية المجتمعية ، نتكلم عن المنبر السياسي الواعي والحر ، لقد قاوم السلطة وممنوعاتها بالكلمة الحرة ... قاومها لاخر نفس من حياته ، واوجعها بقوة كلماته وتحريضة المستتر لاعتى دكتاتورية عرفها العراق . اخرج عبد الحسين القضية الحسينية من قوالب الجمود والتقليد البكائي السلبي المتوارث وصبها في قالب حي حديث من التحدي اوقد فيه شرارة الثورة المستمرة المتطلعة الى حرية وكرامة الانسان واصلاح شأنه ضد التدين الزائف الذي تلبسته حكومات الطغاة وعلى رأسها حكومة معاوية ويزيد .
لقد جعل المنبر الحسيني منطلقا له ولافكاره في اشاعة قيم العدالة الاجتماعية ، فاعاد طرح قضية العدالة الاجتماعية من مصادرها الاولى وربطها بالواقع فتجمع حوله منشدون (رواديد ) جذبتهم شاعريته وفيضه وتنوعه وحسه الوطني اليساري الغالب ، فقد ربط قضية الحسين ع بنضال الفقراء وتطلعهم الى الاصلاح والحرية وتغيير المعادلة لصالحهم لانهاء الظلم الذي عانوا منه طويلا ، ولم يك بين هؤلاء المنشدين بعثي ولا متأسلم سياسي واحد . كما شاعت بين جماهير منبره هذه الحقيقة فكان تجاوبهم مع شعره واعيا ، وامسوا يعرفون تورياته ورموزه ، فيتوقف المثقفون والافندية لسماع شعره انبهارا باسلوبه الجديد وموضوعاته الحديثة ، وغالبا ماكانوا يرافقونه في المقهى وفي المجالس . ويتوقف في الجانب الاخر افراد من الامن لتسجيل مايبتعد عن مسطرة المسموح ويوغل بالرموز الخطرة التي تهدد سلامة الطغمة الحاكمة ، ويحاولون ربط الاسماء ببعضها فهو ربما يعني بالقاسم عبد الكريم قاسم تورية ، او ربما يوحى اسم الحسين الى حسين الشبيبي او حسين الرضي على طريقة مظفر النواب عندما قال (يحزب حسين ماتنساش حكنة وحك المناطر اخذهه مناحر مناحر ) .
لم يطق بعض المنشدين (فاضل الرادود) الالتزام بحدود رموزه فتاخذه الحماسة للخروج عن النص لتطعيمه بشعر سياسي وملاحظات مباشرة ، ويطلب منه اخر ( حسوني شيحان ) ردات اكثر مباشرة في انتقاد السلطة العارفية ، فجاء خصيصا لهذا الغرض من السماوة لكنه لم يجد الشاعر عبد الحسين حينها في النجف فيلتقي بالشاعر عبد الرضا الشكرجي ليأخذ منه الردة المشهورة ( سجل يا أمن واخبر مشيرك لو ثار الشعب شنهو مصيرك ) .
لا ادري من سبق من في العمل السياسي المرحوم شهيد ابو شبع ام عبد الحسين ابو شبع ، فقد جاء في مذكرات المناضل صاحب الحكيم ( انتمى الشاعر المبدع الشيخ عبد الحسين ابو شبع للحزب الشيوعي في النجف ، وكان فيه عضوا بارزا قبل ثورة تموز 1958 ، ثم اصبح عضو لجنة رجال الدين الحزبية ، وقاد خلية من رجال الدين وهم خطباء المجالس ، وكان اسمه الحزبي علي ) . واصبح فترة في المقاومة الشعبية .
ان ظاهرة انتماء رجال الدين ( عددهم 33 حسب ماذكره الدكتور عبد الحسين شعبان ) الى صفوف الحزب الشيوعي هي ظاهرة جديرة بالدراسة والتمحيص ، فماالذي جذب هؤلاء للعمل السياسي تحت راية هذا الحزب ؟ وماهي المشتركات التي تجمعهم ؟ هل هي الوطنية ام العدالة الاجتماعية التي رفعها هذا الحزب عاليا تحت اسم الاشتراكية ؟ لقد كون هؤلاء نظرة خاصة عن شيوعيتهم ، فقد جلبوا زهد الامام علي وبطولة الامام الحسين وصبر الامام الكاظم في السجون لكي ينسخوا مقاربات معهم ويجعلوهم قدوة حسنة . وها هو الشاعر عبد الحسين ابو شبع يضع هؤلاء القدوة امامه ليصنع قصيدة هي مزيج من هذا وذاك ، وهو سر من اسرار ابداعه الذي جذب به المثقفين وخدام المنبر الحسيني وجماهير العزاء من الكادحين .
ان الشاعر عبد الحسين هو من الظواهر الفريدة التي جمعت جوهر الدين بالوطنية الحقة والفكر الجديد ، واثبت بأن لاتناقض بين دعوته للعدالة الاجتماعية والدين الذي دعى اليه الامام علي والحسين فهو اقرب والصق بهم وبالارض والناس من التدين السياسي القطبي والتكفيري ، كان يؤكد على دين التسامح والعقل ، الدين المفيد لدنيا الناس وصلاحهم وليس تدين التفجيرات والفساد والحروز والبخور . لقد تمثل عبد الحسين ابو شبع بما قاله لاحقا الدكتور عبد الحسين شعبان بأن ليس شيوعيا من يعادي الدين ، واضيف لذلك بأنه ليس دينا من يعادي الوطن والوطنيين .

انني في الختام اشد على يد الوجيه حيدر شعبان الذي كسر تردد السلطات المحلية ، وبادر في التبرع باقامة النصب على نفقته الخاصة ، ووجد من يتحمس لهذه الفكرة من نحات ( نجاح ابو غنيم ) ومتبرعين آخرين ( الشيخ فارس سميسم ) ومحتفين بهذه المناسبة فتحقق ماكنا نصبو اليه ، ونحن ننتظر مبادرات اخرى من وجهاء النجف لانشاء نصب خاص لشاعر العرب الاكبر الجواهري والرموز الوطنية الاخرى .



#حسين_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امستردام تحتفي بالمفكر الدكتور عبد الحسين شعبان
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء / الاستيلاء على التركة
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء/ التحول
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء
- نحو جبهة ثقافية علمانية
- القوى المدنية وانتخاب مجالس المحافظات
- مستجدات الانتخابات العراقية
- زواج القاصرات الاصل الديني العقلي
- زواج القاصرات الاصل الديني الروائي
- زواج القاصرات الاصل الديني القراني
- زواج القاصرات الاصل السياسي
- السيد كمال الحيدري بين الربوبية واللاأدرية
- الصدام السلفي الاخواني قضية قطر
- فيلم مولانا والصمت المطبق
- أهداف ومستقبل البنوك الاسلامية
- آلية عمل البنوك الاسلامية
- بنوك الاخوان
- البنك اللاربوي في الاسلام
- مبررات الانتقال من الحرام الى الحلال
- الربا بين الحرمة والاباحة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - عبد الحسين ابو شبع راية حسينية حمراء في سماء النجف