أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - العراق والعولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة















المزيد.....

العراق والعولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6145 - 2019 / 2 / 14 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخلت العولمة المتوحشة على العراق من أوسع أبوابه مع الاحتلال الأمريكي للعراق في 9/4/2003 تزامناً مع مجلس الحكم الطائفي بموجب القرار الذي أصدره الحاكم المدني العام الأمريكي (بريمر) والذي أمر بموجبه حلّ الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي فأصبحت حدود العراق منفلتة ومدنه مسبية لمدة ثلاثة أيام عبثت بها المافيات والعصابات سلباً ونهباً أما حدوده المنفلتة مع دول الجوار والعالم أصبحت مفتوحة لمن هب ودب حسب قاعدة العولمة (دعه يدخل ودعه يخرج) فغرقت أسواق العراق من البصرة حتى الموصل بالسيارات التي جيء بها من مقبرة الأموات ومختلف السلع والحاجيات الكهربائية كالثلاجات والمكيفات والغسالات والطباخات وغيرها إضافة إلى المواد الغذائية والملابس ومختلف المواد والسلع فتركت آثار سلبية على الاقتصاد العراقي والإنتاج الوطني فأغلقت كثير من المصانع والورش الصناعية المنتجة لتلك السلع والحاجيات بسبب مزاحمة السلع والحاجيات الأجنبية التي تنافسها من حيث النوعية والسعر كما حدثت أزمات وازدحمت واختنقت شوارع المدن بالسيارات المستوردة التي دخلت العراق ولم تستوعبها الشوارع العراقية كما حدثت أزمات في الوقود والمشتقات الأخرى وكذلك حدثت أزمات في الكهرباء لعدم استيعاب الطاقة الكهربائية للمواد والسلع الكهربائية التي دخلت العراق وتم تأليف مجلس حكم حسب النسب الطائفية لسكان العراق وبقيت تلك الظواهر السلبية حتى بعد خروج القوات الأمريكية من العراق وأصبح العراق استقلاله (أعرج) وسيادته (مشوهة) وأصبح الاقتصاد العراقي (ريعياً) أي يعتمد كلياً على بيع النفط ومشتقاته وبموارده يستورد جميع حاجيات العراق الصناعية والغذائية والزراعية وغيرها من الدول المجاورة رديئة وفاسدة وأصبح الشعب العراقي بجميع طبقاته وطوائفه وأجندته استهلاكياً وليس صناعياً أو زراعياً.
إن طبيعة الحكم لهذه الظاهرة أصبحت سهلة وبسيطة. مجلس الوزراء ورئيس المجلس ينتظرون عائدات النفط ومن ثم توزع وزير المالية يستلم حصته منها لتوزيعها على موظفي الدولة كرواتب للموظفين والمرتبطين بها وكل وزير يستلم حصته حسب حاجة وزارته وهذه العملية لا تحمل مشقة ولا تعب وأصبحت قاعدة سهلة لا تكلف تفكير أو مسؤولية أو عملية يستطيع أن يقوم بها أي إنسان مجرد يقرأ ويكتب وليس من التكنوقراط وحاملي الشهادات العالية من أصحاب الاختصاص.
