أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثاق بيات الضيفي - إرهابية الفشل الإجتماعي














المزيد.....

إرهابية الفشل الإجتماعي


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6122 - 2019 / 1 / 22 - 01:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إرهابية الفشل الاجتماعي

بقلم/ الدكتور ميثاق بيات ألضيفي

هناك أسباب عديدة للأنشطة الإرهابية تتراوح بين السياسية والإيديولوجية والقومية والانفصالية والعرقية والدينية والنفسية والإقليمية والجغرافية وحتى الاجتماعية والاقتصادية، ويمكنها أن تؤدي إلى تناقضات وصراعات مختلفة لا يمكن التوفيق بينها بكثير من الأحيان في المجتمع إذ لا يرى بعض الأفراد أو الطبقات أو الأحزاب أو حتى الأمم بأكملها سوى بوجوب إعادة تنظيم عنيف للحياة وحتى للعالم بأسره.
يا سادتي غير إن المحددات الرئيسية للإرهاب كانت ولا تزال أسبابها اجتماعية واقتصادية معبرًا عنها في ظل الظلم الاجتماعي الذي تتعرض له العديد من الظروف الأخرى وان الأسباب الاجتماعية-الاقتصادية تضيف للمجتمع بطريقة أو بأخرى لونًا سياسيًا أو أيديولوجيًا أو قوميًا أو دينيًا أو نفسيًا وتزيد من تعزيز التوجه الإرهابي لمجموعات وشرائح مختلفة من السكان. ولتحليل تلك الأسباب فمن الضروري أن نميز عبرها بوضوح تأثيرها على منظمي العمليات الإرهابية والتي من المحتمل أن تدعم الأنشطة العنيفة وتروجها وتشكل القاعدة الاجتماعية للإرهاب لأنها غير قادرة على تطوير أنشطة إرهابية خطيرة بدون قاعدة اجتماعية واسعة لأنه لا يمكن للقاعدة الاجتماعية غير المسترضاة والتي ليس لديها تنظيما وقيادات للإرهاب أن تشارك في الإرهاب المنهجي.
يختلف دافع الإرهاب للمنظمين عن القاعدة الاجتماعية بشكل كبير, إذ يسعى الأول إلى تحقيق أهدافهم السياسية والجيوسياسية والاقتصادية وغيرها من الأسباب الأنانية والشخصية، بينما يظهر الثاني تحسنا حقيقيا في موقفهم والتي لا يهتم بها المنظمين ولكنهم يستخدمونها بمهارة لأغراضهم الخاصة. وهنا عندما نتحدث عن مشكلة العدالة الاجتماعية كأحد الأسباب الخطيرة للإرهاب فإننا نعني أساسًا قاعدتها الاجتماعية وليس منظمي الإرهاب الذين عادة ما يكونون أثرياء, لذلك فإن الإرهاب الحديث ليس فقط صدامًا بين الأديان والأمم والحضارات إنما هو نزاع بين الفقر الرهيب بين المناطق الفقيرة والغنية والتي استلت الثروة اللانهائية من الدول المتقدمة التي تم إغناءها تاريخياً بالاستغلال الوحشي لشعوب ودول العالم الصامتة.
نؤكد إن القوة الدافعة للإرهاب ليست هي الفقر بحد ذاته بقدر ما هي أعظم واشد فتتمثل بالظلم الاجتماعي في العالم، الذي يسيطر عليه ضغط وعنف مباشر وغير مباشر في بعض قطاعات المجتمع على الآخرين, وبعضها على البعض الآخر وبعضها على الدول الأخرى, وهذا يحمل في حد ذاته ليس فقط جريمة جنائية إنما ظروف طويلة المدى تؤدي إلى تحول الإجرام التقليدي لطبيعة متعاظمة التراخي وحينها تتجاهل التناقضات والمنازعات الموضوعية الهامة ولا يتم حلها. لذلك يطلق على الإرهاب أحيانا صراع الضعيف مع القوي, ولذا سيكون هؤلاء الضعفاء جاهزين لأي شيء يحقق أهدافهم حتى لو كانت حربا وأن الإرهاب بوصفه أكثر الطرق قسوة وأكثرها انفتاحا هو من أكثر الاساليب فاعلية في الحروب.
الإرهابيين يعيشون بيننا ونحن من بين الأهداف المحتملة لهجماتهم وهم مستعدون للتصرف في كل مكان ومن المستحيل وضع حواجز في كل مكان ومن المستحيل توفير الحماية الفعالة لكل منزل وكل مدخل وكل شخص حتى لو تحول المجتمع بأكمله إلى بنية أمنية واحدة, ونادراً ما يتم تحليل الأسباب الاجتماعية الاقتصادية ومشاكل العدالة الاجتماعية ولذا فمن الضروري الأخذ في الاعتبار حقيقة أن للإرهاب تاريخًا قديمًا منذ قرون طويلة واستخدمته على نطاق واسع العديد من الدول وإن المجتمع الدولي قد برر بعض أشكاله حتى وقت قريب بفعل وجود الفقر واليأس والبؤس وبمجموعها هي اسباب تحث بعض الناس على الترويع لتغييرات جذرية للمجموعات المضطهدة أو لشعوب بأكملها, غير انه يجب عدم قبول الأساليب الإرهابية لتحقيق أية أهداف سياسية أو قومية أو دينية كما يجب الحلم أو الافتراض على وجوب توفر دولة أكثر عدلاً من مثيلاتها في العالم فلذلك الاعتماد على توهين الحروب الإرهابية ليست ضروريا ولا يوجد حتى أي تقدم في التغلب على المعايير المزدوجة في العلاقات بين الدول ولا تزال المعايير الدولية المتضاربة.



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكنولوجيا... والمخادعات الناعمة
- السياسة البيولوجية لمذاق الشعوب
- سيناريوهات الموت وايحاءات الخوف
- السيبرانية الارهابية... المشكلة والحل ؟
- استراتيجية الرياضة الناعمة
- الهدر في العقول والأرواح!!!
- الولايات المتحدة الامريكية... والاستراتيجية السيبرانية
- هستيريا اليأس... والأنظمة الخرقاء !!!
- ثالوث الأيديولوجية السياسية
- الإرهاب المعلوماتي... ارهاب جميع المواسم
- فاجعة الابتزاز الشرفي
- الهجينة... حروبا واستراتيجيات
- السيبرانية... حرب عالمية وشيكة
- بين الرقم والاقتصاد... ادركو المستقبل
- شرارة الحقيقة... بين الشعوب والنخب الحاكمة !!!
- وأعدوا... منهجية العاب الفيديو الأمريكية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثاق بيات الضيفي - إرهابية الفشل الإجتماعي