أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير زين العابدين - الدولة ونظام الحكم والإصلاح














المزيد.....

الدولة ونظام الحكم والإصلاح


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 04:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظام الحكم (السلطة) هو أحد مقوّمات الدولة, التي يكون مقوّمها الأساسي هو الشعب, وهو الذي تبني عليه باقي المقوّمات.

هم المواطنين الذين يعيشون في الدولة, وهم أصحاب جميع مؤسساتها وثرواتها, ويرتبطون فيما بينهم بروابط التاريخ والعرق والأصل والثقافات والعادات.

يعيش هذا الشعب علي الحيز الجغرافي وهو (المقوم الثاني) للدولة, شاملا الأرض والجو والمياه الإقليمية والمواد والثروات الطبيعية الموجودة في أنحاء هذا الحيز.

ثم تأتي القوانين والأعراف السائدة التي أقرها الشعب في هذه الدولة (كمقوم ثالث) لتعمل علي تنظيم شكل وإطار السلطات والفصل والتنسيق بينها لضمان إعطاء الحقوق لجميع أفراد الدولة, بالإضافة إلى الضمانات الأساسية لهم.

ثم يأتي أخيرا نظام الحكم الذي يختاره الشعب بحرية كاملة, مفوّضا لإدارة شؤون البلاد ومواردها الطبيعية في إطارها الشرعي المستمد من الدستور والقانون, ليكون واجبه الأساسي هو الدفاع عن الدولة وترسيخ العدالة وحفظ الحقوق والأمن العام وتوفير الخدمات العامة لكل فئات الشعب وتوفير الظروف الملائمة للعمل والإنتاج, بما يحقق لهم الحياة الكريمة ويرقي بمستواهم الاقتصادي والإجتماعي والثقافي.

إذن فمن الخطأ أن تختصر الدولة في جوهرها لتقتصر علي مفهوم نظام الحكم, الذي تنعدم قيمته دون المقومات الأخري للدولة, فبلا شعب وأرض لا حاجة لهذا النظام, وعندما تقيّم الدولة يستند تقييمها علي ما يتحقق لهذا الشعب من حياة طبيعية كريمة آمنة, ومدي ما يتحقق له من تقدم ورقي.

وفي إطار ترسيخ العدالة, وكمهمة رئيسية لنظام الحكم, يجب أن تتحقق لكافة فئات الشعب الفرص المتكافئة للإستفادة بالحيز الجغرافي والموارد الطبيعية, ولا توجه خيراتها لصالح فئة معينة, فلا تعلو فئة علي أخري إلا بمقدار ما يبذل من جهد حقيقي, وليس بسبب اقترابها من نظام الحكم أو بسبب تفشي الفساد والسكوت عنه.

كما يجب أن نعلم أنه لا يوجد شعب فاسد أو كسول, فنظام الحكم هو المسؤول عن السيطرة وممارسة السيادة وتطبيق القانون علي الجميع دون إستثناء, وعليه أن يتخذ من الإجراءات ما يضمن انتظام العمل ومحاسبة المخطئين, وتنظيم العلاقة بين أصحاب العمل والعاملين بشكل متوازن, وهكذا يكون الفساد أو الكسل أو ضعف الإنتاج هو خطأ النظام ومسؤوليته الكاملة.

أخيرا وهو الأهم فإن إصلاح الإقتصاديات الضعيفة ورفعها لا يعني ضبط طرفي الموازنة العامة, والاستدانة واهلاك الأموال والموارد الطبيعية بالتوسع في الأعمال الإنشائية لمدن وعقارات وطرق وأنفاق (الا بالقدر الضروري والملح), فهي بطبيعة الحال ليست الأساس الذي يؤدي الي زيادة الإنتاج وتعظيم الموارد, وتأتي كمرتبة تالية في الأهمية بعد ضبط عملية الإنتاج والتوسع فيها.

الإصلاح الإقتصادي يعتمد بشكل أساسي علي الفرد والآلة والموارد المتاحة ونظام العمل, وفي هذا يجب التركيز علي تطوير المنظومة متكاملة, وفيها يشكّل تأهيل ورفع قدرات الأفراد علي الإنتاج, وتحسين ظروف معيشتهم العنصر الأساسي لبدء عملية الإصلاح, ولا يعقل أن يحمّل الأفراد في الطبقتين المتوسطة والفقيرة بأعباء إضافية تثقل كاهلهم, وهم المنوطين بعملية الإنتاج, ثم يطلب منهم مزيد من العمل ومزيد من الانتاج, في ظل ظروف معيشية صعبة.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقا لا كهنوت في الإسلام؟
- أي استنارة وأي وسطية في الأزهر؟
- الإسلام السياسي
- الفجوة بين الأديان والعلم تزداد إتساعا
- المعركة الخاسرة للأساطير
- الحب.. خطأ لغوي
- المشروع القومي وليس البطل القومي
- بالعقل يا فضيلة الإمام
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح مفاهيم تحتاج للتدقيق
- جمهورية مصر المصرية
- شيخ الأزهر لا يرغب في التجديد
- الناس علي دين ملوكهم
- كونوا رجالا بحق
- لتجارة المغشوشة
- تزوير التاريخ
- العبرة لا بعموم اللفظ ولا بخصوص السبب
- كيف أكون نفسي
- الإنسان بين عبودية السيد وعبودية الأديان
- آدم والإنسان ( الجزء الثاني)
- آدم والإنسان ( الجزء الأول )


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير زين العابدين - الدولة ونظام الحكم والإصلاح