إن العولمة وحدها لا تعمل بدون ربيبتها الخصخصة المتعجرفة لأن العولمة تعتمد وتسلك طريق حرية السوق حسب العرض والطلب وهذه الطريقة المدمرة للإنسان والطبيعة تجعل الإنسان مجرد من إنسانيته ويصبح كالسلعة في السوق من حيث جهده العضلي والفكري كما أن العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة تدمر الطبيعة في البحث واستغلال واستخراج مدمر للمواد الأولية من باطن الأرض وظاهرها ويصبح مقياس تعاملها في السوق (الربح) وقد بدأ العراق في الآونة الأخيرة إضافة الخصخصة المتعجرفة إلى أحضان أمها العولمة المتوحشة في خدمات الكهرباء حينما أصبحت استقلالها وإدارتها تابعة إلى رأس المال الخاص وانتزاعها من سلطة الدولة ودعمها كمؤسسة خدمية وقد اعتبرت الدولة العراقية خصخصة الكهرباء كتجربة أولى ثم تتبعها بالمشاريع والمؤسسات الخدمية الأخرى بعد أن فشلت الحكومة من إدارتها ورعايتها بسبب الفساد الإداري والمالي. إن ظاهرة تحويل واستغلال الإنتاج الصناعي والخدمي في العراق من إنتاج لخدمة الشعب العراقي أصبح في عهد صدام حسين إنتاج حربي يخدم الماكنة المدمرة لحروب صدام حسين مع دول الجوار وهي ظاهرة تجعل الإنتاج في خدمة الحرب وليس في خدمة الشعب لأن نهايته يصبح رماد ووسائل لتدمير الإنسان وليس لخدمته ومصلحته وكان المؤمل في الحكومات المتعاقبة التي جاءت بعد سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري الدموي إلا أن ما يؤسف له تفشي ظاهرة العولمة وغزوها للسوق العراقية بعد قرارات الحاكم المدني العام الأمريكي على العراق (بريمر) قد جعل رجال الحكم في العراق يستسهلون طريقة العولمة وإشاعتها في الاقتصاد العراقي فأصبحت إلى الآن هي الظاهرة المفضلة في الحكم وليس العودة بالاقتصاد العراقي إلى الاكتفاء الذاتي وتقديم الخدمات للشعب العراقي، ما هي الآثار التي أفرزتها ظاهرة العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة على الشعب العراقي :- إن هذه الظاهرة المدمرة فتحت أبوابها الجهنمية على الشعب العراقي منذ عهد صدام حسين حينما حول الإنتاج الصناعي الخدمي للشعب العراقي إلى إنتاج حربي فحرم الشعب منها وأصبح سد حاجته منها إلى استيراد السلع التي تنتجها تلك الصناعات من الدول الأجنبية كما فرض على الشعب العراقي الحصار الاقتصادي بموجب قرار صادر من مجلس الأمن الدولي فكانت آثاره السلبية على الشعب العراقي كبيرة وخاصة الموظفين في الدولة والمتقاعدين التي أصبحت روايتهم لا تساوي سعر طبقة بيض واحدة وأصبح هم وأبناء الشعب يعرضون أثاث بيوتهم وحتى قسم منهم أصبح ينتزع أبواب غرف بيوتهم ويعرضوها للبيع في الأسواق لسد نفقات حاجياتهم الضرورية وأصبح المثقفون والأدباء يعرضون كتبهم النادرة التي كانوا يمسحون عنها الغبار بربطة أعناقهم يعرضونها للبيع على أرصفة الشوارع وبدأت الهجرة الواسعة للعراقيين إلى الدول الأخرى من أجل توفير لقمة العيش لهم وانتفض الشعب بصورة عفوية في أربعة عشر مدينة عراقية في شهر شعبان 1991 إلا أنها فشلت لافتقارها إلى قيادة صائبة وحكيمة وبسبب تدخل دول الجوار وضغطها على أمريكا التي كانت تقود حرب تحرير الكويت من احتلال صدام حسين لها مما جعلت أمريكا تفسح المجال لصدام بقمعها بواسطة الدبابات والطائرات السمتية وسبب فشلها إلى انتشار المقابر الجماعية في العراق. وقد استغلت الولايات المتحدة الأمريكية انفرادها على الساحة الدولية سياسياً بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار النظام الاشتراكي فأصبحت الظروف والفرص أمامها لكي تستحوذ على القوس النفطي الذي يبدأ من العراق والكويت والسعودية ودول الخليج العربي وحتى إيران وبحر قزوين لكي تمسك بقبضتها على رقاب الدول الصناعية مثل الصين واليابان وفرنسا وغيرها فبدأت بعدوانها المشؤوم على العراق وإسقاط حكومة صدام حسين وقد ذكرنا ذلك في أعلاه أما الآثار السلبية التي أفرزها الاحتلال إشاعة الطائفية والفساد الإداري والمالي في نظام الحكم والعولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة في النظام الاقتصادي وجففت دول الجوار دجلة والفرات من تركيا والوتد وديالى وأخرى من إيران فأهملت الأراضي الزراعية وتصحرت لعدم توفر المياه وقضي على الزراعة وما تنتجها الأراضي من مواد تكفي ذاتياً الشعب العراقي