أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - رأي - ليكن نشيدنا الوطني, نشيد مباديء وقيم لا هتافات ونقم !















المزيد.....

رأي - ليكن نشيدنا الوطني, نشيد مباديء وقيم لا هتافات ونقم !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6204 - 2019 / 4 / 18 - 07:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنوعت المقترحات حول اختيار نشيد وطني عراقي بالصميم, كلمات وموسيقى بدل " نشيد موطني " الذي كتبه الشاعر الفلسطيني " ابراهيم طوقان " والذي لحنه الموسيقار اللبناني " محمد فليفل ", والمعتمد رسمياً كنشيد وطني.
واختلفت الآراء حول ابرز مقترحين للنشيد الوطني, وهما : نشيد مُغنى بصوت الفنان كاظم الساهر" سلام عليك... على رافديك عراق القيم...." وهو من شعر الشاعر أسعد الغريري وبين قصيدة شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري " حييت سفحك عن بعد فحييني... يا دجلة الخير يا أم البساتين..... "
المقترحان يشتركان بسمّة سهولة الحفظ وهي خاصية مطلوبة في أية صياغة لكلمات النشيد الوطني المنشود, ليسهل ترديدها من قبل كل مواطن مهما كان مستواه الثقافي وفي مختلف المناسبات.
اما في مجال موسيقى النشيد, فمن خلال استعراضي للأناشيد الوطنية لدول كثيرة من مختلف اصقاع العالم وجدت انها تستقي موسيقاها, بالأساس, من مارشات عسكرية لبث روح حماسية ترفع من شحنات مشاعر الفخر الوطني او من مقطوعات موسيقى كلاسيكية لها علاقة بالتراث الوطني للبلد المعني... وفي نظرة الى تاريخ الأناشيد الوطنية العراقية, الملكية منها والجمهورية, فأننا سنكتشف انها أُنشدت ايضاً على أساس مارشات عسكري.
لا يعرف أحد بالضبط ما يمكن ان تكون عليه اغنية المطرب كاظم الساهر بكلمات الشاعر اسعد الغريري, فيما لو أُعيد تلحينها على شكل مارش عسكري, وهل ذلك ممكن بالأساس, وكيف سيكون وقعها على المسامع ؟
مع العلم بأن بداية اداء المطرب الكبير كاظم الساهر للنشيد يحمل ملامح مارش عسكري ولكن في الأبيات اللآحقة خفتت نبرة نشيده. عموماً لا أعتقد انهما, لا المطرب ولا الشاعر, قد فكرا حينها لأن تكون القصيدة المغناة نشيداً وطنياً.
وكذلك الأمر بالنسبة لقصيدة شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري, فهي أصلاً قصيدة حنين لا حماسة, بينما النشيد الوطني ينبغي ان يكون نشيد تفاخر واعتداد, يشحن المشاعر ويرفع الهمم.
وقد كنت قد قرأت رأيا لأحد المؤلفين الموسيقيين العراقيين بتعسر تلحين قصائد شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري لصعوبة تركيبتها اللغوية مما يجعلها غير غنائية بالعموم ( تحضرني في هذا الخصوص محاولة يتيمة لفنان الشعب طيب الذكر فؤاد سالم في تحويل قصيدة الجواهري " حييت سفحك..." الى أغنية ), هذا غير توليفها مع موسيقى مارش عسكري مثلاً لتصبح نشيداً وطنياً يُعزف ويُغنى في المناسبات والأستقبالات الرسمية داخل البلاد وخارجها.
ومن جانب آخر وبغض النظر عن مناسبة ايً من المقترحين من عدمه فأني أرى بأن العواطف لازالت تمسك بتلابيبنا كعراقيين, ولم نغادر بعد طوق المشاعر الحرّى, ولازلنا أسرى ل " الأنوستالجيا " ( مصطلح يستخدم لوصف الحنين الى الماضي والتغني بأمجاده التليدة والتي يعتبرها البعض حالة مرضية ), بينما نحن كشعب بأمس الحاجة للتفكير بالمستقبل والعمل من أجله.
والسبب في ذلك يقع بالدرجة الأولى على عاتق القوى التي تسلمت زمام الأمور بعد 2003 وطبيعتها الماضوية الأستحواذية والتي لا ترى من مصلحتها السير الى الأمام بل الهرولة نحو الخلف, فعملت على عكس كل ما كان يأمله كل شعب متحرر من ربقة دكتاتورية همجية مقيتة, بقطع الصلة بتلك الحقبة و قيمّها المدمرة وحروبها ونزعتها العسكرية المتعجرفة وإرساء بديل مشرق ديمقراطي سلمي يجمعنا.
