أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي - سلامه ابو زعيتر - التناقض بين الفكر والممارسة في حماية الحقوق العمالية















المزيد.....

التناقض بين الفكر والممارسة في حماية الحقوق العمالية


سلامه ابو زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 6209 - 2019 / 4 / 23 - 18:25
المحور: ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي
    



التناقض والثنائية معادلة كونية لاستمرارية الحياة البشرية، فالتعددية والخيارات المفتوحة تتيح المجال للإنسان للتفكير والابداع والتوسع والمفاضلة بين وجهات النظر لتطوير حياته، وخياراته نحو الافاضل، ولكن؟!! أن يكون التناقض بين الفكر والممارسة في الجسم الواحد، فهذه الحالة تحتاج لإعادة نظر، ومكاشفة حقيقية للتدخل وعلاجها، فهي مرض سلوكي وحالة من الشيزوفرينيا والأنومي وعدم الاستقرار التي تضر بأي كيان يمارسها، هنا وفي هذا المقال سأتناول ظاهرة بدأنا نلمسها في العمل النقابي ونلاحظها بشكل يومي، وهي استمرار انتهاك واهدار الحقوق العمالية والتغول على مصالحهم وتعظيم الأرباح والمنافع على حسابهم، وهذا طبيعي في ظل استمرار حالة الصراع الطبقي مع المشغلين ولكن!! من غير الطبيعي أن يمارس هذا السلوك مؤسسات حزبية تقدمية ومدنية واجتماعية وحقوقية ووطنية، ومن رياديين في العمل الاجتماعي والمدني والسياسي، ومن أصحاب الفكر التقدمي والديمقراطي والوطني، الذين يتصدرون المشهد في النضال الطبقي والاجتماعي والديمقراطي...، وبعيدا عن التجني أو المزاودات، فلا يجوز أن تكونوا رأس حربة في تبني ودعم نضالات الحركة النقابية، ومساندين لحقوق البروليتاريا في صراعها الطبقي؛ وبالممارسة العملية في إدارة مؤسساتكم، تكونوا أسوأ من بعض المشغلين المستبدين والمستغلين في القطاع الخاص الذين يعظمون أرباحهم على حساب دماء وعرق وحقوق العمال وكرامتهم،...
في محاولة لتحليل وفهم واقع هذا النوع من المؤسسات التشغيلية ومدى تطبيقها لمعايير العدالة الاجتماعية وحماية حقوق العمال، نجد هناك انتهاك صارخ وتغييب للدور النقابي، وتغليب المصالح المادية والمنافع على حساب الفكر والايديولوجيا في الممارسة الفعلية في هذا الجانب المتعلق بالعمال وحقوقهم، فهذا التناقض العجيب يدعو لوقفه جادة وضرورة لتقدير الموقف ومحاسبة، وإعادة برمجة الواقع والسلوك، لخلق حالة من التوازن بين الفكر والممارسة، وخاصة بتعزيز قيم ومبادئ العدالة الاجتماعية والحوكمة والحريات والممارسة الديمقراطية، وحماية الانسان كقيمة ونوع ورأس مال اجتماعي منتج، وصون حقوقه الإنسانية والقانونية التي تحفظ كرامته وهنا سألخص بطرح بعض الأفكار بشكل نقدي، والتي يمكن البناء عليها، وتعديل السلوك، والموائمة بين الفكر والممارسة بخطوات عملية لتحسين الأداء، والتطوير الإداري والمهني على النحو التالي:
- على المؤسسات العاملة في العمل المدني والأهلي وخاصة المحسوبة على القوى الديمقراطية والاشتراكية والتقدمية والإسلامية والحقوقية والوطنية، يجب أن تكون نموذجا في إعمال القانون والحقوق والحريات النقابية، وفسح المجال أمام العاملين والموظفين لتشكيل لجان عمالية وأجسام نقابية تمثلهم بشكل مهني، وتمارس حقها في النضال النقابي والاجتماعي بعيدا عن أي تأثيرات حزبية، فاستمرار تغليب المصلحة، وخلط الأدوار الحزبية مع المصالح والحقوق العمالية، وخاصة في تقدير الموقف بالنظر والبت في الحقوق النقابية، يساهم في اهدار وانتهاك الحقوق الفردية والجماعية للعاملين، وهذا ما نلمسه حاليا من خلال ممارسة العمل النقابي وتبني قضايا ومشاكل العمال في ظل هذه البيئة المشوهة، والتي تحتاج لمصداقية ومطابقة بين الفكر والممارسة والقول والفعل..." كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" صدق الله العظيم .
- تعزيز العدالة وصون الحقوق الاجتماعية للإنسان وخاصة العمال، واجب وضرورة للبناء الاجتماعي والوطني - فلا تنمية ولا تطور ولا بناء- بعيدا عن الانسان القادر على القيام بواجباته والمتمتع بصحة قوية في بيئة مناسبة، وهنا أود الإشارة لمسلسل انتهاك الحق القانوني المنصوص عليه في قانون العمل واللوائح الداخلية للمؤسسات، فتناقض عجيب بين القول والفعل يمارس في تلك المؤسسات التشغيلية الممتدة لأحزاب وقوى سياسية وإسلامية ووطنية، فمنها: التقدمية والريادية والحقوقية والخدماتية...الخ، فتحمل شعارات العدالة الاجتماعية والانصاف، وتستنزف الحقوق العمالية الاقتصادية أو الاجتماعية المنصوص عليها بالقانون واللوائح، فظروف وشروط العمل فيها ليست نموذجية أو متميزة عن غيرها وأحيانا أقل بكثير، وعلى سبيل المثال: بعض الأجور للعاملين أقل من الحد الأدنى، وبيئة عمل غير أمنة أو مستقرة، والمعاملة في علاقة العمل في ادنى مستوى وأحيانا تتخطى القيم الإنسانية وتتجاوز الخطوط الحمراء والضوابط الاخلاقية وتمس بكرامة العمال، ...والأسوأ ما لمسناه في هذه الأيام، وهو محاولات تجريد الموظفين من حقوقهم القانونية لحظة انتهاء علاقة عملهم، وتجد القائمين على تلك المؤسسات يستخدمون كل الأساليب والوسائل في محاولة لحرمان العمال والموظفين من أي حقوق وامتيازات ومكتسبات، وتصل أحيانا للادعاء علي العامل والموظف لإدانته وتجريمه؛ في محاولة لملاحقته قانونيا وتغريمه مبالغ مالية كتعويضات للمؤسسة، - غريب وعجيب أمركم إيها التقدميون والديمقراطيون؟! ...عذا!! فمنكم من بلغ باستغلاله واستبداده أجشع الرأسماليين وتفوق عليهم، هنا أقصد من يدعي الديمقراطية والتقدمية والريادية والإنسانية وليس له أي علاقه بها، ويلبس ثوبها الدين والعفة ويتناقض مع فكره بسلوكه اليومي وممارسته الفعلية، هنا ادعو الجميع لمراجعة سريعة وقراءة حقيقية للأوراق بعيدا عن العاطفة، فالأصل أن تكون هذه المؤسسات عنوان للأنصاف والعدالة, وتحمي وتصون الحقوق العمالية بشكل عملي حتى لو كان على حسابها، بالتمييز الايجابي لصالح العامل أو الموظف لتكون نموذجا وقدوة لا سيف مسلط على رقاب العمال هم الأضعف في معادلات العمل والمغلوب على أمرهم في ظل هذه الظروف وعدم التوازن بين العرض والطلب في سوق العمل.
- الأصل تجسيد الإدارة الرشيدة وتطبيق مبادئ ومعايير الحوكمة في العمل، وخاصة التي تتعلق بعلاقات العمل والحقوق، وهنا يجب مراجعة اللوائح والنظم الإدارية والمالية وتعديلها وفق المعايير والقوانين ومبادئ حقوق الانسان لتكون نموذجا حيا، ينظم عمل المؤسسة وعلاقاتها المهنية، وخاصة التي تتعلق بالعمال والموظفين بهدف توفير الأمان والاستقرار الوظيفي، فلا يجوز أن تكون الدعوات والاجتماعات والاجتهادات بقصد لإهدار الحقوق, ووضع الخطط لانتزاع المكتسبات السابقة، ومحاولة تحميل الأوضاع الاقتصادية والعجز المالي في المؤسسات للعمال وتغطيتها على حساب حقوقهم، -ليس هكذا تورد الابل- فالأصل حقوق العمال هي حقوق ممتازة، وآخر ما يمكن المس به في ظل أي تعثر مالي أو ظروف قد تمس ببيئة العمل، فمكتسبات العمال وحقوقهم المالية وخاصة الاجر والمكافأة حقوق أصيلة وذات أولوية... ..
- إن تعزيز مبدأ الثواب والعقاب بشكل مهني ووفق الأصول، لتصحيح وتطوير العمل المؤسساتي في المنشآت التشغيلية ذات الامتداد الحزبي( التي تتبع قوى وأحزاب سياسية وإسلامية ووطنية ) ضرورة وواجب في هذا الظرف، وذلك من خلال أن تعيد تلك القوى والأحزاب والمؤسسات النظر في سياساتها وسبل الرقابة والمتابعة لمؤسساتها، وخاصة فيما يتعلق بالحقوق العمالية وعلاقات العمل، فانتهاك الحقوق الاجتماعية، وصمة عار في جبين مرتكبيها، وستلاحق الجميع، وسيتحمل نتائجها قيادات تلك الأحزاب والقوى والمؤسسات، فالمجتمع والناس قادرين على فهم الأمور والملاحقة والمحاسبة بكافة أشكالها القانونية والسياسية، وخاصة في أي انتخابات قادمة أو في محاولات التوسع بالعضوية الحزبية والامتداد الشعبي.
ان الانسجام بين الفكر والممارسة والتكامل هو ما يحدد الهوية السياسية والوطنية والاجتماعية لأي كيان قائم، وقد حاولت في هذا المقال التحدث بعموميات ونصائح للإرشاد والتوجيه، فالهدف هو التعزيز الإيجابي ومواجهة التحديات وتحويلها لفرص، وعلاج الإشكاليات التي أصبحت ظواهر تعاني منها تلك المؤسسات، والتي تخلط بين الأدوار، وتتجاوز الخطوط الحمراء والاخلاقيات المهنية بانتهاكها حقوق العمال، برغم تبنيها شعارات العدالة الاجتماعية، وفهمها الحقيقي لطبيعة الصراع الطبقي، الا انها تمارس عكس قناعاتها وأيدولوجيتها وما تنادي به، فالأصل أن تكون ريادية في حماية وصون الحقوق، ونموذجا وعنوانا يقتدى به في تنظيم علاقات العمل وحماية مصالح العمال وحقوقهم، وتقوم بتسهيل الإجراءات لإنشاء نقابات ولجان عمالية مهنية فيها لتدافع عن مصالح من تمثلهم بشكل مجرد ومستقل وبحرية بعيدا عن أي حسابات، فحتمية العمل النقابي هي الأصل في الدفاع عن حقوق العمال وكشف الحقائق وفضح من ينتهك الحقوق ويظلل الناس بشعارات مزيفة.
أخيرا على العاملين والموظفين ممارسة حقهم بالعمل بشكل جدي لتشكيل لجان نقابية ونقابات عمالية مهنية مستقلة بعيدة في إداراتها عن اتجاهاتهم الحزبية وميولهم، لتكون قادرة على الفصل بين الانتماءات السياسة ودور النقابي، بحيث تستطيع الدفاع عن مصالح وحقوق العاملين والموظفين في تلك المؤسسات، والتواصل مع النقابات العامة القطاعية والاتحادات النقابية والعمالية لبناء قوة عمالية قادرة ومؤثرة للدفاع عن الحقوق وصون الإنجازات، وبهدف خلق حالة من التوازن بين الكفاءة والفعالية الإدارية، والحقوق العمالية ولتحسين شروط وظروف العمل، ولتكون رافعة وطنية ومدنية لتحقيق التنمية والتطوير والبناء الوطني.
• رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية



