أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - مقاربة نظرية بين العدوين الخارجي والداخلي















المزيد.....

مقاربة نظرية بين العدوين الخارجي والداخلي


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6130 - 2019 / 1 / 30 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي جعل ويجعل مما قامت به القوى الاستعمارية ـ وبخاصة ـ العصابات الصهيونية في فلسطين أمرا مستنكرا ومرفوضا .وجعل مما تسمى إسرائيل عدوة للعرب أجمعين يتوجب علينا محاربتها ؟ اليس بسبب عمليات الاستيلاء على الأرض وطرد الشعب من أرضه وتشريده وإفقاره ونهب ثرواته وخيراته ؟
لو جاء المسلمون الأفغان الحنابلة أو العرب الوهابيين أو ازيديين اليمنيين وفعلوا مافعله الأنكليز أو الفرنسيين أو العصابات الصهيونية هل كان من الممكن أن نتقبلهم ونسكت عليهم ؟ أم سنعتبرهم أعداءً ونقاتلهم ؟
إذا كانت الأفعال والمارسات هي مقياس موضوعي وعلمي لتصنيف الأعداء , وليس الأقوال والنيات والأسماء ,فإنه سيكون من حقنا عقليا ومنطقيا اعتبار كل من مارس أو يمارس بحق شعوبنا أفعالا كتلك التي قامت بها تلك القوى الخارجية عدوا تتوجب علينا محاربته ؟وهنا يطرح تساؤل وجيه :
هل تجوز المساواة بين العدو الخارجي والداخلي ؟:
قد يصعب على الكثيرين تقبل فكرة المساواة والمطابقة بينهما أوحتى وضعهم في سلة واحدة. من منطلق أننا لايمكن ولايجوزلنا أن نعامل الغريب الغازي بمثل مانعامل به ابن الوطن والقريب استنادل للمثل القائل "أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب " .حتى لو ارتكب ذات الأفعال بحقنا .وهذه فعلا نقطة جوهرية ومهمة يجب أخذها بعين الاعتبار لكن أذا ما أخذنا بعين الاعتبار بعض المستجدات سنجد أنها نقطة إشكالية وخلافية يجب أن تصبح موضع مراجعة نظرية وبحث .باعتبار أن عدم تحديد موقف نظري وعملي حاسم من الطرفين (أو من أي طرف كان )بناء على أفعالهما وليس على أقوالهما , قد جر علينا كشعوب وجماعات وحتى كأفراد ,الكثير من الويلات والمصائب . حيث تقبلنا حكم وتحكم المماليك والترك ومن تعاون معهم من اخواننا العرب بنا حوالي ستمائة سنة من منطلق أنهم مسلمين .ومن ثم تقبلنا حكم وتحكم الإنكليز والأمريكان ومن تعاونوا معهم من منطلق أنهم جاءوا محررين لنا أو كأصدقاء أومعاونين لنا .الموقف ذاته وقفناه ممن تعاونوا مع السوفييت من منطلق ايديولوجي .وما نزال نقفه اليوم ممن يتعاملون مع الروس والإيرانيين .وهو ماجر علينا كشعوب وأفراد وجماعات كوارث كبيرة ماتزال ماثلة أمام أعيينا .لذلك أعتقد أن عدم التحديد النظري للعدو استنادا لأفعاله جر ومازال يجرعلينا وسيجر علينا ويلات أشد وأدهى ان لم نقف منه موقفا مختلفا .فالموقف من وكلاء الاستعمار الجديد كان يجب أوكان يفترض أن لايختلف كثيرا عن الموقف الذي اتخذناه ممن تعاونوا مع الاستعمار القديم .وكون هذا لم يحدث فلقد تمكن هؤلاء الوكلاء الجدد من تمرير ماهو أسوأ مما مرره وفرضه العملاء المباشرين .حيث راحوا ومازالوا يسوموننا أشد وأبشع أنواع العذاب والشقاء والحرمان والتخلف لكننا بسبب سكوتنا عليهم وتقبلهم لهم حطت علينا وكثرت المصائب حتى وصلنا إلى مانحن فيه وعليه اليوم ,من تردي وانحطاط وعبودية .فإذا كنا لانريد أن نعيدالكرة لابد لنا على الأقل كنخب شريفة من تبني نظرة جديدة .ولابد لنا من بناء مواقف نظرية ومن ثم عملية مختلفة وتبني سياسات جديدة تجاه حكوماتنا استنادا لبعض المفاهيم والتي يأتي في مقدمتها .
1:خدمة الوطن والشعب :
عندما اتفقنا أو توافقنا على محاربة الفرنسيين والإنكليز والطليان ومن قبلهم التتر والمغول والصليبيين ومن بعدهم الترك هزمناهم وأخرجناهم من بلادنا لأنهم غرباء .من هنا نستطيع أن نعثر على مبدأ او قاعدة ثابتة تمكننا من تجاوز فكرة المساواة والمطابقة بينهما أو للتخفيف من وطأتها على نفوس الكثير منا .
"يتوجب علينا مقاتلة الغريب حتى نخرجه من بلادنا بينما القريب تتوجب علينا مقاتلته حتى يتوقف عن خدمة العدو الخارجي ويعود إلى صوابه ويعمل لمصلحة الوطن ." . وهنا ندخل في إشكالية معقدة .
كيف نحدد ونعرف من يخد م العدو الخارجي ويعمل لمصلحته ,ومن يعمل لمصلحة الوطن ؟هذه كانت وماتزال مسألة خلافية ,تحتاج إلى كثير من التدقيق والبحث على المستويين المحلي والدولي .في ظل نظام دولي بات معولما أكثر مما نتصور ـ خاصة بعد فشل الاشتراكية على النطاقين المحلي والدولي وبتنا نرى من يتباهى بالعلاقة الجيدة والمتينة بل والأخوية مع الغرباء (الغرب أوأمريكا أوروسيا أوإيران أوتركيا )
2:التحرر من التبعية والعمالة والإلحاق :
أعتقد أننا للخروج من هذه الإشكالية (مؤقتا وراهنا ) نستطيع التسليم بمبدأ عام يقوم على فكرة مفادها "أن مايميزماتفعله حكومات دول أوروبا الغربية وأمريكا والصين وحتى الهند وماليزيا تجاه بلدانها وشعوبها ,وبين ماتفعله حكومات بلدان العالم الثالث ـ وبخاصة ـ بلداننا العربية ـ هو أن حكوماتنا خلال السبعين سنة الماضية اعتمدت على بيع ثرواتها الباطنية وخيراتنا الطبيعية ,وجهود منتجيها ( ملايين العمال والفلاحين والمبدعين والاساتذة ,,إلخ )بثمن بخس ووتخزين رؤوس أموال بلادنا في المصارف والبنوك الأجنبية ( والتي تزيد عن 1200 مليار دولار وإن كان القسم الأكبرمنها للدول النفطية فعلينا أن لانتجاهل أن قسما منها يعود لمصريين وسوريين وفلسطينيين ,والامثله كثيرة حيث سجل عرفات باسم محمد رشيد أكثر من خمسة مليار دولار ) .أي أن حكوماتنا وابناء جلدتنا كانوا ومازالوا يعملون لمصلحة الغرباء (الأعداء )أكثر مما تعمل لمصلحة أوطانها وشعوبها . على العكس تماما مما فعلته وتفعله تلك الحكومات وهنا تقدم لنا الصين مثالا قويا على ذلك مع أنها كانت عام 1949 في وضع أسوأ من وضع بلادنا .لذا فإن العمل على خلق أنظمة بديلة عن الأنظمة القائمة ,أنظمة تعمل على نهضة بلدانها وشعوبها وفي ذات الوقت على قطع علاقة التبعية والإلحاق ـ بشكل تدريجي بالقوى المهيمنة على الرأسمال المالي العالمي .والعمل في الوقت ذاته على تحديث وسائل انتاجها وتطويرها وزيادة نموها ودخل مواطنيها ورفاههم .
3:إقامة أنظمة ديمقراطية :
لعل أهم قفزة تحققت في تلك البلدان والشعوب الحرة والمتقدمة بدأت من خلال تبني نهج سياسي داخلي يقوم على مشاركة جميع القوى والأحزاب والتنظيمات بما فيها منظمات المجتمع المدني والنقابات في اختيار حكومة ترسم السياسة الداخلية والخارجية للبلد . من خلال انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة .وهو ما جعل ويجعل من قابلية تغيير السياسات واردة بما يصب ـ دائما ـ في مصلحة الشعب والبلد ,وتتم بكل سلاسة ويسر ودون تعقيدات طالما هي لمصلحة الوطن . أما إذا لم تفعل ذلك فلاشك ستكون عندها عميلة للغرباء والأعداء .وهذا لن يتحقق إلا من خلال غرس قناعة راسخة وثابتة ونهائية لدى الجميع .تحول دون انفراد أي حزب أو فئة أو رئيس بالحكم لأكثر من خمس سنوات قابلة للتمديد مرة واحدة فقط .وبشرط موافقة غالبية القوى الحزبية الفائزة في الانتخابات الحرة والنزيهة . وإن لم تحقق هذه الشروط الثلاثة يتوجب علينا التعامل معها من منطلق أنها عدوة كالقوى الخارجية يجب إسقاطها , بكل الوسائل الممكنة ..
فتحي علي رشيد