احتدم الصراع فيما بين القوى المهيمنة على السلطة وحتى في اطار محاصصتها للكعكة, فأندفعت الى تجزأة المجزأ وتشيئة كل شيء, حتى امتد ذلك الى النشيد الوطني الذي طالب البعض صياغته بما يتلائم مع تقسيماتهم التجزيئية للمجتمع والقيم والمباديْ بأضافة عبارة هنا او اشارة هناك تشير الى المختلف في العقائد والقوميات وترجح هيمنة هذه الفئة على الأخرى وتقديم رموز تاريخية او تراثية دون غيرها, وهذا ما سبّب عدم الأتفاق على صيغة مناسبة له وتأجيل اقراره, رغم ما تؤكد عليه فلسفة كل نشيد وطني ان يصهر كل تنوع وتميّز في بوتقة الوطنية الموحدة.
ارى وبتواضع شديد ان يركز النشيد الوطني الجديد على المباديء والافكار التي تشكل مطلباً وحاجة وعاملاً مشتركاً لكل المواطنين في هذا الوطن, وما يطمح اليه من قيم السلام والديمقراطية وضمان المساواة في الحقوق وحرية الفكر والعقيدة ومستقبل الأجيال الفتية, دون الأشارة الى الأختلافات العرقية او الدينية او الطائفية...
تحضرني هنا التجربة الألمانية... فبعد توحيد المانيا جرى اعتماد المقطع الثالث من قصيدة لهاينريش هوفمان فون فاليرسليبن كنشيد وطني, المسمى ايضاً ب " اغنية الألمان " وموسيقى مارش من تأليف يوزف هايدن, كبديل عن نشيد فترة الحكم الهتلري الذي اعتمد المقطع الأول من نفس القصيدة لنفس الشاعر ليوظف معاني كلماتها المتصلة بحقبة سابقة ويضفي عليها معنىً عرقياً مغايراً لما اراده الشاعر, بتمجّيد التفوق العرقي للجنس الآري على باقي البشر" دويتش لاند أوبر آل - المانيا فوق كل شيء ", ليعبّر عن العهد الجديد والمرحلة الراهنة بعد دكتاتورية هتلر وتبديل حكمه بنظام ديمقراطي برلماني.
فتم تبني النشيد الحالي :
https://www.youtube.com/watch?v=LeNW56hxAVM
هذا النشيد يتحدث عن قيم لا عن أمجاد ماضي او مميزات قومية المانية بل يؤكد على وحدة الألمان وسعيهم لأرساء العدالة وبناء حياة رغيدة هانئة لأجيالهم القادمة.
وتجربتنا العراقية تقترب كثيراً في بعض حيثياتها من التجربة الألمانية ( مدخلاتها دون مخرجاتها للأسف ) من حيث مغادرتنا لحقبة دكتاتورية مقيتة الى عهد جديد يفترض به ان يكون ديمقراطياً خالصاً, وهو ما يستوجب قطع الصلة العملية والفكرية مع تلك الحقبة الظالمة.. ولكن الطبقة السياسية المسيطرة آثرت الأحتفاظ بأسوأ مفاهيم العهد البائد من تمجيد للعنف ومصادرة انسانية البشر, وتصنيفه عرقياً وطائفياً ومناطقياً, واوقعتنا في ظلامية التغني بالماضي دون التطلع الى المستقبل.
لهذا فأن الأمر يستوجب التمسك بمطلب اختيار كلمات النشيد الوطني المنشود لتعبر عن حب الوطن وقيم الديمقراطية والوحدة والمستقبل المشترك والعالم الجديد... وهذا الأختيار, الحل سيجنبنا الخوض في نقاشات بيزنطية حول اولوية تثبيت رموز دون غيرها ثم الأختلاف على دلالاتها, والى ما ذلك من مشاكل متعلقة بالماضي وتقييمنا المعاصر لأحداثه وشخوصه.
أشير هنا, في الختام, ان بلداناً كثيرة في العالم حافظت على أناشيدها الوطني الرسمية رغم تبدل انظمة حكوماتها, لأنها اختارت منذ البداية قيماً ومباديْ مشتركة لأغلبية مواطنيّة واسعة.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغوث الغوث... داهمنا الغيث !!!
- الأحتمال المكين في قضية مخدرات الأرجنتين
- سِيلفي لواقعنا السياسي !
- غفاريو بغداد وغيفاريّوها !
- في وداع عامٍ مضى - ظاهرتان شعبيتان فاجئتا الأسلام السياسي !
- السيادة الوطنية ودائرة الولاءات
- عادل عبد المهدي - انقلاب على الذات ام إذعان للإملاءات ؟
- زيارة السيد البارزاني للعاصمة بغداد... لا جديد !
- تسييس قضية سمك مسيّس !
- افتراءات ما قبل الأستيزار !
- الى أين يدفعون بالوضع في البلاد ؟
- هل ستقوم للعراقيين قائمة ؟
- - المحاصصة المحسنة - بعد - المحاصصة المتوحشة - لن تمرْ!
- قرارات العبادي - اجراءات عقيمة لسلطة عنينة !
- حكومة الصدر الأبوية و - تحالفات الباطن - * !
- الأنقلاب المقتدائي والحرب الأهلية
- العراقي انتخب... العراق انتحب !
- الصوم عن الكهرباء... فضيلة !
- تغييب كهرمانة لدواعي انتخابية !
- تصفير غفلتنا السابقة لأستغفال قادم !


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - رأي - ليكن نشيدنا الوطني, نشيد مباديء وقيم لا هتافات ونقم !