أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - مراجعات فى التاريخ !














المزيد.....

مراجعات فى التاريخ !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6215 - 2019 / 4 / 29 - 05:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سايكس بيكو كان اهم حدث سياسى حداثى تقدمى فى تاريخ المشرق العربى.و عمل سياسى

توحيدى بامتياز و ربما يكون قد اجل ظهور داعش مائة عام .

اقدم هذه الرؤيا عى ضوء مراجعتى للتاريخ العربى الحديث . وهى قراءة تشبه الذى ينقب عن حبات من القمح وسط كومة اعشاب بسبب الكم الهائل من ثقافة التمنيات و الافتراضات و الضخ الشعاراتى الانشائى الذى تضمن قراءتنا للتاريخ .لكن لا مناص فى راى ان نتحرر من الرؤى الايديولوجية للتاريخ.و السعى لفهمه كحدث موضوعى بعيدا عن اطنان التجميل الايديولوجية التى تم اغراقنا بها طوال عقود عديدة.القراءة الايديولوجية قراءة ماكرة لانها تبدو جميله كونها تلتقى مع الاحلام و التمنيات لكنها تفتقد فى اعتقادى الى فهم التاريخ كحدث موضوعى.لانها تركز على التاريخ الايديولوجى و ليس على التاريخ كحدث موضوعى و هذا ما يبعدها عن الحقيقة .ولذا اسعى هنا لنقد هذه القراءة لاجل فتح الافاق نحو رؤية اكثر انفتاحا على فهم تاريخنا الحديث.لا يمكن فهم احداث التاريخ بدون معرفه السياق الذى تمت فيه .و عدم معرفة السياق التاريخى يسهل الوقوع فى خطا التفكير الانتقائى.و هو نمط خاطىء فى اعتقادى لانه يبنى فرضيات على اساس انتقائى.

اولا سايكس بيكو جاء فى ضوء الانتصار الوشيك للحلفاء فى الحرب العالمية الاولى. حيث قسموا البلاد المحتلة التابعة لاعداءهم الذين خسروا الحرب و ليس فقط الاراضى التى كانت تتبع السلطنة العثمانية.اى ان التقسيم جاء على خلفية ثقافة حرب امبريالية و ليس فقط عملا لا سابقة له موجه فقط للعرب.اهمية هذا القول لانه يحرر الاذهان من فكرة الاستهداف الابدى للعرب من قبل الغرب الذى تم تغذيته من قبل الحركات القومية العلمانية فى السابق .و استفادت منه كثيرا حركات التطرف الدينى التى ظهرت فيما بعد منتجة عمى بلا حدود ..
.لا اقصد بالطبع القول ان بريطانية و فرنسا كانتا تنويان مساعدة المشرق, لانهما دول عظمى و تفكر بمصالحها كباقى الدول العظمى .لكن الايديولوجية العربية الحديثة قرات الحدث قراءات افتراضية و بنت على القراءة الافتراضية بعض من ترسانتها الايديولوجية مثل حالة القوميين العرب على انواعهم و القوميين السوريين .

الافتراض الاول هو الزعم ان فرنسا و انكلترة قسما المشرق .اى ان الامر يشبه تقسيم المانيا فى الحرب العالمية الثانية.و هذا امر لا يستقيم مع التاريخ. كانت المانيا كيانا سياسيا واحدا عندما تقسيمها .المشرق لم يكن موحدا ككتلة سياسية واحدة.كان موحدا ضمن اطار الدولة العثمانية التى وحدت مع المشرق بلادا عديدة مثل بلغاريا .اى ان التوحيد كن عملا قسريا من جانب قوة عظمى .هذا بالطبع ان تجاوزنا تحليل مفهوم التوحيد لانه مفهوم يفتقر الى الوضوح حسب اعتقادى و يحتاج الى بعض التدقيق .و على كل حال ان مسالة توحيد المشرق ليس امرا جديدا فقد وحده المماليك من قبل باستثاء العراق التى كانت تخضع للنفوذ الفارسى و وحده الرومان و اليونان الخ. هذا عدا ان المشاعر الوطنية لم تكن واضحة فى كل المشرق حيث تداخل العاطفه العربية الغامضة مع المشاعر الدينية الاسلامية.بهذا المعنى ان مفهوم شعب بالمعنى الحديث هو مفهوم جديد على العرب .

