أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد كروم - انثروپولوجيا ... قادسية الاصنام البشرية ج 2















المزيد.....

انثروپولوجيا ... قادسية الاصنام البشرية ج 2


خالد كروم

الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 21:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنشأوني برجوازيا"..... لكني أحببت خبز البسطاء...... وشايهم وملابسهم الواقعية ......ثم علمتني الفيزياء الكفر بالأصنام البشرية ..... وعدم الخنوع للقدر.....

الاصنام البشرية لايقدسها الا من في قلبه مرض...... فزادته تلك الاصنام مرضا فوق مرضه .....اما القدر فهو يتنافى تماما مع التجربة البشرية في العمل .....

وخلق كل شئ جديد كل يوم .....وهو لايليق الا بالامم المغلوبة على امرها بالاوهام والوهن ..

هذه الأصنام في مجتمع اعتاد على عبادتها والانسياق خلفها والتبرك بها .... ووجود قدسية الأصنام البشرية .....وتحريكها لخدمة مصالح المحتل والمستعمر....لتكسير صنمية وقدسية وإلوهية ... الاصنام البشرية ....؟

لإظهار حقيقة ... الاصنام البشرية ....والتافهة والجاهلة والمضرة والمخدرة للمجتمع وهي تشترك مع أصنام الحجر بأنها تعبد من دون الله.....ولكن تفترق عنها بأنها تمتلك المكر والخديعة والتزييف والانتهازية ....

اختصاصي هندسة التاريخ جعلني اتبحر في العلوم والرياضيات للإديان الإبراهيمية ....فأصبحت ابحث عن قوانين فلم اجدها لمعادلات القدر والاصنام.....

الفرد هو رمز من حيث القيمة ... لكن ليس فرد بشكل معين فلان الفلاني ...وهذا مباشرة ياخذنا لايكور كون و الأنا الصنفية ..(( Categorical I )) ....وكال تلعب دور ضخم ...عندهم تلعب دور ضخم وبالشرق الأوسط همين ...

إضافة الى أن المهاجرين والمهجرين يبحثون عن الطعام والجنس .....وليس عن الأمن والأمان فقط ......فهم يبحثون عن دول أو بقاع تتوفر بها هاتان الصفتان خاصة ...

وهذا هو تفسير ...(("هجرة مجاعة الشعوب الإسلامية")).... مؤخرا والتي أشبعتها ميركل في أورپا ... الطبقة الأولى تزعزعت ......وذلك يختلف عن أغلب هجرات الشرق أوسطيون فهي لم تكن بسبب الجوع.....

والذي نلاحظة أن إنهيار الطاغية في شعوب الشرق الأوسط..... يؤدي لتحطيم تلبية كل الحاجات او كل الخدمات بالكامل حيث تنهار كل المنظومة بانتظار تكوين او نمو طاغية جديد.....

واصبح تقديس الشخصيات العامة اشبه بالعبادة ......فمن غير الممكن ان تقوم بالتشكيك في فكرة او رأي شخصية عامة سواء سياسية او دينية او تاريخية.....

فالتعصب الاعمى والجهل ..(( المستحكم))... والانجراف خلف تلك الشخصيات اصبح موضوعاً يثير الشك..... فهل فعلا" اصبحوا الناس يعبدون هؤلاء البشر حتى انك لاتستطيع انتقادهم...!

ونجد الكثير من الاسئلة على والتي تنم عن جهل وتخلف ورجعية .....فحتى ابسط امور الحياة ...(( على حسب قولهم)).... تحتاج الى فتوى او مرجع او حتى مستشار صوري....!

عقول مغلقة لاتفكر الا بالجهل حتى انهم يستأذنون من هؤلاء ليفكروا قليلا ......وليس من حقهم ان يسألوا سؤالاً ...!! او يفكروا في ابسط الامور او حتى التشكيك في بعض النظريات القديمة التي لايمكن لعقل بشري تصديقها.....

والمشكلة الحقيقية أنهم اكثر من يضحكون على عبدة الاصنام الحجرية .....ولا يشعرون بانهم عبدة اصنام بشرية متشابهون مضموناً وشكلاً.....

وما الفرق بين الامس واليوم سوى ان الشكل قد تغير فقط..... حيث اصنام الامس كانت تصنع بالايدي......واصنام اليوم تصنع بالافكار والعقول الضعيفة فاخذت هذه الاصنام تستعبد العباد وتمتلكها.....

ليس عن رضا بل خوفا على المادة وحب الدنيا.... والخوف من السخط عليهم فتراهم يعملون على كل ما يرضي هذه الاصنام عن طريق الواسطات والمحسوبيات...... وما دون ذلك التي تضع الانسان بما لا يلائم مكانته الاجتماعيه ....مما يضر بالمصالح العامة وكل ذلك من اجل بقاء الاصنام تعبد.....

الا تعلم هذه الاصنام ان كثيرا من الاصنام في الايام الغابرة قد اندحرت كما اندحرت اصنام الحجارة في العصر الجاهلي المزعوم.....؟ الا يعلموا ان التاريخ سيحاسبهم على ما اقترفوه بحق شعوبهم واوطانهم....؟

فهو ما نعيشه في بلدان الشرق الأوسخ ......وشمال أفريقيا المتسخ الممسوخ التاريخ و الهوية.....واصبح الانجراف خلف هذه الفئات امراً مخيفاً .....حيث ان عدداً كبيراً منهم يعتقدون بقدسية البشر سواء الاموات منهم او الاحياء....

والعبد يحتسب الأمن أمان ... والأمن ليس أمان.....ففي داخل الزنزانة يحصل العبد على أمن لكن ليس الأمان .....بدأ النقص يعتري الصعود في هرم ماسلو ...الجلاد يقدم الطعام والملبس لذا تم صعود درجة ...


الدرجة الثالثة الهوية ... الانتماء موجود لمعشر العبيد ....بعد ذلك الإقدام = ((self esteem )) ...موجود بشكل معشري ... جمعي لا فردي.....بالنتيجة قمة الهرم هي التي تحوي بصمة الاصبع للفرد فقط....


والطبقتين في الوسط يكون الفرد .... هو عنصر فردي لكن لا تشترط وجود الفردانية ... الفردانية ..((individualism )) ... الفردية ..((individuality )) ... (( Maslow s hierarchy of needs)) ...


ماذا يبقي العبد داخل المنظومة ....؟

- الخوف من العقاب....

- الخوف من خسارة الطبقة الأولى..... وهي الطعام والجنس والمأكل....

- الكسل ...(الادمان)....

- الخداع الذاتي ... الاقتناع الزائف...

- عدم ولادة الذات في الفرد....

- التماهي في معشر العبيد...

- قمع المعشر للفرد لابقاءه داخل المعشر...

من جهة أخرى نجد المنظومة الشيوعية او الاشتراكية لا تستطيع الصعود لقمة الهرم..... حتى لو لم تحتوي على طاغية او جلاد في الحكم..... لان قمة الهرم هي السماح بالأنانية للفرد ... أي أن تكون له فردانية ...

فإن التاريخ ينقل لنا كوارث من التعصب تمت في أوربا..... فقد اندلعت حمى مجنونة في القرن السادس عشر على مستويين ....

الأولى قام بها البروتستانت عام 1529 م في سويسرا وهولندا وألمانيا تحت شعار:_ أيها الصنم إن كنت إلها كما تدعي فدافع عن نفسك.....؟ وإن كنت بشراً فيجب أن تنزف دماً بالتصفية الجسدية....

كل ظنهم أن الوثنية هي في التماثيل والصور كما يفعل السلفيون عندنا وفي كل دين..
ويعلق ...((بيتر يتسلر Peter Jezler)).... مدير المتحف التاريخي في ....(بيرن).... هل كان ما فعلوه جنوناً أم إرادة الله حقاً كما يزعمون....؟

وختم كلامه.... (( إنه سؤال للضمير في أوربا المسيحية والعالم الإسلامي))..... (1)...

والمهم أن أعظم التحف الأثرية في الشمال الأوربي تم نسفها نسفاً..... بحيث يتحسر عليها الباحثون اليوم.....

وعاصر هذا المرض من التعصب الفيلسوف الإنساني ...((ايراسموس Erasmus von Rotterdam))..... ووصف تلك النزعة التدميرية: _ (أنها تشبه تدمير طروادة في العصرالقديم)....

وأما التدمير الثاني وكان أشد هولاً وأعظم مساحة .......فكان لحضارات العالم القديم على يد عصابات من لصوص الأسبان حيث لا تعلم أوربا ماذا يحدث هناك.....

ووصف الفيلسوف والمؤرخ الألماني شبنجلر ما حدث بهذه الأسطر المأساوية:_

فحضارة المايا لم تمت جوعاً بل قتلت قتلا وهي في أوج ازدهارها.... ودمرت كما تدمر زهرة عباد الشمس إذا ما قطع أحد المارة تاجها.....

فكل دول الازتيك بما فيها من قوة عالمية وأكثر من اتحاد...وبما لها من حجم موارد أضخم بكثير من موارد الدول الإغريقية والرومانية في زمن هانيبال.....

ونظام مالي أعد بعناية..... وتشريع بلغ درجة رفيعة من التطور..... وأنظمة إدارية لم يحلم بها حتى وزراء شارل الخامس...... وثراء عريض في الآداب واللغات...... ومدن عظمى ذات مجتمعات متأدبة ولامعة ذهنية، مجتمعات لا يستطيع الغرب أن يقدم مجتمعا واحدا يضارع هاتيك.....

أقول كل هذه الدول وبكل مالها من أرصدة حضارية لم تندثر نتيجة لحرب يائسة...... بل إنما جرفتها خلال سنوات قليلة..... عصابة ضئيلة العدد من اللصوص.....