#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية النقابية مدخل للتغيير والبناء
- التعصب يقهر العمل والانجاز
- يوم الارض لتجديد العهد
- موظفي البطالة الدائمة بين الوعود وضياع الحقوق
- الاعلام النقابي ضرورة عمالية
- شبكات التواصل الاجتماعي بين الحرية والتعدي
- معايير العمل اللائق والنوع الاجتماعي
- نشأة الحركة النقابية الفلسطينية حتى عام 1967
- الاونروا من تشغيل اللاجئين لتشرد وطرد الموظفين
- مفهوم الادارة النقابية الرشيد
- دور النقابات العمالية العربية في عملية الانتاج
- دور النقابات العمالية العربية في التنمية البشرية
- التحديات والمعيقات التي تواجه النقابات العمالية العربية في ا ...
- تطويرالنقابات العربية ضرورة وحاجة لخدمة العمال وتنميتهم
- السلامه والصحة المهنية ودورها في التنمية البشرية والحد من ال ...
- التدريب المهني حاجة وضرورة تنموية
- التطرف الديني من منظور اجتماعي
- المفاهيم المغلوطة للعمل النقابي تقيد حريته
- مبادرة ومقترح عملي لتشغيل الشباب
- التطوع من قيمة اجتماعية لاستغلال وظيفي


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في منع الطبقة العاملة من قيادة الثورة. / التيتي الحبيب
- الحركة النقابية للشغيلة في تونس وتلازم البعدين الوطني والاجت ... / خميس بن محمد عرفاوي
- الاتحاد العام التونسي للشغل والشراكة في بناء الدولة الوطنية: ... / عائشة عباش
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من مطالب الحركة العمالية / سعيد العليمى
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ... / عيبان محمد السامعي
- الحركه النقابيه العربيه :افاق وتحديات / باسم عثمان
- سلطة العمال في ظل الأزمة الرأسمالية / داريو أزيليني
- إيديولوجية الحركة العمالية في مواجهة التحريفية / محسين الشهباني
- الحركة النقابية في افريقيا وميثاقها / كريبسو ديالو
- قراءة في واقع الحركة النقابية البحرينية / إبراهيم القصاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي - سلامه ابو زعيتر - التناقض بين الفكر والممارسة في حماية الحقوق العمالية