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداخل مهام التحرر الوطني والقومي مع الاجتماعي
- محنه الامه العربية
- في البحث عن الخلاص -في انتظار المخلص -
- بوصلة العرب الضائعة
- تقديس الزعامات عند العرب المعاصرين .حالة مرضية أم عرضية ؟
- المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- قراءة في حل المسألة الكردية
- انتصارات محور المقاومة بين الوقائع والأوهام
- قراءة في الموقف الأمريكي مما يجري في سورية
- مايدور حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا
- تجدد عوامل نشوب الحرب العالمية الأولى
- تساؤلات حول حلف الشرق الأوسط والعداءلإيران أخطر تحدي يواجه ا ...
- قراءة في تفاعلات جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (21) نقض النظرية السامية وا ...
- الخاشقجي والصراع في الشرق الأوسط
- - لافروف - , -الحاكم بأمرالله - ! في سوريا
- دلالات الموقف من المختطفات - الدرزيات -لدى داعش
- تهالك القوى الجديدة المعادية بالكلام للولايات المتحدة وإسرائ ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (20) دحض نظريات التفوق العن ...
- قراءة جديدة في القضية الفلسطينية ( 19 ) الأبعاد التاريخية وا ...


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - مقاربة نظرية بين العدوين الخارجي والداخلي