أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - آية الطاغوت وتطبيقها على الدين














المزيد.....

آية الطاغوت وتطبيقها على الدين


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6138 - 2019 / 2 / 7 - 13:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



البقرة 256:
لا إِكراهَ فيِ الدّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى لَا انفِصامَ لَها وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ.
إذا كان الطاغوت ليس إلا ما طغى، بمعنى أنه تجاوز حده، وإذا كان الطاغوت بمعناه القرآني هو كل ما جُعل ندّاً لله، وما كانت علاقته بالله علاقة عرضية، وليست طولية، وإذا ثبت لنا أن الدين - لا أقل في واقع الناس وعلى الأعم الأغلب، ولو دون التعميم والإطلاق - قد تجاوز حده فطغى، وكان نِدّا لله، وذا علاقة عرضية، وليست طولية به سبحانه، وعاملا رئيسا من عوامل الصَّدّ عن سبيل الله، أو عن سبيل المثل الأعلى، عندها يكون الدين مصداقا من أبرز مصاديق الطاغوت، فكأنما يكون عندها معنى الآية، وبالاستعاضة أعلاه:
لا إِكراهَ فِي الدّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالدّينِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى لَا انفِصامَ لَها وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ.»
أو:
لا إِكراهَ فِي الدّينِ وَلا في عُمومِ الإيمانِ، قَد تَّبَيَّنَ لِمَن تَبَيَّنَ رُشدُ العَقلِ مِن غَيِّ الخُرافَةِ، وَرُشدُ الإِيمانِ مِن غَي الدّينِ، فَمَن يَّكفُر بِعُمومِ الطّاغوتِ، وَبِخُصوصِ الدّينِ، وَيُؤمِن بِاللهِ وَحدَهُ، مِن دونِ واسِطَةٍ بَينَهُ وَبَينَ اللهِ مِن دينٍ أَو رَسولٍ أَو إِمامٍ، وَيُنَزِّههُّ حَقَّ تَنزيهِهِ، أَو يُؤمِن بِالمَثَلِ الأَعلى، فَعَسى أَن يَّكونَ قَدِ استَمسَكَ بِثَمَّةِ عُروَةٍ وُّثقى، عَسى أَلّا يَكون انفِصامٌ لَّها، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ.
إذن من آمن بالله ووحده، ونزهه عن شرك المشركين، ووثنية الوثنيين، وغُلوّ المغالين، وخرافة الخرافيين، وعن الكثير مما نسبت إليه الأديان، أو نسب إليه المتدينون من شتى الأديان، ومن آمن بقِيَمه سبحانه ومُثُله، واعتمد العقل والعقلانية والعدل والإنسانية والسلام وجوهر الإيمان لا شكله، فقد كان حنيفا أي منحرفا عما انحرفت به الأديان عن العقل وعن فطرة الله التي فطر عليها الإنسان، ومُسلِما لله وحده، لا لنبي مُدَّعٍ أو مُدَّعىً، ولا لكتاب مُدَّعىً أو مُتَوَهَّمة قدسيته وإلهيته وقطعيته، مُعرِضا عن كل الطواغيت التي اتُّخذت أندادا من دون الله من عقائد مضرة للإنسانية، وصدت عن سبيله، عندها فقط لعله يكون قد استمسك بالعروة الوثقى، أو بثمة عروة وثقى، التزاما بنسبية الحقائق في العالم النسبي للإنسان، وعسى ألا يجعل الله انفصاما لها، كونها توثقت بوثاق العقل والضمير، وكان الله عليما بدوافع ونوايا ذلك المؤمن المُكَفَّر من قبل أصحاب الأديان، أدعياء احتكار الحق والحقيقة والإيمان والتقوى، سميعا لدعائه الذي نطقت به نفسه قبل لسانه، وتحرك به سعيه قبل أن تسعى له صلاته. ولعل الملحد المتأنسن أو الساعي للتأنسن، الذي لا يؤمن بإله الأديان ولا بأي إله، هو أقرب إلى جوهر الإيمان بالله وتنزيهه، من أكثر الذين اتخذوا الإله الذي نحتته الأديان ربا وإلها من دون الله، ولعله استمسك بعروة وثقى، هي عروة الإنسانية والعقلانية، لا يكون لها انفصام طالما تمسك بالإنسانية والعقلانية وسعى للاستزادة منهما.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيتا الخمر وتطبيقهما على الدين
- أتقع المسؤولية على القرآن أم على قراءة وفهم القرآن 2/2
- أتقع المسؤولية على القرآن أم على قراءة وفهم القرآن 1/2
- تساؤلات حول القرآن
- مدخل للحوارات مع القرآن
- مع القرآن في حوارات متسائلة
- إثبات وجود الله كمقدمة لكل من إثبات الدين ونفيه
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 3/3
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 2/3
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 1/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 3/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 2/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 1/3
- أدلة النبوة العامة على النبوة الخاصة
- النبوة بين الإمكان والوجوب والامتناع
- تجسد الله في إنسان والتناسخ والحلول
- ذكورة الله في الأديان
- خطأ تجاه المسيحية له إيجابياته وقع فيه الإسلام
- المعجزات في قصص الأنبياء 2/2
- المعجزات في قصص الأنبياء 1/2


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - آية الطاغوت وتطبيقها على الدين