أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - حتمية التغيير في الجزائر














المزيد.....

حتمية التغيير في الجزائر


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 23:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إرتدادات ثوارات 2011 م تمتد هذا العام إلى الجزائر والسودان، ولا شك أنها ستعيد زخم الثورة المفقود في الدول التي إستسلمت للثورة المضادة، فالتاريخ الإجتماعي للشعوب يسجل إنتكاسات كثيرة لحركة الشعوب نحو الإنعثاق لكنه لا يؤدي إلى زوال مطالبها العادلة.
الحراك الشعبي الجزائري والسوداني لا يخرج عن السياق العام لرفض الدكتاتوريات العسكرية، فالجزائريون ضاقوا درعا من البطانة السيئة لجبهة التحرير، بداية من إستئثار الجنرالات بالدولة إلى شيوع الفساد مقابل إنتشار الفقر والأزمة السكنية الخانقة، أما القشة التي قسمت ظهر البعير فهي الإستهتار وإحتقار الشعب من خلال إصرار بطانة العسكر على ترشيح رجل منتهي جسديا وعقليا. بوتفليقة لم يتحدث إلى شعبه منذ سنوات، ولم يمثل بلده لأعوام، ولم يقدم حتى ملفه للإنتخاب شخصيا كما ينص الدستور الجزائري.
الحراك الجزائري الأول بداء في أكتوبر 1988م عقب إفشال الإنتخابات التي فازت فيها الحبهة الإسلامية ورفض الجنرالات لنتائج الإنتخابات، وبذلك تم إعداد إنتخابات 1991 من إجل إعادة الشرعية لحكم العسكر، إضافة إلى إحتجاجات كثيرة منها إنتفاضة المزابيين، وشباب تيزي وزو وغيرهم خلال العشرين سنة الماضية.
منذ الوهلة الأولى للإستقلال لم تكن هناك جمهورية بالمعني المدني للدولة، فبومدين إنقلب على بن بلة وتوالت الإنقلابات حتى مجئ أبوتفليقة قبل عشرين عاما، وفي كل المراحل كانت رجالات جبهة التحرير في صدارة الحكم، وكان الجيش هو المشرعن والضامن لجميع الحكومات، أما الدستور فلقد تم تعديله العديد من المرات من أجل تمرير سياسات تعمل على إستمرار الوضع القائم.
رغم أن الحراك الحالي للشباب الجزائري سلميا، ولم يكون هناك الجزيرة الفضائية ولا برنارد ليقي، إلا أن سقف المطالب يتسع كل يوم، بداية من رفض العهدة الخامسة للرئيس إلى رفض الرئيس والحكومة إلى المطالبة بالتغيير والقطيعة مع النظام الحالي، مما يجعل تنازلات بطانة النظام وأجهزته الأمنية قاصرة عن تلبية مطالب الشعب، وهذا طبيعي لجميع الأنظمة الدكتاتورية التي ترى أن مزاياها حق مكتسب لا مجال للتنازل عليه.
الجيش والشعب (خاوة خاوة) إخوة إخوة ، الجميع يتمنى ذلك ولكن الواقع التاريخي للدكتاتوريات العسكرية لا يؤيد ذلك، فالجيش الجزائري هو الذي حبك المؤمرات والتصفية الجسدية في العشرية الدموية، وكانت معظم العمليات العسكرية من تدبير المخابرات والجيش الجزائري، راجع كتاب الحرب القذرة لضابط القوات الخاصة الجزائرية حبيب سويدية. في مصر وسوريا وحتى اليمن وليبيا كان الجيش جزء من نظام الحكم ويد القمع للسلطة العسكرية، فهل يغير الجيش الجزائري جلدته بين ليلة وضحاها؟
سيناريوهات الخروج من هذا المأزق الذي أوصل أبوتفليقة شعبه ودولته إليه ليست كثيرة، فالإنتخابات لن تتم في الوضع الحالي رغم تنازل الرئيس عن العهدة الخامسة، وحتى لو إتفق النظام على منتخب توافقي جديد وهو مستبعد. المشكلة أن الحراك لا نخبة له ولا قيادة ولا معارضة قوية منظمة ومع إطالة فترة المظاهرات وتعطل مؤسسات الدولة بسبب الإضراب عن العمل والتحشيد المستمر في الميادين تتحول المظاهرات إلى عنف ضد المؤسسات التابعة للجبهة ثم للمؤسسات الأمنية، مما يجعل عسكرة الثورة حتمية كما حدث في ليبيا وسوريا واليمن.
سيقوم النظام بشق صفوف المتظاهرين عن طريق شراء الدمم والوعود بتحسين الظروف، بل أن النظام الحالي يعد بالإشراف على التغيير السلمي للدولة، وهو ما لم يستطيع القيام به منذ إنشائه، ولكن كل ذلك لن يثبط عزائم الناشدين للتغير وطي صفحة الماضي.
النظام الجزائري يحتاج إلى وقت لترتيب أوراقه، والضغط الشعبي الحالي لا يساعد على ذلك وإن حاول تأجيل الإنتخابات فلن يكون لذلك قبول، قد يقوم النظام بإعلان عن وفاة الرئيس من أجل الدخول في مراسم الدفن وتعيين رئيس مؤقت مع محاولة كسب قلوب الجزائريين وتأجيل مطالبهم. الشعب يرفض مناورات العسكر للبقاء في المشهد من خلال إقتراح حلول تلفيقية وهي إضافة سنة إلى عمر النظام لا من أجل ترتيب الإنتقال السلمي بل من أجل إعادة ترتيب أوراقه للبقاء على صدور الجزائرين رغم الفساد والإفساد.
إنعكاس الإنتفاضة الجزائرية على المستوى الإقليمي كبير، فإنهاء حكم العسكر في الجزائر يقضي على الأماني النكوسية للعسكر في ليبيا، ويدغدغ مشاعر أهل أرض الكنانة للثأر من جلاديها، ويفتح سؤال عند شعوب أصحاب السمؤ. الجانب الإجابي هو شد عضد تونس ولعب دور إيجابي في ليبيا، وربما بناء المغرب الكبير على أسس جديدة مغايرة لدكتاتوريات العسكر والفساد.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الحق في الإضراب
- نقذ الدور المغاربي في القضية الليبية
- الجمهوريات القزمية ومواثيق الموائد
- الحرب الأهلية الليبية بين الماضي والحاضر
- جون قرنق الليبي
- ليبيا والسنوات السبع العجاف
- لكم زعمائكم ولنا دولتنا
- لماذا نرفض عسكرة المدن
- تخلف الدولة الوطنية: الإستفتاء الكردي مثلا
- قراءة في الحرب الأهلية الليبية
- زواج المسيار: العسكر والسلفية
- الجيش العنصري: تركة ثقيلة وإنتصارات باهتة
- الفكر الأيديولوجي والصراعات الإقليمية
- حقيقة الصراع في الجنوب الليبي
- العقل الجمعي السقيم
- الترتيبات الأمنية بالعاصمة الليبية
- متلازمة القبلية: المال والرجال والبارود
- ستاتسكو الحالة الليبية
- قراءة لأدوار المجتمع الدولي والنُخب في ليبيا
- دخول الفردوس بقطع الرؤوس


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - حتمية التغيير في الجزائر