ما حصل فى الواقع ان سايكس بيكو اوجد كيانات وطنية حديثة.و قبل هذه الكيانات كانت هناك ثقافة العشائر و القبائل و ليس المواطنيين .و حتى الملك العراقى فيصل كان قلقا ان كان بامكانه خلق وطن من العشائر العراقيه .و بكلام اخر لقد وحدت تقسيمات سايكس بيكو المشرق بان حولته من مجموعات بشرية غير متجانسه بالمعنى الحداثى الى اوطان يشعر فيه المرء انه ينتمى الى وطن محدد.اما القول انها اوطان اصطناعية فن الرد على ذلك ان كافة اوطان الدنيا تمت بطريقة اصطناعية .اى من خلال عمل سياسى سواء عن طريق العنف او سواه من الوسائل.وبوضوح اكثر خلقت تقسيمات سايكس بيكو الوطنية الحديثة التى لم تكن موجودة فى كل اقطار المشرق التى تم خلقها كاوطان .و البحث عن اسس تاريخية لتبرير هذه الكيانات تم فى مراحل لاحقة.و باستثناء جبل لبنان حيث اختلط الانتماء الدينى المارونى بالتحديد بحكم تمايزه التاريخى بالانتماء الى جبل لبنان .

.اما باقى الاقاليم فلم يكن هناك اى انتماء وطنى بالمعنى الحديث قبل تقسيمات سايكس بيكو .و لو قلنا على سبيل الافتراض ان الدول الكبرى قررت ان تعمل المشرق كيانا واحدا لكانت الانتماءات الوطنية مختلفه على الاغلب عما هى الان .تقسيمات سايكس بيكو ادخلت مفهوم الوطنية الحديثة الى المشرق .صحيح انها قسمت بلاد المشرق التى لم تكن اصلا موحدة لكنها من ناحية اخرى وحدت اقسامها عن طريق خلق دول حديثه .فما كان بوسع العرب بناء دولة حديثة لانهم كانوا يعيشون ضمن عقلية حكم السلاطين .و مفهوم الدولة الحديثة كان من الامور الغائبة عنهم باستثناء نخب صغيرة جديده امتلكت المفهوم بصيغته العامة.و ربما حمت سايكس بيكو من ظهور داعش التى كان من الممكن ان تظهر و يظهر معها شعارات الفكر الدينى و الثقافة السياسية التى تنتمى لمرحلة ما قبل الحداثه مثل مفهوم الخلافة الخ .و انهيار الدولة الوطنيىة الحداثية الان سمح للفكر الدينى المتخلف ان يظهر و يقوم بما يقوم به.و اعتقد انه كان سيظهر قبل مائة عام لولا وجود الدولة الوطنية الحديثة.و اكثر من ذلك كان بوسع الدول التى تشكلت ان تبطل الاثار السلبية لسايكس بيكو لكن النخب الحاكمة كانت متخلفه و انانية و غارقة فى الكلام الانشائى الشعاراتى .انها هى المسوؤلة بالدرجة الاولى عن الجوانب السلبية فى سايكس بيكو .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى جذور التمزق فى المشرق العربى
- فى موضوع صناعة الكتابة!
- ن نظرية القابليه لللاستعمار الى نظرية الاستحمار الى نظرية ال ...
- لذين يتربون و يعيشون فى بلاد تعتمد الطائفيه هم طائفيون بالضر ...
- كم نحتاج للامل و التفاؤل !
- عن شكسبير!
- دفاعا عن صلاح الدين الايوبى
- خطورة التفكير ( البانالى)
- عن العرب فى اوروبا
- صراع الخير و الشر !
- المواقف القاتلة
- ماساه غياب الموضوعيه فى التفكير العربى
- هل ما زال للفلسفة دور فى زمن العولمة؟
- حقائق الحياة تنتصر فى نهاية المطاف !
- عن الربيع عن روما و عن الحياة !
- المثقف و السلطة
- الشعوب تثور لكنها لا تغير الواقع!
- عن زمن غابر !
- الحاجة الملحة الى قراءات نقديه موضوعيه !
- هل تريد سجائر صربية ام كرواتية؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - مراجعات فى التاريخ !