فأصبح الشعب العراقي بدون إنتاج صناعي وزراعي وأصبح يعيش على إنتاج النفط ويشتري بها من دول الجوار السلع والحاجيات الصناعية والمواد الغذائية والزراعية وأصبح العراق حسب المفهوم الاقتصادي دولة (ريعية) وقد ترك هذا الأثر السيء وشكل ما يعرف بـ (خطر الأمن الغذائي) وهذا يعني أن دول الجوار إذا غلقت حدودها مع العراق وتوقف استيراد المواد الغذائية والزراعية فإن الشعب العراقي يموت جوعاً ..!! كما أفرزت توقف الصناعة والزراعة في العراق إلى انتشار ظاهرة البطالة بين أبناء الشعب العراقي وأصبحت الجامعات والكليات تخرج وجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة فتركت آثار سلبية منها الهجرة الواسعة لأصحاب الشهادات العالية إلى دول العالم وقد ابتلع البحر الأبيض المتوسط من المهاجرين العراقيين العشرات ماتوا غرقاً. كما تركت هذه الظاهرة إلى قيام أولياء الطلبة في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية إلى سحب أبنائهم من كراسي الدراسة ورميهم في عمل البناء أو عتالين والأطفال يبيعون (أكياس النايلون) في الأسواق وقد ذكر الدكتور قاسم حسين العزيز رئيس جمعية علم النفس العراقية أن الجيل القادم من الأبناء سوف يكون أشر جيل في العراق لما شاهده ولمسه من آثار سلبية في المجتمع (بتصرف). كما أصبح رب العائلة بعيد عن تربية أفراد عائلته لأنه أصبح يركض من أجل توفير لقمة العيش لأفراد عائلته وسحب أطفاله من كرسي الدراسة لكي يساعدوه بتوفير لقمة العيش وقد انتشرت ظاهرة تناول المخدرات بين الشباب وحتى الصبية والأطفال والسكائر والنرجيلة وحينما يسأل أحدهم عن إدمانه وتناوله المخدرات يجيب (أريد أهرب من الواقع المؤلم). وقد دمرت هذه الظاهرة الأسس التربوية في المجتمع (البيت والمدرسة والسلطة) فالبيت أصبح سائب ومنفلت لأن رب العائلة يقضي نهاره بعيداً عن عائلته يركض وراء توفير لقمة العيش لعائلته والمدارس أصبحت (لا تربية ولا تعليم) وسلطة الحكم (تفشى فيها الفساد الإداري والمالي).
إن العراق ليس دولة فقيرة حتى يصبح اقتصاده (ريعي) وشعبها استهلاكي ويطبق قاعدة العولمة المتوحشة والخصخصة المتعجرفة أرضه تخزن النفط والمعادن المختلفة وتنبت فيها مختلف المزروعات ويمتلك الثروات والأيدي العاملة والفنية وكان الإنتاج الصناعي والزراعي يسد حاجة الشعب ويكتفي منه ذاتياً وحتى يصدر من التمور والقطن والفوسفات وفيه تجري نهري دجلة والفرات وغيرها ويوجد من يزرع الأرض ورعايتها. ويحتاج العراق الآن الدولة القوية أعضائها من ذوي الخبرة والاختصاص حسب قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب وبشكل خاص من المستقلين حتى يمكن محاسبته بشكل ديمقراطي ومصلحة الوطن والشعب بعيداً عن التحزب والتكتل الأخرى ويمكن الاعتماد وتوفير الأموال من الآثار التاريخية المنتشرة في جميع أنحاء العراق وكذلك مراقد الأئمة الأطهار المنتشرة أيضاً في كثير مناطق العراق والاستفادة منها سياحياً وكذلك الأهوار في جنوب العراق.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين نبدأ ...؟
- يوم الشهيد الشيوعي
- ما هي الأسس التي نعتمد عليها من أجل الإصلاح في العراق
- هذه الكلمة ألقيت بالحفل التأبيني لمرور أربعين يوماً على رحيل ...
- ارحمونا .. يرحمكم الله
- ما هو المطلوب الآن لوصول العراق إلى شاطئ الأمان والاستقرار و ...
- الإنسان والقيم الروحية
- الاجتهادات والفتاوى ضد المسيحيين .. ما هي أهدافها ؟
- في الذكرى الخامسة والتسعين لرحيل القائد العظيم لينين الخالد
- ما هو المطلوب من أعضاء مجلس النواب
- ظاهرة مؤلمة وخطيرة على أولي الأمر معالجتها
- الصراع المخفي في سوريا بين روسيا وإيران
- ما هي الأسباب والعوامل التي دفعت أمريكا للانسحاب من سوريا
- العقوبات الأمريكية وخطر الأمن الغذائي في العراق
- حركة الجيش العراقي في 14/ تموز/ 1958 تحولت من انقلاب إلى ثور ...
- الظاهرة العراقية ومعالجة سلبياتها
- المسألة العراقية إلى أين ؟ ما هي الحلول ؟
- سامسون مدينة الحب والجمال
- توضيح من فلاح أمين الرهيمي إلى أحبتي الأعزاء
- الأخ العزيز السيد نيسان سمو الهوزي المحترم


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - العراق والعولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة