أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - في وداع عامٍ مضى - ظاهرتان شعبيتان فاجئتا الأسلام السياسي !














المزيد.....

في وداع عامٍ مضى - ظاهرتان شعبيتان فاجئتا الأسلام السياسي !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6109 - 2019 / 1 / 9 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظاهرتان من مظاهر المقاومة الشعبية ضد الفكر المنحرف وتسلط احزاب الاسلام السياسي وميليشياتها, برزتا بشكل واضح, ألقتا الرعب في قلوبهم, الأولى حدثت في مدينة البصرة المنتفضة والأخرى كان لها مكان في كل الوطن العراقي, ومسّتا كل ما يعتبرونه غير قابلاً للمساس ولن يجرأ احد عليه... أشرتّا ايضاً الى حدوث تغيّر في المزاج الشعبي, ليس لصالحها :
الظاهرة الأولى هي التظاهرات الشعبية العفوية العارمة في مدن الجنوب وخاصة في محافظة البصرة, وحرق مقرات احزاب الاسلام السياسي الحاكمة المتورطة بالفساد في عدة مدن عراقية, تعتبر معاقلاً لها, وفي مدينة البصرة خصوصاً, بعد احتجاجات شعبية غاضبة.
لاشك ان عمليات الحرق ليست أنجع الطرق لردع تخريب هذه الأحزاب المتنفذة لكيان المجتمع العراقي, ولكن يجب الأعتراف ان شباب البصرة المنتفضين لم يلجأوا الى هذا الخيار الا بعد ان استنفذوا كل الخيارات الأخرى وبعد ان جرى استهدافهم بالرصاص الحي وتسامي العشرات منهم شهداء .. وما تخرصات قيادات الاحزاب المحروقة بوجود اجندات خارجية تقف وراء هذه الافعال, إلا مجرد هراء, لأن احتجاجات أهالي اغنى مدينة في العراق, البصرة وشبابها ضد الفساد واحزابه, لم تأت من فراغ او عن بطر بل عن معاناة مديدة هي اكبر من اي دفع خارجي يحرض شبابها على الانتفاض, بعد ان اصبحت قضيتهم قضية حياة او موت وتسمم الآلاف منهم وعدم توفر ماء صالح للشرب في مدينة الأنهار... عدا غياب أبسط الخدمات التي تشترك في فقرها مع المدن العراقية الأخرى.
اما الظاهرة الثانية فكانت, الرفض الشعبي العام لفتاوى الفتنة التي اطلقها رجال دين مسلمين من الشيعة والسنة ضد مشاركة مواطنينا المسيحيين اعيادهم بل وحتى تهنئتهم بها, والذي تجلى بالرد الشعبي السريع, بتبادل واسع النطاق للتهاني بمناسبة أعياد الميلاد الكرسمس, كان لها مكان في وسائل التواصل الأجتماعي ايضاً, وجرى تزيين اشجار اعياد الميلاد في الشوارع والمحلات وبيوت المواطنين وتبادل الهدايا وانتشرت مظاهر الفرح في كل مكان.. ثم تلتها مساهمة اعداد غفيرة من المواطنين في تجمعات احتفالية ليلة قدوم السنة الميلادية الجديدة لم تشهد البلاد مثيلاً لها, وفي مناطق متعددة من البلاد وفي العاصمة بغداد بالخصوص, ختمت بالألعاب النارية البهيجة, رغم انف التكفيريين.
هناك طبعاً, ظواهر مقاومة لمرامي تأطير المجتمع بأتجاه سلفي مغلق, تقوم بها مؤسسات مجتمع مدني مسجلة رسمياً, ولكن تبقى لهاتين الظاهرتين الجديدتين, موضع الحديث, أهمية معنوية خاصة وبالغة الخطورة, فبالأضافة الى طبيعتهما الشعبية الواسعة وعفويتهما, فأنهما هزّتا كيان الاسلام السياسي من الداخل وهزأت من تسلط احزابه... فهي هشمت كل ما بنته هذه القوى من هياكل قدسية زائفة حول احزابها وميليشياتها ومطلقي فتاواها, وكسرت حاجز الخوف النفسي منها.
لقد تنبهت قوى الطائفية السياسية بعد القضاء على داعش الى مخاطر تصاعد المشاعر الوطنية الجامعة عليها, والى تنامي الوعي الشعبي وتصاعد مظاهر الرفض العام لسياساتها التجزيئية ونهبها للمال العام, مما دفع ببعض شيوخها, لحرف الأنظار عن المآسي الحقيقية التي يكابدها المواطن العراقي, بالحديث عن انتشار الألحاد في اوساط الشباب العراقي, وهو ظاهرة, ان وجدت بالسعة التي يدّعون, فهي لم تنشأ الا من رحم الرفض لنزواتهم ولقيمهم وافكارهم المتخلفة, فالشيْ بالشيْ يُذكر والتزمت الديني يستدعي نقيضه.
وبفتاويهم الأخيرة ارادوا العودة بالوضع المجتمعي الى ايام امجادهم الخوالي.. ايام الأحتراب الطائفي قبل تتويجه بأحتلال ارهابيو داعش لمدن وحواضر عراقية مهمة وابادة اهاليها, لكن المواطن العراقي, ألقمهم الحجر, في رد بليغ, بمشاركته الواسعة بأحتفالات السنة الميلادية الجديدة.
ورغم ان حديثنا يتركز على ظاهرتين عفويتين شعبيتين بأمتياز, لابد من الأشارة الى مُتغير ايجابي, لم يكن في حسبان الأطراف المتحاصصة الحاكمة, ومزعج لها, افرزته السنة الماضية 2018... اتخذ طابعاً سياسياً حزبياً تلتقي منطلقاته واهدافه مع التطلع الشعبي الى التغيير, وهو ظهور " تحالف سائرون " وبرنامجه الواعد الداعي الى نبذ المحاصصة كنهج وبرنامج, وتبني بديل جديد ... برنامج الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الأجتماعية, والذي له أمتداد مؤثر في مجلس النواب الحالي بعد فوزه بأكبرعدد مقاعد في الدورة البرلمانية الجارية.
لا ندعي ان " الدنيا گـمرة وربيع " ولا حتى ستصبح كذلك في المدى القريب ولكن عملية الصراع مستمرة, وعلى قوى التغيير ان تحسن ادارتها !
ان هدف تحويل الأمكانية الى واقع, هو ما ينبغي ان يدفع كل القوى الوطنية والديمقراطية الحقيقية الى التضافر من أجله والظفر به !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة الوطنية ودائرة الولاءات
- عادل عبد المهدي - انقلاب على الذات ام إذعان للإملاءات ؟
- زيارة السيد البارزاني للعاصمة بغداد... لا جديد !
- تسييس قضية سمك مسيّس !
- افتراءات ما قبل الأستيزار !
- الى أين يدفعون بالوضع في البلاد ؟
- هل ستقوم للعراقيين قائمة ؟
- - المحاصصة المحسنة - بعد - المحاصصة المتوحشة - لن تمرْ!
- قرارات العبادي - اجراءات عقيمة لسلطة عنينة !
- حكومة الصدر الأبوية و - تحالفات الباطن - * !
- الأنقلاب المقتدائي والحرب الأهلية
- العراقي انتخب... العراق انتحب !
- الصوم عن الكهرباء... فضيلة !
- تغييب كهرمانة لدواعي انتخابية !
- تصفير غفلتنا السابقة لأستغفال قادم !
- الدعاية الانتخابية المسبقة... فساد ما قبل الفوز !
- هل من لمسات مافيوزية في الانتخابات البرلمانية ؟
- في العراق - التكفير والتخوين يمضيان معاً كتفاً بكتف !
- غوبلز معمم !
- النائب عباس البياتي ليس استثناءاً !


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - في وداع عامٍ مضى - ظاهرتان شعبيتان فاجئتا الأسلام السياسي !