ودمرتها تدميرا جعل الآثار التي خلفها السكان بلهاء لا تحتفظ حتى بأي ذكرى عن تلك الحضارة...... فمن المدينة العملاقة ...((تينو شتتلان))..... لم يبق حجر واحد لم يغيبه الثرى في أحشائه...!!

وأذعنت العناقيد من مدن المايا العظيمة التي شيدت في غابات ...((يوكاتان العذراء)).... لهجمات نبات الأرض..... واستسلمت لها استسلام من فترت همته وخارت عزيمته......

ويبقى السؤال لماذا استطاع الطغاة اعتلاء ظهور شعوب بأكملها وسوقها إلى الحروب والكوارث من كل صنف.....؟ فمنذ خلق وجود البشريه ىظهور رجال مقدسين يحكمون من وراء الستار الذين وضعوا خدماتهم للحكام ومساعدتهم في حكم الشعوب بالحديد والنار ....

هؤلاء من فقهاء السلاطين الذين خوفوا الناس من التعرض للحكام والمستبدبن من ان نار جهنم مصيرهم ..... فهل بعد هذا نتوقع منهم كسر الاصنام الحجريه والبشريه... ؟

هؤلاء هم جذور الشر التي استحكمت في عقولنا الباطنيه ولن نستطيع الفكاك منها ومنطقتنا ...!!

نعم هناك من البشر من نقدس اعمالهم .....وانجازاتهم واكتشافاتهم التي ساعدت العالم وقامت بتسهيل سبل المعيشة....... بغض النظر عن اجناسهم وألوانهم ودياناتهم وأنسابهم كالعلماء المخترعين...... وأصحاب العقول النيرة والحكماء والفلاسفة .....

ولكن للاسف اتخذ البعض الفاشلين والجاهلين والمجرمين قدوة لهم والتعصب المرير في الدفاع عنهم والاستماتة لحماية فسادهم وخرابهم...... فنراه قد عمل على صناعة الاصنام البشرية ....والتي تتمثل بالانظمة السلطوية العربية السائدة في ايامنا.....

ةلن يسمحوا لك ولن تسلم من شرهم وانتقامهم لأنهم يؤمنون بالتعددية الالهية.... وهم لايشعرون .....

فالجهل الذي يلحفون عقولهم به هو دمار فعلي سيؤثر سلباً على الاجيال القادمة وسينتشر ويتفاقم خلال فترة بسيطة....... فالحذر من مقدسي البشر وعابدي الاصنام البشرية لانهم قنبلة موقوتة....!

المراجع :_

(1) مجلة در شبيجل الألمانية ـ العدد 11 تاريخ 12 - 3 - 2001 م ص 223 عنوان المقالة هل أنت اله إذن دافع عن نفسك؟

(2) كتاب (الطاغية) الدكتور إمام عبد الفتاح إمام وهذه الفقرة والتي بعدها للورد اكتون من نفس الكتاب نشر مدبولي ص 49

(3) كتاب (فلسفة الكذب) ـ محمد مهدي علام ـ مكتبة التراث الإسلامي ـ ص 69.



#خالد_كروم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انثروپولوجيا ... التنبوء دعاء الخائفين من الخوف والتعذيب ج 1
- البوذية والألهة الواعية ....؟؟!!
- ثغرات وتناقضات في التاريخ الإسلامي _والشيزوفرينيا والإعتقاد ...
- أغراض ألهية ومحاولات فهم الأله المختفي .....؟؟!!
- المرأة الملعونة في الإسلام
- انتظار المخلص الإلهي لأصحاب الإديان الإبراهيمية والثورة العق ...
- نادية الايزيدية من دعش الى نوبل وكراهية العرب للفرعونية والس ...
- قراءة بين أسفار التوراة واصحاحات الانجيل والنصوص القرآنية وا ...
- فقهاء الإرهاب والنمو الفكري الديني للفيلسوف لوك
- المبادئ الفلسفية للرد علي السلفية الإسلامية
- إشكالية المرجعية بين العدم المطلق الفلسفي
- حرب الآلهة فى الأساطير القديمة والإديان الأبراهيمية ج1
- بين الإسلام والمسيحية الانتظام والاضطراب
- انثروپولوجيا إله الموت وعشوائي السلوك
- مريم المجدلية والقصة الخرافية فى أنثروپولوجياً الإديان الإبر ...
- دموية الإديان الأبراهيمية فى إبادة الشعوب الضعيفة
- الحقيقة الفلسفية المطلقة وجذور الأسطوري الديني
- الأنقاض الأوغاريتية والبعل السوري _ وقصة تدمير الحضارة السور ...
- الاديان الإبراهيمية وفلسفاتها....ج 6
- الاديان الإبراهيمية وفلسفاتها....ج5


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد كروم - انثروپولوجيا ... قادسية الاصنام البشرية ج 2